تونس: حمى «الكاستينغ» على الأعمال الرمضانية تتأجج

المطربون أبدوا رغبتهم في الدخول إلى غمار التمثيل والظهور على الشاشة الصغيرة

مشهد من مسلسل «صيد الريم» يجمع بين مواهب تونسية شابة ووجوه ذات خبرة («الشرق الأوسط»)
TT

ازدادت حدة المنافسة هذه الأيام بين الممثلين التونسيين على أداء الأدوار الرمضانية، كما ازدادت حركة المخرجين بحثا عن عمل تلفزيوني يبقى في الذاكرة، وتزايدت تبعا لذلك التصريحات الصحافية والتلفزيونية حول المشاركات في الأعمال التونسية المبرمجة خلال شهر رمضان القادم.

وقسم بعض المراقبين الممثلين و«تزاحمهم» على الأدوار الرمضانية التي غالبا ما تكون مفتاح الشهرة للكثير من الوجوه التي تحولت في فترة وجيزة إلى نجوم، إلى محظوظين ومحرومين، باعتبار أن البعض منهم أصحاب حظوة تتوالى عليهم الأدوار التلفزيونية ويتهافت عليهم المخرجون، والبعض الآخر لا يجد القبول اللازم على الرغم من أن عوامل الخبرة والتجربة لا يعوز الكثير منهم.

ولئن استحوذ فريق «شوفلي حل» التلفزيون التونسي على قناة «تونس 7»، لمواسم كثيرة وتميز الكثير من الأسماء بأدائه لأدوار هامة، والبعض منها ثانوي، ولكن الظهور خلال تلك الفترة مهم للغاية، فإن الأسماء الجديدة القادمة على مهل تسعى بكل الوسائل إلى الحصول ولو على قطعة صغيرة من الكعكة الرمضانية الكبرى.

ولا تقتصر عمليات الجري وراء المشاركات الرمضانية على الممثلين بل شملت كذلك المخرجين التلفزيونيين الذين يحاولون بوسائل عدة الحصول على فرصة إخراج أعمال تلفزيونية تكون حديث التونسيين لمدة أشهر.

وفسر بعض الممثلين هذا التهافت بقلة الإنتاج التلفزيوني طوال السنة، فالممثل التونسي صالح الجدي الذي كانت له إطلالة من خلال مسلسل «عاشق السراب» الذي عرض خلال رمضان الماضي، أجاب عن سؤال حول عدم تقدمه إلى أي «كاستينغ» خلال الفترة الماضية، بأن المخرجين يعرفون جيدا إمكانياته.

وأضاف: «كم من دور تسلمته في الدقائق الأخيرة قبل تصوير المسلسلات».. أما بالنسبة لخاتم بلحاج مؤلف سيتكوم «شوفلي حل» فقد انتقل بعد أكثر من 6 مواسم إلى «دار الخلاعة» المسلسل الجديد المبرمج خلال رمضان القادم، فقد أكد أن الاختيار سيتم على نصف الممثلين من الأسماء المغمورة لتكون بالتساوي مع الوجوه المشهورة، وأكد أيضا أن التركيز على خريجي المعهد الأعلى للمسرح وغايته في ذلك اكتشاف مواهب جديدة.. وقال من ناحية أخرى، إن الإقبال على الكاستينغ كان قياسيا وشهد مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية من العامل البسيط إلى ربات البيوت وشمل الأمر بعض الإطارات البنكية.

وينتظر أن تشهد الأعمال التلفزيونية الرمضانية دخول جيل جديد من المخرجين التلفزيونيين على غرار المخرج معز بلحسن الذي سيخرج سلسلة كوميدية تحمل عنوان «مفتاح في دقيقة»، كما سيخرج نعيم بن رحومة مسلسل «المتاهة» للكاتب التونسي محمد حيزي، أما بالنسبة لسيتكوم «دار الخلاعة» فسيقوم بإخراجه نبيل بالسيدة وأحمد رجب وهما من المخرجين الشبان. واختار الكوميدي نصر الدين بن مختار التعامل مع قناة «حنبعل» الخاصة، وقد حقق الكثير من النجاحات خلال السنوات الماضية وينتظر أن يقدم سلسلة «الكابوس» خلال رمضان القادم.

ويسعى كثير من المخرجين إلى البحث عن وجوه جديدة حتى لا تقع الأعمال الرمضانية في دوامة التكرار والروتين باعتمادها على نفس الوجوه لمدة طويلة. وتمكنت إدارة قناة «تونس 7» الحكومية من التخلي عن مخرجين واصلا العمل التلفزيوني الرمضاني لمواسم، وهما: الحبيب المسلماني، وصلاح الدين الصيد، وذلك في إطار التجديد والبحث عن مخرجين جدد.

ودعا بعض النقاد المشرفين على الأعمال التلفزيونية إلى إعادة بعض الوجوه التلفزيونية المعروفة بإبداعها وتميزها على غرار حسين المحنوش في مسلسل «الدوار» الذي عرف نجاحا كبيرا، كما دعوا إلى الاعتماد على بعض الفنانين الذين خاضوا تجربة التمثيل بنجاح.

وعبر المطربون التونسيون بدورهم عن رغبتهم في الدخول إلى غمار التمثيل والظهور على الشاشة الصغيرة، وتضم قائمة المرشحين محمد الجبالي ومنيرة حمدي وصفوة وسعاد محاسن وعلياء بلعيد ونجاة عطية، وهو ما يجعل التنافس على أشده للفوز بدور تلفزيوني في فضاء محدود الإنتاج والإمكانيات ولا يتنفس قليلا لا بحلول البرمجة الرمضانية التي تضمن نسبا عالية من المشاهدة وتجعل المنتجين يعولون على عمليات الإشهار التي تغطي أجزاء هامة من كلفة الإنتاج.