خالد سرحان: تحذيرات وزير الصحة بعدم الذهاب للسينما لم تؤثر على «الديكتاتور»

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه لم يتم ترشيح أي من الفنانات المصريات لبطولة الفيلم

الفنان خالد سرحان في أحد مشاهد فيلم « الديكتاتور» («الشرق الأوسط»)
TT

مثل كل النجوم في عالم السينما اختبر نجوميته في ظلال عدد من الأدوار الثانية، كان أبرزها مع النجم عادل إمام في فيلميه الشهيرين «أمير الظلام» و«التجربة الدنمركية»، وبرغم ذلك استطاع خالد سرحان أن يلفت إليه الأنظار بقوة كمشروع لنجم قادم، وبعد فترة من العمل والاستعداد والتهيؤ قدم الفنان الشاب أولى بطولاته السينمائية المطلقة من خلال فيلم «الديكتاتور» الذي يدور في إطار سياسي ساخر حول بعض الأوضاع السياسية التي تعاني منها دول العالم الثالث.. حول هذا الفيلم وأشياء أخرى التقت «الشرق الأوسط» خالد سرحان في القاهرة، فكان هذا الحوار:

* في البداية كيف جاءتك فكرة تأليف قصة فيلم «الديكتاتور»؟

- لابد أن يكون لأي ممثل خيال وأفق واسع وكانت قصة الديكتاتور مجرد فكرة في عقلي ناقشتها مع السيناريست والمخرج وتم صياغتها في صورة سيناريو وحوار والحمد لله العمل لاقى نجاحا كبيرا وردود فعل طيبة من الجمهور.

* لكن ماذا عن عدم تحقيق الفيلم لإيرادات كبيرة؟

- بالعكس الفيلم حقق أعلى إيرادات ولكني أخشى ألا تستمر السينما في مصر، بخاصة بعد كم التحذيرات التي قالها وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي والتي تحذر الناس من الذهاب إلى السينما في ظل انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير.

* لكن هذا واجب الوزير كمسؤول عن صحة المواطنين؟

- نعم.. من حقه الحديث عن النواحي الصحية بالفعل وهذا شيء لا غبار عليه، لكن عليه ألا يحذر الناس من التوجه للسينما لأن هذا فيه إضرار بالسينما كصناعة بشكل عام.

* إذن أنت تخشى أن تتأثر السينما بهذه التحذيرات؟

- بالطبع فأنا أخشى أن يستجيب الجمهور لها، وبالتالي سيحدث خلل وإضرار بكل القائمين على صناعة السينما بشكل عام.

* بعد قيامك بأولى بطولاتك المطلقة من خلال فيلم «الديكتاتور» هل تقبل القيام بدور ثان في أي عمل سينمائي؟

- ليس لدي مانع على الإطلاق، فالدور والشخصية الجديدة غير المستهلكة هي عناصر جذب بالنسبة لي في أي عمل أقبله.

* برأيك، هذا الكلام ينطبق على النجوم الكبار والشباب أم الكبار فقط؟

- صدقوني على الاثنين معا.. فأنا لا يهمني الألقاب ولا الاستحواذ على قدر كبير من الشاشة، وكل ما يهمني ويلفت نظري أن يخرج الجمهور من دور العرض وهو يشيد بدوري ولو في مشهدين فقط.

* من خلال أحداث «الديكتاتور» قدمت تيمة سينمائية مختلفة من خلال أبناء توائم لرئيس جمهورية يفقد كرسيه فلماذا هذا الموضوع بصفة خاصة فكرت في تأليفه؟

- لأنه موضوع يمس الناس وهو ما يشغلني، والقضية المطروحة في الفيلم أشاد بها الجمهور، وأنا على يقين أن الموضوعات التي تشغل الناس ويهتمون بها هي التي تعيش والأيام ستثبت ذلك.

* البعض أكد أنك قدمت في شكل مستتر شخصية أبناء ورئيس دولة معروف. - ليس صحيحا على الإطلاق فأحداث الفيلم كلها رمزية، ولا تنطبق على شخصيات أو دولة بعينها لأنها عبارة عن فانتازيا سياسية عن دول العالم الثالث.

* لماذا إذن تدخلت الرقابة في سيناريو الفيلم بالحذف وطالبت تغيير اسمه؟

- الرقابة تدخلت في حدود المعقول والمتاح وما يرضي الطرفين، وذلك أثناء ما كان الفيلم عبارة عن سيناريو فقط وكل ما أثير حول تعرض الفيلم للحذف والتشويه عار من الصحة، أما بشأن تغيير اسمه فليس للرقابة أي علاقة به، بل كانت رؤية الموزع وليد صبري الذي قال إن اسم «بامبوزيا» ـ وهو الاسم الأول للفيلم ـ اسم مبهم لذا تم تغييره إلى «الديكتاتور».

