غادة بشور: تركت الرقص الشرقي في أوج شهرتي.. وسأرقص في أي عمل تلفزيوني

الفنانة السورية لـ «الشرق الأوسط»: لا أنتمي إلى أي شلة فنية.. والدراما المدبلجة ظاهرة جميلة

الفنانة السورية غادة بشور في مسلسل «ضيعة ضايعة» («الشرق الأوسط»)
TT

انطلقت في الثمانينات من باب الرقص الشرقي فكانت الراقصة السورية الأولى، وبرزت في «فرقة أمية للفنون الشعبية»، وفي التسعينات تحولت للتمثيل فأدت أدوارا مهمة في أعمال اجتماعية معاصرة وفي الأعمال الكوميدية، وبشكل أقل في الأعمال التاريخية، وجسدت شخصية المرأة القوية المسيطرة على الرجل في الكثير من الأعمال التلفزيونية، كما جسدت شخصية الداية الشعبية في أعمال البيئة الشامية، ومنها مسلسل «بيت جدي»، وكانت حاضرة في أعمال البيئة الساحلية، وهي ابنة هذه البيئة، حيث جسدت شخصية زوجة المختار في المسلسل الكوميدي «ضيعة ضايعة»، وشاركت في «رياح الخماسين»، كما تستعد حاليا لتصوير أدوارها للموسم الحالي في أعمال بيئية واجتماعية معاصرة وفي عمل تلفزيوني مصري. إنها الفنانة السورية غادة بشور، التي التقتها «الشرق الأوسط» في دمشق، فكان الحوار التالي:

* هناك أعمال كثيرة تشاركين فيها في الموسم الدرامي الحالي، ومنها خارج سورية، ما هذه الأعمال والشخصيات التي تجسدينها فيها؟

- صورت دوري في مسلسل «لعنة الطين» مع المخرج أحمد إبراهيم الأحمد، وهو من البيئة الساحلية وأجسد فيه سيدة أعمال على الطريقة الريفية تدعى أم شادي حيث تمتلك محلا في القرية وتتعرض للسرقة وتستدين المال، كذلك صورت دوري في مسلسلين مع المخرجة رشا شربتجي، وهما «تخت شرقي» و«أسعد الوراق» الذي ينتمي إلى البيئة الشامية، كما أستعد لتصوير دوري في المسلسل الكوميدي «ملك التاكسي» مع الفنان سامر المصري والمخرج زهير قنوع، وهناك مشاركات لي في الجزء السابع من «بقعة ضوء» وفي «الصندوق الأسود» وفي أعمال أخرى. وشاركت في الجزء الثاني من مسلسل «ضيعة ضايعة» وفي مسلسل «أبو خليل القباني»، وهناك مشاركة لي في مصر، حيث أصور دوري في المسلسل المصري «أزواج الحاجة زهرة» وأجسد فيه شخصية زوجة شامية وهي الزوجة الثانية للشخصية التي يؤديها في العمل الفنان المصري حسن يوسف، الذي تزوج من مصرية.

* كنت من الشخصيات الرئيسية في مسلسل «ضيعة ضايعة» وعلى الرغم من بساطته حقق نجاحا ومشاهدة واسعة، ما الأسباب في رأيك؟

- في رأيي أن نجاح هذا العمل يعود إلى الروح الجماعية التي عمل من خلالها جميع طاقمه التمثيلي والفني بقيادة المايسترو الليث حجو مخرج العمل، كما أن لهجة العمل على الرغم من المراهنة على أنها قد لا تصل إلى الجمهور ولكن ما حصل أن الجمهور أحبها بل وصار الشباب يرددون عباراتها، كما أن إجادة اللهجة من قبل الممثلين ومعظمهم ينتمون إلى البيئة الساحلية ساعدت على نجاحه، والحكاية البسيطة التي يقدمها والمناظر الجميلة التي دارت فيها الكاميرا والراحة النفسية التي كنا جميعا نعيشها أثناء تصوير العمل أسباب إضافية لنجاحه.

