«العكيد» يعود بشخصية «أبو حجاز».. ويطوي صفحة «أبو شهاب»

سامر المصري: مخرج «باب الحارة» هو من يحاول تفريغ المسلسل من محتواه

الفنان السوري سامر المصري والكاتب مروان قاووق خلال المؤتمر الصحافي للإعلان عن مسلسل «الشام العيدية» الذي يعرض في رمضان المقبل («الشرق الأوسط»)
TT

أقامت «روتانا» خليجية مؤتمرا صحافيا في فندق متروبوليتان – لبنان، للإعلان عن انضمام واحد من أهم الأعمال الرمضانية التي ستعرض على شاشتها هذا العام وهو مسلسل «الشام العدية» الذي يروي قصة حي دمشقي في زمن الاحتلال الفرنسي، وذلك بحضور عدد كبير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي تحاورت مع النجم سامر المصري وكاتب العمل مروان قاووق.

وقال الفنان السوري سامر المصري إن «الشام العدية» هو العمل الوحيد له خلال هذا الموسم، وأنه اختاره من بين الكثير من النصوص التي عرضت عليه لأنه وجد في النص مادة درامية راقية ومهمة جدا، مضيفا أن شخصية «أبو حجاز» التي يؤديها في المسلسل تحمل مقومات حقيقية لدور درامي باستطاعته الوصول لجميع الشرائح من الناس ويقدم من خلاله رسالة فنية راقية ونبيلة وبالوقت نفسه هناك ربط أحداث لهذه الشخصية مع عمل ممتع ومشوق.

أما مروان قاووق كاتب النص وواضع السيناريو والحوار فقال إن مسلسل «الشام العدية» هو امتداد للجزء الأول من مسلسل «بيت جدي» وفيه أحداث وتفاصيل حياة جديدة لا ترتبط بالجزء الأول إلا بخيط رفيع سيكون فيه الكثير من الدمع والتشويق، بالإضافة إلى الكوميديا الراقية البعيدة عن التهريج.

وحول عرض العمل على أكثر من محطة عربية وأسباب الإعلان عنه عبر روتانا خليجية، مع تكرار نجوم وكاتب «باب الحارة» وهل هو محاولة لتفريغ «باب الحارة» من مضمونه بسبب المشاكل التي حصلت مع المخرج بسام الملا، قال سامر المصري: «بالطبع لا، ومن يحاول تفريغ (باب الحارة) من محتواه هو المخرج نفسه وليس مسلسل الشام العدية»، وأضاف «المسلسل هو الجزء الثاني من «بيت جدي» مما يعني أن الجزء الأول كان موجودا قبل خلافاتي الشخصية مع مخرج «باب الحارة»، وهذا ليس ردا عليه، وإنما هو دور جديد لي أحببته عندما عرض علي وشعرت أن باستطاعتي تقديم شيء جديد من خلاله».

أما مروان قاووق فقال: «في البداية عندما كتبت الجزء الثاني من مسلسل «الشام العدية» كتبته بشخصياته الموجودة حاليا، وشددت على شخصية «أبو حجاز» وتمنيت أن يقبلها سامر المصري، والحمد لله أنه وافق على الدور وعمل عليه بإخلاص، ثم أنني كاتب «باب الحارة» و«بيت جدي» ولا أطمح لأي من أعمالي أن يهبط نهائيا، لكن هذه السنة سيكون «الشام العدية» أقوى من «باب الحارة» في الجزئين الرابع والخامس.

وحول صحة ما تردد عن وجود وساطة قام بها سامر المصري لإبقاء وائل شرف في مسلسل «باب الحارة» قال سامر: «أنا عملت بأصلي وبمصلحة العمل، وعندما دافعت عن أي فنان شارك في العمل وأحبه الناس، وحاولت قدر الإمكان الاحتفاظ بملامح هذا المسلسل، فيبدو أنني أزعجت المخرج عندما طلبت منه أن يعود وائل إلى دوره بعد أن كان قد استبدله بممثل آخر، وصور هذا الممثل بعض المشاهد، ومن الممكن أن تهديدي بالانسحاب أزعجه، وبأنه كان السبب في التصريح الأخير الذي قام به على صفحات الصحف».

