الأزمة الاقتصادية وإنفلونزا الخنازير وغياب نجوم الشباك تحاصر موسم أفلام الصيف في مصر

«بوبوس» يطارد «السفاح» و«إبراهيم الأبيض» و«دكان شحاتة».. وغياب «ندل بـ100 رجل» لاعتراض الجهات الأمنية عليه

TT

مبكرا.. وعلى خلاف العادة التي جرت، أن يبدأ الموسم السينمائي الصيفي في مصر منتصف شهر يونيو (حزيران) من كل عام، موعد انتهاء امتحانات المدارس والجامعات، حيث إن الطلاب هم الجمهور الأساسي لدور السينما في الصيف، يبدأ الموسم السينمائي في مصر يوم 14 مايو (أيار) بفيلم «دكان شحاتة» الذي يعد أول بطولة سينمائية للمطربة اللبنانية هيفاء وهبي ويشاركها البطولة غادة عبد الرازق وعمرو سعد ومن إخراج خالد يوسف.

ولعل السبب الرئيسي وراء تبكير بدء الموسم السينمائي الصيفي هو حلول شهر رمضان المبارك في الثلث الأخير من شهر أغسطس (آب) القادم، وهو ما يعني اختصار شهر من مدة الموسم.

ومن أبرز ملامح الموسم الجديد هو غياب ثلاثة من نجوم الشباك، القادرين على جذب الجمهور وهم محمد هنيدي، الذي فضل عدم دخول السباق الصيفي، خاصة بعد أن استرد قمة الإيرادات بفيلمه الأخير (رمضان مبروك أبو العلمين حمودة)، ومحمد سعد الذي واجه فيلمه الأخير (بوشكاش) إخفاقا خيب ظن سعد الذي حقق نجاحا كبيرا من خلال شخصية (اللمبي) التي قدمها في أكثر من فيلم.

أما النجم الثالث الذي يغيب عن سباق الصيف هذا العام فهو كريم عبد العزيز، الذي توقف تصوير فيلمه (ندل بـ100 رجل) أكثر من مرة لاعتراض الجهات الأمنية عليه، حيث يتناول قصة ضابط مخابرات مصري يطارد عميلا للمخابرات الإسرائيلية.

أما الفيلم الثاني الذي سيقتحم دور العرض السينمائي هذا الصيف فسيكون (عمر وسلمى 2) بطولة المطرب تامر حسني ومي عز الدين وعزت أبو عوف، ويعرض ابتداء من يوم 19 مايو (أيار) الجاري، وهو الجزء الثاني من فيلم (عمر وسلمى) الذي حقق نجاحا عند عرضه قبل عامين.

يلي ذلك فيلم (إبراهيم الأبيض) بطولة أحمد السقا وهند صبري وعمرو واكد وإخراج مروان حامد والذي سيعرض في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.

ويشهد شهر يونيو (حزيران) المقبل صراعا بين نجوم من العيار الثقيل على إيرادات شباك التذاكر، حيث يبدأ الشهر بعرض فيلم (الفرح) بطولة السورية جومانا مراد وصلاح عبد الله وخالد الصاوي وحسن حسني وإخراج سامح عبد العزيز. ويعتمد الفيلم على نجاح فيلم (كباريه) حيث تمت الاستعانة بنفس فريق العمل، كما تدور أحداث الفيلم كلها في ليلة واحدة.

ويلي ذلك فيلم (بدل فاقد) بطولة أحمد عز ومنة شلبي ومن إخراج أحمد علاء، ويقدم عز في الفيلم شخصيتين متناقضتين الأولى شخصية ضابط شرطة والثانية تاجر مخدرات، ويرصد العمل قضايا إدمان الشباب.

ومع حلول منتصف الشهر، يقتحم النجم عادل إمام الساحة بفيلمه «بوبوس»، الذي سينتهي من تصويره بحلول الأسبوع المقبل، ويشاركه البطولة فيه يسرا وأشرف عبد الباقي وإخراج وائل إحسان، ويدور الفيلم حول الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على رجال الأعمال.

وقبل نهاية شهر يونيو، ينزل هاني سلامة إلى الساحة السينمائية بفيلمه «السفاح» الذي يعد أول تجربة للفنان خالد الصاوي في التأليف السينمائي، كما يشارك الصاوي أيضا في بطولة الفيلم مع نيكول سابا ويخرجه سعد هنداوي، وتدور قصة الفيلم حول جريمة واقعية عرفت باسم قضية «سفاح المهندسين».

ومن أفلام شهر يونيو فيلم «احكي يا شهرزاد» بطولة منى زكي وسوسن بدر وحسن الرداد وإخراج يسري نصر الله الذي يرصد واقع المرأة المصرية من خلال مقدمة برامج تستمع إلى مشكلات الزوجات مع أزواجهن.

ويشهد شهر يوليو المقبل عرض فيلم «عقبال عندكم» للنجم أحمد حلمي الذي تسير إيرادات أفلامه الأخيرة بثبات نحو القمة، وتشاركه بطولة الفيلم الوجه الجديد رحمة ويخرجه أحمد نادر جلال.

يعقب ذلك فيلم «طير أنت» للفنان أحمد مكي ويشاركه البطولة لطفي لبيب وماجد الكدواني ودنيا سمير غانم وإخراج أحمد الجندي.

وإلى جانب الأفلام السابقة، التي تحدد موعد عرضها، تبقى بضعة أفلام انتهى تصويرها أو كاد، ولم يتحدد بعد موعد عرضها مثل فيلم «الرجل الغامض بسلامته» للفنان هاني رمزي ونيللي كريم وإخراج محسن أحمد ويتحدث عن العوائق التي تقف أمام الشباب لتحقيق طموحاته، وفيلم «بنتين من مصر» بطولة زينة ورولا محمود وصبا مبارك، وتأليف وإخراج محمد أمين، ويناقش قضية العنوسة، وفيلم «ابقى قابلني» بطولة المطرب سعد الصغير ومها أحمد وروجينا ومحمد شرف وإخراج إسماعيل فاروق، الذي يناقش قضية تعامل المجتمع مع السجناء بعد الإفراج عنهم، وفيلم «الحكاية فيها منة» للمطرب إيساف وبشرى ولطفي لبيب وعايدة رياض ولارا، وإخراج ألفت عثمان في أولى تجاربها الإخراجية.

وتشير توقعات معظم نقاد السينما عن موسم صيف 2009 للسينما المصرية، إلى أنه الصيف الأخير للسينما المصرية، وذلك لأسباب عديدة أهمها دورة الشهور الهجرية التي تدفع بشهر رمضان إلى منتصف الصيف فتقتطع من موسم الإجازة الصيفية شهرا بأكمله، أما السبب الثاني فهو الأزمة الاقتصادية التي تدفع كل الأسر لترشيد نفقاتها، أما آخر الأسباب فهو مرض إنفلونزا الخنازير الوافد الجديد الذي وضع كل منتجي السينما أمام كارثة محققة تهدد أي احتمال بتحقيق إيرادات تعوض ما تم صرفه على هذه الأفلام، والذي يقدر بأكثر من 150 مليون جنيه مصري، حيث إن كل النصائح الطبية التي تتردد هذه الأيام تحذر من التواجد في التجمعات المغلقة وقاية من الإصابة بالمرض الخطير، فمن سيقامر بنفسه وأسرته ليدخل السينما في ظل هذا الجو المرعب؟!.