التونسية سوبر ناني.. من عائلة متواضعة «أحبها الأطفال فأحبها الفرنسيون»

كلثوم سراي أو «سوبر ناني»
TT

لها من العمر 47 سنة حين أسكت سرطان الرئة صوتها القادم من قناة «إم 6» الفرنسية.. من هذا العمر قضت كلثوم سراي 31 سنة بفرنسا وتخصصت في مجال علم نفس الأطفال، وتوغلت في العائلات الفرنسية حتى أصبحت تشد انتباه أكثر من أربعة ملايين متفرج فرنسي من خلال برنامج «التربية المثالية» أو «سوبر ناني»، يحلو للفرنسيين أن ينادوها «كاتي» وهي تتقمص في برنامجها شخصية «سوبر ناني» التي أصبحت رمز التربية التقليدية والتي ربما كان الفرنسيون في حاجة أكيدة إليها، فكانت كلثوم قد جسدتها أجمل تجسيد، وهي التي تنهل من تونس ومن فرنسا.. عن الأطفال كانت «كاتي» تقول: إن الأبناء يولدون أبرياء وإن الآباء هم الذين يوجهون سلوك أبنائهم»، وكانت تصف الأطفال بأنهم «سكر الحياة».

قالت جولي إحدى الفرنسيات التي حضرت تصوير إحدى اللقاءات بمنزلها: إن كاتي «امرأة في غاية الإنسانية، وإنها لم تكن تعمل من أجل المال أو الشهرة، بل من أجل أهداف نبيلة بعيدة كل البعد عن المسائل المادية».

ولدت سوبر ناني في 25 سبتمبر (أيلول) من سنة 1962 بتونس واستقرت منذ سنة 1979 بفرنسا قبل أن يلقى برنامجها التلفزيوني الذكي نجاحا منقطع النظير مما جعلها نموذجا للتربية السليمة للأطفال. إبان فقدانها عبر بريس أورتفو، وزير الداخلية الفرنسي عن شديد أسفه واعتبر رحيلها خسارة تهدد سلامة المجتمع الفرنسي وأمنه، مؤكدا أن «مشكلات الانحراف بعد رحيلها ستزداد باعتبار المهمة التي كانت تؤديها في مجال حماية الأطفال من السقوط في الانحراف». عن كلثوم سراي قالت قناة «إم 6» على موقعها الإلكتروني: إنها كانت تتمتع «بصفات إنسانية مميزة تجمع بين الرحمة والحزم في التعامل مع الأطفال»، فقد عملت في السابق مديرة لمنازل في أميركا وأوروبا وتقول دوما: «إنها فخورة بأبنائها الذين تتراوح أعمارهم الآن ما بين 25 و30 سنة». القناة الفرنسية أعلنت عن بعث «منتدى خاص» لمحبيها ليعبروا عن أحاسيسهم تجاه الراحلة كلثوم سراي.

كلثوم سراي قدمت سنة 2008 على قناة «حنبعل» التلفزيونية التونسية الخاصة برامج للإحاطة بالأولياء حمل عنوان «كوتشينغ» إلا أنه لم يحظ بالكثير من المتابعة على القناة التونسية.

سوبر ناني من عائلة متواضعة مكونة من سبعة إخوة وأخوات، تزوجت قبل أن تتجاوز 16 سنة وأنجبت ثلاثة أطفال، وتمكنت خلال فترة حياتها القصيرة من إصدار كتابين وسيرة ذاتية.

المنشطة التونسية في القناة الفرنسية كانت حازمة في تعاملها مع الآخرين ولكنها لم تكن قاسية... كلثوم تحمل وجهين مختلفين؛ واحدا جديا والآخر طيبا، لذلك أحبها الأطفال الفرنسيون وأحبها الفرنسيون بدورهم وبكوا وفاتها بحرقة وألم.