نجوم يتبرأون من أفلامهم ويعتبرونها «غلطة»

عمرو واكد وباسم سمرة وراندا البحيري أعلنوا التوبة

عمر واكد خلال احد مشاهد فيلم «المشتبه» («الشرق الأوسط»)
TT

هل هي عقدة سينمائية، أم عقدة نفسية، أم مجرد إحساس بوطأة ذنب وتواطؤ، ارتكبه البعض أو تورط فيه في لحظة من اللحظات، ثم يسقطه بعد ذلك في جب النسيان، أو تحت عباءة الظروف.. هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسها بقوة، على ظاهرة مهمة انطمست ملامحها تحت ظلال العديد من الأفلام السينمائية، التي تبرأ الكثير من نجومها ونجماتها من العمل فيها، واعتبارها سقطة فنية قد يغفرها الجمهور لهم حسب اعتقادهم.

الفنان عمرو واكد آخر المتبرئين، فرغم مقاطعته للصحافة منذ فترة كبيرة إلا أنه عاد وأجرى اتصالات تليفونية بالعديد من وسائل الإعلام لإعلان تبرؤه من فيلمه «المشتبه» الذي عرض مؤخرا بمشاركة الفنانة بشرى ولم يحقق أي نجاح يذكر، خاصة في ظل طرح عدد كبير من الأفلام التي دخلت سباق الموسم السينمائي الصيفي، ووجود أبطال جماهيريين لهم باع كبير مع شباك التذاكر، مثل هاني سلامة وتامر حسني وعادل إمام وأحمد السقا وأحمد عز وأحمد حلمي، مما ساهم في أن يكون فيلمه «المشتبه» ضائعا وسط هذا الزخم السينمائي هذا العام.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن سبب ندمه على بطولة فيلم «المشتبه» إمكانية تقديمه بشكل أفضل، خاصة أنه يعرف ذلك منذ تصويره، وعليه فقد طالب المخرج محمد حمدي بإعادة بعض من مشاهده إلا أن الأخير تهرب منه على حد وصفه، مشيرا إلى أن مستوى الفيلم ككل جاء ضعيفا وإيقاعه بطيء، لا يتوافق مع الأحداث، رغم جودة النص السينمائي المكتوب. من جانب آخر اعتبر الفنان باسم سمرة أن وجوده في فيلم «إبراهيم الأبيض» غلطة لن يغفرها لنفسه، وطلب من الجمهور أن يسامحه عليها، رغم تواجده مع أسماء كبيرة فنيا مثل النجم محمود عبد العزيز وأحمد السقا والتونسية هند صبري والمخرج مروان وحيد حامد.

يقول باسم: «فوجئت عند عرض الفيلم أن هناك مشاهد عديدة تم قصها لي، مما أخل بشكل الشخصية ولا أعرف سببا لذلك، وتقلص وجودي عبر مشهد واحد فقط، كما أن التترات لم تنوه لوجودي بالأحداث كضيف شرف لذا قررت إسقاط هذا العمل من دفتري الفني واعتباره كأن لم يكن».

قرار التناسي الفني لفيلم «إبراهيم الأبيض» اتخذته أيضا الفنانة الشابة فرح يوسف، حيث اعترفت أن دورها لم يكن كبيرا، وإن كان مؤثرا في الأحداث جدا، لكنها فوجئت أن مشاهدها تقلصت لثلاثة مشاهد فقط غير مؤثرة، في حين أن المشاهد المؤثرة تم قصها وحذفها من دون الرجوع إليها، وهو ما اعتبرته فرح يتنافى مع أخلاقيات المهنة، لافتة إلى أحد المشاهد المهمة التي تم قصها تنشأ فيها قصة حب بينها وإبراهيم الأبيض «السقا» بعدما تركته بطلة الفيلم هند صبري رغما عنها للتزوج من «الملك» محمود عبد العزيز. وفي كل تصريحاتها الصحافية تشير الفنانة راندا البحيري دوما إلى أنها تتبرأ من كل مشهد لها في فيلم «قبلات مسروقة» نظرا لعدم تناسبه مع أخلاقياتها، وتشير إلى أن الفيلم أساء لها رغم عدم وجود مشاهد ساخنة لها، لكن وجودها بالعمل نفسه اعتبرته إساءة لها، وتعتبر ما حدث درسا استفادت منه كثيرا، وتشدد أنها لن تكرر الأخطاء التي سبق وارتكبتها في حق نفسها من خلاله.

