أعضاء لجنة التحكيم نجوم برامج تلفزيونية بامتياز

يمثلون المشاهد الذي غالبا ما ينتقدهم

طوني أبو جوده
TT

يعتمد عدد من البرامج التلفزيونية على أعضاء لجان تحكيم يقررون مصير المشاركين في برامج تحاكي الهواة في شتى المجالات إن في الغناء والتمثيل أو في الجمال والمعرفة. ورغم أن هؤلاء تنحصر مهمتهم في إبداء الرأي المباشر بالهواة دون أي مصلحة خاصة بهم ويمثلون بشكل أو بآخر المشاهد المتابع، فإن الأخير غالبا ما ينتقدهم فيرمي عليهم مسؤولية فشل هذا المشارك أو ذاك.

وتطول لائحة البرامج التي غزت الشاشة الفضية مؤخرا واعتمدت على عضوين أو أكثر للبت في مصير المتفوقين فيه، وأحدثها «طير وفرقع» الذي تقدمه (إل بي سي) وقد اختار الممثلة الكوميدية ليليان نمري والملحن طارق أبو جودة للوقوف على حضور وأداء هواة غناء أو غيره يقدمون موهبتهم في ديكور وأجواء رياضية تبرز مقدرتهم الصوتية وهم في حالة حركة دائمة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى برنامج «اسأل كاست» في (إم تي في) ومهمته إلقاء الضوء على مواهب ممثلين عبر عالم الكوميديا، وقد اختير فادي رعيدي، وبيتي توتل، وطوني أبو جوده، للوقوف على مواهب فذة في هذا المجال. وفي البرنامجين تتوالى خيبات الأمل لبعض المشاركين لفشلهم في أدائهم، فيما يرقص آخرون فرحا لتمكنهم من إقناع لجنة التحكيم بأدائهم.

وعادة يختار اللجنة الفريق المنتج والمحطة التي تعرض البرنامج، وأحيانا كثيرة يقع هؤلاء في مطبات مهنية هم بغنى عنها بسبب خبرتهم القليلة في هذا المجال ولكونهم غير مخولين تقديم برامج من هذا النوع، فتوضع مع المشارك وأعضاء لجنة الحكم في دائرة الفشل.

ولذلك نجد أحيانا كثيرة ردة فعل المشاهد سلبية تجاه برامج مماثلة يتهم فيها أعضاء لجنة التحكيم بعدم كفاءتهم أو بحضورهم غير المثير للاهتمام، ويتساءل عن وجودهم أصلا في برنامج لا يمت إلى مهنتم بأي صلة لا من بعيد ولا من قريب. ومن البرامج الشهيرة التي كان لأعضاء لجان التحكيم فيها دور بارز «سوبر ستار» على قناة المستقبل بحيث كان المشاهد ينتظر بفارغ الصبر رأي الموسيقي زياد بطرس اللاذع أو فاديا طنب الصائب أو إلياس الرحباني الجريء. وكذلك الأمر بالنسبة إلى برنامج «ستار أكاديمي» على شاشة (إل بي سي) ويتركز على لجنة تحكيم أكاديمية وصاحبة خبرة واقعية، إن في مجال الغناء أو العزف أو التمثيل، لتساهم في إبراز المواهب المتقدمة على أكمل وجه.

وما يقال عن البرنامجين السابقين ينطبق على The manager الذي عرضته شاشة تلفزيون روتانا في الموسم الماضي ولاقى متابعة ملحوظة من المشاهدين، وكانت لجنة التحكيم فيه مؤلفة من المخرج سيمون أسمر والمعد طوني سمعان وضيف كل حلقة، وعادة ما كان اسما لامعا في عالم الغناء. وفي هذا البرنامج نجح أعضاء لجنة التحكيم في مهمتهم بحيث كانوا الاسم المناسب في المكان المناسب.

ويقول المخرج طوني قهوجي الذي أشرف على برامج كثيرة من هذا النوع إن لجنة التحكيم عادة ما يجب أن تتمتع بخلفيات ثلاث: الأكاديمية، والاحتراف، والتسويق. وعندما تجتمع معا تؤلف فريقا متكاملا يثق به المشاهد ويتمتع بمعرفة آرائه. وأوضح قهوجي أن البرامج التلفزيونية المأخوذة عن Format لبرامج أجنبية عادة ما يتقيد منفذوها بالشروط والأصول الموضوعة لها في نسختها الأصلية، أما في البرامج الأخرى فتكون مؤلفة من أشخاص جديرين بالثقة ولكل منهم مهمته في إبداء رأيه وفي طريقة معينة تولد توازنا في البرنامج ولدى المشارك. ويرى طوني قهوجي أن الاختيار يجب أن يتم للجان التحكيم كل في مجاله فتتم الاستعانة بالموسيقي أو الشاعر أو المثقف أو الإعلامي في الوقت والمكان المناسبين له.

ودرج في الآونة الأخيرة اللجوء إلى إعلاميين أو رجال أعمال ومصممي أزياء وجراحي تجميل وموسيقيين وأصحاب ألقاب سابقة للتحكيم في مباريات الجمال، فكان حضورهم يشكل نجومية لهم تساهم في الترويج لهم مهنيا واجتماعيا. ويعتبر برنامج «استوديو الفن» الذي قدم على مدى سنوات طويلة تحت إدارة المخرج سيمون أسمر، وكان خاصا بهواة الغناء والتمثيل والشعر وغيرها من الفنون المعروفة، قد حصد أكبر نسبة مشاهدة في تلك الفترة نظرا لأهمية لجنة التحكيم المشرفة عليه التي كان عدد أعضائها يتجاوز العشرة وضم موسيقيين أمثال روميو لحود، وإعلاميين أمثال ماغي فرح، وشعراء كطلال حيدر، وغيرهم.