الطريق: النهاية على مرمى حجر والأمل معدوم

TT

في عام 2005 قدم المخرج (الجديد حينها) جون هيلكوت فيلم وسترن أسترالي بعنوان «العرض»، حول حاكم محلي في مطلع القرن الماضي (توم ولكنسون) يعرض على شرير كان الحاكم ألقى القبض عليه (غاي بيرس) أن يصطاد أخاه. المهمة صعبة أخلاقيا لأن من المفترض لذلك الشرير البسيط أن يقتل شقيقه، وصعبة تنفيذيا بسبب الرحلة المنهكة التي عليه اجتيازها وصولا إلى مكان أخيه ثم العودة للانتقام من ذلك الحاكم.

الفيلم وجد إعجابا من قبل نقاد كثيرين، والنقلة التالية بالنسبة للمخرج جون هيلكوت كانت الانتقال، قبل برود تأثير ردود الفعل الإيجابية، إلى هوليوود لإنجاز فيلم فيها.

النتيجة «الطريق» عن رواية لكورماك مكارثي (كاتب «لا بلد للمسنين») تتحدث عن مستقبل قريب تصبح فيه الأرض دمارا شاملا ولا يبقى من أحيائه سوى قلة من السكان، يقتات معظمهم لحم الآخر بعدما نفد الطعام.

إنه مشروع صعب كون معظم الأحداث من نسيج رجل (بلا اسم في الفيلم ويقوم به فيغو مورتنسن) وابنه الصغير (كودي سميت ماكفي) وهما يشقان طريقهما مشيا عبر أرض أميركية مليئة بالخراب والدمار وخطر السقوط تحت أنياب آكلي لحوم البشر.

هذا مع «فلاشباكات» مقتضبة للزوجة والأم (تشارليز ثيرون) في فترة ما قبل مقتلها (الذي لا نراه على الشاشة، بل يتناهى إلينا سمعا)، وهي التي كانت تخشى على سلامتها وسلامة ابنها. طوال الطريق يحاول الرجل الدفاع عن ابنه، ولا تستطيع أن تجد في ذلك لوما أو تخطئة حتى حين يأتي دفاعه قاسيا (مشهد له وهو يعري رجلا من كل ملابسه ويتركه لمصيره بعدما كان ذلك الرجل سرق طعاما من ابنه).

الصعوبة هي في أن صلب هذا الفيلم هو رحلة من شخصين ليس لديهما الكثير لتبادله سوى وصف ما يقع على الشاشة، والذي ليس من الصعب فهمه واستيعابه. هذا الفيلم جيد الصنعة تقنيا لكنه يحتوي على مساحات ضئيلة لبلورة تطورات درامية ما أو شخصية أيضا. في النهاية هناك ذلك المشهد الذي ينضم فيه الصبي إلى عائلة أخرى تشق طريقها صوب المجهول فوق أرض مليئة بالأشجار التي تسقط من طولها والمنازل المهدمة والموت السائد، لكن المفاد هنا لا يستطيع أن يعلو عن الطروحات ذاتها، مما يعني أن مزيدا من الأحداث تنتظر العائلة الجديدة، ثم ماذا بعد؟