دينا هارون: رفضت المشاركة في فيلم مصري بسبب لباس البحر

الفنانة السورية قالت لـ «الشرق الأوسط» إنها ضد مشاركة الممثل في الفيديو كليب.. وقبلت تجربة الإعلانات بعد أن جربت منتجها

دينا هارون(«الشرق الأوسط»)
TT

يطلق عليها البعض سندريلا الدراما السورية والبعض الآخر يلقبونها بساحرة المتفرجين الشباب على الدراما السورية وآخرون يقولون إنها واحدة من أهم عناوين شباب الدراما السورية، ويجمع الجميع على تألقها وأنوثتها الطاغية في أي عمل درامي أو كوميدي تشارك فيه.. إنها الفنانة السورية الشابة دينا هارون، صاحبة الوجود الأنثوي الجميل والأعمال الهامة في خارطة الدراما السورية، والتي انطلقت مسيرتها الفنية قبل عشر سنوات، وبسرعة كبيرة احتلت مساحات واسعة في فكر وقلوب المشاهدين والمتابعين لنجوم الدراما السورية، وتركت بصمات لا يمكن تجاهلها، خصوصا في الأعمال الاجتماعية المعاصرة. وفي حوارها مع «الشرق الأوسط» من دمشق فتحت العديد من الملفات فإلى تفاصيل الحوار:

* ما آخر الأعمال الدرامية السورية والمصرية التي شاركت فيها والشخصيات التي تؤدينها في هذه الأعمال؟

ـ صورت دوري في المسلسل الاجتماعي المعاصر «قاع المدينة» وهو للمخرج سمير الحسين وأجسد فيه شخصية «هيام»، وهي امرأة شابة تعاني ضغوطات الحياة المادية خصوصا وأن لها بنتا مريضة وتحتاج إلى دخل مادي ليساعدها في علاج ابنتها، فتضطر إلى الدخول في لعبة تتعارض ومبادئها وأسلوبها في الحياة وضد تربيتها لتحصل على المال، والضحية تكون هي نفسها، وهذا الدور يقدم عبرة للمشاهد.

ومن الأعمال التي شاركت فيها أيضا مسلسل «طريق النحل» للمخرج أحمد إبراهيم، وأجسد فيه شخصية محامية تجمع شخصيات العمل معا وتقدم الحلول لكل من لديه مشكلة وتصالح المتخاصمين، فهي محور الحلقات الخمس عشرة الأخيرة من العمل, وحاليا أقوم بتصوير دوري في المسلسل المصري «صبيان وبنات» للمخرج أشرف سالم، ومن بطولة أحمد عبد العزيز وماجد المصري وسعيد عبد الغني وشمس، ومن سورية أنا فقط، وأقدم دوري فيه باللهجة المصرية، حيث أجسد فيه شخصية «جيهان» وهي فتاة طموح جدا ومغرورة ومدللة ولكنها في نفس الوقت فتاة طيبة وعنيدة، فهي مزيج من حالات وتقلبات نفسية كثيرة داخلها وتناقضات نفسية، فهي لا تعرف ماذا تريد، وهو دور مختلف عما قبِلته من قبل في الأعمال الدرامية، فهي البنت الصغيرة والزوجة والأم والطفلة والرفيقة، فالدور فيه تقلبات كثيرة وحالات كثيرة، فهي لئيمة وطيبة وشريرة وحنون، فالشخصية مركبة وصعبة وألعب فيها أربع مراحل، الفتاة الصغيرة والزوجة والأم الكبيرة والجدة، حيث تصل إلى عمر الستين. كما أنني أحضّر لأول فيلم سينمائي لي في مصر.

* هل صحيح كما سمعنا أنك ستقدمين إعلانا تجاريا؟

ـ هذا صحيح، تعاقدت مع شركة تجارية لمنتج تجميل في الخليج للإعلان عنه، وهذا الإعلان يأتي بعد عناد سبع سنوات من رفضي للمشاركة في الفيديو كليب والإعلانات التجارية، والسبب أنني كنت في الفترة الماضية أؤسس لحضوري بشكل جيد في الدراما، ومن ثم أفكر في نشاطات أخرى، وهذا الإعلان قبلت تقديمه لأنه هادف ويتعلق بالجمال ومحافظة المرأة على جمالها.

