«إم بي سي» و«الصدف» تكرمان رواد الدراما السعودية

تطلقان مسلسل «أيام السراب» كأول عمل ممتد

الفنانون السعوديون المكرمون خلال حفل «إم بي سي» و«الصدف» («الشرق الأوسط»)
TT

نيابة عن وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة، دشن الدكتور عبد الله الجاسر وكيل وزارة الإعلام للشؤون الإعلامية حفل «الصدف للإنتاج الصوتي والمرئي» مساء الثلاثاء الماضي، بمناسبة مرور عشرين عاما على تأسيسها وانطلاقتها المتميزة في مجال الدراما التلفزيونية، التي حققت في هذا المشوار «العشريني» الريادة الإنتاجية لتصبح أكبر شركات إنتاج الأعمال الدرامية التلفزيونية في الوطن العربي.

ويتزامن هذه الاحتفال مع موعد عرض مسلسل «أيام السراب» كأول عمل درامي عربي ـ سعودي ممتد «Soap Opera» من خلال شاشة «إم بي سي»، الذي شارك فيه نخبة كبيرة من نجوم الفن الدرامي في السعودية والخليج وعدد من الدول العربية، وهو العمل الذي حققت من خلاله شركة «الصدف للإنتاج الصوتي والمرئي» خطوة ريادية جديدة ومتميزة، ولتعلن للجميع وبكل صراحة ووضوح أنها حصلت على الأسبقية في إنتاج أول عمل درامي من نوعية «Soap Opera»، ولم تُجارِها في تحقيق هذا الأمر الدول التي تعرف على أنها الرائدة في مجال الدراما العربية مثل مصر وسورية ولبنان وبقية الدول بين الخليج والمحيط.

وقد بدأ الحفل الذي نجح في تقديم فقراته المذيع الدكتور حسين نجار، بكلمة الفنان السعودي حسن عسيري مدير عام شركة «الصدف» الذي قال في كلمته: «عشرون عاما مرت كأنها يوم واحد، والليلة تتشرف (الصدف) بوجودكم بينها. وهذا وفاء منكم لشركة وطنية تحمل هدفا أساسيا وواضحا لكل فريقها ولكل محبيها، وهو تأسيس صناعة دراما في المملكة العربية السعودية».

وأضاف بقوله إن «مجموعة (إم بي سي)، الأب الروحي لنا، تساندنا وتشاركنا هذا الاحتفال مشاركة كاملة بالروح والتفاعل والمال، لقد تحملت الحصة الأكبر وهذا يعني أن الشكر الأكبر لها، وهي فرصة، ومع كبر المهمة ومع الصعوبات التي يواجهها صناع الدراما محليا، فإننا سنواصل هذا المشوار، متمنيين أن تجد صناعة الإنتاج الدعم الذي تستحقه كرافد حضاري حقيقي يقدم مجتمعنا للعالم الذي أصبح يرانا ويشاهدنا كما نراه ونشاهده، في ظل التقدم الواسع في مجال الاتصالات».

وتابع: «شكرا لوزير الثقافة والإعلام ممثلا في الأخ الدكتور عبد الله الجاسر وكيل الوزارة للشؤون الإعلامية، الذي ساندنا كثيرا طوال السنوات الماضية كغيرنا من المؤسسات والشركات الوطنية، شكرا لضيوفنا من الكويت ومن مصر ومن سورية ومن كل مكان».

بعد ذلك جاء دور بديع فتوح، مدير الدراما في «إم بي سي» ممثلا عنها في هذا الحفل، الذي أشاد بالجهد الذي قامت بها «الصدف» في إنجاز مسلسل «أيام السراب» الذي سيكون من المسلسلات المتميزة في الدراما العربية.

وفي كلمته للحضور، أشاد الدكتور عبد الله الجاسر بالخطوات التطويرية التي تحققها «الصدف» في عالم الدراما، متمنيا في الوقت ذاته إنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي برؤوس أموال سعودية.

ليأتي بعد ذلك دور تكريم رواد الفن الدرامي السعودي ومجموعة من المبدعين بعطائهم وتميزهم في هذا المجال، وهم: حسن دردير، وعبد العزيز الهزاع، ومحمد حمزة، ومحمد الطويان، ومحمد المفرح، وعبد العزيز الحماد، وعلي المدفع، وعبد الرحمن الخريجي، وعلي إبراهيم، وفؤاد بخش، وسعد خضر الذي غاب عن المناسبة لظروف خاصة وتسلم جائزة التكريم بالنيابة عنه الفنان علي إبراهيم.

وشهدت هذه الاحتفالية أيضا لفتة رائعة من «الصدف» في تكريم مجموعة متميزة من الذين لهم إسهامات في مجال الفن الدرامي والاجتماعي مثل محمد سعيد الغامدي كأول رئيس لجمعية المنتجين والموزعين السعوديين، ويأتي تكريم الفنان فايز المالكي بسبب حضوره الاجتماعي والإنساني وكسفير للنوايا الحسنة البارز في هذا المجال وكأحد المساهمين المبرزين في خدمة المجتمع.

ومن المكرمين أيضا في هذه الاحتفالية بديع فتوح كمساهم بارز في مساندة الدراما السعودية، وعمر الديني الذي يعتبر أفضل مدير إنتاج سعودي وأقدم موظفي «الصدف».

يذكر أن مسلسل «أيام السراب» وهو العمل المحتفى به ضمن احتفاليات «الصدف»، انفرد بالتميز منذ أن بدأت ملامح فكرة هذا العمل تتبلور في مخيلة حسن عسيري قبل أربع سنوات وهي الفترة التي استغرقها في التحضير له، فقام بتدشين ورشة كتابة مكونة من مجموعة مؤلفين وهم طالب الدوس، ورانيا بيطار، ونور شكشكلي، ومعصومة المطاوعة، وأتبعها بإنشاء ورشة أخرى للتطوير مكونة من عمر الديني، ومازن طه، وعلي الأعرج، وفؤاد حميرة، وعلي سالم وحسن عسيري نفسه، وقام بالمعالجة الدرامية وعملية الإعداد المحلي خالد البدر، وقاد عملية الإخراج سائد الهواري، واستغرق تصوير العمل خمسة أشهر بين الرياض وبيروت.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها في الدراما العربية، شهدت عمليات الإخراج والمونتاج استخدام تقنيات جديدة كان من شأنها تخفيض فترة تصوير العمل ومونتاجه من عامين وثمانية أشهر، كما كان مقررا، إلى خمسة أشهر فقط! وذلك في سابقة يتوقع أن تحدث فرقا كبيرا في آليات صناعة التلفزيون مستقبلا.

يذكر أن «الصدف» منذ أن تم تدشين لبناتها الأولى في مجال الدراما ارتكزت طوال تاريخها منذ عشرين عاما على أسس فنية تتواءم مع مسيرة التطوير في صناعة الدراما إلى أن أصبحت الأكثر قدرة على الإنتاج وحققت بذلك ريادة وشهرة على مستوى الخليج والعالم العربي بعد أن قامت بخطوات تصاعدية مدروسة، أثبت مع تتابع دورة الأيام نجاح منهج مسيرتها الفنية الذي اعتمد على الرؤية الثاقبة للقائمين على هذا المنجز الفني الكبير، الذي شكل الملامح الجديدة للكثير من الأعمال الدرامية في عموم الوطن العربي الكبير، لتكون لها البادرة الأولى في تغيير مسارات العمل الدرامي بتعدد ممراته واختلاف مشارب أطروحاته بعد أن أكدت نجاحاتها في تقديم مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية التي كرست حضورها الكبير لدى المشاهد العربي.