عمرو عبد الجليل: يوسف شاهين كان بعيدا عن الناس.. وخالد يوسف أكثر قربا

قال لـ «الشرق الأوسط» إن عادل إمام أبلغه أنه ممثل لن يتكرر.. وعرض عليه العمل معه في فيلمه القادم

عمرو عبد الجليل
TT

بعد سنوات من الكمون الفني توارى خلالها عمرو عبد الجليل رغم انطلاقته القوية مع العالمي يوسف شاهين، انتفض ليفصح عن موهبة كوميدية مخيفة مع خالد يوسف في فيلميه «حين ميسرة» و«دكان شحاتة»، ليفرض نفسه نجما أول في فيلم يوسف القادم «كلمني شكرا».

«الشرق الأوسط» التقت عبد الجليل، الذي نفى بشدة أنه أصيب بما عرف بلعنة يوسف شاهين، وهو مصطلح أطلقه النقاد على أبطال عديدين انطلقوا بقوة مع المخرج العالمي الراحل ثم تواروا سريعا في الكواليس.

تغيرت ملامح الحياة الفنية لعبد الجليل، أصبح نجما وانهالت عليه العروض، أشاد بموهبته عادل إمام ودعاه للاشتراك في فيلمه القادم، لكنه يدين بالفضل لخالد يوسف الذي اكتشف فيه ما كان مجهولا لديه من أدوات ومواهب.

* ما آخر أخبار فيلمك القادم «كلمني شكرا»؟ - بالفعل بدأنا التصوير منذ أكثر من أسبوع تقريبا، لكن أرفض كلمة فيلمي فهو فيلم للمخرج خالد يوسف والمنتج كامل أبو علي وأبطال العمل غادة عبد الرازق وغادة إبراهيم وحورية وكارولين مع الوجوه الجديدة بالإضافة إلى المشاركة المتميزة من الفنانة القديرة شويكار. اختارني خالد يوسف لبطولته، بعد انتهاء المؤلف من الكتابة، قال لي وقتها تعالى لكي تقرأ السيناريو ونعقد جلسات عمل، فأنا أؤدي دورا في العمل ولا يصح أن ينسب لي بأكمله، وأعتبر البطولة الحقيقية هي أن يجتهد الممثل في دوره ويقدمه بشكل متميز مهما كانت مساحته وفي رأيي أن الأدوار الصغيرة أصعب من الكبيرة، فالمشهد في الأدوار الصغيرة لا يحتمل أي خطأ ولو في كلمة واحدة أما عن أدوار البطولة فيمكن تعويض عدم الإجادة في مشهد، في مشاهد أخرى غيره.

* ألاحظ في كلامك ثقة كبيرة في المخرج خالد يوسف.. لماذا؟ - لابد أن أثق فيه، فخالد يوسف هو الوحيد الذي تجرأ وقدمني بشكل مختلف عما قدمته خلال مشواري الفني السابق، واستطاع إظهار الخط الكوميدي لدي لكي يعرفه الجمهور، فأنا تعاملت معه في فيلمين سابقين وهذا هو الثالث الذي نصوره حاليا، وتركت أعمالي معه بصمة لدى الجماهير وأخرجت بطاقة تعارف جديدة لي عندهم، فحصدت جماهيرية لا بأس بها تزيد كثيرا عما كان من قبل.. وهو قادر كمخرج أن يظهر الفنان بشكل جديد، كما حدث مع الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي في دكان شحاتة، وخالد يوسف صديقي منذ أن عمل كمساعد مخرج للعالمي يوسف شاهين، لكن لا تأثير للصداقة في مجال العمل، خاصة مع هذا المخرج الذي يريد أن يقدم أعمالا تترك علامات فيقدم أعماله بطريقة جديدة على السينما المصرية.

* تعاملت مع شاهين وتلميذه خالد يوسف فما الفرق بينهما؟ - لا وجه للمقارنة بينهما، فيوسف شاهين مدرسة للإخراج ولا يختلف عليه أي أحد ولكنه كان بعيدا عن الناس، واحتكاكه بهم لم يكن بشكل مباشر وأفلامه تراث وتعلم منها الكثير من المخرجين وسيظل مدرسة، أما خالد فقريب من الناس بشكل مباشر، بهم وبقضاياهم وهذا ما أبرزته أعماله.

* ما طبيعة دورك في «كلمني شكرا»؟

- أؤدي شخصية إبراهيم توشكى الذي يعمل «كومبارس» في أحد برامج التوك شو ممن يحصلون على خمسين جنيها في الحلقة الواحدة، ولدية طموح النجومية والشهرة، ويعتقد مثل غالبية المصريين أن التمثيل أسهل عمل في الدنيا، ويدور العمل في إطار كوميدي اجتماعي، ولكنها كوميديا بعيدة عن الإفيهات والسطحية.

* هل سيتناول العمل محاور وقضايا سياسية كما في «دكان شحاتة»؟

- الفيلم يتناول ثورة الاتصالات ونتائجها السلبية والإيجابية، وكون الإعلام سلاحا مؤثرا جدا على العقول، فالفيلم فكرة وموضوع جديدان على السينما المصرية، كما يقدم قصة حب مختلفة عما تم تقديمه في «دكان شحاتة».

* تقدم للمرة الثالثة الأدوار الكوميدية ألا تخشى التكرار؟

- السينما هي تناول للواقع، والواقع يضم شخصيات متنوعة بعضها كوميدية وأخرى جادة، وأنا أرفض تصنيفي سواء كفنان كوميدي أو تراجيدي، ولكني استثمر نجاحي في الأعمال السابقة.

