تامر حسني: شيرين تعاملت معي ببرود وسأرد على منتقديّ بفيلم يحكي مشواري

الفنان المصري يفتح النار على عمرو مصطفى ومهرجان الموسيقى العربية

تامر حسني بجانب الهدايا التي حصل عليها خلال مشواره الفني («الشرق الأوسط»)
TT

بزغ نجم تامر حسني مع مطلع الألفية الثانية في ألبوم جمعه مع شيرين عبد الوهاب، وكان قد سبقه محاولة في ألبوم مع مجموعة من المطربين الشباب، طرحه المنتج نصر محروس لجسّ نبض الشارع قبل طرح ألبومات فردية لهؤلاء المطربين الشبان. ولم يمضِ أكثر من عام حتى أصبح تامر حسني اسما ووجها معروفا في عالم الغناء والتلحين، ثم توجه الجمهور بلقب «نجم الجيل»، وأصبح مثلا يحتذيه الشباب من حيث طريقته في الملبس وإطلاق اللحية الخفيفة. ونجح أخيرا في فيلمه السينمائي «عمر وسلمي» الذي قدمه في جزأين وشارك فيه الفنانة المصرية مي عز الدين. «الشرق الأوسط» التقت النجم تامر حسني في القاهرة، للتعرف على الجديد في أعماله الفنية سينمائيا وغنائيا، وعن حملات الهجوم التي يواجهها من بعض زملائه بالوسط الفني، فإلى نص الحوار:

* ماذا عن فيلمك القادم الذي تجهز له الآن؟ ـ بالفعل انتهيت من كتابة القصة ولكني لم أستقر حتى الآن على اسم للفيلم، ولديّ العديد من الأفكار حول الاسم وأبرزها «نور عيني». وتشاركني البطولة مي عز الدين مع مجموعة من الوجوه الجديدة الشابة مثل إسلام وزين أمين والمذيعة هبة مندور وشيري. والقصة تدور في إطار رومانسي، وأنا سعيد جدا بهذه القصة وتأثرت بها لدرجة أنني بكيت كثيرا في أثناء كتابتها، وبالمناسبة سأقوم للمرة الأولي بتنفيذ الموسيقي التصويرية للفيلم بالكامل وأتمنى أن أحقق النجاح.

* لماذا التركيز على الجانب الرومانسي في أعمالك السينمائية على الرغم من ندرتها في حياتك الشخصية؟ ـ هذا العمل مختلف، فهو تراجيدي رومانسي، ويناقش العديد من القضايا الاجتماعية، مثل الصداقة ومعناها الحقيقي، كما يحمل الكثير من المفاجآت التي أعتقد أنها ستعجب الجمهور، على خلاف أعمالي السابقة التي كانت تحتوى على الكوميديا بجانب الرومانسية، وعن وجود الرومانسية في حياتي فأنا كغيري من الشباب، أبحث عن الرومانسية والحب، ويعوضني حاليا أمي وإخوتي وأبناؤهم.

* وما أبعاد الشخصية التي ستؤديها في «نور عيني»؟ ـ أجسد شخصية ملحن شاب تخرج في معهد الكونسرفتوار ويبحث عن الشهرة، ويعيش قصة حب رهيبة مع الشخصية التي تجسدها مي عز الدين.

* للمرة الثالثة تتعاون مع مي عز الدين، هل وراء ذلك سر؟ ـ بدأت في كتابة القصة منذ فترة طويلة، وعندما بدأت في الكتابة كنت أتخيل مي عز الدين في هذا الدور وكنت أتخيل ردود أفعالها وكلامها وحتى حركاتها، وقد ساعدني على ذلك معرفتي القوية بها كصديقة. وفي أثناء كتابة القصة اتفقنا أنا ومي أن يقوم بالدور شخصية أخرى، وبحثت عن نجمة غيرها لأداء الدور، وكانت تبحث معي ورشحت لي أكثر من نجمة لها ثقلها على الساحة الفنية، ولكني قمت بعمل آخر مع الفنانة زينة وآن الأوان أن نعود مرة أخرى للعمل معا. وما المانع من استثمار نجاح له تأثير جماهيري كبير؟ والسينما عموما لا تكاد تخلو من الدويتوهات على مر عصورها، وأنا لا أتخيل أحدا غيرها في هذا الدور.

* ماذا عن عملك الذي تجهز له في الدراما التلفزيونية؟ ـ أي عمل؟ لا توجد لدي أي مشروعات درامية، ولم أتفق مع أي منتج، ولكنها مجرد شائعات، ولكن يوجد العديد من العروض مع الإغراءات المادية لخوض هذه التجربة، لكنها تجربة مؤجلة بالنسبة إلَيّ، فالتلفزيون يحتاج إلى تفرغ كامل من أي أعمال أخرى ويجب أن تدرس الفكرة جيدا وتحسب بشكل دقيق.

