«أنا قلبي دليلي».. مسلسل يروي قصة حياة ليلى مراد

تجسد الشخصية الفنانة السورية صفاء سلطان

الفنانة السورية صفاء سلطان في شخصية ليلى مراد في مسلسل «أنا قلبي دليلي» («الشرق الأوسط»)
TT

تنال الأعمال الدرامية العربية والتي تتناول في محورها الأساسي سيرة ذاتية وقصة حياة شخصية معروفة اهتماما واسعا من المشاهد العربي، وهذا الاهتمام سيتضاعف هذا العام مع مسلسل «أنا قلبي دليلي» الذي يرصد حياة النجمة الراحلة ليلى مراد، التي تركت بصمة واضحة على الأغنية العربية، والمسلسل الجديد هو واحد من سلسلة الأعمال المميزة التي تنتجها «روتانا خليجية» لتنفرد بتقديمها على شاشتها خلال شهر رمضان القادم ضمن مجموعة متنوعة من الأعمال العربية الأخرى. ولدت ليلى مراد عام 1918 من أب يهودي يدعى زكي مراد هاجر مع أسرته من المغرب إلى مصر وكان مطربا معروفا وعندما ضاق به الحال قرر السفر إلى أميركا لإقامة بعض الحفلات تاركا أسرته الكبيرة من دون مورد رزق، وطالت الرحلة حتى اضطرت زوجته لبيع عفش البيت وإخراج الأبناء من المدارس الأجنبية التي يدرسون بها لعدم قدرتها على دفع المصاريف، مما تسبب في حزن ليلى حيث اضطرت للعمل في مدرسة للخياطة للإنفاق على أسرتها وبعدها اشترت ماكينة خياطة بالتقسيط واعتبرت نفسها المسؤولة عن أمها وإخوتها.. وذات يوم يعود الأب مفلسا ومديونا لا يملك من الدنيا شيئا كما نسيه الجمهور في مصر، ولكنه يكتشف حلاوة صوت ابنته ليلى فيفكر في احترافها الغناء رغم سنها الصغيرة، فيذهب بها لعبد الوهاب الذي يعجب بصوتها. ويطلب من أبيها صقل موهبتها فيعلمها العود ويحفظها الأغاني ثم يقيم لها حفلا على مسرح يوسف وهبي وكان عمرها أربع عشرة سنة وينجح الحفل ويسافر الأب بابنته إلى المحافظات لتغني في الأفراح والحفلات ويستمر ذلك لخمس سنوات وبعدها غنت ليلى مراد في الإذاعة المصرية وأصبح لها جمهورها واسطواناتها.

في ذلك الوقت 1937 يقع اختيار عبد الوهاب على ليلى لتكون بطلة فيلم «يحيا الحب» بعد اعتذار أم كلثوم في اللحظة الأخيرة، وينجح الفيلم وتزداد شهرة ليلى وخلال ذلك يدق قلبها لدبلوماسي من عائلة ثرية وتعيش معه أجمل قصة حب غير معلنة، ولكن العائلة تشترط أن تعتزل ليلى الفن وترفض ليلى فعشقها للفن أهم من عشق قلبها فضلا عن مسؤوليتها عن أسرتها، وتخفي ليلى أحزانها وتنشغل بعملها وتفاجأ ذات يوم بدعوة شخصية من الملك لزيارته في القصر.

وفي خط متواز يبدأ أنور وجدي في الحصول على مشاهد أكبر في أفلامه منتقلا من كونه كومبارس إلى واحد من ممثلي الصف الثاني في السينما، غير أن طموحه كان أكبر من ذلك كثيرا حيث شارك في إنتاج وتأليف وإخراج فيلم «ليلى بنت الفقراء» بطولة ليلى مراد، وخلال تصوير الفيلم بدأ قلبها يدق نحوه وانتهى الأمر بزواجهما عام 1945 وخلال سنوات زواجهما مثلت ليلى مع أنور سبعة أفلام رسخت شهرتها وشهرة أنور الذي صار فتى الشاشة الأول، وتبدأ المشاكل الحقيقية في حياة ليلى بزواجها من أنور الذي كان يرفض قيامها بالتمثيل في أفلام ليست من إنتاجه، ووصل الأمر لحد الصدام العنيف والطلاق ولكن أولاد الحلال كانوا يعيدون المياه لمجاريها بينهما، وكان أنور يستغل زواجه من ليلى وطلاقهما في الدعاية لأفلامه.

وبعد قيام دولة إسرائيل عام 1948 يحاول بعض أثرياء مصر إقناعها بالسفر إلى إسرائيل أرض الميعاد باعتبارها يهودية خاصة أن سفرها سيشجع الكثير من اليهود المصريين على الهجرة لإسرائيل، لكنها ترفض في عنف مؤكدة لهم أنها ولدت على أرض مصرية رغم تعرضها لإشاعة سخيفة بعد طلاقها من أنور حيث أشاع أنها كيهودية مخلصة تبرعت للجيش الإسرائيلي بخمسين ألف جنيه وأن طلاقه لها كان بسبب ذلك، وكان للإشاعة دوي القنبلة فقد استقبلها الناس في ذهول وأصابهم الغضب الشديد ووصل الأمر إلى منع إذاعة أغانيها ولم يعد أحد يطلبها في السينما. أما أنور فقد داهمه مرض السرطان بشدة ولم يعد أي علاج قادرا على شفائه وبدا عليه الندم على كل ما اقترفه من خطايا كان سببها نشأته الفقيرة ورغبته في الشهرة والمال، وفي أيامه الأخيرة يستدعي أنور ليلى وهو على فراش الموت ويطلب منها أن تسامحه فقد تسبب لها في الكثير من الآلام، ويموت بعدها بأيام وبكت ليلى طويلا رغم ما جرى بينهما.

وهكذا تضاعفت أحزان ليلى وقررت اعتزال الغناء والسينما والعيش بعيدا عن الأضواء والشهرة وتفرغت لأسرتها بعد زواجها من فطين عبد الوهاب وإنجابها منه، رافضة كل المحاولات التي بذلت لإعادتها للفن فقد وجدت في حياتها العائلية وابنيها ما هو أجل من أي شيء آخر في الدنيا.

مسلسل «أنا قلبي دليلي» قصة صالح مرسي، وسيناريو وحوار مجدي صابر، وبطولة صفاء سلطان، أحمد فلوكس، أحمد راتب، عزت أبو عوف، عبد العزيز مخيون وآخرين، ومن إخراج محمد زهير.