مفاجآت فينيسيا أميركية وإيرانية

المخرجة الإيرانية هنا مخملباف
TT

هذا العام أعلن المهرجان عن أربع مفاجآت، وبعد أسبوع أعلن ما هي.. المخرج الأميركي جو دانتي، الذي كانت له صولة وجولة في الثمانينات، سيقدم فيلمه الجديد «The Movie Orgy- Ultimate Version»، وهو مؤلف من عشرات الأفلام الصغيرة (فئة ب كما كانوا يقولون) من إنتاج الخمسينات والستينات التي كان شاهدها دانتي صبيا وشابا وأحبها وجمع منها أجزاء تكشف عن سينما لم يعد لها وجود. ليس لأنه لم تعد هناك أفلام صغيرة الإنتاج، بل لأن ما تم توفيره في تلك الأفلام، مهما كان ضعيفا ـ وأحيانا كثيرة رديئا ـ فإنه كان ناطقا بفترة من البذل والإبداع لم يعد سائدا اليوم.

المخرج لم يحقق فيلمه هذا مؤخرا، بل أنجزه سنة 1968 من سبع ساعات، ما فعله قبل المجيء إلى فينسيا هو تنظيفه وحذف معظمه لكي يعرضه في مدة زمنية معقولة لا تزيد عن ثلاث ساعات.

الفيلم «المفاجأة» الآخر الذي أعلن عنه هو فيلم بعنوان «أيام خضراء» وهو آخر إنتاجات عائلة مخملباف السينمائية التي يقودها المخرج الإيراني محسن مخملباف، والتي تضم زوجته وابنتيه، وكل منهن صنعت فيلما أو أكثر في غضون السنوات العشر الماضية.

الفيلم المختار للعرض من توقيع هنا مخملباف، التي تبلغ من العمر إحدى وعشرين سنة، والتي كانت حققت أول أفلامها سنة 2003 حين كانت لا تزال في الخامسة عشرة من العمر. عنوان ذلك الفيلم الذي اشترك في دورة ذلك العام هو «بهجة الجنون». فيلم «أيام خضراء» مرحب به هنا لكونه يتحدث عن الانتفاضة التي سادت الشارع الإيراني مؤخرا، مستعينا بمشاهد وثائقية كما يتحدث عن وضع المرأة بشكل عام. وعن المخرجة قولها إن الكاميرا تعمل مثل «المرآة التي تعكس جوانب الحياة الإيرانية والثورة التحتية التي تحمل في طياتها الآمال والشكوك».

الفيلم الثالث من نصيب المخرج البريطاني بيتر غريناواي الذي يطلق فيلمه التجريبي الجديد «الزواج». منذ سنوات وغريناواي يغني وحيدا في حقله، صانعا أفلاما بالغة الخصوصية في منحاها واهتماماتها وأساليب عرضها، وهذا الفيلم الجديد يحتفي بفن الرسم واللوحات الرومانسية كما فعل في مناسبات عدة من قبل. ذات مرة التقيت بالمخرج هنا وقال في مقابلة: «لا أريد أن أنتمي إلى أي سينما معروفة أو غير معروفة. يهمني أكثر أن أنقل الفنون المختلفة إلى أفلامي لكي أحيي الإبداع الإنساني الكامن فيها».

أما الفيلم الرابع فهو من أنجيلا إسماعيلوس، وهي فنانة يونانية تعيش في نيويورك وقد أنجزت فيلما وثائقيا حول فناني السينما العالميين بعنوان «مخرجون عظماء». ومن الذين تسلط عليهم المخرجة الضوء في فيلمها هذا المخرجين الأميركيين المستقلين جون سايلس ورتشارد لنكلتر، والمخرجين البريطانيين كن لوتس وستيفن فريرز، والإيطالي برناردو برتولوتشي، والمخرج الأميركي المعروف ديفيد لينش.