راغب علامة: أغاني ألبومي الجديد لها طابع البهجة.. وأغلبها باللهجة المصرية

قال لـ «الشرق الأوسط» : عندما أعتزل الفن سأتجه للعمل السياسي

راغب علامة
TT

بدأ رحلته الفنية في الثمانينات بفوزه بالمركز الأول في برنامج «استوديو الفن» ولم يكن عمره يتجاوز الثامنة عشرة، لتبدأ بعدها رحلته الفنية التي قدم خلالها 16 ألبوما ويجهز للسابع عشر.. إنه المطرب اللبناني راغب علامة الذي اختير مؤخرا سفيرا للنوايا الحسنة للبيئة بالأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» التقت راغب علامة في القاهرة للتعرف على آخر استعداداته لإطلاق ألبومه الجديد وحقيقة أزمته مع المطرب فضل شاكر ومواقفه السياسية وآرائه حول الحياة بلبنان في الفترة الراهنة.. وفيما يلي نص الحوار..

* ما الجديد الذي تقدمه في ألبومك القادم؟ - ألبومي الجديد له مذاق خاص فأغانيه لها طابع البهجة والفرحة وقد كنت في حيرة شديدة قبل اختيار أغاني الألبوم، وسأتعاون في هذا الألبوم مع أحمد يحيي ومحمد ضياء الذي كتب ولحن الأغنيات التي اخترتها منه. وأيضا أتعاون مع خالد البكري، ومن لبنان طلال ممتاز. وقد وزع 90% من الألبوم الموزع مدحت خميس، واللهجة المصرية هي المسيطرة على أغلب أغنيات الألبوم بالإضافة إلى اللهجة اللبنانية.

* هل يتضمن الألبوم الجديد أغاني خليجية؟

- أنا أحاول الحفاظ على هذا اللون لأني أحبه جدا فهو ما زال يحتفظ بالخجل والعادات الشرقية التي أحبها جدا وأحب الحفاظ عليها في ظل الزحف الرهيب من العادات الغربية التي تأثرنا جميعا بها، ولكن لم أستقر حتى الآن عليها ولكني حريص على وجودها وأبحث عن أغنية مناسبة للألبوم.

* لماذا لم تفكر في عمل شريط خاص يحتوي على أغانيك القديمة التي لا يعرفها الكثيرون؟ - الفكرة قائمة ويمكن أن يحدث هذا، ولكن بعد الانتهاء من ألبوم جديد يطرح في الأسواق خوفا من انتقاد الجماهير والقول بأن راغب علامة قد أفلس فأعاد أغانيه.

* لماذا لا تنال ألبوماتك الدعاية الكافية في مصر؟ - هذا لا يحدث في مصر فقط، فدائما ما أطلب من شركات التوزيع عدم الإفراط في الدعاية ولو حدث من شركة أتصل بهم فورا وأطلب تخفيف الدعاية، لأن في اعتقادي أن الدعاية المفرطة تأتي بالسلب، فلا أعترف بالأفيشات في الشوارع ولكن أؤمن بدعاية التلفزيون والإعلام المرئي.. ومبيعات الألبوم لم تعد معيارا للنجاح، ولكن المعيار الحقيقي أصبح هو انتشار الأغنية وليس المطرب.

* عُرف عنك الخلافات الكثيرة مع شركات الإنتاج ما سبب تلك الخلافات خاصة أنها تسببت في إظهارك بصورة المشاغب؟ - هل صاحب الحق يعتبر شخصا مشاغبا؟ لو كان البعض يعتبرني مشاغبا لأني أطلب حقي فأنا أوافق، ولا توجد شركة إنتاج واحدة كان لي معها خلاف إلا وكان لي حق.. ودائما كان الاختلاف حول الاحتكار وأغلب العروض التي قدمت لي كانت احتكارية، وأنا أكره كلمة الاحتكار في أي شيء في الحياة. وبالمناسبة لو كان والدي صاحب شركة إنتاج وطلب احتكاري فسأرفض، ومع ذلك فعلاقتي بكل شركات الإنتاج علاقة صداقة واحترام.

* ما حقيقة خلافك مع فضل شاكر؟ - لا يوجد أي خلاف بيني وبين فضل شاكر لأني أصلا لا أعرفه معرفة شخصية ولو تقابلنا لا نتبادل أكثر من عبارات الترحيب المعتادة، وما حدث هو أننا كنا في جلسة، وكان هناك نقاش حول الموضوعات السياسية المتداولة وانتهى الأمر على هذا الحد، لكن بدأ الخلاف بعد ذلك مع أخي خضر حيث جاء أشخاص على صلة بفضل شاكر للهجوم على بيت خضر وبدأ خضر يأخذ إجراءاته القانونية وطلب بعض الأشخاص مني بعد ذلك الوساطة لتهدئة الموقف، وبالفعل طلبت من خضر أن يتنازل مقابل اعتذار الطرف الآخر، وانتهى الأمر عند هذا الحد، أما عن الطريقة التي تناولها الإعلام فهي ما أثارت الغضب من الجميع وأظهرت ما حدث على أنه وصلات ردح وإساءة، وهذا لم يحدث إطلاقا.

* كيف تم اختيارك سفيرا للنوايا الحسنة للبيئة؟ - تم اختياري من الجهة المنظمة بناء على متابعة مسيرتي الفنية، وسعدت جدا بهذا الاختيار فقد أنقذني من جهلي بالمناخ الذي يحيط بنا ولا نعرف عنه أي شيء.. ففي حياتنا كلها نأكل ونشرب بل ونتنفس سما، وهذا ما صدمني جدا وتغيرت نظرتي تماما للحياة، وهو ما جعلني أهتم بالأمر أكثر من خلال تكثيف الدعاية والترشيد، وفي الفترة القادمة سأقوم بالعديد من الجولات في الدول العربية وأنا أعتبر نفسي مسؤولا الآن ويجب أن أؤدي دوري على أكمل وجه.