* هل أنت ضد مشاركة الممثل في الإعلانات التجارية؟

ـ أنا ضد مشاركة الممثل في الإعلانات والفيديو كليب، ولي رأي في ذلك وهو أنني قدمت نفسي كممثلة، فلا يجوز أن أشاهَد في فيديو كليب مع مطرب، وفي حالات معينة معه، مثل تقبيله والنوم معه في السرير، وفي رأيي ليست هذه الرسالة التي أطمح وأهدف إلى تقديمها في عملي الفني، فأنا ممثلة أجسد دورا، أقدم من خلاله رسالة للجمهور فيها العبرة، وكيفية مسيرة هذه الشخصية حتى نهايتها، وقد يحبونني أو يكرهونني من خلالها، لا أعرف، ولكن تبقى شخصيات موجودة في الحياة والواقع، ولكن بعد أن أسست لاسمي فلم يعد لي مانع للمشاركة في الإعلانات التجارية، ولكن شريطة أن يكون هادفا، وأوجه من خلاله رسالة إلى المجتمع، وأصرح لك أن الإعلان للمنتج الذي أستعد له حاليا جربته قبلُ وشاهدت نتائجه حتى وافقت على المشاركة في تقديمه، وهذا مبدئي في الموافقة على المشاركة في أي إعلان مستقبلا.

* لماذا نشاهدك بكثرة في الأعمال الاجتماعية المعاصرة في حين مشاركاتك في الأعمال التاريخية والبيئية الشامية والساحلية قليلة؟

ـ أنا أجد نفسي في الأعمال المعاصرة، ومع أنني أجيد تجسيد شخصيات البيئة الشامية والساحلية فإنني إنسانة متخوفة من التجارب الجديدة عليّ، وأشترط على نفسي قبل خوض التجارب الجديدة أن أصدق الحالة وأقتنع بها بشكل كبير وأحبها كثيرا، حتى أن أقول إنني أجد نفسي في هذا الدور، وقد اعتذرت هذا العام عن المشاركة في عدة أعمال بسبب أنها لن تأخذ مني شيئا أنا غير مقتنعة به، ولذلك قلت لنفسي لماذا أشارك في هذه الأعمال، فقررت الاعتذار عن المشاركة فيها.

وأتمنى فعلا أن أقدم شخصيات معينة لم أقدمها بعد مثل فتاة نصابة أو شحاذة، وأتمنى أن أخرج من إطار الفتاة الجميلة والأنيقة، والتي تهتم بماكياجها وتصفيف شعرها، وقد تحققت أمنيتي قليلا هذا العام، حيث خرجت من هذا الإطار في مسلسل «قاع المدينة» عندما جسدت شخصية الفتاة الفقيرة المشاغبة، ولكن تعود الشخصية إلى الإطار ذاته عندما تتزوج ويصبح لديها مال فتهتم بأناقتها، وهذه الشخصية أحببتها كثيرا كذلك أحببت الشخصيات التي جسدتها في سلسلة «مرايا» مع الفنان ياسر العظمة، حيث أعيش في جو شخصيات متنوعة منها الفقيرة والسكرتيرة والثرية والأجنبية والعربية والفلاحة والقروية، ولذلك أحببت السلسلة، لأنني عشت فيها كل طقوس الشخصيات وبقالب كوميدي هادف, وإن شاء الله ستعود سلسلة «مرايا» قريبا وقد أكون موجودة في الجزء المقبل، وأنا أعتبر نفسي ابنة «مرايا» وأنظر إلى الفنان ياسر العظمة على أنه تاريخ ومؤسس وهو أستاذ للجميع وأنا أحترمه كثيرا وأعتبره أبا روحيا لي وأنا مدينة له بشكل كبير، لأنه هو من أقنعني بمتابعة مسيرتي الفنية، خصوصا وأن دخولي للوسط الفني كانت ضحكة وتسلية، ولكن الفنان ياسر العظمة وبعد طلبه مني المشاركة في «مرايا» نصحني بالاستمرار في التمثيل، والطريف هنا أنني عندما قررت التمثيل من خلال «مرايا» صبغت شعري باللون الأشقر، حتى لا يعرفني أحد، حيث لم أكن مقتنعة كثيرا بالعمل في التمثيل، وظننت نفسي لعبة تحرك بالريموت كنترول من قِبل المخرج. ولكن بعد ذلك صار الفن جزءا لا يتجزأ من كياني واقتنعت تماما بجمال الفن وأنه رسالة قوية للحياة، وأن يتيح الفرصة للممثل بأن يقدم أشياء في الدراما لا يستطيع تقديمها في حياته العادية وما لا تستطيع أن تقوله بصوت عالٍ في الحياة العادية تستطيع قوله في الدراما، وأعتقد أن كل فنان يعتبر الفن هو وهو الفن.

