حسين الجسمي: «بحبك وحشتيني».. بوابة العبور للجمهور المصري ومفاجأة ألبومي المقبل

سفير النوايا الحسنة قال لـ «الشرق الأوسط» : أحرص على تقديم الجديد دائما

حسين الجسمي
TT

بدأ مشواره الفني في عمر السابعة عشرة بالغناء الشعبي وحقق نجاحا على المستوى الخليجي، ويعتبره البعض لونا جديدا على خريطة الغناء، كانت مغامرة غاية في الخطورة أن يغني هذا الصوت العالي النبرة أغاني يهرب منها الجميع ونجحت المغامرة وحاز هذا الإماراتي الممتلئ جسما وحسّا وحيوية وحضورا، حاز وفاز كأفضل الهواة الذين تقدموا لبرنامج الهواة الذي قدمه تلفزيون دبي حينها.

إنه المطرب حسين الجسمي الذي أصبح سفيرا للنوايا الحسنة، واستطاع أن يحقق انطلاقة في مصر من خلال أغانيه الفردية ومشاركته في الأعمال السينمائية وأعمال الدراما المصرية وأصبح وجوده خلال شهر رمضان علامة مسجلة.

وأخيرا أطلق الجسمي ألبومه الجديد «الجسمي 2010»، والذي قدم فيه شكلا جديدا في الغناء والألحان وأيضا في الشكل، «الشرق الأوسط» التقت الجسمي في القاهرة للحديث عن آخر أعماله الفنية وأخباره وعلاقته بالفنانين العرب.. فيما يلي تفاصيل الحوار..

* كيف أقدمت على اختيار أغنية «ستة الصبح» ذات الطابع الخفيف الذي تقدمه لأول مرة؟

- أحرص على تقديم الجديد دائما في كل الألبومات التي أقدمها، قد أتأخر قليلا في تقديم اقتراحات فنية جديدة، ولكن هذا لا يعني أنني أستكين لحالة من عدم البحث، بل على العكس تماما أمضي طيلة الوقت بالبحث عما يجعل الأغنية تحمل اسمي، وأغنية «ستة الصبح» كانت واحدة من الأغاني التي أحسست منذ البداية أن فيها موسيقى داخلية ذات طابع خاص ربما فرضته كلماتها الرشيقة والرصينة في آن معا والذي أحب أن أصفه بالسهل الممتنع والذي أصبح عملة نادرة هذه الأيام.

* برغم نجاحك المدوي في الغناء باللهجة المصرية ولكنك طالعتنا بأغنية واحدة باللهجة المصرية في ألبومك الأخير؟

- أنا أغني من خلال ما أحس أنني أحقق إضافة من خلاله، وعلى سبيل المثال أغنية «بحبك وحشتيني» التي كانت مفتاح العبور للجمهور المصري هذا الجمهور العريق والكبير والذي أعتز بأن أقدم له شيئا خاصا به كل فترة، لا تستعجلون عليّ لديّ المزيد في المستقبل القريب وأعد الإخوة في مصر بهدية في ألبومي المقبل تليق بهم وبمكانتهم في قلبي.

* أغنيتا «رجعت ليه يا حبيبي».. و«بحبك وحشتيني» كانتا انطلاقة لحسين الجسمي؟

- كل أغنية قدمتها منذ عشر سنوات وحتى الآن كانت بمثابة انطلاقة جديدة لي، وكل أغنية جميلة أنجح فيها ويحبها الناس هي انطلاقة لي في كل مكان وزمان وبالنسبة لأغنيتي «رجعت ليه» و«بحبك وحشتيني» فقد أخذتا مني وقتا كثيرا قبل تقديمهما، وقد ساعدت الأغنية على نجاح العمل كما ساعدها العمل على النجاح وأعتقد أن أغنية «بحبك وحشتيني» كانت الانطلاقة إلى قلوب المصريين.

* لماذا اخترت اسم الجسمي 2010 لألبومك الأخير؟

- منذ فترة قصيرة أو فلنقل منذ أن انتشر الألبوم الأخير في الأسواق والنقاد يسألونني لماذا الجسمي 2010.. وأنا أؤكد أن هذا العام يشعرني بأن هناك مفاجآت جميلة وربما اختيار هذا العنوان للألبوم هو عرفان مني لنهاية السنوات العشر الأولى في حياتي المهنية، أحب أن أشير أنني لا أوافق على اسم الألبوم بسرعة بل أختاره بمنتهى الحرص، فالأسماء ما هي إلا جسر للمحتوى والمحتوى هو من يقرر نجاح العنوان أي إننا أمام ارتباط حقيقي وواقعي بكل معنى الكلمة بين العنوان والمضمون، وأتمنى حقيقة أن يكون هناك انسجام واتفاق بين عناوين أعمالي ومضامينها.

