نجوم السينما أبطال المسلسلات الرمضانية

البعض يرى أن التلفزيون له حق عليه.. وآخرون يؤكدون أنه بيتهم الأصلي

احمد عز
TT

ظاهرة جديدة ينتظرها متابعو الشاشة الصغيرة في الفترة المقبلة، حيث أبدى نجوم شباك السينما المصرية حنينا للعمل في الدراما، وخاصة العودة بأعمال رمضانية. تلك الظاهرة لفتت اهتمام بعض النقاد، مؤكدين أن «رمضان المقبل سيكون بطعم السينما»، ولكل نجم وجهة نظر خاصة في العودة إلى العمل في رحاب الدراما مرة أخرى بعد الانقطاع لسنوات.

البعض يرى أن التلفزيون له حق عليه، والآخر يؤكد أنه بيته الأصلي. أما عن المنتجين فقد رفض بعضهم الانخراط في الإنتاج الدرامي. فيما يرى النقاد أن السبب في رجوع بعض نجوم السينما إلى الدراما هو من أجل العائد المادي فقط.

اتجهنا إلى هؤلاء النجوم لطرح السؤال عن السبب الحقيقي في عودتهم للدراما بعد سنوات من الانقطاع؟

الفنان محمد رجب أجاب عن هذا التساؤل، مؤكدا أن «الدراما المصرية لها فضل في انطلاقتي ونجاحي في السينما. فمنذ عملي في مسلسل (لقاء على الهوا) بدأت الانطلاقة، حيث إن هذا المسلسل أعاد اكتشافي مرة أخرى، بل أعاد رؤية المنتجين في تصنيفي في أدوار لا تقتصر فقط على أدوار الشر، وبعده قدمت 3 أعمال سينمائية تتنوع طبيعة أدوارها، وكلها من بطولتي».

ويردف: «حان الوقت للرجوع إلى الدراما من خلال شخصية لا يمكن أن ترفض. وأنا أعتبر أن تجسيدي لشخصية أدهم الشرقاوي تمثل إشباعا جديدا. حيث تعتبر خطوة تعيد تقديمي للدراما بشكل يليق بالنجاح الذي حققته في السنوات الماضية. هذا بالطبع إلى جانب عودتي إلى جمهوري الذي ساندني وشجعني منذ ظهوري على الشاشة الصغيرة بأول عمل لي في الدراما».

ويؤكد الرأي ذاته أحمد عز، الذي ظهر مع رجب في المسلسل التلفزيوني «لقاء على الهوا» وكان أول أعماله أيضا. ويقول «تواصلت خطوات نجاحي بعد هذا العمل الذي كان (فاتحة خير) في مشواري الفني بعد ذلك، حيث قمت بالعديد من الأعمال السينمائية التي كانت من بطولتي أيضا، ورجوعي إلى الدراما هذا واجب وحق لجمهور الشاشة الصغيرة الذي لا يستطيع الذهاب إلى السينما، ولهذا يجب عليّ الذهاب إليهم.. وبالإضافة إلى هذا فالعمل في الدراما أصبح عاملا مهما جدا للتواصل مع الجمهور بشكل يضيف لرصيدي الفني.. وأنا مشتاق للعودة للدراما منذ أعوام سابقة، لكن ذلك كان متوقفا على سيناريو جيد. وعندما عرض عليّ سيناريو الأدهم أبهرتني الشخصية، بل أجبرتني على الموافقة والمشاركة مع فريق العمل في المسلسل، فأنا أبدي سعادتي بالعودة مرة أخرى للدراما وأتمنى أن ينال العمل إعجاب المشاهدين. وأكثر ما يسعدني أن العمل يدخل في خريطة رمضان، ولا ينتابني أي خوف من المنافسة لأن العمل الجيد يقدم أوراق اعتماده».

ويحكي النجم خالد صالح، قائلا «الدراما المصرية هي بيتي منذ سنوات عديدة، إذ استطعت تحقيق المعادلة في الدراما والسينما، وبرغم أن المجهود في السينما أقل من المجهود المبذول في العمل التلفزيوني، فإن العمل التلفزيوني يتميز بسحر ومتعة مختلفة تماما، وبخاصة أن الأعمال التلفزيونية تستغرق وقتا طويلا في التصوير. لكن كل هذا التعب يهون من أجل أهلي وجمهوري، وخاصة الجمهور الذي لا يستطيع أن يذهب إلى السينما ويقطع تذكرة لمشاهدة الأعمال السينمائية في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، إلى جانب أن هناك نماذج من واقع المجتمع لم تأخذ حقها في عروض الأعمال السينمائية، حيث لا تستوعب تقديم الشخصية بكل تفاصيلها على عكس الدراما التي لديها سعة صدر لتقديم نماذج بأدق التفاصيل، فأنا أقوم الآن بتصوير مسلسل جديد يتحدث عن ذوي الاحتياجات الخاصة وهو «الكفيف» ويتناوله بشكل يظهر كل جوانبه، وهذه شخصية ظلت بعيدة عن متناول الدراما بشكل عام، وهذا ما يمتعني في العمل الدرامي ولا أفكر في أن أغيب عن الدراما التلفزيونية بشكل سنوي».

