محمد فؤاد: إجرائي لجراحة في الحنجرة إشاعة بعد مباراة مصر والجزائر

الفنان المصري لـ «الشرق الأوسط» : لا أغضب من تقليد الآخرين لي.. فعبد الوهاب كانت له مدرسة وقلده كثيرون

TT

منذ أن التقى بالفنان المصري «عزت أبو عوف» على بوابة نادي الشمس المصري في عام 1982، ودخوله دنيا الفن صدفة، نجح محمد فؤاد في ترك بصمة تميزه، فببحّته الشجية وبساطته المفرطة تسلل إلى قلوب الناس ولم يخرج. 19 ألبوما هي رصيده الغنائي مع إسهام ملموس في السينما قدره 8 أفلام، كان أحدها «إسماعيلية رايح جاي» عام 1997، علامة فارقة في السينما تاريخ المصرية، انتشلها من أزمتها وأعاد الجماهير إلى مقاعدها بعد نجاحه الطاغي.

«الشرق الأوسط» التقت محمد فؤاد في القاهرة للوقوف على أجوبة تحير جمهوره منها، أسباب تأجيل ألبومه الجديد «بين إيديك»، وحقيقة حالته الصحية، إضافة إلى آخر أخباره الفنية وخططه تجاه الدراما والسينما.

* تناثرت مؤخرا أخبار عن سفرك إلى لندن لإجراء عملية جراحية بالحنجرة، وتوافق معها اعتذارك عن حفل فني بأبوظبي، فأين الحقيقة؟

- مجرد إشاعة، ومن أهم أسباب ظهورها تعرضي لإرهاق شديد في الحنجرة في أثناء الأحداث الأخيرة في مباراة مصر والجزائر بالسودان.. فعندما قمت بإجراء اتصالات هاتفية ببعض البرامج كان صوتي مرهقا جدا، واضطرت للذهاب إلى طبيبي الخاص الدكتور ماجد بهجت لمتابعة الموقف، وأنا الآن طبيعي جدا. أما عن حفل أبوظبي فقد فضلت الابتعاد عن الأعمال الفنية في هذه الفترة نظرا لإرهاقي الشديد، وقمت بالاعتذار عن الحفل قبل موعده بأيام، ولكن بعض الجرائد تناولت الخبر بشكل خاطئ.

* ولماذا تم تأجيل طرح ألبومك عن عيد الأضحى الماضي؟

- تأجيل الألبوم كان متعمدا بالفعل رغم أنه جاهز للطرح، ولكن نتيجة الأحداث الأخيرة التي عايشتها بشكل شخصي، تراجعت عن ذلك حتى لا يقال إني استغللت الحدث لترويج ألبومي. ولو لم أكن في داخل هذا الحدث لكنت طرحت الألبوم في الميعاد المحدد له.

* ماذا عن تجربة الدراما التي تخوضها قريبا؟

- بالفعل قمت بالتوقيع منذ أيام قليلة مع شركة إنتاج شهيرة كي أخوض تجربة الدراما لأول مرة، والقصة من تأليفي، وسيناريو وحوار تامر عبد المنعم، ولم أستقر حتى الآن على اسم المسلسل، وفي الوقت الحالي نعقد جلسات عمل لاختيار الفريق المشارك من المخرج والممثلين، ويدور العمل في إطار اجتماعي وإنساني حول قضايا الشباب وهموم الأسر المصرية من خلال قيامي بدور الشقيق الأكبر الذي يعول أسرة مكونة من خمسة إخوة.

* لماذا فكرت في الاتجاه إلى الدراما الآن؟

- الوقت الآن مناسب لخوض هذه التجربة لتعدد القنوات الفضائية وجودة التوزيع وثراء الإنتاج الذي يضمن نجاح العمل.

* ألا يقلقك التزايد الرهيب خلال السنوات الأخيرة في الأعمال الدرامية؟

- العمل الجيد يفرض نفسه حتى لو كان وسط ملايين الأعمال.. ودخولي الدراما بهذا العمل نوع من التحدي لنفسي، وأعتقد أنه سينال بإذن الله إعجاب الجمهور.

* لماذا توقفت عن تصوير أغانيك منذ أكثر من ثماني سنوات؟

- لظهور نوعية من «الكليبات» لا أرضى أن أكون ضمنها، فكل من يريد أن يشتهر يصور أغنية تحتوي على التفاهة والعري، والأمر خرج بعيدا عن الفن. فما يحدث نوع من أنواع «التهريج»، ولا أحب أن أشارك فيه، ففي السابق عندما كنا نقوم بتصوير أي كليب كنا حريصين جدا على عدم إيذاء مشاعر الجمهور، وكنا نفكر في الإمساك بيد الموديل بطريقة معينة حتى تتناسب مع الذوق والآداب العامة.. وأنا دائما أسعى كي لا أدخل في حسابات تضر اسمي.

