«سيدتي» و«تبكي الطيور».. تعيدان لأغنية الفصحى اعتبارها

أشهر من غناها ماجدة الرومي وجاهدة وهبي ومارسيل خليفة

وليد توفيق
TT

لم تعد الأغنية الفصحى تشغل بال المطربين كما في السنوات الماضية، فغابت عن أعمالهم الفنية بعدما كانت تتربع على قمة الغناء.

ويعتبر المطرب عاصي الحلاني أحدث من أدى الأغنية الفصحى في الفترة الأخيرة، إذ أصدر ألبوما تضمن أغنية «سيدتي» التي كتبها له عبد الكريم شمس الدين ولحنها بنفسه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى وائل كفوري الذي وجد في أغنية «تبكي الطيور» لمؤلفها تركي السديري كل ما كان يحلم به في الغناء، وغالبا ما يرددها وائل في جلساته الخاصة لشدة تأثره بكلماتها الرقيقة وألحانها التركية. ويرى وائل أن غناءه هذا اللون بالفصحى سمح له بإطلاق مساحات واسعة في صوته، برزت بفضل الكلمات المكتوبة في نص من السهل الممتنع رغم أنه بالفصحى.

أما مروان خوري فقد كتب وغنى «يا من بدمعي» بالفصحى، التي وصفها بالأغنية الأنيقة التي جعلته يتمتع بأدائها رغم صعوبة لفظ كلماتها.

والمعروف أن ماجدة الرومي اشتهرت بهذا النوع من الأغاني واستطاعت أن توصلها بسرعة إلى الآذان والقلوب من خلال قصائد عدة، بينها «يا ست الدنيا يا بيروت»، وهي من تأليف الراحل نزار قباني، إضافة إلى أغنية «كن صديقي» التي كتبتها صديقة لماجدة رحلت في عمر الشباب.

وكان الفنان يوري مرقدي أول من غنى الفصحى بطريقة حديثة وجعلها تنتشر بسرعة في الوطن العربي، عندما أدى أغنية «عربي أنا» التي لحنها وكتبها وأطل بها للمرة الأولى على الساحة الفنية فنال صدى طيبا وشهرة واسعة.

وتطول لائحة الفنانين الذين كان لهم تجربة في هذا الصدد، أمثال نقولا الأسطا في أغنية «أريج الزهر»، وجوزف نمنم في «لن أحب سواك»، وباسكال صقر في «إلى فنجان القهوة»، وصولا إلى أمية الخليل في أغنية «أحبك أكثر» التي كتبها محمود درويش ولحنها مارسيل خليفة.

وتعتمد شريحة من الفنانين على غناء الفصحى دون غيرها كونها تجد فيها استمرارية أطول وتميزا أفضل، كما جرت العادة مثلا مع جاهدة وهبي التي تشعر بأنها إذا أدت الأغنية بغير الفصحى كسرت أسلوب غنائها وشوهته. وقد غنت لشعراء معروفين أمثال طلال حيدر، محمود درويش، وصولا إلى أحلام مستغانمي التي وقعت لها من ألبومها الأخير أغنية «كتبتني».

وما يقال عن وهبي ينطبق على هبة قواس التي وجدت في الكلمة الفصحى رفيقا أفضل لصوتها الأوبرالي، وقد غنت لأنسي الحاج «أغنيك حبيبي» وغيرها من قصائد شعراء معروفين.

أما مارسيل خليفة الذي أجاد غناء الأغنية الفصحى فاستطاع أن يخفف من وقع الألفاظ الثقيلة التي تتضمنها اللغة الغربية، عندما وضعها في قالب حديث وسهل. ومن أشهر أغانيه «أحن إلى خبز أمي» التي حفظها الكبار والصغار على مدى سنوات طويلة.

ويؤكد الملحن إحسان المنذر، الذي كانت له بصماته المعروفة في عالم الأغنية ـ القصيدة، أن هذا النوع من الأغاني لم يعد يلائم الزمن الذي نعيشه ويرتكز على السرعة والإيقاع. ويشير إلى أنه «حتى ماجدة الرومي نراها تخلت اليوم عن أداء الأغنية الطويلة، لأن عصرنا الحالي لا يسمح بذلك». ويضيف: «لا شك أن الأغنية الفصحى لا تموت، وسيأتي دائما من يعيد إليها النبض كما فعل في الماضي يوري مرقدي. فما علينا سوى الانتظار».