* هل أنت مع مقولة إن التلفزيون يحرق النجوم؟ ـ يعتمد ذلك بالأساس على ذكاء الفنان، فقد يظهر الفنان مصادفة في عمل سينمائي وآخر تلفزيوني في نفس الوقت، ولكن لو استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة في عمل ذلك فلا نستطيع أن نقول إن التلفزيون يحرق النجومية، وأنا استطعت تحقيق معادلة مماثلة في طرحي لألبوم وفيلم سينمائي، وقمت بإعداد الألبوم من وتلحين وتأليف واستطعت أن أحقق نجاحا في ذلك كله، والدليل على ذلك الإيرادات التي حققها الفيلم ومبيعات الألبوم التي أثبتت نجاحي في ذلك.

* هل بدأت في تحضير ألبومك القادم؟ ـ بالفعل قمت بتسجيل أكثر من أغنية. وهذا الألبوم سيختلف عن ألبوماتي السابقة، وسيحتوي على أغلب أغنيات الفيلم القادم. مع تحضيري لمفاجأة لن أفصح عنها الآن، مع تقديمي لوجوه جديدة في التلحين كمحمد الصاوي بالإضافة إلى نفس فريق العمل الذي تعاملت معه من قبل.

* ماذا عن رفضك للغناء في مهرجان الموسيقي العربية؟ ـ لم أرفض ولم أعتذر عن المشاركة في المهرجان. وما حدث أنه وردت لي مكالمة تليفونية، بشكل ودي بعيدا عن الرسميات، من الدكتورة رتيبة الحفني وعرضت علي الغناء في المهرجان قبل أسبوع واحد من انطلاقته، فعبّرت عن سعادتي وأخبرتها أنه يشرفني أن أشارك في المهرجان، ولكن للأسف، كان لدي ارتباطات فنية أخرى، وأنا أرى أن مثل هذا الحدث لا بد من التجهيز له قبلها بسنة، لا بأسبوع. وانتهت المكالمة بأني سوف أستعد للسنوات القادمة بالتجهيز من الآن.

* لماذا لا نرى كليب «أنا عايز أتغير» على الفضائيات على الرغم من وجود كليبات أخرى تعرض بشكل يومي؟ ـ بداية، نحن لدينا خطأ إعلامي اجتماعي، فأنا ألاحظ أن جميع الأغنيات الخاصة بالأم تُعرَض في عيد الأم فقط، وكأننا لا نحب الأم إلا في هذا اليوم. وفي شهر رمضان نعرض دائما الأدعية الدينية ونذكر الله ولا نهتم بأي شيء سوي الدين، وكأننا لا نعبد الله إلا في هذا الشهر. أنا بالفعل لا أعرف السبب، ولكن على الرغم من أن أغنية «أنا عايز أتغير» دعوة للتغير وتحتوي على حس إنساني قوي جدا، فإنها لا تعرض، على الرغم من أن هناك أغاني تعرض طول النهار رغم الانتقادات التي وجهت إليها لمجرد كونها تحمل تعبيرات أو إيحاءات جنسية من وجه نظر البعض.

* ما سر الاهتمام الكبير الذي يوليه المنتج محسن جابر تجاهك والذي تسبب في غضب الكثير من النجوم المتعاقدين معه؟

ـ حدث أمامي موقف من بعض المطربين المتعاقدين مع الشركة يلومون محسن بسبب اهتمامه الزائد بي، فرد عليهم قائلا: «عاوزين تتعاملوا بالمثل، انجحوا مثله وأنا أعملكم زيه بالضبط».

* اهتمام يصل إلى عرض فيلم تسجيلي يحكي عن حفلاتك؟

ـ هذا الفيلم تم تحضيره للبرنامج الذي يحكي عن مشواري، وكان من المفترض عرضه خلال عرض البرنامج، ولكن نظرا إلى شدة الهجوم الذي نالني في الفترة الأخيرة والتشكيك في جماهيريتي، قرر محسن جابر أن يقوم بعرضه. وبالفعل حقق نجاحا كبيرا، وبالمناسبة، برنامجي سوف يعرض في خلال الشهر القادم على قناة «مزيكا» والقناة الأولى المصرية.

* ماذا عن الملحن والمطرب الشهير عمرو مصطفى؟ وما سر الخلاف بينكما؟

ـ أقول له: «ركز في شغلك أفضل من متابعتي»، ولكن الذي أضحكني مقولة سمعتها عن لسانه من البعض «تامر يحاربني!». أي محاربة هذه؟ هل آخذ منه الأجر أم أسرق منه الجمهور أم أقوم بمحاربته في الأعمال السينمائية؟ أنا لست في حاجة إلى ذلك، وهناك أمر آخر، أضحكني كثيرا أني سمعت أحدهم يقول: «أنا أنتقد تامر خوفا على مصلحته!»، مصلحة إيه؟! اللي عايز ينتقد حد يرفع سماعة التليفون ويكلمه. فكيف تخاف عليّ وأنت تشهّر بي في برنامج؟ واحترامي لهؤلاء وعدم ردي عليهم هو احترام لجمهورهم حتى لو كان قليلا.