* هل يعني ذلك أن اختيارك للدور تحكمه ظروف مطلبية وشخصية تحددينها أنت؟

ـ أنا إنسانة انتقائية جدا وأدقق كثيرا قبل أن أوافق على الدور المعروض عليّ الذي سأشارك فيه، ولكن من يعرض عليّ المشاركة في عمل أناقشه مطولا ونتحاور في مجال أين سأصور العمل والفترة الزمنية والتنسيق في تفاصيل مشاركتي وهذا كله قبل أن نتحدث بالعقد وبالنسبة إلى الأجر فأنا آخر شيء أفكر فيه هو أجر العمل وهذا يعرفه جميع من يتعامل معي في الفن.

* وماذا عن قول البعض عنك إنك تؤدين أدوارا مثيرة وجريئة في بعض الأعمال الدرامية؟

ـ أولا علينا أن نميز ما بين أدوار الإثارة التي يمكن أن تظهر فيها الممثلة بلباس الرقص وترقص في مشهد ما أو في لباس البحر البكيني، هذه الأدوار لا أقبلها بتاتا، ولكن هناك أدوارا جريئة تخدم العمل بشكل عام فلا مانع لدي من أن أؤديها، فالحياة جريئة، فلماذا لا نقدم أدوارا من واقع الحياة؟ ودوري في الجزء الثاني من «الخط الأحمر» مثلا كان حياديا وخدم العمل، وهو دور الفتاة المتشبثة برأيها التي تدافع عن حبها إلى آخر لحظة، وهذه الشخصية موجودة في الحياة المعيشة ودور حقيقي.

وإذا ما عُرض عليّ تجسيد أدوار فيها إثارة هادفة فلا مانع لدي، ولكن ليس باللباس، فلا مانع لدي، وأنا لا ألبس لباسا قصيرا في أي مشهد ولدي خطوط حمراء في هذه الأمور، بحيث لا يكون هناك مشهد إثارة أو إغراء، ولكن يجب أن يصل المشهد إلى الجمهور بإحساس الفنان وبطبيعة المشهد والحوار, والسينما لها تقاليدها الخاصة، ومع ذلك وأنا أدخل تجربة سينمائية في مصر فهناك خطوط حمراء لدي، وأذكر هنا أن أحد النجوم المصريين جاء إلى دمشق للمشاركة في مهرجان دمشق السينمائي وطلب مقابلتي وحضرت في وجود زوجته وعرض عليّ المشاركة في فيلم سينمائي معه وقال لي إن هناك مشهدا ستظهرين فيه بلابس البحر «البكيني» فأجبته: كان بودي أن أعمل معك ولكن لماذا «البكيني»؟ فأجابني أن المشهد يحتاج ذلك، فاعتذرت وقلت له: أنا لدي عاداتي وطقوسي وأهلي ولا أستطيع تصوير مثل هذه المشاهد. وأتذكر وقها كيف قامت زوجته وقبّلتني وحيّتني على موقفي.