بينما قال مروان قاووق: «المشكلة بدأت مع بسام الملا مع بداية هذه السنة حول الجزئين الرابع والخامس، فتدخله برأي الكاتب وبفكره أكبر خطأ، لأنه بذلك يقيد حريتي، فالكاتب له أسلوبه وشخصياته التي أنجحت «باب الحارة» منها أبو عصام وأبو شهاب وغيرهما، وعندما نستبعد الشخصيات التي أحبها المشاهد يصبح هناك هبوط في العمل، لذلك انسحبت وأعطيته التنازل أو الإذن باستكمال الكتابة ليأتي بكاتب آخر في الجزئين الرابع والخامس». وحول إمكانية صمود «باب الحارة» بعد انسحاب الكاتب والعكيد قال سامر: «نحن هنا لا ننافس «باب الحارة»، نحن أركانها وأنا واحد من أركان نجاح المسلسل بدوري الذي كان قاسما مشتركا في الأجزاء الثلاثة الأولى، ومروان قاووق هو كاتب العمل الأصلي الذي كتب الأجزاء الثلاثة ولا يمكن أن ينافس نفسه، ونحن انتقلنا إلى حكاية أخرى، «باب الحارة» كان من حكايا دمشق و«الشام العدية» هو انتقال إلى حكاية أخرى، دراما لها تفاصيلها الموجودة فيها ولا يمكننا أن ننكر أن هذا الانتقال له أسبابه المعروفة».

وحول وجود إياد نحاس مخرج «الشام العدية» في السجن بسبب قضية نفقة رفعتها عليه زوجته وكيفية استكمال العمل، قال سامر المصري: «سيوضع اسم مخرج العمل على تتر العمل، وهذا أقل ما يمكن فعله لنوفيه حقه، فهو يمر بأزمة اجتماعية خاصة جدا، وليست مسألة جرمية، وكل الشكر للمخرج سامر برقاوي الذي أكمل تصوير المسلسل، وهو لا يقل أهمية عن إياد نحاس، وهذه مسألة تحدث في كثير من الأعمال، وقد سبق أن غاب بسام الملا أكثر من ثلاثة أشهر عن تصوير «باب الحارة» وكان السبب الذي قيل لنا أنه بسبب عملية قام بها في المستشفى، لنكتشف أن لديه عملا آخر يقوم بتصويره في السعودية، فصور بدلا عنه المخرج علاء الدين كوكش 3 شهور ونصف، وأكمل بعدها الفنان عباس النوري إخراج العمل لأكثر من 15 يوما».

وحول إمكانية أن يكون المؤتمر عملية تسويق لسامر المصري وليست تسويقا لمسلسل «الشام العدية»، خاصة أن سامر سيحل كضيف شرف غير مرئي وغير معلن عنه حتى اليوم في مسلسل «هوامير الصحراء»، إضافة إلى ما إذا كان اسم «أبو حجاز» هو اسم إعلاني للسنوات المقبلة، قال سامر: «أنا لا أطلب عروسا للزواج كي أطلب تسويقا شخصيا، بل من الممكن القول أنه تسويق فني لكنه ليس شخصيا، وأهم سبب لقبول وجودي في المؤتمر هو أنني غير موجود في «باب الحارة»، ولكي أقول بأنني موجود في عمل آخر على محطة أحترمها كثيرا، وهي محطة «روتانا» خليجية، لأن المشاهد يظن بأنني ما زلت متواجدا في الجزء الرابع من «باب الحارة»، لأنه ما زالت هناك بعض اللقطات التي توضع في الإعلان التسويقي لـ«باب الحارة» وتظهرني فيه».

فيما لم يؤكد سامر تواجده في مسلسل «هوامير الصحراء» ولكنه قال إن احتمال مشاركته كضيف شرف واردة، وليس هناك ما يمنع ذلك، كونه ممثلا ويستطيع أن يشارك بعشرة أعمال، ولكن الفنان يعلن أولا عن دور البطولة، وبعدها عن دور ضيف الشرف وليس العكس. وعن سبب اختياره بالتحديد خاصة أنه فنان سوري، في مسلسل خليجي؟ قال: «ما المانع؟ هناك ضيوف شرف خليجيون في أعمال سورية».

