أحمد عز: لا أخشى عادل إمام أو أحمد حلمي.. والرزق على الله

قدم «المدمن» بشكل جديد.. وتعمد أن يثير تفكير الجمهور بعد نهاية «بدل فاقد»

TT

تمرد على دور الفتى الوسيم ذي العيون الملونة، اختار لنفسه طريقا مميزا للوصول إلى قلوب المشاهدين وعقولهم في دنيا الفن السابع، يجمع بين الألغاز والأجواء البوليسية والأكشن، في فيلمه الحالي «بدل فاقد» يواصل السير الفني الواثق نحو مزيد من النجومية والنجاح، والنجاح من وجهة نظر أحمد عز يعني إيرادات هائلة واحتفاء نقديا وتقديم الجديد. «الشرق الأوسط» حاورته في القاهرة، بعد أيام قليلة من طرح تجربته «بدل فاقد»، واستمعت للجديد عنده، وخططه المستقبلية، فإلى نص الحوار..

* هل أنت راض عن ردود الأفعال حول فيلمك «بدل فاقد» بعد أسبوعين من طرحه؟

ـ ردود الأفعال حتى الآن مطمئنة رغم عدم تغطية الفيلم لأنحاء مصر، لوجود مشكلة في طباعة نسخ إضافية في الأسواق لعدم اكتمال النسخ في الأسواق، لكن خلال متابعتي لدور العرض التي يعرض فيها العمل، تأكدت من وجود الإقبال الجماهيري، كما أسعدني أن البعض يسأل عن الفيلم في الدور التي لا تعرضه، وهناك احتفاء نقدي ملموس بكل عناصره.

* قدمت في الفيلم دور المدمن.. لماذا فكرت في هذه الشخصية بالتحديد؟ ـ هناك نظرة خاطئة للمدمن في المجتمع تراه «موصوما أو منبوذا» والحقيقة غير ذلك تماما، فهو شخص مسكين وضعيف يعيش مأساة وظروفا صعبة يحتاج إلى الشد من أزره والوقوف بجانبه لا الهروب منه وتجنبه، وهناك أعمال كثيرة في السينما لم تصور المدمن بشكل واقعي حقيقي فتظهره على أنه شخص عصبي ومتوتر وله ملامح مميزة، لكن الواقع غير ذلك، فمن الممكن أن تجلس مع مجموعة من الأشخاص من بينهم اثنان أو ثلاثة مدمنين ولا يمكن التعرف عليهم، فالمدمن شخصية مظلومة دراميا وتقدم بشكل يرفضه المجتمع، وهو ما يؤثر سلبا على طريقة التعامل معه، وينعكس ذلك على تأخر علاجه، وهذا لا يعني أن هناك أعمالا قدمت تلك الشخصية بشكل عميق مثل النمر والأنثى لعادل إمام، والمدمن للراحل الكبير أحمد زكي.

* شعر الكثيرون أنك خضت بالفعل تجربة الإدمان، من أين أتيت بتفاصيل مجتمع المدمنين؟

ـ حاولت التقرب من هذه الفئة لاكتساب معلومات حقيقية تساعدني على أداء الدور بواقعية، فأجريت زيارات متتالية لمستشفى مختص لعلاج الإدمان يملكه صديق لي، ومن خلال هذه الزيارات تكوّن لديّ بشكل شخصي مفاهيمي عن المدمن، كما ساعدتني على الإمام بتفاصيل دقيقة لم أكن أعرفها من قبل، إضافة إلى ذلك قرأت كثيرا في فترة الإعداد للدور عن الإدمان والمدمنين.

* لماذا أقبلت على تقديم دور التوأم برغم أنها تيمة تم تكرارها من قبل؟ ـ قدم الفيلم «حدوتة» مختلفة، ولأول مرة تقدم شخصية التوأم في السينما المصرية بهذه التقنية الحديثة، هناك مشاهد في العمل لم يقدمها أي فيلم من قبل، مثل مشهد المطاردة الذي جمع بين الشقيقين، فارس «الضابط» ونبيل «المدمن» وتحدث بينهما مشاجرة تصل إلى جذب أحدهما لشعر الثاني، ويحتوي الفيلم على العديد من المشاهد التي تجمعهما بشكل يشعر المشاهد أنهما شخصان.