* احتوى ألبومك على 16 أغنية.. أليس هذا العدد كثيرا بعض الشيء؟

- لو شعرت أنها كثيرة لاختصرت منها أو لوزعتها على ألبومين ولكني أحب أن أخاطب الناس بما أحببت أن يصل لهم، وفي كل الأحوال هذا الكم من الأغاني ليس كثيرا لأنني وبعد ثلاث سنوات قدمت 16 أغنية، أتمنى أن لا تكون أغاني ثقيلة الظل على مسامعكم.

* هل تم تغيير أي أغنيات قبل طرح الألبوم؟

بالمجمل لا، وفي النهاية التفاصيل التي تحصل في المطبخ الداخلي للأغنيات، أي في الاستوديو، قبل إطلاقها عادية وليس فيها ما يدعو للتوقف عنده وربما حينما يتسع المجال مستقبلا سأذكر حكاية كل أغنية وكيف تم اختيارها لأن في ألبوم الجسمي 2010 ما يشير إلى حكايات طريفة تستحق أن يحكى عنها.

* ما أقرب أغنية لك في ألبومك الأخير وما الأغنية المفضلة لك بشكل عام؟

- لكل أغنية رونقها وحضورها وليس أصعب على الفنان من أن يفاضل أو يسأل سؤالا كهذا، لأن في الإجابة ما يجعله يخشى أن يحرج أغنياته ونفسه في آن معا وأنا أسعى دائما أن أدقق في اختياراتي ولا أظن أن هناك عملا أو أغنية ندمت على اختياري لها وهناك بعض الأغاني قد يحالفها الحظ فالحظ مهم جدا فقد تجتهد في عملك ولكن هناك عوامل أخرى تحسم المنافسة على النجاح ولكن أعمالي التي لم تنتشر لا أظن أن هذا كان عيبا فيها ولكنها لم تنل الحظ الكافي لتحقق النجاح ذاته لأعمالي الأخرى.

* لو طلب منك إهداء أغنية من ألبومك الجديد لمحمد عبده أو عمرو دياب أو المطربة أحلام؟

- سأهديهم الألبوم كاملا وأتركهم يختارون ما يحبون.

* اعتدنا وجودك بعمل غنائي في شهر رمضان.. هل هذا الوجود مصادفة أم أنك حريص على هذا؟

- شهر رمضان بالنسبة لي شهر مقدس بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ولعلي أحرص على التواصل فيه مع الناس بما يضمن حرمة هذا الشهر المبارك، نحن نحضر لصيغة ما لشهر الصوم الكريم وسنعلن عنها في حينها، ومن المعروف أن شهر رمضان هو سوق مفتوح للأعمال الفنية وكل فنان في الوطن العربي يسعى لتقديم نفسه خلال شهر رمضان والمشاركة في هذا السباق ووجودي في ذلك الشهر هي واحدة من العادات التي اعتدتها خلال السنوات الأخيرة وأحاول الحفاظ عليها.

* فكرة تسجيل القرآن الكريم من مطربين تقابل بهجوم دائما لكنك أقدمت على هذه الخطوة؟

- الفنان الملتزم والجاد والذي ينشر الفرح بين الناس هو قريب من الله، لأنه لا يفعل ما يغضبه عز وجل، مع الأخذ بعين الاعتبار أن رسالة الفن في الحياة إنسانية بامتياز وهي لرفعة الإنسان ولسعادته، ولعل ما يؤكد كلامي هو اعتماد الكثير من المؤسسات الاجتماعية على الفن من أجل توصيل رسائل إصلاحية وتوعوية للكثيرين، وحين يؤدي فنان ما القرآن بصوته فهذا اقتراب للفنان من الله والتقرب من كتابه المقدس والذي هو كتاب المسلمين جميعا، وتلاوة القرآن الكريم هو تجويد يختلف من شخص لآخر. نحن نجود القرآن بصوتنا ونشحذ روحنا بالمعاني الجليلة الموجودة فيه، والذين يهاجمون الفنان لأنه يجود القرآن ربما لاعتبارات خاصة ولكن في النهاية في القرآن موسيقى خالدة تطرب الروح وتقربها من الخالق.

* بدأت الغناء وأنت في السابعة عشرة من عمرك.. هل أثر ذلك على حياتك الطبيعية كشاب؟

- ربما أثر بدرجة أستطيع أن أعبر عنها بروح التمرد، كنت أرغب أن أتملك الوقت وألا يمر عرضا دون أن أحقق من خلاله ما يجعلني أنمي مهاراتي وموهبتي التي كنت أحس بها وأشعر أنها يجب أن تخرج للعالم، أعود للوراء، وأنظر الآن إلى حسين الجسمي الشاب ابن الـ 17 عاما بمنتهى التشجيع والرغبة في مساعدته لتحقيق أحلامه والعمل الفني لم يؤثر سلبيا على حياتي بل أضاف إليها الكثير وأعتقد أن شبابي استثمرته جيدا في ظل حب الجمهور.

