حسن دكاك: أنا ضد الأعمال التركية المدبلجة.. واسألوا يحيى عن صدى مسلسله في بلده

فران «باب الحارة» يستعد لتجسيد شخصية «شامي في السعودية»

مشهد من مسلسل «باب الحارة» («الشرق الاوسط»)
TT

ينتمي الفنان السوري «حسن دكاك» إلى جيل الثمانينات في الخارطة الفنية السورية، الذين انطلقت رحلتهم مع الفن والدراما قبل أكثر من ثلاثين عاما، حيث تنوعت الأدوار التي قدمها على الشاشتين الصغيرة والكبيرة، وبرز في العديد من الأعمال المسرحية، وكان حاضرا بقوة في الكوميديا في تجربة مميزة إلى جانب الممثل السوري الكوميدي ياسر العظمة في معظم سلسلة مراياه وحكاياه، ومع الفنان دريد لحام، كما كان حاضرا بقوة في أعمال البيئة الشامية، وهو ابن هذه البيئة حيث تابعه المشاهد العربي في مسلسل «باب الحارة» منذ انطلاق جزئه الأول، وهو يجسد شخصية الفران أبو بشير، وواحد من أهم شخصيات الحارة، كما كان حاضرا في الأعمال التاريخية والاجتماعية المعاصرة، وفي عشرات المسلسلات التلفزيونية السورية ومنها: «الدغري» و«الهجرة إلى الوطن» و«هجرة القلوب إلى القلوب» و«حمام القيشاني» و«أبو كامل» و«العروس» و«عائلة فهيم» و«يوميات فهمان» و«هوى بحري» و«نساء بلا أجنحة» و«مرايا» و«حكايا» و«محاولات» و«حكايات عربية» و«آخر أيام التوت» و«رحلة عبد المطيع» و«إخوة التراب» و«شام شريف» و«خلف الجدران» و«طقوس الحب والكراهية» و«الطويبي» و«موزاييك» و«ياقوت الحموي» و«سباق المسافات» والعديد من الأعمال الأخرى، وفي السينما شارك في أفلام سينمائية عديدة منها: «أحلام المدينة» و«الكفرون» و«الليل» و«آه يا بحر» و«وقائع العام المقبل».

وفي الحوار التالي يتحدث الفنان السوري حسن دكاك لـ«الشرق الأوسط» عن الجديد في شخصية أبو بشير في الجزء الرابع من مسلسل «باب الحارة» وبعض القضايا الفنية الأخرى فيقول: الجديد في شخصية أبو بشير يأتي في سياق الأحداث الجديدة التي سيقدمها الجزء الرابع وهي الثورة، أكثر من الحالة الشعبية القديمة، حيث تصبح حارة الضبع هي حارة استقرار وتساعدهم حارة أبو النار وتظهر حارة جديدة أيضا تدخل معهم في مقاومة الفرنسيين، وأبو بشير يشارك مع رجال حارته في الثورة ويقود حالة المعيشة بشكل كامل حيث يؤمن لجميع الناس الخبز رغم المقاطعة الشديدة الموجودة على الحارة من خلال شخصيات الحارة «الشيخ» و«أبو حاتم» و«أبو معتز»، ويتعاون الجميع لتأمين حتى الشعير عندما يفقد طحين القمح من الحارة ولذلك تتعمق شخصية «أبو بشير» في الجزء الرابع كشخصية شعبية.

وعن تأثير شخصية «أبو بشير» التي جسدها دكاك بدءا من الجزء الأول في «باب الحارة» وحتى الأجزاء الجديدة منه على المقربين منه فقال: «هل تصدق أنه لم يعد أحد يناديني حسن دكاك أو أبو أنس ـ وهذا لقبي في الحياة العادية ـ صار الجميع ينادونني أبو بشير وهذا يعني أن الشخصية وصلت للجمهور بالشكل الصحيح، ويعني ذلك نجاحا للممثل الذي يجسد الشخصية، وأنا كابن دمشق القديمة حيث ولدت في حارة شعبية دمشقية هي الميدان وتحديدا من حي السويقة فأنا عشت البيئة بكل تفاصيلها وشخصية أبو بشير الفران أخذتها من شخصية حقيقية في الحارة وهي أبو إبراهيم فران حارتي، ومن شريكه أبو شاكر استفدت من هاتين الشخصيتين، وكيف كانوا غيورين على أهل الحارة ويوزعون الخبز».