* ما رأيك حول ما يقال من أن الدراما المصرية سحبت نجوم الدراما السوريين إليها وأثر ذلك على مسيرة الدراما السورية وأنت إحدى النجوم الذين سحبتهم الدراما المصرية؟

ـ أنا لي تجربة سابقة مع الدراما المصرية وحاليا أقوم بتجربتي الثانية من خلال مسلسل «صبيان وبنات» والفيلم القادم، وما يقال عن سحب النجوم السوريين هو غير واقعي، فالدراما المصرية تاريخ وعريقة ومؤسسة في الحياة الفنية العربية وكذلك الدراما السورية، فلا يمكن لأحد أن ينكر وجودهما وكذلك وجود الدراما الخليجية، وفي رأيي أن النجاح الذي حققته الدراما السورية قبل سنوات خلق منافسة شريفة وجميلة وممتعة في نفس الوقت بين السورية والمصرية، وأنا مع الممثل أن يكون له مشاركات خارجية، فأنا لي كل عام تجربتان أو أكثر، إن كان مع الدراما الخليجية أو المصرية، وكان آخرها المسلسل الخليجي «ملامح بشر» للمخرج محمد الكفاص، وقدمت دوري باللهجة السورية وهذه المشاركات تكسبني خبرة ومتعة كما تكسب زملائي نفس الإحساس كما أعتقد.

* هل تتابعين الدراما الخليجية؟

ـ نعم، وهي في تقدم مستمر وملحوظ.

* وهل تتابعين الدراما المدبلجة؟

ـ أنا ضدها تماما وأرفض المشاركة فيها بشكل قاطع، وعُرض عليّ المشاركة ولكن قلت لمن عرض عليّ إنني لا أعطي صوتي للدراما المدبلجة حتى ولو أخذت أضعاف الأجر الذي أحصل عليه في الأعمال العادية صوتا وصورة، فلن أعير صوتي لأحد لأن هذا صوتي ومرتبط بشكلي، أنا فلماذا أعطيه لشخص آخر؟ وأتذكر أنه يوم تم تكريم أبطال مسلسل «سنوات الضياع» انزعجت كثيرا حيث وصل هؤلاء للشهرة في حين أن من أعطى صوته لهم لم يُلتفت إليه، وتساءلت هنا لماذا لا يتم تكريم أبطال العمل بالصوت والصورة وليس فقط أولئك أصحاب الصورة فقط! لماذا تناسوا الممثلين السوريين مع أنهم هم من قدموا هذه الدراما للمشاهد العربي؟ ومع ذلك أقول لك إن الدراما المدبلجة ظاهرة مؤقتة وستنتهي مثل ما حصل مع المسلسل المكسيكي «كاساندرا» وغيره لأن الأعمال المدبلجة من «الموضات التي تبطل بسرعة». وأعتقد أن الدراما التركية المدبلجة حاليا طالت قليلا والسبب كوننا نفتقر إلى الرومانسية في حياتنا والناس متعطشون للرومانسية ولقصص الحب وهذا ما نفتقده في حياتنا وبخاصة الصدق في الحب، وهذا ما قدمته هذه الأعمال المدبلجة فطال موسمها، ولكنها لن تستمر.

* كيف يمكن المحافظة على نجاح الدراما السورية خصوصا مع ما يقال عن عودة الشللية إلى الوسط الفني السوري؟

ـ إذا لم يكن هناك دخلاء كثيرون على هذه المهنة فإن الدراما السورية ستكون بألف خير. أما بالنسبة إلى الشللية فأنا ضدها تماما ولا أنتمي إلى أي شلة وكل العاملين في الوسط الفني السوري أصحابي وأعمل مع الجميع.

* هل يمكن أن نشاهدك مخرجة أو منتجة مثلا كما فعل بعض الفنانين السوريين؟

ـ منتجة لا، لأنني لا أحب خوض أمور لا أفهم فيها جيدا ولن أكون محتكرة لأي شركة إنتاجية، ولكن لدي مشروع تجاري وفني في نفس الوقت وله علاقة بالتجميل ودُور الأزياء، فأنا أحب تصميم الأزياء وأستعد لإطلاق مشروعي الصغير في هذا المجال.