* من وجهة نظرك ما اللقب الذي يستحقه المطرب حسين الجسمي؟

- كثيرة هي الألقاب التي أطلقتها عليّ وسائل الإعلام وكلها قريبة من القلب وتشعرني بمسؤولية كبيرة وأنا أنظر للألقاب كأنها تكليف وليست تشريفا..

* من هو المطرب الذي يعد المنافس الحقيقي للجسمي؟

- لا يوجد فنان عربي منافس لي، إن كان في هذا عنوان مغر لأهل الإعلام فإنني أتبعه بما يجعل الإجابة تخرج مني حقيقة بأن كل فنان صادق وملتزم وجاد بتقديم فن جميل ونظيف هو منافس لي بل أتشرف بمنافسته.

وأعتقد أن لكل فنان لونا خاصا وإلا فما الفرق بيني وبين أي مطرب عربي، هل هي اللهجة أم الشكل، أنا أرى أن الفرق بيننا جميعا أننا لا ننتمي إلى مدرسة واحدة بل أثرت العادات والتقاليد لكل فنان في تشكيل موهبته وكذلك الخبرات التي اكتسبها وهو ما يميز الفنان الحقيقي فأنا لا أتكلم عن الكثير من المطربين في الوطن العربي فعندما تسمعينه لا تعرفين من هو هذا المطرب ويختلط عليك الأمر، ولكن الفنان الحقيقي تستطيع التعرف عليه من خلال أول كلمة ينطقها فتستطيع تمييزه عن باقي الفنانين وكذلك الألحان التي أختارها تناسب بجد شخصيتي الفنية وتختلف عن الآخرين، وهو حال كل فنان حقيقي.

* الغناء لمصر هل هو خطوة لكسب ود الجمهور المصري أم كانت بدافع العروبة؟

- الجمهور المصري جمهور واع جدا ويستطيع الحكم على الفنان من أول عمل له ولا يمكن لأحد أن يخدعه بأغنية ولكنها خطوة للوصول إلى قلوب جمهور ذواق وأنا أغني بأي لهجة عربية أخرى فأي مكان ينطق بالعربية هو بلدي.

* غناؤك لأهلي دبي هل كانت مصالحة للشعب الإماراتي بعد الهجوم الذي نالك لغنائك للمصريين؟

- وهل صار ينظر للفن على أنه نظريات دفاع وهجوم أو قبول ورفض، ومن قال بأنني تعرضت لهجوم في بلدي لأنني غنيت في مصر، وهل سمعت بفنان يصالح بلده وجمهوره وشعبه، لا على الإطلاق الموضوع جرى من باب المصادفات وليس له أي تحليل آخر بل ما ذكرته لم أسمع به من قبل وكما قلت: كل البلاد العربية بلدي وأعيش فرحتها فلماذا لا أعيشها مع بلدي الحقيقي.

* ما ردك على الفنانة السورية أصالة والتي نصحتك بالزواج من امرأة شامية؟

- أقول لها أمرك يا ست أصالة حينما يأتي النصيب لن أتأخر لحظة واحدة، ولكن كل هذا في علم الغيب.

* هل كنت محظوظا في بداية مشوارك الفني؟

- الحظ دون موهبة واجتهاد لا قيمة له.. كنت محظوظا بموهبة حباني الله إياها وأعطاني القدرة على استغلالها واستثمارها وأعطاني النجاح وحب الجمهور.. كلها نعم من الله أشكره عليها فلا مجال للحظ، إنما الاجتهاد هو المعول الوحيد للنجاح والحظ يلعب دوره في نجاح عمل أو عملين ولكن لا يمكن أن ينجح أحدهم بالحظ طوال عمره إنما هي فرصة ويجب على صاحبها استغلالها.

* قدم لك النجم محمد عبده أغنية في بداية مشوارك لماذا لم يستمر هذا التعاون؟

- فنان العرب محمد عبده اسم تشرفت بالتعاون معه ربما لم نلتق في الفن مرة ثانية ولكني ألتقي به دائما وأتمنى أن تجمعنا الأيام بعمل مشترك.

* ما تقييمك لحسين الجسمي الآن بعد طرح خمسة ألبومات؟

- هناك الكثير ينبغي أن يقدمه وأن يقوله...إنه يحتاج إلى الوقت الذي ينهض فيه بحجم تلك المسؤوليات الكبيرة والحب الذي يراه في عيون الناس.

* ماذا عن علاقتك الحالية بشركة «روتانا للإنتاج الفني»؟

- علاقتي بشركة «روتانا» ممتازة والحمد لله وأتمنى أن يستمر التعاون بيننا.