* وماذا عن خلافك مع المطربة شيرين؟

ـ ربنا يهديها، ولن أرد الإساءة بالإساءة. وأتمنى أن شيرين عبد الوهاب ترجع تركز في شغلها وتنجح نجاحاتها الأولى.

* هل حاولت التحدث معها؟ ـ طبعا، حاولت كثيرا، وكانت ترد عليّ بردود أحتفظ بها لنفسي، ولا أعرف سبب هذا الكره غير المبرر. وتحدثت إلى زوجها الموزع محمد مصطفى وكان يقول لي إنه سوف يتحدث معها. وأخبرني ذات مرة أنها تقول إن رسائل تصلها ويتحدث معها أشخاص ينقلون عني كلاما يحمل إساءة إليها. وأنا أرى أن هذا ليس مبررا، فعليها أن تتحدث معي عن هذا الكلام وتواجهني به. ولو لم يعجبها ردي فلها كل الحق في تصرفاتها بعد ذلك.

* لماذا لا نرى تامر في مقابلات تلفزيونية؟ ـ لماذا الظهور؟ فأغلب هذه البرامج موضوعها الأساسي هو الحديث عني، وعندما يكفون عن الحديث عني فمن الممكن أن أفكر في الظهور بها، وأنا ضد الظهور في البرامج للنَّيل من أي نجم، ولفت نظري في أحد البرامج حوار للمطرب اللبناني راغب علامة في حديث مع الإعلامية لميس الحديدي، وتكلم عني بشكل راقٍ جدا. وأنا أقدم له كل الشكر والامتنان على حياديته، الأمر الذي لم أجده من الكثيرين من مطربي بلدي، ولكن يوجد من المطربين المحترمين في مصر من أشاد بي مثل مدحت صالح والملك محمد منير والملحن حلمي بكر.

* هل كان عدم مشاركتك بالغناء في الاحتفال بنصر أكتوبر (تشرين الأول) بناء على الهجوم العنيف ضدك؟

ـ سمعت عن الهجوم ضدي، وعدم رغبة البعض مشاركتي الغناء في الاحتفالات التي تقام بمناسبة نصر أكتوبر. وسمعت أيضا أن وزير الإعلام أنس الفقي قام بالاتفاق معي، وهذا لم يحدث، فلم أتكلم مع الوزير، ولم أرشَّح من الأصل. ولكن هناك اتفاقا مع التلفزيون المصري لإنتاج أغنية وطنية بعيدة تماما عن أكتوبر، وهي أغنية لمصر اسمها «مصريين بجد» من إخراج محمد سامي، فحبي لبلدي لا علاقة له بالمناسبات. ثم أين هي احتفالات أكتوبر؟

* ماذا تقصد بـ«أين احتفالات أكتوبر»؟ ـ أقصد الاحتفال الشعبي، فلماذا تأخذ المدارس إجازة في مثل هذا اليوم؟ لماذا لا يوجد احتفال داخل المدارس بأشكال متعددة منها التحدث عن النصر وما حدث في المعركة؟ فنصر أكتوبر قيمة عظيمة لا بد أن نتمسك بها، ونزرع مثل هذه القيم في النشء كي لا يقع في محنة مثل محنتي السابقة، فأين مادة التربية الوطنية؟ لقد تخرجت في الجامعة ولم أعرف عنها أي شيء، ويجب على التعليم أن يرسخ حب العسكرية وخدمة الوطن. فقد خدعني أحد الأفراد بنقابة الموسيقيين «القديمة»، وأقنعني بأنني من الممكن أن أقوم بتأجيل الخدمة العسكرية وإنهاء أوراقي، ونظرا إلى ضعف ثقافتنا كمصريين في هذه الموضوعات وافقت بحسن نية، وحدث ما حدث.

* ما زالت هذه الأزمة تسبب لك مشكلات؟ ـ لا، إطلاقا، ولكني لن أنساها أبد الدهر. وأوجه رسالة إلى الشباب أن يحتاطوا كي لا يقعوا في مثل هذه المشكلة، وبالمناسبة أنا لست الأول ولا الأوحد، ولكن الوحيد الذي صاحبت مشكلته مثل هذه الضجة.

* هل سوف تشاهد مباراة مصر والجزائر في الاستاد؟ ـ نِفسي، ولكن سوف أشاهدها في المنزل. وأنا أدعو الله أن يكرمنا في هذه المباراة وأن نحقق نصرا كبيرا، ولكن في النهاية لو لم تفُز مصر بهذه المباراة فسوف أفرح لأن الجزائر العربي الشقيق سوف يمثل العرب كلهم في كأس العالم. وأريد أن أقول لشعب الجزائر نحن جميعا عرب، ولا بد أن نحافظ على عروبتنا ونتقدم بها، ويجب أن نخبر العالم جميعا ما الرياضة، ومَن العرب. وأقول للجميع الرياضة أخلاق، بعيدا عن التعصب.