الفساد والقضايا السياسية عامل مشترك في الأعمال الرمضانية.. العام الحالي

نور الشريف يهاجم الأفعال الصهيونية وجمال سليمان يرصد تزاوج رأس المال بالسلطة

النجم نور الشريف في أحد مشاهد مسلسل «ماتخافوش» («الشرق الأوسط»)
TT

نقلا لوجهات النظر المتناثرة بأجواء الشارع العربي حول الفساد الذي تمارسه بعض الأنظمة السياسية، والصراع العربي الإسرائيلي بما يتضمنه من جاسوسية وقضايا سياسية أخرى متصلة بهذا الصراع، قرر مؤلفو الدراما الرمضانية هذا العام تضمين أعمالهم بعض ما يدور في العقل العربي والمصري.

على رأس الأعمال التي تتناول قضايا سياسية يأتي مسلسل «أفراح إبليس» للنجم السوري جمال سليمان في ثاني تعاون فني يجمعه بالمؤلف الكبير محمد صفاء عامر، بعد نجاحهما معا في مسلسل «حدائق الشيطان» قبل ثلاثة أعوام، حيث يرصد تزاوج رأس المال بالسلطة من خلال شخصية الطاغية «همام أبو رسلان» رجل الأعمال الذي يمتلك مجموعة اقتصادية كبيرة ومن خلالها يدير الكثير من العمليات الإجرامية بمساعدة أبنائه. يشارك في بطولة المسلسل الذي يقوم بإخراجه سامي محمد على كل من الفنانين عبلة كامل وريهام عبد الغفور وأحمد سعيد عبد الغني.

ويشن الفنان الكبير نور الشريف من خلال شخصية الإعلامي مكرم حملة كبيرة ضد الأفعال الصهيونية راصدا الصراع العربي الإسرائيلي من خلال مسلسل «متخافوش» للمؤلف أحمد عبد الرحمن والمخرج يوسف شرف الدين ومن بطولة رجاء الجداوي وهادى الجيار. ويقول شرف الدين: «إن الصراع العربي الإسرائيلي الموجود بالمسلسل ليس إقحاما دراميا بل ضرورة تطلبتها الأحداث كما كتبها المؤلف، وإن هذا الصراع لم يعد نغمة قديمة بل هو حاضر على الدوام في أحاديث الشارع العربي، ولا يستطيع أحد إنكار أننا نكره إسرائيل، ودور الدراما هو نقل صورة الواقع الذي نحياه».

وبعد طول غياب عن الشاشة الصغيرة تعود النجمة نبيلة عبيد من خلال مسلسل «البوابة الثانية» الذي يرصد القضية الفلسطينية من خلال المعاناة التي يعانيها العرب بداخل إسرائيل والإهانة التي يعيشون فيها داخل المعتقلات. المسلسل من تأليف كوثر مصطفى ومحمد عبد الخالق، ويشارك في بطولته هشام عبد الحميد وأحمد ماهر.

وأشارت نبيلة إلى أن تناول القضية الفلسطينية يتم في إطار اجتماعي ولا يوجد نية مباشرة لـ«تسييس» المسلسل لأن «السياسة دوما موجودة في كل حياتنا، فحتى رغيف الخبز مرتبط بالسياسة».

واستلهاما لعصر وزير الداخلية المصري الأسبق أحمد رشدي ـ الذي وقف بالمرصاد لتجار المخدرات ونجح في القضاء على أهم بؤرهم الإجرامية ـ تدور أحداث مسلسل «الباطنية» للمؤلف مصطفى محرم بطولة غادة عبد الرازق ولوسي.

حيث يكشف العمل عن قضايا المخدرات وأصولها السياسية بمعالجة جديدة تختلف عن الفيلم الذي حمل نفس الاسم والذي قامت ببطولته الفنانة نادية الجندي في ثمانينات القرن الماضي. وأكدت غادة أن المسلسل به بعض الجوانب والإسقاطات السياسة لأن عالم المخدرات الذي يتناوله العمل له بالتأكيد مرجعيات سياسية لكن العمل يدور في نطاق اجتماعي في المقام الأول.

وفي إطار من الجاسوسية، تقدم الفنانة الشابة منة شلبي بمشاركة الفنان هشام سليم مسلسل «حرب الجواسيس»، من تأليف بشير الديك وإخراج نادر جلال، حيث تجسد فيه شخصية الصحافية سامية فهمي التي ترتبط عاطفيا بأحد زملائها، وينجح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد في تجنيده وبدوره يسعى هو لتجنيدها فتقع في حيرة شديدة بين الإغراء المادي وخيانة الوطن، وهي قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية.

وعن أكثر الفترات مرارة في تاريخ الشعب العربي، ألا وهي فترة الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1948 وتكوين دولة إسرائيل، تدور أحداث مسلسل «الرجل والطريق» عن قصة لسعد مكاوي ومن إخراج إبراهيم الشوادي ويشارك في بطولته كل من محمد رياض والعائدة بعد غياب طويل صفية العمري وسميرة عبد العزيز وهادى الجيار ومها أبو عوف.

وفي نفس السياق، يستمر الجزء الثاني من مسلسل «المصراوية» للمؤلف أسامة أنور عكاشة في رصد المتغيرات السياسية في المجتمع المصري من عشرينات القرن الماضي وحتى الآن.

وفي نطاق ملحمي سياسي شعبي، تدور قصة مسلسل «أدهم الشرقاوي»، ذلك المناضل الشعبي الذي احتارت السلطة في القبض عليه كثيرا. ويجسد شخصيته الفنان محمد رجب عن قصة لمحمد الغيطي والإخراج للسوري باسل الخطيب. وحول استثمار القضايا السياسية في دراما رمضان هذا العام، قال محمد الغيطي لـ«الشرق الأوسط» إنه يركز بالفعل، من خلال مسلسله، على الجوانب السياسة لأن حياة البطل أدهم الشرقاوي كانت تدور في نطاق سياسي وسلسلة من الصراعات بينه وبين رجال السلطة، وأن هذا لا يعتبر إقحاما لتلازم السياسة بكل مراحل حياة هذا البطل الشعبي.

وعن وجهة نظره من الجانب النقدي، يقول الناقد الكبير لويس جريس إنه يرى دوما أن مؤلفي الدراما يضعون أيديهم على المناطق التي تمس أحاسيس واهتمامات الشعب العربي بصفة عامة، فيتناولون في طرحهم مواضيع مثل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وهذا ليس عيبا في حد ذاته، مع مراعاة الاعتدال في التناول وعدم التهويل في أعمالنا الدرامية، ويفضل تناول الأمور من منظور اجتماعي يعرج بنا على المناطق السياسية بصورة غير مباشرة.