«الراب».. لغة موسيقية يعتمدها الشباب اللبناني للتنفيس عما بداخلهم

سيمون أسمر يغير أسلوب «استديو الفن» ليواكب العصر

TT

عادت موسيقى «الراب» من جديد إلى الساحة الفنية في لبنان بعدما شهدت انحسارا مؤقتا في العامين الماضيين. والمعروف أن هذا النوع من الموسيقى المغناة على شكل كلام مقطّع يتلوه مؤدّيه على أنغام موسيقى صاخبة إلى حدّ ما، أحدث ثورة فنية في السنوات الأولى بعد عام 2000 في لبنان والعالم العربي، بعدما اعتمدها الشباب لغة جديدة وحديثة يستخدمونها لفضفضة ما في داخلهم.

واليوم تنطلق هذه الموضة الغنائية من جديد وقد عززها برنامج «استوديو الفن» الذي يعرض على شاشة «إم تي في» في موسمه الجديد تحت إدارة وإشراف المخرج سيمون أسمر. وكان هذا الأخير قد أحدث فئة غنائية جديدة في برنامجه الذي بدأ مشواره على الشاشة الصغيرة منذ عام 1972 وهي أغنية «الراب».

وعندما سألنا سيمون أسمر عن سبب اعتماده هذه الفئة الخارجة عن المألوف في برنامجه الكلاسيكي أجاب أنه لمس حاجة لدى الشباب اللبناني للتعبير عما يخالجه من هموم ومعاناة، ففتح أمامه نافذة تكون عبارة عن فرصة ليطل منها هواة هذا النوع من الأغاني على الساحة الفنية. وللتذكير فإن برنامج «استوديو الفن» يستقبل هواة الغناء على أنواعه، إضافة إلى هواة فنون أخرى يتنافسون على الفوز بالفئة التي يمثلونها. وكان لبنان قد أفرز عدة فرق غنائية انتهجت «الراب» كهوية لها، ويأتي في مقدمهم فريق «عكس السير» الذي ساهم في انتشار هذه الموسيقى بعدما قدّم نصوصا بسيطة مغناة على طريقة «الراب»، انتقد فيها الحياة الاجتماعية في لبنان بكل جوانبها وشملت السياسة والثقافة والتجارة والسياحة وغيرها.

ويقول وائل قديح مؤسس الفريق والموجود حاليا في باريس لإطلاق أغاني الفريق نحو العالمية، إن الفكرة راودته عندما التقى بصديقه حسام بعد فترة غياب، وقررا معا أن ينقلا هذا النوع من الموسيقى المغناة إلى لبنان والعالم العربي وباللهجة اللبنانية بعدما تعرفا إليها عن كثب خلال دراستهما التي أمضياها خارج لبنان. وحملت إطلالتهما الأولى ألبوما غنائيا كاملا بـ«الراب» بعنوان «أهلا بالشباب»، فلاقى صدى طيبا لدى الشباب اللبناني الذين اعتبروه بمثابة وسيلة فنية حديثة تعبّر عما يفكرون فيه بصراحة.

وبعد «عكس السير» كرّت السبحة لتنضم إلى الساحة فرق غنائية أخرى اعتمدت «الراب» أيضا، منها «إرهاب» و«آخر جيل».

واليوم تتوجه الأنظار نحو هواة هذا النوع من الأغاني الذين يتنافسون على الشاشة الصغيرة للحصول على فرصة العمر، كما يقولون، لامتهان هذا الفن والانضمام إلى لائحة نجومه.

وتحاول لجنة الحكم في برنامج «استوديو الفن» تشجيع هواة هذه الفئة من خلال اختيارها أصحاب النصوص الجريئة وحثها على تحسين أدائها وحضورها، لا سيما ارتداء الأزياء المناسبة لها «كالجينز» و«الكاسكيت» والتحرك بسرعة على المسرح من دون التنويه بمقدرات الصوت الذي لا يشكل عنصرا أساسيا في هذا الفن.