أمية ملص: ليست هناك شللية ولكن استسهال.. وبعض شركات الإنتاج ليس لها علاقة بالفن والمهنة

الممثلة السورية قالت إنه من الطبيعي أن لا يكون صراع أجيال في «باب الحارة» لأن العصر يؤكد على التشابه في كل شيء

الفنانة أمية ملص («الشرق الاوسط»)
TT

تتابع الممثلة السورية أمية ملص، تصوير دورها في الجزء الرابع من مسلسل «باب الحارة» من خلال الشخصية التي جسدتها منذ الجزء الأول وهي «بوران»، كما تتابع تصوير عدد من الأدوار في مسلسلات سورية جديدة.

والفنانة أمية ملص، التي ولدت في بيئة دمشقية فنية، حيث والدها المخرج السينمائي محمد ملص، درست الفن أكاديميا من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، حيث تخرجت في قسم التمثيل سنة 1992، وشاركت منذ ذلك التاريخ في عشرات الأعمال الدرامية والمسرحية والسينمائية السورية ومنها مسلسلات اجتماعية معاصرة وتاريخية ومن البيئة الشامية مثل: «يوميات مدير عام» و«الجوارح» و«القيد» و«إلى لقاء آخر» و«جذور وجسور» و«القانون» و«تاج من شوك» و«محاولات» و«سكان الأرض زوار» و«سحر الشرق» و«الزير سالم» و«الخوالي» و«حمام القيشاني» و«عصي الدمع» و«الهارب والبديل».

وفي المسرح قدمت عددا من الأعمال المسرحية ومنها: «ياسمين» و«الفطور الطيبة» و«الثعلب والعنب» و«كاسبار» و«أصل الحكاية»، وفي السينما شاركت في أفلام «أحلام المدينة والليل» وغيرها.

وفي حوار معها حول جديدها في تجسيد شخصية بوران وغيرها من الأعمال الدرامية قالت الفنانة أمية ملص لـ«الشرق الأوسط»: بالنسبة لشخصية «بوران» في الجزء الرابع من «باب الحارة» فهي تأتي ضمن سياق أحداث العمل، حيث تشترك مع نساء الحارة في دعم الثوار، خاصة أن كل نساء الحارة يبقين وحدهن، حيث رجالهن يذهبون للمشاركة في الثورة ضد المحتل، ويصير إلغاء تفاصيل الشخصيات النسائية وخصوصياتها، كما يبتعدن عن المجادلات والصراعات بين نساء الحارة، ليسهمن في نصرة أزواجهن، ولكن تبقى خصوصية «بوران» في الجزء الرابع المستمرة وهي الطيبة والوقوف إلى جانب والدتها «أم عصام» كونها البنت الكبرى لها، كما يزيد اهتمامها وعطفها على أولادها في ظل غياب الزوج.

وتضيف «شخصية بوران في الجزء الثالث كان لها وقع مميز لدى الجمهور، وهذا ما تابعته من خلال ردود فعل المشاهدين والأصدقاء، حيث أعجبتهم «بوران» في قرراها العمل وأن تؤمن دخلا للأسرة، خارجة عن تقاليد المجتمع في ذلك الوقت، وكيف تصدت لمحاولات إخوتها ووالدتها بمنعها من العمل، ووقوف زوجها معها. كل ذلك شكل حالة استثنائية للشخصية في الجزء الثالث ونالت اهتمام المتابعين ولاقت صدى إيجابيا خاصة لدى النساء اللواتي اعتبرن هذا الحدث تطورا مهما في سياق كاريزما شخصية «بوران» وفي سياق أحداث المسلسل». وحول خصوصية «بوران» الابنة من الجزء الأول وحتى الثالث لـ«أبو عصام» وابنة أخت عقيد الحارة، وزوجة رجل عادي في الحارة، قالت أمية: «بوران» تنتمي للجيل الثاني من نساء الحارة، ولكن العمل لم يقدم فوارق تذكر بين الجيل الأول والثاني من نساء الحارة أو حتى رجالها وشبابها، أي لم يكن هناك كما يحصل حاليا صراع الأجيال، ومقولة اختلاف الأجيال وغيرها من المصطلحات للتفريق بين الأجيال بحسب الأعمار، ففي العصر الحالي يظهر الصراع واضحا وواسعا بين الأجيال، والفرق شاسعا بين تفكير كل جيل بسبب تطور الحياة والرتم السريع الذي يسير عليه العصر، بينما في عصر جيل «باب الحارة» الأمر مختلف كليا، فلا يمكن أن نميز بين جيل وآخر وبين تفكير أب وابنه، وهذا من صلب تربية وتقاليد ونسيج المجتمع الدمشقي القديم أن يرث الابن تصرفات والده، وكذلك البنت أن تشبه والدتها بكل شيء وتربي الفتاة دائما في أن يكون مثلها الأعلى عائلتها وزوجها، وبالتالي لا يمكن مشاهدة أي صراع أو اختلاف بين الفتاة والمرأة وبين أسرتها، ولكن لكل قاعدة استثناء، والاستثناء الذي حصل واعتبر شذوذا عن القاعدة هو توجه «بوران» للعمل ضد رغبة وعادات وتقاليد عائلتها، وهنا برزت مواضيع الحاجة والضرورات تبيح المحظورات، فاضطرت للعمل وتأمين دخل للأسرة، ولكن مع قرارها في العمل لم تشذ كثيرا عن تربيتها لأن القرار أخذته بعد أن أصبح زوجها عاطلا عن العمل، وكما تعلمت من أسرتها بأن تقف مع زوجها دائما في كل الأوقات وتعيش معه على الحلو والمر فقررت العمل وهذا يعتبر تطورا جدليا في شخصية «بوران».