* ماذا عن حفلتك الأخيرة التي أقيمت في لبنان في رأس السنة والتي أحدثت صدى مدويا؟ - لقد أحييت حفلات رأس السنة على مدار سنوات كثيرة ولكن هذه السنة كانت مميزة جدا بسبب وجود تنظيم مختلف ورائع وديكور وإضاءة مبهرة جدا، وكانت تشاركني الحفلة صديقتي هيفاء وهبي التي أكن لها كل التقدير والاحترام.

* لكن ثارت بعض الأقاويل عن تدخلك لإلغاء حفل المطرب المصري عمرو دياب في بيروت؟ - ضحكت كثيرا عندما سمعت هذا الكلام ولكن السؤال لماذا إدراج اسمي في هذا الأمر؟ فأنا تعاطفت مع عمرو دياب بسبب فشل الحفل، فعمرو منذ أكثر من سبع سنوات لم يقم حفلا واحدا في لبنان وأنا أقتنع بمقولة «طول ما صاحبك بخير أنت بخير».

* ما تفسيرك لإلغاء الحفل؟ - أعتقد أن اللوم يقع على المنظم الذي هو العامل الأكبر على إنجاح الحفل وهناك عقود وبنود موثق عليها سواء في حالة النجاح أو الفشل وهو أمر خارج عن إرادة المطرب.

* من المنافس لراغب علامة على الساحة الفنية؟ - كل أغنية جميلة تستطيع منافستي وكل عمل يستهويني يدخل معي في منافسة دون أي تفكير وبتلقائية شديدة.

* وما الأغاني التي أعجبت بها مؤخرا؟ - توجد أغنيات كثيرة وعلى رأسها أغنية حسين الجسمي «ستة الصبح» فهي أغنية خفيفة، وأحيي الجسمي أنه استطاع أن يخرج من لونه الخليجي المعروف به ويدخل في نوع آخر وينجح فيه.. وكذلك أغنية «كتر خيري» لشيرين عبد الوهاب و«الناس الرايقة» لرامي عياش وأحمد عدوية.

* ما شعورك عندما طلب منك إحياء افتتاح الموسم الجديد من برنامج «استوديو الفن» الذي اكتشفك؟ - «استوديو الفن» كان صاحب انطلاقة العديد من النجوم، منهم راغب علامة، فعندما صعدت على المسرح أرجعني هذا عندما كان عمري 17 عاما وأنا أغني لأول مرة في «استوديو الفن».. فنظرت ووجدت المتسابقين الذين يمتلكون الجرأة أكثر مني وأنا أدين لهذا البرنامج بالفضل لأنه كان سبب انطلاقتي.

* ما حقيقة اعتقال إسرائيل لك في الثمانينات؟ - تم اعتقالي أثناء وجود الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان حيث طلب مني إحياء حفل هناك ولم تستخرج الجهة المنظمة لي تصريحا بالدخول، وأنا رفضت أن أدخل بلدي بتصريح وبالتالي اعتقلوني وأثناء اعتقالي دار بيني وبينهم حديث حيث سألوني لماذا لم تستخرج تصريحا للدخول؟ فأجبتهم أنا لا أدخل بلدي بتصريح وأنت ماذا تفعل هنا؟ فانفجروا ضاحكين وكان عمري آنذاك 23 عاما وظللت ثلاث ساعات في المعتقل ثم أخرجتني الجهة المشرفة على الحفل.

* وهل كان هذا هو سر اهتمامك بالسياسة فيما بعد؟ - أنا أحب أن أهتم بشؤون بلدي لبنان كما تربطني علاقة جيدة بأغلب السياسيين في البلد وعلاقتي بالحكومة جيدة جدا ورئيس الحكومة سعد الحريري صديقي وكذلك وزير الداخلية زيادة بارود من أعز أصدقائي وقد رشحت كثيرا لمناصب حكومية ولكن هذا الأمر مؤجل لما بعد اعتزالي الفن فالمجال السياسي سيكون عملي بعد الفن.

* ما أكثر الأمور التي لا تعجبك في لبنان؟ - أكثر ما يغضبني في اللبنانيين الطائفية التي يحتمي خلفها كل من يرتكب فعلا خاطئا فأصبحت وسيلة للهروب من أشياء كثيرة.

* هل تعرضك لمحاولة اغتيال جعلك أكثر قلقا؟ - أنا أحاول أن أكون حريصا بعض الشيء ودائما ما يكون معي الحرس الخاص بي وفي النهاية ما يريده الله سيكون.. أنا لست قلقا.. فحين تعرضت لمحاولة قتل على يد شخص مجهول «مهووس» لم يكن شخصا طبيعيا وأمثال هذا الشخص قلة في عالمنا وقد حكم عليه بالسجن ولم أتابع الأمر بعد ذلك.

* هل ستصور سيرتك الذاتية كما فعل بعض المطربين؟

سأقوم بتسجيل سيرتي الذاتية عندما أعتزل الفن على نهج لاعبي كرة القدم حينما يعتزلون بإقامة مباراة اعتزال.

* ومتى تفكر في الاعتزال؟ - لن أفكر في الاعتزال ما دام هناك جديد أقدمه وسأعتزل عندما يحين الوقت لذلك.

* من الذي يشبهك من أولادك؟ - لؤي وخالد يشبهانني جدا ولكن الأقرب مني في الشقاوة لؤي، فخالد عطوف جدا ومعطاء، ولكن لؤي شقي جدا وطلب مني مؤخرا الذهاب إلى مباراة ريال مدريد وبرشلونة وسوف أصطحبهما معي.