عمرو دياب: أوصلت «الهاوس ميوزك» إلى سائقي «التوك توك»

الفنان المصري قال لـ «الشرق الأوسط» إنه لا يشعر بوجود منافسين لأنه وحده على الساحة

عمرو دياب («الشرق الأوسط»)
TT

يتفق المصريون على أنه منذ دخول عمرو دياب عالم الفن في بداية الثمانينات صنع فنا مختلفا جديدا وربط بين الموسيقى الغربية وموسيقى الفن المصري بأسلوب خاص لا يجيده سوى عمرو دياب نفسه، لذلك كان للفنان الكبير جماهيرية عريضة على مستوى الوطن العربي، فهو صاحب هوية جديدة في الأغنية العربية. فالمصري عمرو دياب غامر ونجح في ذلك واستطاع أن يوصل الأغنية المصرية إلى العالمية. لذلك المتابعون له يرون أن من ظهروا أخيرا في عالم الغناء العربي وأصبحوا نجوما أيضا في عالم السينما هم إفرازات لعمرو دياب نجحوا من خلال تاريخ ومشوار دياب. ولكن عمرو دياب لا يزال يمثل ويشكل حالة خاصة ومزاجا خاصا وسط جمهور الشباب في مصر والعالم العربي. أخيرا صدر ألبومه الجديد بعنوان «وياه» وهو الألبوم رقم 24 في مشواره الفني.

الألبوم الجديد صدر بعد 18 شهرا قضى عمرو دياب كما يقول معظمها داخل الأستوديوهات وسجل ما يقرب من 40 أغنية اختار منها 12 أغنية ليقدمها إلى جمهوره الذي استقبل الألبوم كالعادة بحفاوة وسجل من جديد اسمه على أعلى القمة. عمرو دياب قال لـ«الشرق الأوسط» في القاهرة إنه حاول الخروج إلى جمهوره بعمل مختلف قد يكون عنوانه الرئيسي صناعة البهجة في جو مشحون بغيرها ولكنه في الوقت ذاته كان مهموما كالعادة بالموسيقى وتطورها وتلوينها وتبسيطها لتصل إلى كل الناس بذوق راق وإحساس دافئ وحميمية مشتركة. وبالفعل استمع إلى أغاني ألبومه الناس «الكلاس» و«الشعبية» وحتى سائقو «التوك توك» احتفوا به، وكان بصمة مميزة وموضة وعنصر جذب على سماعات «التوك توك»، فإلى نص الحوار:

* يقولون في مصر أعداد التوك توك في الأحياء الشعبية في مصر قد يفوق عدد الدراجات والسيارات مجتمعة وأن سائقي التوك توك احتفوا بألبومك وصنعوا دعايته مجانا في كل الحواري والدروب والأزقة.. هل يسعدك هذا.. هل كانت عينك على هذه الفئة وأنت تقدم موسيقى فيها عناء وبحث وتستقيها من آخر تطورات الموضة؟

ـ طبعا أنا سعيد ولو أي واحد في مكاني هيكون سعيد.. أنا فرحت جدا لما قالو لي إن التكاتك (جمع توك توك) مشغلة الشريط وان الشباب اللي سايقينها مبسوطين هما والركاب كمان.. قلت في نفسي والله أنا نجحت أنني أوصلت الهاوس ميوزك لشوارع وحواري الأحياء الشعبية خليتهم يشعروا بالموسيقى والـHouse Music مكسرة الدنيا برة ولها استايلات كثيرة زي البوب هاوس والجراند هاوس والهاوس بوب وإلكترو هاوس والديب هاوس والهارد هاوس وغيرها وأنا سعيد أنني استطعت أن أصنع توليفة من منهج هذه الموسيقى وأمزج فيها الروح الشرقية والإحساس الشرقي للأغاني التي قدمتها وأقدمها في السوق المصرية وفي الشرق وأنجح في ذلك في الأوساط الشعبية ده نجاح يسعدني.

* من الواضح أن دعاية التوك توك غلبت الدعاية الرسمية الخاصة بالألبوم.. دعاية عملية في الشارع وليس في الميادين؟

ـ أنا طول عمري باحب الناس وباحب جمهوري وباعشقه وباتعب في شغلي وكأني أعمل لأول مرة وكل عمل جديد لي تزيد سعادتي وأحصل على جائزة كبيرة تنسيني تعبي وهي جائزة الجمهور.. هذه المرة لمستها وشفتها في الناس اللي نزلت تشتري الشريط في سوق انتهت فيه عمليا حكاية الشرايط ومع ذلك اشتروه بحب وكان متاح لهم الأغاني على شبكة الإنترنت واشتروا الإسطوانات وأداروها في العربيات والموتوسيكلات والتكاتك.. هذا الإقبال جعلني أشعر بأنني مميز عند هذا الجمهور وصناع الكاسيت في مصر يعرفون أن ألبومي يفتح لهم الطريق لتقديم ألبوماتهم.