ولكن ليست المشكلة عندما تكون الشخصية إيجابية في العمل، المشكلة حين تكون الشخصية سلبية فيناديه الناس بنوع من التهكم والسخرية، وهنا صعوبة الممثل أمام الجمهور، حيث يمثل شريحة معينة، فمثلا في جلسات الناس إذا حضر شخص سلبي فيقولون لبعضهم مثلا: جاء «أبو غالب»، بينما عندما يكون هناك رجولة وبطولة وشجاعة فيقولون: جاء «أبو شهاب» أو «أبو بشير» أو «أبو حاتم»، وهذا يسيء للممثل نفسه وتربكه الشخصية أحيانا وهو يسير في الشارع، ولكن هذا يعود لمحبة الناس للمسلسل وتفاعلهم مع شخصياته.

والتاريخ القريب يعطينا أمثلة على ذلك فالممثل الراحل نهاد قلعي عندما جسد شخصية حسني البورظان أحبها الجمهور وتأثروا بها كثيرا، والحادثة التي حصلت مع الراحل نهاد قلعي باتت معروفة عندما شاهده أحد الأشخاص وقال له: تفضل يا أستاذ حسني البورظان، فقال له الراحل أنا نهاد قلعي، فقال له هذا الشخص لا أنت حسني البورظان، ومن كلمة لكلمة قام هذا الشخص بضرب الراحل قلعي بكرسي أدت لإصابته وشلله، فكان مقتل نهاد قلعي شخصية حسني البورظان.

وحول وجود أكثر من عمل في الموسم الواحد يتناول البيئة الشامية وإمكانية التكرار فيها قال دكاك: يبدوا أننا في الوسط الفني نغار من بعضنا، فعندما نجح مسلسل «باب الحارة» عالميا وليس عربيا فقط بدأ المنتجون يتجهون لأعمال مشابهة، فقدموا «بيت جدي» و«أهل الراية» و«أولاد القيمرية» وغيرها، وأنا لست ضد هذا الأمر وليس ممنوعا عليهم أن يفعلوا ذلك ولكنني شخصيا ضد أن يشاهد نفس الممثل والديكور والإضاءة والإخراج، هذا لا يقدم جديدا في هذه الأعمال، وإذا ما سألت القائمين عليها يقولون لك ماذا سألبس الممثل، أليس الشروال واللباس التقليدي، هذا صحيح ولكن بشرط أن تكون القصة مختلفة وأن لا تكون الأحداث مكررة، مثلا: تشاهد حسن دكاك في «بيت جدي» اسمه «أبو عارف» وفي «باب الحارة» اسمه «أبو بشير»، هذه إشكالية في مثل هذه الأعمال وتشكل صعوبة للممثل، فليأت المخرجون بوجوه جديدة! المخرج بسام الملا كان دائما يقول لنا كشخصيات «باب الحارة» لا تشاركوا في مسلسلات بيئة شامية فتؤثرون على عملكم الفني، ومن أسباب نجاح بسام كمخرج أنه اعتمد على مشروع واحد من البيئة الشامية وهو «باب الحارة»، لدينا في سورية 1500 ممثل فلماذا لا يأتون بوجوه جديدة ويشركونها في أعمال البيئة الشامية، حيث يحصل نوع من المنافسة والغيرة بين بعضنا البعض حتى نقدم الأجود، مثلا الزميل سليم كلاس شاهدناه بشخصية الحلاق في مسلسل «أيام شامية» وشاهدناه نفسه حلاقا أيضا في مسلسل «بيت جدي» وهو موجود في أهل الراية والخوالي، إذاً لم نستفد شيئا، أما لو كان سليم كلاس في عمل شامي ما وعصام عبه جي في مسلسل شامي ثان وحسن دكاك في مسلسل ثالث وسلوم حداد في مسلسل رابع وهكذا فسنرى تنوعا في هذه الأعمال.

وحول مشاركاته في أعمال أخرى تصور حاليا قال دكاك: هناك الجزء الثاني من مسلسل «بيت جدي» وقد أشارك فيه، حيث هناك نقاش بيني وبين القائمين على المسلسل ولم أتخذ قراري بعد بالمشاركة أم لا. وهناك العمل الكوميدي «مرايا» مع الفنان ياسر العظمة ولكن أجل العظمة تصويره لما بعد شهر رمضان القادم خاصة وأن «مرايا» يمكن أن يعرض في أي شهر وفصل من السنة.

