السعودية: مطربو الأفراح ينافسون «الطقاقات» داخل الصالات النسائية

بدعوى الخروج عن المألوف

TT

تشهد الأفراح والمناسبات السعودية عادات وظواهر بات يعتبرها المجتمع أساسية لا يكتمل الفرح من دونها كظاهرة «الطقاقات» و«الدي جي» ومؤخراً مطربي الأفراح من الذكور الذين باتوا ينافسون المطربات في إحياء ليالي الفرح داخل القاعات المخصصة للنساء عقب تزايد الطلب عليهم من قبل العديد من الأسر في مدينة جدة. تقول بيان م. التي تزوجت منذ شهرين إنها لم تدع «طقاقة» أو مطربة أفراح لتغني في حفل زفافها، بل اكتفت بمطرب فقط، معللة ذلك بحب التغيير، وقالت «نحن دائما نبحث عن التجديد والتغيير والخروج عن التقليد، حتى يكون الفرح مميزاً كما أن الصوت الرجالي في الغناء أجمل ويعطي إيحاءات أن الزواج مرتب ومتعوب عليه». فيما يرى علي الحربي أن حفل زفاف شقيقته الذي سيقام في الصيف القادم لن تحييه مطربة كما هو معتاد، بل سيحل مكانها مطرب يؤدي الأغاني من قسم الرجال ويتم إيصال صوته فقط إلى قاعة النساء عبر السماعات بناءً على رغبة المدعوات، مضيفاً أن هذا ما يحدث في معظم الأفراح حالياً بحيث يكون هناك مطرب واحد يغني عند الرجال والنساء.

وعند سؤال مطرب الأفراح «فضل عدم ذكر اسمه» حول مزاحمتهم لمطربات الأفراح في صالات النساء، قال «أصبحنا هذه الأيام نتلقى طلبات للغناء في الأفراح النسائية فقط طبعاً ليس من داخل صالة النساء، وإنما من خلال غرفة خارجية مستقلة خاصة بالرجال، وفي بعض الأحيان نقوم بالغناء للقاعتين النسائية والرجالية عن طريق إيصال السماعات والأجهزة إلى قاعات النساء». ونفى مزاحمتهم كمطربين للمطربات وقال «نحن لا نزاحم المطربات بل هي منافسة، وهذا يحدث في كل مجال، مع احترامي الشديد للجميع من فرق مطربات ودي جي، فالتغيير والتجديد والإبداع مطلوب دائما في مجالنا حتى نتماشى مع ما يرضي الأذواق، وأنا أحب التغيير والتجديد من خلال تقديم أحدث الأغاني واستخدام أحدث الأجهزة الموسيقية وتغيير طريقة العزف على العود والأورج وغير ذلك حتى نتماشى مع العصر ونتمكن من جذب الجمهور».

وحدد قيمة ليلته مع فرقته قال «أسعارنا ثابتة لا تتغير بالنسبة للغناء في القاعات النسائية أو الرجالية حيث تتراوح بين 10 آلاف إلى 20 ألف ريال داخل المملكة، ودائما ما نقيم حفلات خارج المملكة بنفس القيمة مع تأمين السكن والمواصلات».

وعلى الرغم من هذا التوجه تظل قيمة الحفاظ على العادات هو السائد، حيث لا تزال فرق «الطقاقات» أو مطربات الأفراح هي من تقوم بالغناء داخل الصالات النسائية في السعودية. وكانت تلك الفرق تتكون من 8 أو 9 نسوة يقمن بالضرب على الدفوف «الطيران» ويرددن خلف «الطقاقة» الأهازيج والأغاني، ثم تطور أداء الفرقة حيث أصبحت «الطقاقة» تصحب معها آلات موسيقية كالعود والأورج الذي يمثل فرقة موسيقية متكاملة، يتولى العزف عليه رجل يصاحب المطربة لكنه يتواجد في غرفة خارجية تأكيدا لخصوصية مجتمع النساء، وهذا قاد إلى التخلي عن بعض أعضاء الفرقة حتى وصل عددهم إلى شخصين هما المطربة وعازف الأورج، والذي قد يشارك في أغنية دويتو مع المطربة وبينهما حاجز المكان. ووجدت المطربات أن المدعوات غالبا ما يستمتعن بهذا الثنائي، مما زاد من إقبال المطربات للجوء لهذا النوع من الثنائية حتى تطور الموضوع، وبات مطربو الأفراح يزاحمون المطربات على الغناء داخل صالات أفراح النساء، حيث ينفرد المطرب بالغناء في صالة النساء دون المطربة.