وحول خوف البعض من المتابعين والنقاد من وقوع مسلسلات البيئة الشامية بمطب التكرار قالت أمية: أنا لست معهم في الخوف على الأعمال الشامية لأن لكل عمل ومسلسل قصة مختلفة، مثلها مثل مسلسلات البيئة المعاصرة، ولن تقع بالتكرار مطلقا، فهناك الكثير من الحكايات والقصص التي يمكن أن تقدم، وحتى القصة الواحدة يمكن أن تقدم في عملين بشكل مختلف كما يحصل في المسلسلات الاجتماعية المعاصرة، كما أن الأعمال الشامية تتوافر فيها مقومات الاستمرار والنجاح من خلال إجادة الممثلين المشاركين فيها للهجة الشامية، وهذا شرط ضروري لكل المسلسلات «البيئوية»، أي التي تقدم بيئة معينة إن كانت شامية أو حلبية أو غيرها، إجادة لهجات البيئة، وأنا مثلا عندما شاركت في مسلسل من البيئة الحلبية وهو «البيوت أسرار» حاولت إجادة اللهجة الحلبية مع أنني دمشقية، وقالوا لي إنني نجحت في ذلك رغم قناعتي بأنني لم أقدم اللهجة الحلبية مثلما تقدمها ابنة البيئة أو كما أقدم اللهجة الشامية، ولكن تمكنت من التقاط روح الشخصية وهذا مكنني من نجاح تأديتي لشخصية حلبية في مسلسل «البيوت أسرار».

وعن الأعمال الأخرى التي تشارك فيها قالت أمية ملص: أصور حاليا دوري في الجزء الثاني من مسلسل «بيت جدي» وهو أيضا من البيئة الشامية وأجسد فيه شخصية الكنة «بشيرة»، وصورت دوري في مسلسل اجتماعي معاصر هو «موعود»، وجسدت فيه شخصية كنة العائلة التي تعاني من مشكلة في حياتها حيث زوجها لا ينجب أولادا (مصاب بالعقم) بينما هي سليمة وتعيش في صراع الحفاظ على الزوج أو تركه من أجل أن يكون لديها ولد. كذلك صورت دوري في مسلسل «سفر الحجارة» مع المخرج يوسف رزق، وجسدت فيه شخصية طبيبة فلسطينية تفقد أحد أقاربها أمام عينيها بسبب العدوان الإسرائيلي، فتتحول الطبية إلى مقاومة فدائية، وهذه الأعمال تعجبني ويسعدني المشاركة فيها وأقبل بالمشاركة في مثل هذه الأعمال دون أي نقاش لأنها تتماشى مع قناعاتي في ضرورة إيصال القضية الفلسطينية إلى كل العالم. وحول مشاركتها في الأعمال الفنية التركية المدبلجة للعربية وتأثيرها على الدراما والممثل السوري، قالت أمية: شاركت في مسلسل «الحلم الضائع» وقدمت في هذه التجربة صوتا مختلفا عن صوتي وحاولت في الدوبلاج أن أقدم (كاراكتر) خاصا، حيث تخيلت صوتا ثانيا للشخصية النسائية التي أديتها ومن خلال تصرفاتها وكيف يمكن أن تتكلم وطبقة صوتها وبشكل مميز، أما موضوع تأثر الدراما السورية بالأعمال المدبلجة، فللأسف نحن كل شيء يأتينا من الخارج نهلل له. وبرأيي أنه لم يكن ضروريا وجود مثل هذه الأعمال، فنحن لدينا أعمال جيدة ولدينا ممثلون جميلون ومميزون، وأنا مع القائلين بأن دبلجة هذه الأعمال باللهجة الشامية حققت لها الشهرة على امتداد العالم العربي.

وعن عدم مشاهدتها في الأعمال الكوميدية رغم أنها تحمل روحا مرحة، أجابت: شاركت آخر شيء في مجال الكوميديا في مسلسل «يوميات مدير عام» وعرض عليّ العمل في بعض الأعمال الكوميدية الساخرة والناقدة ولكن اعتذرت عن أحدها لأنني لا أحب طريقة تعامل الشركة المنتجة مع الممثلين.

وحول عودة الشللية للوسط الفني السوري قالت أمية: لا أرى أن هناك عودة للشللية بل هناك ما يمكن تسميته استسهالا من قبل البعض، فكل واحد يأتي بمن يعرفه وبعض القائمين على الشركات الإنتاجية ليست لهم علاقة بالفن والمهنة، فيتكلون على بعض الممثلين في تأمين الكادر الفني والتمثيلي، فيستغل هؤلاء هذا الأمر ويأتون بمعارفهم وأصدقائهم.

وحول تأثير والدها المخرج السينمائي محمد ملص على تجربتها الفنية ومشاركتها في الأعمال السينمائية، قالت أمية: شاركت في كل أعمال والدي السينمائية ومنها «أحلام المدينة» و«الليل» ولديّ حاليا نص لفيلم سينمائي أقرأه وسأقرر قريبا إذا ما كنت سأشارك فيه أم لا، أما تأثير والدي على تجربتي، فهو لا يتدخل أبدا في أعمالي وتعلمت أن أعتمد على نفسي في كل أعمالي الفنية الدرامية التي أشارك فيها، كما أنني خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية منذ سنوات وهذا ساعدني على العمل بشكل مهني وحرفي.