وعن تجربته الكوميدية مع الفنان ياسر العظمة ومشاركاته فيها منذ انطلاقتها سنويا قبل عشرين عاما وغياب «مرايا» في السنوات الثلاث الماضية فيقول: غيابها برأيي جاء بقرار من الفنان العظمة حتى تشتاق الناس أكثر لـ«مرايا»، والمشكلة هنا أيضا كما يحصل في مسلسلات البيئة الشامية حيث إننا كممثلين نغار من بعض فالمعروف أن الفنان ياسر لديه نهج خاص في الكوميديا فجاءت «بقعة ضوء» و«كل شي ماشي» و«طاش ماطاش» وغيرها مشابه لـ«مرايا» فكان قرار ياسر هو أن يقف حتى يشتاق له الجمهور ولمراياه، والدليل أن العديد من الفضائيات تعيد تقديم «مرايا» في الأعوام الماضية، وتجربة الفنان ياسر عريقة وأعطى خصوصية لشخصيته وللشخصيات المشاركة معه حيث إنهم دائمون معه في كل أجزاء مرايا.

وحول مشاركاته الفنية خارج سورية قال الفنان دكاك: ليس لدي طموح للعمل كثيرا خارج سورية، وأمامي عملان الأول سعودي والثاني كويتي سأشارك فيهما قريبا، حيث أجسد في المسلسل الأول شخصية رجل شامي يعيش في السعودية، وسأقدم الشخصية باللهجة الشامية. وحول رأيه بالأعمال التركية المدبلجة باللهجة الشامية قال دكاك: «أنا ضد هذه الأعمال المدبلجة، لأن المسلسل التركي ينجح من خلال الممثل السوري ولا يعطي للممثل السوري حقه ماديا ومعنويا (مكسور خاطره دائما). تصور جاءوا بمهند من تركيا في حفلة لعمرو دياب بدمشق وأعطوا مهند ملايين الليرات لحضوره الحفل، بينما الممثل السوري الذي دبلج وقدم صوته في شخصية مهند لم يدع للحفل ولم يقولوا له: مرحبا؟! فلماذا نرفع الممثلين الآخرين على أكتافنا؟! وهذا ليس غيرة منهم، فالمفترض عندما يقدم مهند يجب أن يقدم معه الممثل السوري الذي دبلج، وكان له الفضل في نجاح الشخصية والعمل، وبرأيي ليعملوا لقاء بين الممثلين الأتراك والسوريين المدبلجين ليشاهد الناس من كان وراء نجاح هذه الأعمال عربيا، والأتراك أقروا بذلك، فعندما أجري لقاء مع الممثل التركي يحيى قال لهم: المسلسل لم يأخذ الشهرة في بلدنا كما حققه في البلاد العربية، ولكن أقول للممثل الذي جسد صوتي في الدبلجة كأنني أنا موجود بالكلام والعمق والانفعال. هذا كله حققه الممثل السوري المدبلج للشخصية ولكن الناس لم تعرف سوى يحيى بينما زهير درويش السوري، الذي دبلج صوت يحيى لم ينل شيئا، فالأول في أحد البلدان العربية دعي إلى هناك وأخذ مالا كثيرا، بينما زهير درويش لم يقدم له حتى ولاساندويشة فلافل؟! وبرأيي أن الأعمال المدبلجة أساءت للدراما السورية، وهذه لعبة من المنتجين، حيث يشترون المسلسل التركي بسعر قليل ويدبلجونه بسعر قليل ويعطون للممثل السوري 200 ليرة على المشهد فلا يكلفه المسلسل مالا كثيرا بينما إذا أنتج مسلسلا عربيا فسيكلفه خمسين مليون ليرة».

وحول جديده المسرحي قال دكاك: «لدي عرض مسرحي كوميدي ساخر جديد أعرضه يوميا منذ أواخر شهر مايو (أيار) وسيستمر طيلة فصل الصيف في سينما الخيام بدمشق وهو بعنوان: طفران وبدو يتجوز. من بطولتي وإخراجي وتأليف صبري الملط وهي لفرقة المجد للفنون المسرحية وبمشاركة عدد من الفنانين السوريين والعمل المسرحي من البيئة الشامية حيث يقدم بيتا دمشقيا يؤجر غرفه وتكون هناك أحداث كثيرة بين المستأجرين.وهناك عرض جديد سنقدمه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل مع المخرج زيناتي قدسية».