سباق تلفزيوني لاقتسام كعكة برامج المسابقات في رمضان

مقدّمون يعتمدون على مساعدة المشاركين بجميع الوسائل.. وآخرون صارمون في التعامل معهم

محمد الشهري مقدم برنامج حروف وألوف على (إم بي سي 1)
TT

تحتل برامج المسابقات في مواسم رمضان مساحة لا يستهان بها من شاشات التلفزة العربية، إذ صارت بمثابة عدوى تنتقل من محطة إلى أخرى فيتنافس الجميع على جذب أكبر عدد من المشاهدين، تحت عنوان الربح والتسلية، فأطلق عليها البعض اسم «إنفلونزا الجوائز المالية»، لما تشكل من هدف محدد لمتابعيها.

وتتنوع هذه البرامج بين شاشة وأخرى، فيرتكز بعضها على المشاركة المباشرة من المشاهد عبر اتصال هاتفي أو عبر رسائل (إس إم إس) أو الحضور الشخصي في الأستوديو، ولكنها في النهاية تصب في خانة واحدة، وهي الربح.

وفيما راهنت محطات تلفزيونية على أسماء إعلامية أو وجوه فنية لمعت في هذا الإطار، أمثال اللبناني طوني خليفة، الذي أصبح بمثابة تقليد متبع في رمضان من كل عام، فقد عمدت محطات أخرى إلى إدخال عنصر جديد في هذا الإطار كقناة (إم بي سي) التي اختارت المذيعة التلفزيونية الكويتية حليمة بولند، لتطل على المشاهدين في فترة السحور، وتقدم برنامجا بعنوان «مسلسلات حليمة» يقسم إلى قسمين، الأول يعتمد على أسئلة عن المسلسلات الرمضانية تطرح على المشاهدين المتصلين، والثاني يدور في فلك الفوازير فتطالب بتسمية مسلسل يتم عرض مشهد درامي منه. وتتراوح قيمة الجوائز التي يخصصها البرنامج لمتابعيه ما بين 250 و1500 دولار، مما يشكل حافزا كبيرا للمتصل الذي لا ينفك يتصل ويتصل بالمحطة المعنية حتى يحالفه الحظ ويشارك في البرنامج.

يسبقها على القناة نفسها الإعلامي السعودي محمد الشهري عبر برنامجه الناجح للسنة الرابعة على التوالي «حروف وألوف»، الذي يقدم جوائز مالية وأخرى عينية عبارة عن شاشات بلازما وأجهزة كومبيوتر محمولة وأخرى مختلفة، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى في نهاية كل حلقة وهي عبارة عن سيارة موديل 2010.

ويتم الاشتراك في البرنامج من خلال الاتصال بالأرقام المحددة لكل دولة، أو إرسال رسالة نصية (إس إم إس) مصحوبة بكلمة «حروف» إلى الرقم الخاص ببلد المتصل، والإجابة عن الأسئلة ليدخل الشخص في السحب الأسبوعي على سيارة، أو وقد يكون أحد المحظوظين الذين يتلقون اتصالا من مقدم البرنامج للمشاركة في البرنامج على الهواء مباشرة. أما برنامج المنوعات «حسابك عنا» لطوني خليفة عبر تلفزيون «الجديد» فيدور في أجواء مسلية وحماسية، يواكبها المشاهد بفضول، لا سيما أن خليفة ومن خلال تجاربه السابقة في هذا المضمار على شاشة (إل بي سي) في سنوات ماضية أو على «الجديد» التي حط رحاله فيها منذ سنوات، كوّن خزانا من المعلومات وسبل التعامل مع المشاهد، ما جعله المقدم التلفزيوني اللبناني الأفضل في هذا النوع من البرامج، كما صنفته إحدى الوسائل الإعلامية المكتوبة العام الماضي.

ويقول طوني خليفة معلقا: «لطالما اعتبرت برامج المسابقات المنبر الحي الذي يصلني بالمشاهد من دون أي حواجز تذكر، وعندما أقدمها أشعر بالحماس وأبذل جهدا كبيرا فيها، إذ تتطلب حركة دائمة ومقدارا لا يستهان به من الديناميكية وتواصل الأفكار واليقظة المستمرة».

وتصل قيمة الجوائز التي تقدم في «حسابك عنا» إلى عشرة آلاف دولار أميركي ومجموعة سيارات، ويرتكز اللعب على الأسئلة والأرقام.

من ناحيتها، اختارت قناة (أو تي في) برنامج منوعات بعنوان «ثلاثين ليلة وليلة» مع الممثل وسام الصباغ المعروف بإجادته فن الكوميديا، فيتلقى اتصالات من المشاهدين الذين يشاركونه اللعب من خلال الإجابة عن أسئلة منوعة يطرحونها على الضيوف النجوم في الأستوديو. وتتراوح قيمة الجوائز ما بين الألف والعشرة آلاف دولار.

وعلى شاشة «المستقبل» تطل الممثلة رلى شامية في برنامج «نجوم عالطريق»، الذي يدور في خانة برامج الألعاب والتسلية ولكن في أسلوب جديد، إذ تجوب فيه الكاميرا على المناطق اللبنانية وتختار عشوائيا بعض المارة أو أصحاب المحلات الذين يقدمون وصلة غنائية لفنان معروف يختارونه بأنفسهم، وبعدها تتم تسمية الفائز من خلال تصويت الجمهور الحاضر في الأستوديو. وتبلغ قيمة الجائزة عشرة آلاف دولار. وتدخل الإعلامية رزان مغربي أيضا ضمن برامج المسابقات فتقدم عبر شاشة «الحياة» برنامج «ديل أور نو ديل» وهي التجربة الأولى لها في هذا الإطار، إذ عرفت بتقديم برامج فنية عبر شاشة (إم بي سي) وقناة «دبي» وغيرها.

أما قناة (إم تي في) التي عادت حديثا إلى الساحة الإعلامية بعد فترة من التوقف القسري في السنوات الماضية، فقد اختارت سيرج زرقا لتقديم برنامج «أنت عالخط» ويحصل فيه المشاهدون على الجوائز عبر مشاركتهم من خلال الرسائل الإلكترونية (إس إم إس).

الملاحظ على جميع برامج المسابقات اقتسامها لمنهجين في تقديمها، الأول قائم على مساعدة المتصلين أو المشاركين بجميع الطرق القانونية أو غير القانونية للفوز بجوائز الحلقة، والأخرى اعتماد مبدأ الصرامة مع المتسابقين للحصول على الجوائز بمنتهى الجدارة.

يبقى القول إن الغائب الأكبر عن هذه البرامج، هو طوني بارود الذي اعتدنا مشاهدته في المواسم الفائتة عبر شاشة (إل بي سي).