* هل ستجدد عقدا مع شركة «روتانا» في الفترة القادمة؟

- هذا آخر ألبوم لي مع شركة «روتانا»، ولا أنوي التجديد لأنني أرغب في تغيير سياستي في ألبوماتي.. وما بيني وبين شركة «روتانا» محفوظ في إطار الصداقة والعشرة، بغض النظر عن العمل المشترك، ولا توجد أي مشكلات بيننا.

* هل تفكر في الإنتاج لنفسك؟

- هذا الأمر مؤجل لحين انتهائي من طرح ألبومي في الأيام القليلة القادمة، وتركيزي أيضا في تصوير المسلسل. وحتى الآن لا أعرف ماذا سأفعل في المرحلة القادمة.. ولكن الموضوع ليس ببعيد عن تفكيري.

* كيف ترى المنافسة الآن؟

- المتعارف عليه داخل الوسط الفني أن يظل الفنان ينافس زملاءه، ولكن أنا على العكس تماما، أبتعد عن منافسة الآخرين، وهذا ليس تقليلا من أحد، ولكني أفضّل أن أنافس نفسي دائما، وأن أراقب نجاحي وتقدمي من وازع داخلي.

* من أبرز فناني جيل محمد فؤاد؟

- بالطبع عمرو دياب.

* لكن عمرو دياب صرح مؤخرا أنه لا يرى على الساحة غيره.

- هذه وجهة نظره وأنا أحترمها، ولكن المهم «الناس شايفه إيه»، فالجمهور هو ترمومتر وجود أي فنان.

* وماذا عن المطربين الموجودين الآن في الساحة الفنية؟

- يوجد الكثير من المطربين المميزين على الساحة الآن، ومن ضمنهم رامي صبري، فهو متميز جدا في أدائه وصوته، وأيضا محمد حماقي وهيثم شاكر.

* ومن المطربات؟

- شيرين عبد الوهاب أحسن صوت نسائي في مصر، ولو ظهر كل ثلاثين سنة صوت كشيرين عبد الوهاب سنمتلك أصواتا نسائية مميزة. وأنغام رائعة، فهي فنانة زيادة عن اللزوم، لدرجة أنها تخدم فنها على حساب نفسها.

* فيلم «إسماعيلية رايح جاي» غيّر مسار السينما المصرية وحقق نجاحا غير عادي.. فهل كنت تتوقع هذا النجاح؟

- كانت هناك أزمة في السينما المصرية قبل الفيلم، مع محاولات جادة للنهوض بها وصلت إلى أن يعقد مجلس الوزراء جلسات لمحاولة حل الأزمة بضخ ميزانيات كبيرة في هذه الصناعة.. حتى عرض فيلم «إسماعيلية رايح جاي» الذي قام بهذا التغير، ورغم أنه لم يكن مقصودا، لكنه توفيق من عند الله، ولكني كنت متوقعا أن يحقق هذا النجاح.

* ألم تحلم بتكرار نجاح «إسماعيلية رايح جاي» مرة أخرى؟

- أنا لا أحلم ولا أريد أن أحلم.. فما حدث من نجاح لهذا الفيلم يكفيني طوال مشواري الفني. ولا أنكر أن الفيلم توجد فيه أخطاء كثيرة من الناحية التقنية كالصوت، ولكنْ له مذاق خاص، ولكل فريق العمل الذين شاركوني فيه وأصبحوا في ما بعد من نجوم السينما المصرية.

* أين أنت من السينما الآن؟

- كنت أجهز لمشروع فيلم «تيفه وتومه» الذي كتبته بعد فيلم «إسماعيلية رايح جاي» مباشرة وقمت بالتحضير له، ولكن كلما بدأنا في التصوير ظهرت مشكلات تعرقل العمل، ولكن فكرة تنفيذه ما زالت قائمة.

* هل أزعجك قيام المطرب محمد كمال بتقليدك؟

- لا لم أنزعج إطلاقا أن هناك من تعلّم من مدرستي، فعلى سبيل المثال مطرب الأجيال محمد عبد الوهاب كان له مدرسة.. وحاول الكثيرون أن يقلدوه، وهذا لا ينقص من مقداره في شيء.

* هل تفكر في إنتاج سيرتك الذاتية؟

- إخراج قصة حياتي في عمل تليفزيوني «مش دوري».. ولا أفكر في ذلك، فأنا أعتبر أن السيرة الذاتية جزء من النرجسية، فهناك الكثير من العظماء والرؤساء الذين لم يفكروا أن يقدموا قصة حياتهم وهم على قيد الحياة.

* ما هي آخر مشاهداتك السينمائية؟

- شاهدت مؤخرا فيلم «ولاد العم» وبهرت من روعة العمل وخرجت «مبسوط» لأقصى درجة.. والمخرج شريف عرفة مخرج رائع، وكريم عبد العزيز ومنى زكي وشريف منير يستحقون جائزة على هذا الفيلم.