وعن حجم الرهان الذي يقدمه سامر المصري على مسلسل «الشام العدية» في ظل الكم الكبير من قصص البيئة الشامية، وإمكانية إصابة المشاهد بالملل قال مروان: «المشاهد لم يمل من هذه الأعمال، وليس هناك الكثير منها، في هذا الموسم فقط عملان مقابل مسلسلات عديدة تناقش مواضيع أخرى، وهذه القصة لا تشبه أي قصة أخرى عرضت سابقا، والشام مليئة بالحكايا التي لم يرها المشاهد بعد». فيما قال سامر: شخصية «أبو حجاز» لا تشبه شخصية «أبو شهاب» التي دخلت مرحلة البانوراما، وليس الدراما في الجزئين الأخيرين. شخصية «أبو حجاز» متكاملة، فهي شخصية لرجل اسمه «رسلان» يستشهد أحد أعز أصدقائه اسمه «حجاز» في معركة من أجله، فيسمي نفسه «أبو حجاز» ليتحول إلى اسم رنان يرعب الاحتلال الفرنسي، ويضطر أن يعيش خارج الحارة مع الثوار ويمنع من دخول الحارة، ولكن هناك حدث يضطره إلى التسلل من وقت إلى آخر إلى الحارة، كما أن العمل فيه خط رومانسي، والمقاومة ضد الاستعمار، وخط له علاقة بالحارة ليخلص أهلها من الظلم الذي يمارسه البعض عليهم. وحول من هو المارد في هذا العمل؟ قال سامر المصري «العمل الفني عمل جماعي ولا يمكن تجزئته، النص أولا وكل الأبطال قاموا بأداء أدوارهم بإخلاص، بالإضافة إلى الإخراج والإضاءة، والذي شجعني وجود نجوم أمامي في هذا العمل في مقدمتهم بسام كوسا».

وعن المثالية التي تطرحها شخصية «أبو حجاز» كالشجاعة والرجولة والقوة؟ قال كاتب العمل: « أبو حجاز شخص إيجابي، وأنا قصدت ذلك، لأننا بحاجة إلى شخصية تعيد القيم القديمة والتآلف والمحبة، اليوم هناك تفكك في المجتمع، وشبابنا ينتمون إلى الغرب بدلا من أن نتمسك بعاداتنا». ونفى سامر المصري بشكل قاطع أن يكون الدور قد استحدث بعد خروجه من «باب الحارة» وقال: «بالطبع لا، فأنا لست ممثلا ميكانيكيا، بل أقرأ جيدا الدور وكل كلمة كتبها الكاتب أنفذها، مثلا لقد حذفت 60 مشهدا في الجزء الثالث من «باب الحارة» لأن المسألة نوعية وليست كمية، ولدي وجهة نظر».

وحول حقيقة شخصية «أبو حجاز» أوضح مروان: «اسم «أبو حجاز» حقيقي وموجود في دمشق، وهناك أسماء أخرى مثل «أبو الموت» و«أبو النار»، وهذا يدل على أسماء القبضايات. وصنعت من الاسم شخصية متنوعة، فـ«أبو حجاز» ليس «أزعرا» بل هو «قبضاي»، وهناك خيط رفيع بين الاثنين، وفي تلك الفترة كان هناك غياب للشرطة، وكان الرجل مضطرا لأن يأخذ حقه بنفسه». فيما كان تعليق سامر: «جزء كبير من مشاركتي هو وفاء لروح الراحل ناجي جبر».

وحول مكانة الدراما السورية قال المصري: «جمال المشهد العربي بتنوعه من الخليجي واللبناني والمصري والسوري، أنا ضد أن يقال أن هناك دراما أخذت مكان دراما أخرى، من الممكن القول ان هذه الدراما أو تلك أخذت مكانتها». وحول طموحه لدخول مصر، قال: «لقد عرضت علي أدوار كثيرة لكنني أتعامل مع النص، فلو عرض علي نص أعجبني في الصين سأتعلم اللغة الصينية وأمثله». وعن أسباب تهميش دور المرأة في الدراما السورية قال مروان: «منذ 80 سنة كانت وظيفة المرأة أن تهتم بزوجها وتربية أولادها، ولم تكن تعمل في وظائف، لكنها كانت أرقى من وقتنا الحالي، اليوم تهتم المربية بهذا الدور، وهذا خطأ كبير حيث يكبر الولد بتفكير مختلف عن والديه، ويحمل أفكار المربية وقيمها إذا لم تكن عربية، أما الشق الثاني فكان هناك ضرب ولكن في المقابل كانت هناك غيرة قوية على المرأة، والآن تضرب لكن من دون سبب كما أن نسب الطلاق أكثر بكثير». وفي استفسار عن أين يوجد النبل في شخصية «أبو حجاز» وهو يحب زوجة صديقه؟ قال سامر: «أبو حجاز يضطر لأن يتزوجها لكن من دون حب، فبحكم رعايته للطفل يتردد على منزلها فيتزوجها ليسكت ألسنة أهل الحارة».

من جهة أخرى، أعلن أن الفنان عاصي الحلاني سيقوم بتأدية أغنية مقدمة مسلسل «الشام العدية»، والعمل يشارك فيه مجموعة من نجوم الفن السوري منهم عبد الرحمن آل رشي وبسام كوسا وصباح الجزائري وطلحت حمدي ومنى واصف ووفاء موصلي وسحر فوزي وحسن دكاك وغيرهم الكثير.