* وما سر الخط الكوميدي الذي ظهر فجأة؟ - أنا بطبيعتي أحب الكوميديا في حياتي الشخصية وأعشق الضحك ولا أتحدث كلمة واحدة بمحمل الجد، وهذا ما كان يعرفه المخرج خالد يوسف جيدا منذ سنوات عديدة فهذا الشكل الجديد أقرب إلى شخصيتي الحقيقية.

* لكن البعض قال إن فتحي في «حين ميسرة» وكرم غباوة في «دكان شحاتة» متشابهان؟ - الشخصيتان بعيدتان عن بعضهما تماما، ففتحي وليد العشوائيات وكانت الشخصية تقدم الكوميديا بالاعتماد على الكلمة، أما كرم عامل الكارتة في دكان شحاتة فكان يظهر مرة طيبا وثانية بلطجيا وأخرى انتهازيا، وقدم الكوميديا بالاعتماد على تحويل الجملة وليس الكلمة، ولا يوجد ثمة تشابه بينهما.

* وماذا عن إبراهيم توشكى؟ - إبراهيم توشكى شخصية ثالثة بعيدة عنهما تماما فهو كومبارس، أي فنان، وتعتمد الكوميديا على التلقائية غير المقصودة.

* ماذا كان رد فعلك الأول على مشاركة هيفاء وهبي في دكان شحاتة؟ - عندما أخبرني خالد بالأمر قلت له مندهشا «إيه اللي انت بتقوله» فالجميع يعرف هيفاء من خلال أعمالها أنها دلوعة وشقية لكن الشخصية التي تؤديها لفتاة شعبية، وخشيت من عدم إجادتها للهجة المصرية، واعتقد أن الدور سيكون صعبا عليها، فضحك خالد يوسف على رأيي وقال لي «اسكت وهتشوف» وبالفعل بعد العمل معها بدأت أثق به أكثر من ذي قبل.

* هل أصابتك لعنة يوسف شاهين بعد العمل معه كبطل في بداياتك؟ - وما هي اللعنة.. فهناك انطلاقات رائعة وقوية جاءت بعد التعاون معه.. وبالفعل قدمني المخرج العالمي يوسف شاهين بعد رؤيته لي على المسرح في مسرحية «المجانين» واختارني أنا والفنان محمد هنيدي، فتعاونت معه في «إسكندرية كمان وكمان» وبعدها «المهاجر» وتوقفت ليس بسبب اللعنة، وإنما بسبب خوف المخرجين قليلي الخبرة وعديمي الموهبة من التعاون مع فنان تعلم على يد مخرج بحجم يوسف شاهين، وهناك سبب آخر وهو قلة علاقاتي داخل الوسط الفني وندرتها مع الصحافة والإعلام.

* بعد انقطاع طويل تعود الفنانة شويكار للسينما عبر «كلمني شكرا».. ماذا ستضيف للعمل برأيك؟ - أعتبر نفسي من الفنانين المحظوظين لأنني سأقف أمام فنانة لها ثقلها الفني مثل شويكار، بعد انقطاع عن السينما لمدة 13 عاما، ومن حسن حظي أنها تجسد دور أمي في العمل وأغلب مشاهدها ستجمعني بها.

* هل شعرت برد فعل مختلف على ظهورك الجديد من قبل الجمهور؟ - جاءتني اتصالات تليفونية كثيرة من كتاب ومخرجين وممثلين، لم أكن أتوقعها لكن أبرز من اتصلوا بي كان العملاق عادل إمام الذي قال لي:«أنت ممثل مش هييجي زيك» وطلب مني التعاون معه في عمله القادم، كما هنأتني يسرا، وليلى علوي، ولم أكن أحلم من قبل أن أسلم عليهما، فشعرت بمدى نجاحي وهذا فضل من الله فقط وأحمد الله، وأدعوه أن أستمر في حصد النجاح.

* فكرة فيلم «كلمني شكرا» كتبها الفنان عمرو سعد، فلماذا لم يؤد هو دور البطولة في الفيلم؟

- الفكرة جاءت لعمرو خلال تصوير فيلم دكان شحاتة وأخبر خالد يوسف بها مع تأكيده أن الفكرة مرسومة لعمرو عبد الجليل وبالفعل قام السيناريست سيد فؤاد بكتابتها.

* أنت البطل الأول لـ «كلمني شكرا»، هل ستتحمل مسؤولية نجاحه أو فشله؟ - لن أتحمل المسؤولية فهذا فيلم لخالد يوسف وأنا أجتهد في أداء دوري، لكني أتمنى نجاح العمل فهو إضافة لي بغض النظر عن كوني بطله أم لا، ولو طلب مني خالد يوسف القيام بأي دور آخر فلن أتردد.

* هل يوجد عقد احتكار مع الشركة المنتجة؟ - كان الاتفاق على ثلاثة أعمال سينمائية وبالفعل سينتهي العقد بانتهاء تصوير فيلم «كلمني شكرا»، وبعد ذلك أكون حرا في اختياري لأعمالي وأدواري.

* لماذا لم يتجه أخوك التوأم إلى العمل السينمائي؟

- لي أخ توأم متماثل ونشبه بعضنا كثيرا لدرجة أن أقاربنا لا يستطيعون التمييز بيننا، ولديه أربع بنات وبالمناسبة أنا لدي ولد، وليس من الضروري أن نتشابه في الموهبة، فهو الآن يعمل في الخارج وليس له أي ميول سينمائية، والاختلاف الوحيد بيننا في الشكل أن لديه «كرش» كبيرا بعض الشيء.