الفنان رابح صقر يغرد في بيروت مزاوجا بين عبقريته وموسيقى فريدة من نوعها

يجيد السيطرة على المسرح جمهورا وفرقة موسيقية في آن واحد

رابح صقر يتوسط سالم الهندي ومحمدالهاجري
TT

لا يختلف اثنان على أن المطرب السعودي رابح صقر يعتبر أكثر الفنانين سيادة على خشبة المسرح، ويشهد له بذلك الكثير من المختصين، منهم ميشال حايك، أهم المتعهدين العرب، الذي قال إن هناك فنانين تطمئن على نجاح حفلاتهم جماهيريا وأولهم (رابح صقر).

«الشرق الأوسط» كانت قريبة من الفنان رابح طوال فترة وجوده في بيروت ولحظة صعوده خشبة المسرح ليلة «يوم الحب» في الحفل المقام على قاعة «فندق فينيسيا». امتلأت جوانب قاعة الحفل مبكرا، وقبل الموعد بفترة أدت العراقية شذى حسون الفائزة في ستار أكاديمي، أدت وصلتها قبل صعود رابح صقر خشبة المسرح الذي امتلأ بالجمهور الخليجي الذي حضر خصيصا لرابح حاملين صوره فيما ارتدى آخرون «تي شيرتات» تحمل صورا لمطربهم المحبوب.

رحلة أبو صقر مع المسرح ليست بالعادية، فهو فنان فريد من نوعه يجيد إدارة الجمهور والفرقة الموسيقية في آن واحد، يعرف متى يحتوي جماهيره كيفما أرادوا وهم دوما ملتفون حوله، الكثير يرفضون الجلوس، يرقصون ويهتفون باسمه.

قال سالم الهندي الذي حضر الحفل: «ما تراه الآن في الحفل لا تراه إلا مع رابح». المشتغلون في الفن يدركون جيدا أن رابح، إضافة إلى براعته في الأداء والصوت الحنون والإحساس الدافئ، فهو أيضا في رجل يمتلك قدرات موسيقية هائلة، يجيد صناعة الجمل الموسيقية، فالموسيقى تجري في عروقه مجرى الدم». في إحدى وصلات أغانيه يقف الجمهور مذهولا حين يمسك رابح آلة العود الكهربائي ويقدم «ميكس» دون مبالغة لا يقدمه فنان عربي أبدا، أضاف المقطع الموسيقي الشهير لأغنية «بيلي جينز» مع أغنيته «نعمة النسيان» وكانت وصلة موسيقية فائقة الروعة وهي لوحة موسيقية فريدة من نوعها.

عن ذلك قال رابح لـ«الشرق الأوسط»: «أحببت أن أقدم وصلات موسيقية مبتكرة وهذا (مكس) من أغنية الراحل مايكل جاكسون أضفته مع أغنيتي (نعمة النسيان) التي أقدمها دائما في سهراتي وقد نالت استحسان الجمهور، ودائما يُطلب مني غناؤها». الجميل في الأمر، أن قائد الفرقة الموسيقية هاني فرحات، أثناء تقديم رابح هذا العمل، فضل الخروج من فوق خشبة المسرح وأخذ قسطا من الراحة حيث يدير رابح الفرقة الموسيقية بنفسه ويعود فرحات إلى الخشبة بعد الانتهاء من هذه الوصلة.

رابح صقر أكد لـ«الشرق الأوسط»: «جمهوري يستحق أكثر، وإن شاء الله هناك مشاريع مستقبلية سأكشف عنها لاحقا»، ومنها ما أكده أبو صقر أنه ينوي إرضاء المحبين والجمهور من خلال إقامة سهرات فنية في القاهرة ذات الدخل المحدود، وأضاف رابح: «هناك جماهير قادمة من الخليج ليس في استطاعتهم دفع تلك المبالغ الكبيرة التي تحدد في حفلات الفنادق، لذلك قررت مع المتعهد الحاج عبد السلام عباس إقامة حفلات في مسارح كبيرة وبأسعار رمزية وبفئات مختلفة، وربما تكون تلك الحفلات في الصيف المقبل».

رابح صقر أثناء وجودنا بجواره في جناحه الخاص في فندق فينيسيا، وقبيل نزوله إلى خشبة المسرح كان قلقا ويكثر من قراءة الأدعية التي يحتفظ ببعضها في هاتفه الجوال، يفضل قراءته باستمرار قبل دخوله المسرح.

والغريب في الأمر أن رابح رغم أنه أكثر الفنانين إحياء للسهرات الفنية ويتنقل بين دولة وأخرى لإحياء سهراته، فإنه يدخل حالة من الشعور بالخوف قبل صعوده إلى خشبة المسرح، يقول رابح عن ذلك: «الإحساس بهذا أمر طبيعي وهو يأتي هيبة من المسرح واحتراما للجمهور الموجود لأجل الفنان، والفنان الذي يقول إنه لا يخاف من الجمهور في المسرح أعتقد أنه يغالط نفسه، فهذه تأتي أولا من محبة الجمهور والحضور، وعموما تلك اللحظات تكون في أولى الوصلات وبعدها أبدأ بالتأقلم مع الأجواء».

* من أجواء السهرة

* حضر الحفل نخبة من رجال الأعمال السعوديين والخليجيين، وأيضا نجوم الدراما الخليجية، «الشرق الأوسط» زاملت سالم الهندي في طاولة خاصة كان فيها أيضا متعهد الحفلات وبعض رجال الأعمال.

حرص سالم الهندي، رئيس شركة «روتانا»، ومتعهد الحفلات ميشال حايك، ومحمد الهاجري المنسق العام لإدارة الحفلات والمهرجانات، على الحضور مبكرا إلى جانب الفنان رابح صقر، وكانوا برفقته قبل أن يخرج من جناحه في الفندق وحتى صعوده إلى خشبة المسرح.

بخبرته في قراءة أجواء الفنانين كان سالم الهندي يحاول إبعاد رابح صقر عن التفكير في المسرح أثناء وجوده في «السويت»، حيث كان يتحدث معه بعيدا عن الفن ممتدحا الاستقرار في العاصمة السعودية، الرياض، وتبادل الحديث عن هدوء الرياض وأجوائها العملية.

حرص بعض محبي الفنان رابح صقر عن موعد نشر «الشرق الأوسط» تغطية هذا الحفل، خصوصا أنها كانت الصحيفة الوحيدة التي كانت إلى جوار رابح.

توقف رابح صقر قرابة نصف الساعة وقت صلاة الفجر ثم عاد بعدها إلى أداء وصلاته ولم يخرج الجمهور ووجد حتى ساعات الصباح.

قدم رابح مجموعة من وصلاته الجماهيرية منها «كده من ربي حبيته»، و«مقصر في سؤالك»، و«منتهى الرقة»، و«أزعل عليك»، و«باين عليك»، و«أحبك»، و«صدقيني»، و«الليلة» وغيرها من الأعمال.

غادر رابح صقر، أمس، إلى الدوحة لإحياء سهرته اليوم في «سوق واقف» التي تحظى باهتمام جماهيري كبير من الجمهور القطري وأيضا المنطقة الشرقية في السعودية.