رحلة أقدم استوديو فني في السعودية تنتهي بإزالة

عمارة فنان العرب تدخل ضمن المباني العشوائية.. وعبد الحليم حافظ أهم زوارها

عمارة استوديو «صوت الجزيرة» المعرضة للازالة («الشرق الأوسط»)
TT

حكمت مقتضيات تحديث مدينة جدة، بإزالة أول استوديو فني متكامل في السعودية عروس البحر الأحمر، ضمن مشروع تطوير أحياء جنوب جدة «العشوائية».

وتأتي أهمية هذا المكان الذي يرتبط باسم فنان العرب محمد عبده، كونه شاهدا على العصر لمدى ثلاثة عقود، شهد فيها تطور الأغنية والموسيقى السعودية والخليجية، واحتضانه للعديد من القامات الفنية العربية.

الصورة الذهنية لاستوديو «صوت الجزيرة» الواقع في حي النزلة اليمانية، يستحضر شخوصا فنية رحلت وأخرى لا تزال على قيد الحياة، فمن هنا انطلقت أعذب الألحان، والكثير من الأعمال الفنية، كما شهد العديد من الزيارات من قبل الملحنين والمطربين والكتاب والشعراء. علي مختار، مدير مكتب الفنان محمد عبده قدم وصفا لـ«الشرق الأوسط» لعمارة فنان العرب، بقوله «تضم إلى جانب المكاتب الفنية، استوديو التصوير وأعمال الفنان محمد عبده التجارية، وكان هذا المكان في السابق مسكنا له مع أسرته قبل أن ينتقل إلى حي الروضة»، مبينا أن عددا كبيرا من الفنانين السعوديين والخليجيين سجلوا أعمالهم من أغاني وأوبريتات في هذا الموقع.

وأوضح مختار أن استوديو محمد عبده جمع الكثير من الأمراء منهم الأمير خالد الفيصل، والأمير بدر بن عبد المحسن، والأمير خالد بن سعود الكبير، إلى جانب أبرز الفنانين خاصة الراحل طلال مداح، الذي انطلق في رحلته مع الفنان محمد عبده معا لإثراء المجال الفني في السعودية، وأضاف أن جميع الأوبريتات التي تنقل على شاشة التلفاز كانت تصور في البناية، فيما يتم تركيب الأصوات داخل الأستوديو.

وأشار إلى أن العمارة كانت معملا لبروفات الفنانين، يدعمهم استوديو التصوير، موضحا أن الموقع كان مصدرا لكم كبير من أعمال البر والتكافل الخيري والمساعدات للمحتاجين، وقال إن العمارة تعتبر تاريخا حيا للفن خلال السنوات الثلاثين الماضية، فقد زارها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وعبد الكريم عبد القادر، وفريد الشاطي وعبد المحسن المهنا، وعبد اللطيف البناي، وفايق عبد الجليل الذي توفي في العراق وغيرهم من الفنانين العمالقة. واكتسبت بناية «صوت الجزيرة» أهميتها من قربها لمبنى التلفزيون، إذ لا تبعد عنه سوى بنحو 500 متر، ويعود مختار بالقول إن أعز الذكريات لفنان العرب انطلقت من هنا، حيث رزق بابنته نورة، ثم أبنائه عبد الرحمن، وبدر، وهيفاء، كما كان أهالي الأحياء المجاورة يترصدون خروج ودخول فنان العرب لتحيته.

على صعيد آخر، أوضح علي السميري مدير إدارة المناطق العشوائية بأمانة جدة لـ«الشرق الأوسط» أن عمارة الفنان محمد عبده دخلت ضمن نطاق مشروع إزالة الأحياء العشوائية في المدينة، موضحا أن أي عقار يقع في المناطق المزالة تتم إزالته دون اللجوء إلى الوساطة، أو التوصيات، مضيفا أن هناك عقارات لها قيمتها التاريخية مستثناة من الإزالة، كونها تعتبر من أساسيات المنطقة، مثل مبنى البنك الإسلامي للتنمية، ومسجد الملك سعود، وقصر خزام، وكلية عفت.

وبرر السميري حديثه عن تلك المواقع بالقول «مسجد الملك سعود من أساسيات قصر خزام، وهو حديث الإنشاء، فيما يعود مبنى البنك الإسلامي للتنمية لمنظمة عالمية، ويعتبر بناؤه حديثا أيضا، بينما عمارة محمد عبده يزيد عمرها على 30 عاما، وانتهى عمرها الافتراضي، وهي مسجلة كعمارة سكنية، منوها إلى أن مالكها سيتم تعويضه أسوة بالمواطنين الذين يمتلكون مباني في المنطقة.