فارس كرم: الساحة الفنية «مخلوطة» ولا أحد يتربع على عرش الغناء

اعتبر نفسه لا يساوي قرشا.. وأنه اعتاد الاغتسال بـ«الكيلة»

فارس كرم («الشرق الأوسط»)
TT

«أغنية التنورة» أطلقته في عالم الفن، فثبت خطواته وجعلته نجم لبنان الأول في الأغنية البلدية. فارس كرم، الذي أمضى حتى اليوم أكثر من عشر سنوات يكافح للوصول إلى أعلى درجات سلم الشهرة، ها هو اليوم يحقق هذا الحلم الذي راوده منذ زمن، فحصل على اللقب وأصبح فارس الأغنية اللبنانية عن حق.

ويقول فارس عن سبب تأخره في حصد كل هذه الشعبية: «لم أتأخر، بل وصلت في الوقت المناسب، إلا أن محاربتي من جانب البعض أخرت وصولي إلى قلوب الناس وإثبات هويتي الفنية. لم أشأ أن أقلد الآخرين، وأغني التركي واليوناني عندما غزت تلك الموجة الساحة الفنية في فترة ما، فتشبثت بالكلمة واللحن اللبنانيين وأسست لونا خاصا بدءا بـ(التنورة) و(العكازة)، وصولا إلى (شارع الحمرا)، وهي أغانٍ تحاكي الناس عن قرب وبلغتهم، فأحبوها ووصلت بفضلها إلى ما أنا عليه اليوم».

ويوضح: «بالطبع غنائي اللهجة اللبنانية منعني من غناء الألوان الأخرى كالمصري والخليجي، ولكني تمسكت بالوصول إلى العالم العربي بالأغنية اللبنانية وحققت هدفي، فأنا فخور بأصولي وبلدي».

ويقول فارس كرم: «لقد قدمت حتى الآن خمسة ألبومات استخدمت فيها السهل الممتنع، فصعدت السلم بخطى ثابتة وفي قالب لبناني صرف». وعما إذا كان قلقا على مستقبله يرد: «بالتأكيد أنا قلق وخائف، ولذلك أحاول القضاء على هذا الشعور بالأعمال الجيدة، لا بكمية كبيرة، فالعدد لا يهم، بل حسن الاختيار. وقريبا ستسمعون أغنية (الغربة) التي سأقدمها فردية، وسيكون وقعها دون شك جيدا. وهي من كلمات ياسر جلال وألحان روجيه خوري».

ويؤكد فارس كرم أن الأغنية التي لا تموت هي التي تحكي الواقع وتنبع منه، ويضيف أنه عادة ما يختار «الكلمة البسيطة الخفيفة الظل، فتخرجك من روتين الحياة اليومية وتضعك في قالب فرح على الطريقة البلدية».

ويصر على ذكر بعض كلمات أغنية «الغربة» التي تقول: «الله يلعن الغربة شو سوّت بحالي، مرنا ومرمرتلي قلبي وسرقت مني الغالي... ويلي ويلي عايش عالشمعة مهموم عم بتحمم بالكيلة».

ويعلق على كلمة «كيلة» بقوله: «هي تعني لي الكثير، فأنا ابن القرية اللبنانية البسيطة واعتدت أن أستعمل الكيلة (وعاء صغير للاغتسال). ولا أخجل من القول إنني أحملها أحيانا معي في سفري وتنقلاتي لأني أتفاءل بها وتذكرني بجذوري التي أفتخر بها».

ويصف كرم نفسه اليوم بكلمات قليلة ويقول: «أنا لا أساوي قرشا، أنا لا شيء... مجرد مغنٍّ بسيط ينقل أحاسيسه إلى الآخرين بواسطة الكلمة الملحنة، ولن أكون يوما بين العظماء».

ويعتبر أن سر نجاحه يكمن في محبة الجمهور له، وهذا هو الكنز الذي يخاف عليه. وردا على انتقاد البعض له بخصوص تكرار نفسه وأسلوبه في الغناء، يقول كرم: «أنا في حالة تطور دائمة، أغير المواضيع وأبحث عن الكلمة النابعة من الواقع والتي تحاكي البسطاء، وأعتبر أن وراء كل عمل ناجح حسن الاختيار، فلا شركة إنتاج ولا تلفزيون ولا أي وسيلة أخرى باستطاعتها إنجاح أغنية أو مطرب»، مستشهدا بالمثل المعروف «ما حك جلدك مثل ظفرك».

ويرى كرم أن هجوم بعض الفنانين على استوديوهات أو مواهب موسيقية غير لبنانية لا يعني أن «هناك نقصا في لبنان، فهو يزخر بأصحاب الاحتراف في هذا الإطار، بدءا من اللحن والكلمة، مرورا باستوديو التسجيل، وصولا إلى المرحلة النهائية للأغنية وهي الماسترينغ». وعن ابتعاده عن الأغنية الرومانسية يقول: «أحضر لعمل رومانسي جديد، خصوصا أن أغنية (وعدني) التي أديتها منذ فترة نالت استحسانا كبيرا، لكن الوقت لم يسمح لي بعد بإعادة التجربة».

ووصف الساحة الفنية اليوم بأنها «مخلوطة»، وأن أحدا لا يتربع على عرش الغناء، فكل من يقدم عملا جيدا يبرز ويصيب نجاحا، مضيفا: «لا يوجد عرش أو رسالة في الفن كما يدعون، هناك فقط عمل جيد أو العكس». وينتقد نفسه قائلا بأنه أحيانا يتسرع في تصرفاته، ويكون عفويا وصريحا للغاية، وتجرحه الكلمة النابية فتحوله إلى شخص عصبي. وأكد أنه لا يتكل إلا على ربه ووالديه.

وفي انتظار صدور عمله الجديد الذي يتضمن ثماني أغنيات، فإنه سيقوم بجولات غنائية في عدد من الدول العربية والأميركية، مشيرا إلى أنه شارك في أكثر من مهرجان عربي بينها قرطاج وجرش وهلا فبراير، الأمر الذي يزيده عزما على مواصلة مشواره الفني.