«الشراكسة».. فيلم يروي قصة قدوم الشركس إلى الأردن

وزير الثقافة في جمهورية قبردينا بالقوقاز يشارك في بطولة الفيلم

وزير الثقافة القبرديني رسلان فيروف يؤدي رقصة شركسية («الشرق الأوسط»)
TT

يشارك رسلان فيروف، وزير الثقافة في جمهورية قبردينا بالقوقاز، كممثل في فيلم «الشراكسة» الذي يجري تصويره حاليا في الأردن، والذي يحكي قصة الشركس الذين وصلوا إلى الأردن في عام 1887، وساهموا في الحياة الاجتماعية والسياسية للبلاد، كأول فيلم يروي قصة حضور واستقرار الشراكسة واندماج ثقافتين غريبتين عن بعضهما بشكل كامل.

الفيلم الذي تنتجه شركة قندور للإنتاج السينمائي، رصدت له ميزانية تقدر بنحو 1.7 مليون دولار، ويشارك فيه نجوم من الأردن والقوقاز، ولا يندرج الفيلم تحت قائمة الأفلام التاريخية، حيث انه يروي قصة حب يتم من خلالها عرض الأحداث التاريخية.

يذكر أن أوائل الشراكسة وصلوا إلى الأردن قادمين من بلاد القوقاز، بعد أن لجأوا إلى الدولة العثمانية هربا من الاضطهاد في روسيا، وتوالت الهجرات بشكل غير منتظم حتى نهاية القرن. ويقول محيي الدين قندور مخرج الفيلم، إن القصة التي يجري الكشف عنها هي عن الشركس، ولكن الهدف الجلي لأي وسيط تلفزيوني أو فيلم هو بطبيعة الحال التسلية والمعرفة، وهذا جانب حرصت عليه.

ووفقا لقندور تبدأ القصة بأن يقوم القائم مقام أو الوالي العثماني باستدعاء تيمور، أحد وجهاء الشابسوغ الذين استقروا مسبقا في عمان، ليخبره بأن مجموعة جديدة من المهاجرين الشراكسة قد أرسلت من اسطنبول وأنهم يمكن أن يصلوا في وقت قريب جدا من دمشق بالقطار. المشكلة التي يريد أن يبحثها مع تيمور هي المكان الذي سيسكن فيه هؤلاء القادمون الجدد.

وكان تيمور قد أبرم اتفاقا مع قبيلة بني صخر على أن لا يتجاوز على رأس العين نفسه وهكذا تم توطين الشابسوغ الأصليين في أمكنة أبع نزولا في مجرى السيل بعد المدرج الروماني.

ويقترح القائم مقام بعض الأراضي الأميرية (الميري) إلى الشمال أو في الأودية الواقعة بعد منطقة البلقاء، لكن تيمور يصر على أن المهاجرين سيحتاجون إلى الماء لأنهم سيرغبون في الزراعة وإنتاج غذائهم. يذكر أن منطقة الأزرق أو جرش بعيدتان جدا، ولا تخدمان السياسة العثمانية، والتي تقضي بتوطينهم قريبا من الخط الحديدي الحجازي، ليعملوا كحماة له، أو يعملوا في تمديد الخط باتجاه الحدود السعودية. البديل الوحيد المتبقي لتيمور هو إقناع أصدقائه الجدد بني صخر بقبول استقرارهم في منطقة رأس العين نفسها.

ويصل المهاجرون بالقطار ويقوم تيمور وبعض من أصدقائه باستقبال المهاجرين الجدد وتتم استضافتهم بين العائلات الشابسوغ المختلفة بينما يقوم هو بإيجاد موقع لاستقرارهم.

أحد القادمين الجدد هو فتى يافع «نارت» يعجب به تيمور ويقرر أن يدربه على شؤون القيادة ويصطحبه معه حينما يذهب لمقابلة شيوخ بني صخر، وأثناء وجوده هناك، يشاهد هذا الفتى صبية بدوية جميلة «هند»، ويتطور بين الروحين الفتيتين تجاذب فوري وهو لا يدرك أنها ابنة الشيخ نفسه.

وتتطور التعقيدات الاجتماعية، بعضها مضحك لأن نارت لا يفقه من اللغة العربية أي شيء والتواصل صعب بالإشارة وبعض الكلمات القليلة، ويبدأ المراهقان الشابان بالالتقاء سرا.

لكن سرا مثل هذا لا يمكن الحفاظ عليه لوقت طويل، وعندما يكتشف شقيق هند هذه العلاقة، يبدأ باختلاق المشاكل بين الشراكسة والقبائل المحلية كذلك فإن عائلة الفتى تعارض العلاقة كليا لأنها تدرك حجم الفروقات الثقافية بين الشعبين، وما يمكن أن يسبب هذا الأمر من مشاكل مع البدو.

وتتطور القصة لتكشف عن مقارنات بين الثقافتين وصعوبات الحياة اليومية في كلا المجتمعين. يتم بحث القيم الكونية والتعرف عليها: تجري المشاركة في المصالح والقيم المشتركة حتى يتم التوصل إلى تقارب بين هاتين الثقافتين لتحقيق شراكة سلمية منتجة، تنشأ لتشكل العمود الفقري للمجتمع المستقبلي للأردن الحديث.

وقد أحضر المخرج قندور المصورين والفنيين من روسيا وألمانيا وقام على تشييد قريتين من الطين والقصل على ضفاف سيل الزرقاء بالقرب من سد الملك طلال في محافظة جرش واستعان بمؤسسة الخط الحجازي الأردني وتم استئجار قطار بخاري وتصوير مشاهد من الفيلم في إحدى المحطات على الطريق الصحراوي.

وينتظر أن تنتهي عملية تصوير الفيلم في أواخر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث سيعرض في الأردن وروسيا واليابان في آن واحد وهناك مفاوضات تجري بين الشركة وعدد دور العرض في دول أوروبية. ويشترك في هذا الفيلم مجموعة من ممثلين شراكسة من القفقاس ويلعب دور البطولة عزمات يبكوف ومحيي الدين كوماخوف وآخرون، بالإضافة إلى الممثلين الأردنيين محمد العبادي، سحر بشارة، محمد الضمور، أشرف أباظة، إبراهيم أبو الخير، رفعت النجار، باسلة علي، جميل براهمة.