المهم في مسألة الدعاية التي تحدثت عنها أنا اكتفيت بالدعاية العادية البوسترات التقليدية وبانوهات الشوارع واستغنيت عن الاسبونسر أو الراعي اللي كان بيساهم فيها وكان يعتقد أنه بيقدم خدمة مع أنه هو اللي كان يحصل عليها وحققت نتيجة أحسن والدعاية أصبحت من الناس ومن الجمهور عملية وصاخبة بصخب وبهجة الهاوس ميوزك نفسها.

* تابع الجمهور برنامجك «الحلم».. هل لمست تأثير ذلك على الألبوم؟

ـ طبعا التأثير غير مباشر وربما يكون مباشرا.. لكن أنا بعدما قررت أن أقدم قصة حياتي للناس وأردت أن يعرفوني على حقيقتي وأنني نشأت بسيطا وعاديا مثلهم تماما وشافوا شخصيتي ونشأتي وأني ابن قرية وابن ناس بسطاء طيبين وعلى قد حالهم وان أنا كنت شابا مكافحا وعلى قد حالي واجتهدت وربنا وفقني كل هذا أسعدني لأن الناس عرفت مين عمرو دياب وأنه واحد منهم وان الأصل في النجاح لازم يكون موجود ومعاه الكفاح والإصرار والهدف وتوفيق ربنا عموما أعتقد أن كل اللي شافوا الحلقات اقتربوا أكثر مني وأنا لا أستطيع أن أقول إلا أنني اعمل بجد واجتهاد وأبذل مجهودا كبيرا لأقدم فني وأغنياتي لهذا الجمهور الرائع الذي أتمنى دائما أن أكون عند حسن ظنه.

* حدثنا أكثر عن تفاصيل ألبومك الجديد؟

ـ أنا عملت 12 أغنية انتقيتهم من 40 أغنية واصلت العمل فيها على مدى 18 شهرا كنت كل يوم تقريبا أعمل أكثر من عشر ساعات في الأستوديو.. كان معي فريق عمل فدائي مخلص كلهم شعراء وملحنون رائعون قدموا لي أحسن ما عندهم وتفتحت أذهانهم بشكل رائع وتسابقوا للأحسن.. فريقي هم مجدي النجار وبهاء الدين محمد وأيمن بهجت قمر وهاني عبد الكريم وخالد تاج الدين وتامر حسين وعبد المنعم طه والملحنون عمرو مصطفى ومحمد يحيى وخالد عز والبدري كلباش والموزع المبشر الرائع حسن الشافعي وهذا موزع دارس ومثقف ومتابع ومبدع ومؤدب وله مستقبل واعد وكبير.

أنا اخترت الأغاني التي تحمل البهجة والفرح والسعادة عشان تخرج الناس من الهموم والأخبار المحزنة على الساحة السياسية والصحافية وغيرها.. الجمهور محتاج ده وأنا يهمني جمهوري.

* من الملاحظ أنك تقدم نماذج لشباب جديد في فريقك هذه المرة أيضا؟

ـ أنا أقدم حسن الشافعي كموزع كان عمره 24 سنة عندما عمل معي لأول مرة وهو الآن عمرة 26 سنة ومعي أيضا مؤلف جديد لأول مرة تامر حسين شاب صغير ولكنه موهوب وأنا عادة أحرص أن أقرأ فكر الشباب الجديد وأسعى جديا أن أخاطبه وأقترب منه ومن فكره لأن جمهوري أيضا من هذا الشباب وهذه الشريحة تمثل منصة رئيسية لي ومن بديهيات عملي أن أتواكب معها وأعرفها عن قرب.

* هل يسعى عمرو دياب دائما وراء موضة الموسيقى العالمية؟

ـ على فكرة ماعدش فيه حاجة اسمها موضة، العالم الآن قرية واحدة وصغيرة جدا ومتصلة ومكشوفة وكله شايف بعضه وأنا لا تفرق معي موضة الغرب لأن القوالب الموسيقية عندنا أحسن منهم وهم الذين يتابعوننا الآن واحنا بنعمل حاجات بتهبلهم..

* ماذا عن الكليبات وماذا ستصور هذا العام؟

ـ سأصور أغنية «وياه» ولكن التفاصيل لم أضعها بعد ولم أحدد أي شيء وأنت تعرف أنني أقوم بعمل كل تفاصيل أغنياتي وأعمالي ولا أترك شيئا معتمدا فيه على الآخرين.

* وماذا عن جو المنافسة الآن؟

ـ أتمنى أن أعود إلى مرحلة التسعينات، كانت هناك منافسة حقيقية تشعل حماس المتنافسين، وكان ذلك لصالح الجمهور، أما الآن فأنا أقف بلا منافس.. أشعر أنني وحدي على الساحة.