إلى ذلك اعتبر الفنان خالد أبو النجا أن فيلمه «حبيبي نائما» الذي عرض في أواخر العام الماضي غير موجود في سيرته الذاتية الفنية، ويصفه بالغلطة ولا يحب الحديث عنه أو تذكره. وقال إن هناك عوامل عديدة اتحدت لإفشاله، وهو ما حدث بالفعل، ولم يحقق الفيلم أي إيرادات تذكر ورفع من دور العرض بعد أسابيع من عرضه.

ورغم كونه العمل الأول لها في مصر إلا أن الفنانة السورية جومانا مراد حينما تسأل عن السقطة الفنية في حياتها تكون إجابتها مباشرة وواحدة ألا وهي مشاركتها في فيلم «لحظات أنوثة» الذي اعتبرته فيلما تجاريا بحتا. جومانا التي تعمل بالإنتاج أيضا، وهو ما يعني أن الربح عامل مهم في تفكيرها، شددت على أن الأفلام التجارية لابد أن تتضمن جانبا فنيا راقيا لتحقق المعادلة الصعبة التي فشل فيلم «لحظات أنوثة» في تحقيقها، والمنحى نفسه اتخذته علا غانم التي تبرأت أيضا من مشاركتها في الفيلم نفسه.

وبعيدا عن تبرؤه من الشخصية التي قدمها من خلال فيلم «بدون رقابة» فقد أعلن الفنان أحمد فهمي تبرؤه من العمل بسبب الديو الغنائي الذي جمعه بالفنانة اللبنانية ماريا، وبسببه تلقى فهمي رسائل نفور من المعجبين تطالبه بالتوقف عن تقديم مثل هذه الدويتوهات التي تقلل من شأنه وتحط من نظرة الجمهور له.

وعن هذا الموقف الذي اتخذه حيال «بدون رقابة» أوضح فهمي أن الفيلم في مجمله كقصة وسيناريو وحوار وأبطال لا غبار عليه، بل كان فيلما محترما رصد مشاكل الشباب وقضاياهم بشكل منطقي، «لكن ما حدث أنى تبرأت فقط من الديو الذي جمعني مع ماريا وحاولت السيطرة على صور الكليب حتى لا تنتشر بشكل كبير وقد أعلنت اعتذاري للجمهور والنقاد ووعدتهم بعدم تكرار ما يشابهه».

وجهة النظر النقدية من ناحيته قال الكاتب لويس جريس إنه «لا يمكننا النظر لهذا الموضوع باعتباره ظاهرة، بل حالات فردية، ورأيي أنه طالما اشترك الفنان أو الفنانة في أي عمل سواء حقق نجاحا أو حالفه الفشل، فيجب عدم التنصل منه، فالاعتراض بعد عرض الفيلم لا يجدي ولا يفيد بل فهو ليس من حقه الاعتراض على الإطلاق، لأن فرصة الاعتراض مرت من أمامه ثلاث مرات، الأولى بعد قراءة السيناريو، ثانيا بعد جلسته مع المخرج وطرح وجهات النظر بينهما، وأخيرا مع بداية تصوير العمل».

ولفت جريس إلى أن الاعتراض بعد مرور المراحل الثلاث يظهر الممثل بشكل غير لائق في وسائل الإعلام ويقلل من شأنه، فالمشاهد لن يغفر له أخطاءه ولن يقبل أعذاره، وعليه فقط طي صفحة هذه التجربة، والبدء من جديد، مع تلاشي أخطاء العمل السابق والاستفادة من كل الدروس لكن في إطار من السرية بينه وبين نفسه.