وقال الفنان شريف منير «في البداية لم أكن متحمسا للعودة إلى الدراما بعد غيابي 13 عاما، فقد كنت مترددا جدا في المغامرة بالمجهود الكبير الذي قمت به في السنوات الماضية لحفر اسمي في السينما المصرية. وقد حفزتني جودة وتميز ورقي مسلسل «قلب ميت»، الذي عدت به إلى الدراما، على الإقدام على هذه الخطوة، وبالفعل لاقى المسلسل نجاحا لدى جمهور الدراما، وهذا الجمهور الذي يتميز بالذكاء والحكم بشكل موضوعي على الأعمال المميزة. وهذه التجربة ستشجعني في الفترة المقبلة على العودة بشكل أكبر إلى الدراما، ولكن بحساب... بمعنى أنني لا أفكر بالظهور على الشاشة الصغيرة بشكل سنوي فقد قررت هذا العام عدم تنفيذ أي عمل في الدراما منتظرا العام المقبل لتقديم عمل درامي سيعرض في رمضان».

ولكن، بسؤال المنتج الفني جمال العدل «شركة العدل غروب للإنتاج الفني» أجاب أن اتجاه نجوم الصف الأول في السينما إلى الدراما التلفزيونية ظاهرة طبيعية ومتواجدة منذ سنوات طويلة. على سبيل المثال فقد عاد النجم عادل إمام إلى التلفزيون بعد غياب العديد من السنوات عن الدراما بـ«أحلام الفتى الطائر» وغيره. وقد كان في عز تألقه في السينما آنذاك، وكذلك فقد قام محمود عبد العزيز ومحمود ياسين وآخرون بالعودة إلى البيت الأول للفنان «الدراما التلفزيونية».. فبمرور عدة سنوات على النجم في الأعمال السينمائية يأخذه الحنين إلى بيته، وهو الدراما التي تشهد على نجاحهم، لكن المختلف الآن أن عودة النجم مرة أخرى للدراما، لا يصحبها أي خوف وذلك بسبب التقنية العالية في أدوات التصوير المتوافرة حيث لا تختلف التقنية كثيرا عن العمل السينمائي.. وأتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحرك العديد من هؤلاء النجوم من السينما إلى الدراما، وهذا لأن العمل في الدراما له مذاق خاص ورؤية مختلفة، والوصول إلى جمهور بعيد تماما عن السينما، فهو يخلق جمهورا آخر للنجم، حيث إن العمل السينمائي لا يستمر كثيرا في السينما فينتهي عمل سينمائي ويأتي آخر، أما العمل الدرامي فيعيش على مدار سنوات طويلة، أما بالنسبة لأجر هذا النجم في التلفزيون فيكون أعلى من أجره في العمل السينمائي، وهذا ما أؤكده؛ أن سبب عودة هؤلاء النجوم ليس الكساد في الأعمال السينمائية.

وكانت وجهة نظر شركة السبكي، حيث أكد أحمد السبكي، أنه لا يحب العمل في الإنتاج الدرامي ولا يفكر في خوض التجربة مهما كان النجم الذي سينتج له، وأنه ليس من عشاق مجال الإنتاج الدرامي، وأنه مجال جديد عليه لن ينوي الدخول فيه في الوقت الحالي فهو منتج سينمائي وموزع. أما عن محمد سعد، الذي يقوم السبكي على إنتاج أعماله السينمائية، فأكد أن النجم محمد سعد لا يفكر على الإطلاق في خوض التجربة في التمثيل في الدراما، ولو فكر سعد فسوف تكون له شروط لن يقبلها أي منتج بالرغم من العديد من العروض من أجل استثمار نجاحاته في الدراما التلفزيونية، وأنا أقول هذا على لسان محمد سعد، فالجميع يعلم مدى القرب بين محمد سعد وعائلة السبكي التي أنتجت له العديد من الأفلام على مدار سنوات نجاحه المتتالية.

وكان رأي الناقد الفني طارق الشناوي، مختلفا تماما.. فقد صنف النجوم إلى تقليديين ونجوم حاليين، حيث وقال «إن سبب رجوع النجوم التقليديين إلى الدراما يرجع إلى أن السينما بدأت تبتعد عن هؤلاء النجوم، كيحيى الفخراني ونور الشريف ونبيلة عبيد وغيرهم.. فقرروا العودة إلى التلفزيون ووضعوا قواعدهم وشروطهم من حيث احتكار العمل من الكتابة حتى الإخراج، وبالإضافة إلى رفع أجرهم كنجوم مطلوبة لتلك الأعمال، وهذا ظهر في بداية التسعينات، أما نجوم السينما الحاليون وعودة الكثير منهم إلى الدراما التلفزيونية كأحمد عز ومحمد رجب وخالد صالح، وأعتقد أن السقا وكريم يفكران أيضا في الرجوع إلى الدراما، فيعد الإغراء المادي هو سبب اتجاه هؤلاء النجوم إلى الدراما، فقد اعتبروا التلفزيون صفقة.. وبالتالي إذا كان أجر النجوم التقليدين الكبار المعروفين للجمهور مليون جنيه مصري فلا بد أن يكون أجر النجوم الحاليين خمسة أضعاف ذلك الأجر نتيجة عودتهم للدراما.. فعودتهم لم تكن بشأن الكساد بالسينما في الفترة المقبلة.. وهذا لأن السينما يمكن أن تدفع لهم في أي وقت.. وهذا بالإضافة إلى «نظام العدوى» أو تقليد النجوم بعضهم البعض، فعندما يرى النجم نجما آخر قرر الاتجاه إلى التلفزيون وحقق نجاحا ماديا في المقام الأول ومعنويا وجماهيريا أيضا، فيفكر هو الآخر في الرجوع للتلفزيون. وأؤكد أن الرجوع ليس السبب هو تحقيق الانتشار كما يقال من البعض حيث إنه يوجد الكثير من القنوات التي تعرض كل الأفلام السينمائية الآن، ولكن الحافز المادي هو الأساس».