* هناك مشهد لك تحقن نفسك بالمخدرات، شعر المشاهد أنك تتعاطى مخدرات فعلا كيف أقنعتنا بذلك؟

ـ استعنت بخبير متخصص ساعدني في ذلك، فوضع مادة تشبه الجلد الحقيقي على ذراعي مما أدى إلى شعور المشاهد أنني فعلا أحقن «السرنجة» في ذراعي.

* مشهد النهاية أثار جدلا لدى الجمهور فاختلط عليه الأمر ولم يستطع تحديد أي من الشقيقين لقي حتفه؟ ـ هذا كان مقصودا من البداية، فلقد أردنا أن يتفاعل الجمهور مع الفيلم حتى بعد خروجه من دور العرض فيظل يفكر في أحداثه وكيف كانت النهاية.. وأنا أعرف أن المشاهد المصري ذكي جدا ولديه وعي.. وبالنسبة لي نجاح أي عمل سينمائي أن يشاهده المتفرج أكثر من مرة، وبالمناسبة الذي لقي حتفه هو المدمن نبيل لأنه بدون نبيل لا توجد قضية ولن يحكم على رئيس العصابة بالإعدام.. ففي الوقت نفسه اعترف فارس الضابط أنه نبيل ودخل الحجز لكي يحمي والده الذي تبناه من المحاكمة لأن القانون يمنع التحاق الابن غير الشرعي بالشرطة فقد قرر أن يضحي بمستقبله.

* قيل إنك من رشحت منة شلبي للتمثيل أمامك؟ ـ أنا أحب العمل مع منة جدا.. ولكن لا أنسب لنفسي حق ترشيحها، فكان الاختيار جماعيا بيني وبين المخرج والسيناريست والمنتج وائل عبد الله، فهي إنسانة على المستوى الشخصي جميلة وملتزمة في العمل ومتعاونة جدا، وقد نجحت فعلا في تقديم دور المدمنة بشكل مختلف عما قدم من قبل.

* على الرغم من أن الفيلم يتناول قصة إنسانية من الدرجة الأولى فإنك حرصت على تقديم الأكشن فيه؟ ـ لابد من وجود مشاهد أكشن فهي مقاييس تجارية، فإذا كان هدفنا تقديم عمل جاد، فنحن أيضا نهدف للربح، ومشاهد الأكشن في الفيلم كانت موظفة جيدا وتتواءم مع السياق، والجمهور المصري يعشق هذه النوعية ويحرص على مشاهدة كثير من الأعمال الأجنبية لهذا السبب.

* لماذا لا تستعين بدوبلير وتصر على أداء المشاهد الخطرة بنفسك؟

ـ أصبت بالكثير من الجروح وكادت بعض المشاهد تكلفني حياتي ولكن حماستي لتقديم عمل واقعي صادق يغلب على حرصي على حياتي، كما أنني أستعين بمجموعة من الخبراء المدربين على الأعمال الحركية الخطرة الذين أطمئن للعمل معهم، بالإضافة إلى أن الشركة المنتجة تقوم بإجراء التأمين على حياة أبطال العمل... وقدر الله فوق كل شيء.

* يقال إنك تحرص على التعديل في السيناريو ومتابعة أدق التفاصيل في التصوير؟ ـ فقط أصدق إحساسي وأستشير السيناريست والمخرج والمنتج إذا لم أكن مطمئنا لبعض المشاهد ونحاول جميعا أن نوظفها كي تخدم العمل وأبطاله، وأنا لا أومن بالبطل الأوحد في الفيلم فكل صناعه أبطال.. فنجاحهم من نجاحي فأنا أومن فقط بالعمل الجماعي.

* بمناسبة الحديث عن الإخراج... ألم تخش التعاون مع «مخرج لأول مرة »؟ ـ أحمد علاء عمل كمساعد للمخرج العظيم شريف عرفة لسنوات عديدة ولديه الموهبة ومجتهد في عمله وقدم أقصى ما عنده في هذا العمل وأتوقع له في السنوات القادمة أن يصبح من كبار المخرجين على الساحة وهو جاري وتربطني به صداقة.

