أماني السويسي: واقع الفن صدمني.. وأنا محظوظة

معجبة بجيجي لامارا وسيمون أسمر وناصر محروس

أماني السويسي («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من أن مشوارها الفني لم يتجاوز السنوات الخمس، فإنها استطاعت أن تدخل مجال الأغنية من بابها العريض، فأماني السويسي، التي عرفها الناس من خلال برنامج «ستار أكاديمي»، عملت مع الرحابنة في مسرحية «جبران والنبي»، الأمر الذي ساهم في صقل موهبتها بسرعة، وقد أعطتها جميع المحطات التي اجتازتها حتى اليوم، بدءا من انضمامها إلى عائلتي «ستار سيستم» و«روتانا» واشتراكها في مهرجان الجنادرية السعودي، الدفع المعنوي اللازم لتشق طريقها بصلابة واقتناع.

حاليا تحضر أماني السويسي ألبوما غنائيا جديدا، يتضمن أغنيات شارك فيها عدد من الملحنين اللبنانيين والمصريين، من بينهم سمير صفير، ووسام الأمير، وخالد عز، وبهاء الدين محمد، إضافة إلى شعراء أمثال صفوح شغالة، وأيمن بهجت قمر، وغيرهما.

أما جديد أماني في هذا العمل، فهو الأغنية اللبنانية الشعبية، وبالتحديد الدبكة اللبنانية، والتي أدتها، حسب ما ذكرت، على طريقتها من دون تقليد أي فنان آخر، ورأت أن اختيارها لهذا النوع من الأغاني جاء بعد اقتناع بأن صوتها يتناسب مع هذا اللون، الذي يشهد رواجا ملحوظا، حاليا، بين الفنانين، وتقول أماني، «لم أقلد الصوت الجبلي، وأحسنت اللهجة اللبنانية الشعبية، وأديت موالا برزت فيه مساحة صوتي، وقد عرف الملحن وسام الأمير كيف يعطيني اللحن والنوتة الملائمتين لموهبتي الفنية»، وأكدت أماني، وهي تونسية الأصل، أن اللهجة لم تصعب عليها الأمر؛ لأنها تتحدث اللبنانية بطلاقة، خصوصا أنها تستقر في لبنان منذ 5 سنوات.

اليوم تتعاون أماني السويسي مع شركة «غيتارا للإنتاج والتوزيع الفني»، والتي أخذت على عاتقها تبني موهبتها، من خلال تقديم عمل غنائي كامل لها، ستصور منه أكثر من أغنية، من بينها واحدة بعنوان «هاي جزاتي» والتي من المتوقع أن تنفذها مع المخرج يحيى سعادة، وتقول عن سبب اختيارها له، «إن الأغنية هي التي تدفع بالفنان إلى اختيار هذا المخرج أو ذاك، لذلك قد أتعامل مع مخرجين آخرين في الأغاني الأخرى، وأنا معجبة بسعيد الماروق ورندة العلم وليلى كنعان»، وأضافت أن بعض الفنانين قد حاربوها كما حاربوا زملاءها من تونس، وتحديدا مواطنها أحمد الشريف، لكن الأمر زادهما تشبثا في تقديم الأفضل، وعلى المستوى المطلوب، وأنها شخصيا لم تتفاجأ بهذه الحروب الصغيرة التي واجهتها من هنا أو هناك؛ لأن كل فنان يخاف على مكانته، ولا سيما إذا كان عدوه متمكنا من صوته ويملك موهبة فنية جيدة، وأشارت إلى أنه، وللأسف، جميع الذين بادروا إلى احتضانها وإحاطتها بالاهتمام في أول الطريق، ما لبثوا أن تخلوا عنها في منتصفه، أمثال «ستار أكاديمي» و«ستار سيستم» و«روتانا»، فالواقع الفني صدمها، غير أنها تعتبر نفسها محظوظة، كونها استطاعت أن تثابر وتثبت أنها على قدر كبير من المسؤولية، وتستطرد قائلة: «لا يستطيع الصوت الجيد وحده أن يساهم في استمرارية الفنان، فالحظ يلعب دوره وكذلك اجتهاده».

أما عن البرامج التلفزيونية، التي تهتم بمواهب الشباب في لبنان والعالم العربي، تؤكد أماني السويسي أنها «لم تعد تملك نفس الوهج الذي كان يرافقها في الماضي؛ لأن المشاهد العربي بطبيعته يمل بسرعة، وهذه البرامج لم تأتِ بشيء جديد، واللافت منذ فترة أنها تكرر نفسها»، واعتبرت أن «المطبات التي واجهتها حتى الآن لم تخفف من عزيمتها، بل زادتها شغفا بالفن وصلابة في التعامل مع الآخرين، وأن أي فنان مسنود من قبل شركة إنتاج أو مدير أعمال مميز يشعر بالأمان ولديه استمرارية أكبر».

وأبدت إعجابها باللبنانيين؛ جيجي لامارا، وسيمون أسمر، والمصري ناصر محروس، الذين استطاعوا من خلال اقتناعهم بالمواهب التي تعاملوا معها أن يصنعوا النجم تلو الآخر ليكونوا صانعي نجوم من الدرجة الأولى. ووصفت محطتها مع «ستار أكاديمي» بأنها عنوان نجوميتها، وعملها مع الرحابنة حلم لا يحققه كثيرون، فهو قد زودها بمكانة فنية لا تشبه غيرها، وانفصالها عن «روتانا» علمها كيف تكون سيدة نفسها وصاحبة القرار، أما مهرجان الجنادرية فأدرجها في لائحة الفنانات القليلات اللاتي استطعن المشاركة فيه، وهو الذي يحييه مطربون مخضرمون وغير عاديين، أمثال محمد عبده وراشد الماجد، أما الأغنية التي شاركت فيها فكانت بعنوان «نم يا صغيري» للشاعر بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز، وألحان عبد الرب إدريس. أما عن علاقتها مع الفنانين، بشكل عام، فاعتبرتها عادية، مشيرة إلى أنها تفضل البقاء بعيدا عن أجواء الفن عامة، تفاديا للقيل والقال، والمشكلات التي عادة ما تتأتى من الاحتكاك فيها.