* بما أنك مؤلف الفيلم هل تدخلت في السيناريو؟

- ما حدث أني تدخلت بالفعل لكن قبل بدء التصوير لأني أعلم جيدا أنه بمجرد دوران الكاميرا فصلاحياتي لا تخرج عن كوني ممثلا فقط، وكل شيء يكون في يد المخرج وكان تدخلي ليس لأني مؤلف الفيلم، ولكن من خلال ورشة عمل عقدناها للعمل على السيناريو.

* سمعنا أن هناك نجمات كثيرات اعتذرن عن القيام بالبطولة السينمائية أمامك في فيلم الديكتاتور؟

- لم يتم ترشيح أي من الفنانات سوى الفنانة اللبنانية مايا نصري للقيام بالبطولة أمامي، لأننا كفريق عمل في الفيلم كنا على يقين أنه لو عرضنا الشخصية على أي من نجمات السينما في مصر كن سيعترضن لأنهن يردن أن يكون الفيلم كله من بطولتهن فقط. وحينما عرضنا الشخصية على مايا وافقت ورحبت جدا بالفكرة، وللعلم مايا نصري فنانة جميلة محترمة وملتزمة في مواعيدها جدا وتتفانى من أجل أن يخرج المشهد تلقائيا غير مصطنع، وأنا أتنبأ أن يكون لها مستقبل سينمائي مبهر.

* لماذا عاد الديكتاتور إلى الحكم مرة أخرى من خلال الأحداث.. ألا ترى أنها نهاية غير منطقية؟

- بالعكس لو لم يعد لكنا خرجنا عن كل المنطقية، لأننا في الفيلم نناقش مشاكل دول العالم الثالث، ومن المعروف أنهم لا يعرفون العيش والحياة إلا في ظل حاكم يحكمهم، حتى ولو كان ديكتاتورا فهم دوما يسيرون بمبدأ «عاش الملك.. مات الملك».

* من المعروف أن بداية ظهورك كانت من خلال الفنان عادل إمام فكيف ترى الهجوم عليه؟

- أنا أكن له كل التقدير والاحترام، وله الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في تواجدي على الشاشة، والهجوم دوما يكون على من حققوا نجاحا كبيرا ويحتفظون دائما بالشبابية في أدوارهم، وهو الشيء الذي نجح الزعيم فيه وللعلم عادل إمام لا يزال أمامه الكثير ليقدمه.

* هل هناك مشروعات فنية مقبله لك؟

- أمامي سيناريو لفيلم سينمائي لكن لم أقرر قبوله أو رفضه وبشأن الدراما التلفزيونية، فكان آخر شيء عرض لي هو الجزء الثاني من سيت كوم «العيادة» ولا يوجد شيء جديد حاليا.

* هل تعتبر فيلم «الديكتاتور» نقلة فنية في حياتك؟ - هو كذلك بالفعل، وعلى المستوى الفني أقدم فيه شكلا تمثيليا هو مزيج من كوميديا الموقف الخفيف مع مسحة درامية حريفة، وهذا اللون مختلف عما سبق وقدمته، ويتم ذلك من خلال تجسيدي دور ابن لشخصية مهمة لديه طموح ضخم ويتحدى نفسه حتى يصل إلى مستوى معين، وقد تم تصوير العمل في أجواء موحية، ما بين وادي النطرون والإسكندرية والأحياء الشعبية وقصر المانسترلي بالمنيل. وقد كانت كواليس الفيلم مريحة للأعصاب فالمخرج إيهاب لمعي رغم دقته الشديدة وبحثه عن التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة إلا أنه كما يقولون يعمل في صمت جميل، وكان عم حسن حسني الفنان القدير، رب العمل يزيد هذه الأجواء ضحكا وتهريجا، فهو بجد إنسان دمه خفيف جدا، وكانت مايا نصري بطلة العمل تذهب في وصلات من الضحك المتواصل على قفشات عم حسن الضاحكة.

* بعد عادل إمام إلى من تتوجه بالشكر؟ - أنا بالفعل محظوظ، ربنا كرمني، وكان أول فيلم أمثله في حياتي مع النجم الرائع الذي أفتقده كثيرا وهو الأسمر أحمد زكي من خلال فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» ورغم أنها التجربة الأولى لي لم أكن أشعر بالخوف سوى في بداية وقوفي أمامه إلا أن احتواءه لي ولكل فريق العمل أذاب كل الرهبة والخوف. كان يعاملنا مثل الأب الحنون الذي يخشى على مصلحة أبنائه، ويرغب في تعليمهم، وحتى الآن حينما ادخل أي بلاتوه أتذكره وأترحم عليه واشتاق لدقيقة أمامه، فكم وحشني ومن هنا أبعث إليه ورودا معطرة وأقول له يا أستاذي شكرا.