* لماذا لم تجرب تجربتك مع النجوم الكبار مثلما فعلت في فيلم «مسجون ترانزيت» مع نور الشريف؟ ـ للأسف لم أجد مساحة لدور يناسب حجم هؤلاء العمالقة، فعندما تعاونت مع النجم نور الشريف كان الدوران متوازيين، أما في «بدل فاقد» كان التوأمان أبرز الشخصيات، ومساحة الأدوار الأخرى كانت أقل، ولو فكرت في أعمالي القادمة في التعاون معهم فلابد من أن تكون مساحة الدور كبيرة بالقدر الكافي الذي يناسب حجم هؤلاء العمالقة مثل محمود عبد العزيز ومحمود حميدة وغيرهم.

* ألم تخش المنافسة في الفترة القادمة خاصة مع عادل إمام الذي طرح فيلمه منذ أيام قليلة وسيطرح قريبا فيلم أحمد حلمي؟ ـ الأرزاق على الله ولا أفكر بهذه الطريقة فلكل مجتهد نصيب وأتمنى أن تنجح كل الأفلام وتحقق أعلى الإيرادات وبالمناسبة أنا لم أر أي فيلم حتى الآن بسبب انشغالي بتصوير عملي الدرامي لكني اتصلت بصديقي أحمد السقا وباركت له على الفيلم.

* «التريلر» الخاص بالفيلم انتقده البعض وقالوا إنه أوروبي أكثر من كونه مصريا؟ ـ هذا يرجع إلى اختلاف التكنيك الخاص بالدعاية، فالطابع الأوروبي أكثر تشويقا، وذلك لا يوجد في «بدل فاقد» فقط بل يوجد في أغلب الأفلام.

* لماذا قررت خوض تجربة الدراما التلفزيونية في هذا العام؟ ـ لم تكن لدي خطة معينة لخوض مثل تلك التجربة، ولكن فكرة السيناريو التي تتحدث عن الهجرة غير الشرعية التي لم يتناولها التلفزيون من قبل هي التي شجعتني، فهي قضية ملحة ويكفي معدل الوفيات الكبير الذي ينتج عنها، كما أنني لن أنسى أن بدايتي التلفزيونية مع النجمة يسرا كانت لها فضل كبير على نجوميتي، ومسلسل «الأدهم» أتعاون فيه لأول مرة مع الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور ومن إخراج محمد النجار وسيناريو وحوار محمود البزاوي.

* كيف ترى المنافسة الدرامية في شهر رمضان القادم؟ ـ بالنسبة لي.. لا أتخوف من المنافسة لأن العمل الجيد يقدم أوراق اعتماده لدى المشاهد المصري الذكي الذي يستطيع الحكم عليه من حلقاته الأولى.. ويسعدني تواجدي وسط عمالقة الدراما كيحيى الفخراني ونور الشريف وخالد صالح وسوف أبذل جهدي كاملا وسأترك المشاهد يقرر ماذا يشاهد!!

* بعد نجاحك في الإذاعة في المسلسل الإذاعي «عيد في ريال مدريد».. هل تفكر في إعادة التجربة مرة أخرى؟ ـ بالفعل أفكر في التجربة وأقوم حاليا بالتحضير لمسلسل إذاعي في رمضان القادم يسمى «حسن قلقاسة في وكالة ناسا» وهو يدور حول شاب تخرج في كلية العلوم ويبحث عن فرصة عمل فهو شاب «منحوس» ترسل شقيقته أوراقه إلى وكالة ناسا بعد طلب هذه الوكالة لموظفين وينجح في الوصول إلى هناك وتدور الفكرة في إطار كوميدي ولم نستقر حتى الآن على الأبطال المشاركين في العمل.

* وماذا عن فيلمك القادم؟ ـ سيكون في إطار رومانسي كوميدي وفكرته موجودة من قبل دل فاقد» لكن تم تأجيلها، وأنا أعشق هذه النوعية من الأفلام التي تعبر عن شخصيتي الحقيقية وأستطيع أن أؤديها بنجاح.

* سؤال من معجبي أحمد عز: هل تفكر في الارتباط قريبا؟

ـ هذه الفكرة واردة في أي وقت لديّ لأني أحب أن أكون أبا لطفل وأنا أبحث عن الحب في أي مكان ولن أتزوج إلا من يدق قلبي لها ولا أهتم لكونها مصرية أو غير ذلك، ويجذبني في المرأة ذكاؤها وتفكيرها قبل شكلها.