نايف البدر: حزين لرحيل «الناصر».. ولن أترك الغناء

بعد شهرين من رحيل عرابه.. دموع نجوم الفن جفت

نايف البدر
TT

لم تفلح محاولات الفنان السعودي نايف البدر في الخروج من حالة الحزن التي انتابته منذ شهرين، بعد وفاة الشاعر السعودي الناصر (رجل الأعمال السعودي خالد بن محفوظ)، حيث عاد على أثرها من مقر سكنه في القاهرة إلى مسقط رأسه في المدينة المنورة. ولم يمر اختفاء البدر عن الأوساط الفنية ومحبي فنه مرور الكرام، بعد أن تحدث مقربون منه عن اعتزاله وتركه الفن بعد رحيل «الناصر» الذي صقل موهبته ودعمه منذ بزوغ فنه، حيث اتجهت صحف ومجلات سعودية وعربية في الأيام الماضية في التلويح باعتزال نايف البدر، بعد أن باءت محاولات للوصول إلى نايف البدر بالفشل. المفاجئ في الأمر، أن ابتعاد نايف عن الساحة الفنية أخذ حيزا كبيرا من الاهتمام عند الجمهور السعودي خاصة «الجنس الناعم» وتحول الفنان السعودي إلى مادة دسمة في موقع «الفيس بوك» الأكثر إقبالا من قبل الجيل الجديد، معتبرين أن تركه للغناء خسارة كبيرة على الأغنية السعودية، كونه يعتبر أحد أجمل الأصوات السعودية التي ظهرت مؤخرا وحظيت باهتمام واحترام كبار الملحنين والمطربين في السعودية.

الفنان نايف البدر أكد لـ«الشرق الأوسط» أثناء وجوده في المدينة المنورة، أنه ابتعد عن الأضواء والأجواء الفنية في القاهرة وأغلق جواله الخاص بعد سماع خبر رحيل عرابه «الناصر»، ولكنه باق في المجال الفني «رغم أن الفن بلا الناصر ليس له طعم أو لون».

وقال البدر لـ«الشرق الأوسط» رحيله كانت خسارة كبيرة فهو الداعم الكبير لنجوم الأغنية السعودية والعربية، «يكفي أنه جعلني أغني سويا مع فنان العرب محمد عبده وعبادي الجوهر وغيرهم من الكبار في عدة أعمال»، ورغم أن تلك الأعمال لم تظهر، فإنها كانت دافعا قويا بالنسبة له. وعن اعتزاله المجال الفني وما أخذه ذلك الموضوع من أبعاد مختلفة قال البدر: «فعلا منذ أن نشر في الإعلام خبر تركي للمجال الفني بعد رحيل الأب الروحي شاع الخبر بشكل واسع، حتى عائلتي في المدينة المنورة تعرضت لاتصالات عدة من المحبين، وأنا أشكرهم على الاهتمام بي والسؤال عني، وأنا ما زلت باق في الفن، خاصة وأن عقدي مع شركة روتانا ساري المفعول وملتزم معهم بألبومين مقبلين، وسأعود قريبا إلى القاهرة لتنفيذ ألبومي المقبل».

ولم يكن رحيل «الناصر» الذي وافته المنية قبل شهر رمضان بثلاثة أيام محزنا لنايف البدر فحسب، بل مثّل رحيله صدمه وحزنا عند جميع مقربيه من رفقاء الفن بعد أن وصلهم خبر وفاته أثناء وجوده في مستشفى بقشان بجدة. كان أكثر نجوم الغناء والتلحين حريصين على حضور مراسم دفنه في مقبرة الفيصلية ومراسم العزاء أيضا، ومنهم عبد الرب إدريس وأبو بكر سالم والملحن والشاعر إبراهيم جمعة وعبادي الجوهر والملحن عبد المجيد عبد الله وعبد الله الرويشد وحسين الجسمي ومدير «روتانا» سالم الهندي وغيرهم كثير. الجميل في الأمر، أن الناصر كان يجمع هؤلاء الكبار قبل وفاته وأيضا جمعهم بعد رحيله، ولكن اللحظات الأخيرة كانت مليئة بالدموع والحزن، حيث مرت على الوسط الفني سحابه سوداء وعاش أكثر الفنانين بعد رحيله حاله عصيبة بعضهم كان لا يستطع تمالك نفسه من البكاء منهم أبو بكر سالم وعبد الرب وعبد المجيد وراشد الماجد وعبادي والرويشد، والبعض الآخر كان يحرص على وجوده في المقبرة بعد دفنه بأيام لقراءة الفاتحة، ومنهم إبراهيم جمعة والملحن الكويتي مشعل العروج. والراحل خالد بن محفوظ تخفى منذ أكثر منذ عشرين عاما باسم الشاعر «الناصر» وساهم في تغيير مجرى حياة كبار نجوم الأغنية الخليجية والعربية وتحسنت أحوالهم المادية والمعيشية بشكل كبير، كما يعرف عن «الناصر» أنه لا يهوى الظهور الإعلامي، فرغم مشواره الشعري الطويل إلى أنه كان يرفض التصريحات الصحافية.

وعرف «الناصر» بتعاونه مع نخبة من نجوم الفن العربي، منهم راغب علامة، وماجدة الرومي، والراحلة رجاء بلمليح، وعبد الكريم عبد القادر وغيرهم الكثير، وأيضا قدم في الآونة الأخيرة مجموعة من الأعمال الناجحة التي تلامس إحساسه الحزين، ومنها «احتفل بالجرح» مع أبو بكر سالم، و«الجرح أرحم» التي قدمها عبادي الجوهر بصوته، وقدمت في شكل جلسة بصوت الفنان محمد عبده وعبادي، وأيضا «صاحي لهم» لراشد الماجد و«ما في أحد مرتاح» و«راجع حساباتك» مع عبد الله الرويشد، وأغنية «كل يوم نتعلم» مع الفنان علي بن محمد. ومعروف أن عبد الرب إدريس هو أكثر الملحنين تلحينا لأعمال «الناصر». وكانت «الشرق الأوسط» قد التقت بالراحل قبل وفاته بأيام، وقال حينها إنه يشعر بقرب رحيله من الدنيا، حيث كان يتحدث عن «ضعف الإنسان»، وكان في الوقت ذاته متنقلا بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث قضى الراحل أوقاتا طويلة للعبادة، يتذكر والده الراحل سالم بن محفوظ بين الحين والآخر، كان يحكي أثناء وجوده بالمدينة المنورة أنه شاهد والده في المنام يقول له «طالت الغيبة يا خالد.. لا تتأخر علينا».