* كذلك جسدت شخصية الداية بهيجة في «بيت جدي»، وجسدت الدور نفسه الفنانة هدى شعراوي في «باب الحارة»، كيف تنظرين إلى تجربتكما في تقديم هذه الشخصية النسائية التي كانت تعتبر أم جميع أبناء الحارة الدمشقية؟

- أنا تعلمت من الفنانة هدى شعراوي الكثير وأحترمها جدا ولكن وعلى الرغم من أن الشخصيتين للداية البلدية فإن هناك اختلافا في تقديمي للشخصية عن تلك التي قدمتها الفنانة هدى، حيث أعطيتها شيئا من الكوميديا من دون قصد.

* ما أحب الأدوار إلى نفسك التي ما زالت مترسخة فيك ولدى الجمهور؟

- أنا أحببت دوري في مسلسل «أبو الهنا» وما زال الكثير من الناس ينادونني في الشارع باسم هذه الشخصية ويقولون لي: «يعدمني ياك يا زهور»، وكذلك أحب شخصيتي في مسلسل «حارة الجوري»، حيث جسدت فيه شخصية داية بلدية أيضا، وهي أم فوزي، وكانت تلعب دور الخاطبة ومختارة الحارة، ولكن بشكل مختلف وأحب دوري في مسلسل «أشواك ناعمة»، حيث كان شخصية أم سعدى.

* هل حصل معك موقف طريف ومع إحدى الشخصيات التي جسدتيها على الشاشة؟

- حصل معي الكثير من المواقف الطريفة، خاصة أن البعض كان يصدق أنني خاطبة فيستوقفني بعض الشباب في الشارع ويطلبون مني أن أختار لهم عروسا!.. فأضحك وأقول لهم لست خاطبة، هذا تمثيل فقط. وأوقفني قبل فترة شخص كان مستعجلا وقال لي الحمد لله وللصدفة أنني وجدتك في الشارع، قلت له خيرا، فأجاب ألست الداية بهيجة؟ نحتاج إلى مساعدتك فزوجتي على وشك الولادة ولا أعرف ماذا أفعل ريثما أنقلها إلى المشفى!

* ما أسباب نجاح أعمال البيئة الشامية في رأيك؟

- الأسباب معروفة، من حيث بساطتها والحكاية الجميلة التي تقدمها والعودة إلى التراث، ولكن علينا أن نحافظ عليها كممثلين بشكل خاص ولا نعتبرها فورة وظاهرة فقط وستنتهي، حيث يجب أن نقدم كل عام عملا أو عملين من البيئة الشامية ومن يقول إنها وقعت في مطب التكرار فأنا لست معه فلم تصل هذه الأعمال إلى مرحلة التشابه واجترار الأفكار نفسها، خذ مثلا «باب الحارة» عرض منه حتى الآن أربعة أجزاء وكل جزء فيه قصص وحكايات متنوعة على الرغم من استمراريته، ولكن في كل جزء نرى أحداثا جديدة.

* أنت لم تشاركي في «باب الحارة»؟

- لا ولم أدع للمشاركة فيه.

* أنت مطلوبة لدى معظم المخرجين، ولمختلف الأعمال، لماذا؟

- الحمد لله هذا يؤكد أنني كفنانة يجب علي أن أجيد مختلف الشخصيات والأدوار ولمختلف البيئات واللهجات وأفرح عندما تعرض علي أعمال جديدة بلهجات جديدة، لأن هذا يشكل حافزا جديدا لي وتعميقا لتجربتي الفنية، والمخرجون يرون في أنني أستطيع تقديم مختلف الشخصيات والأدوار ولذلك يقدمون لي الأدوار، وأود أن أؤكد لك هنا أنني لا أنتمي إلى أي شلة فنية ومعظم المخرجين السوريين والمنتجين عملت معهم على الأقل عملا أو عملين على الرغم من أن الشللية موجودة ولكن لم أفكر فيها مطلقا ولا تعنيني أبدا.

* يلاحظ أن معظم أدوارك هي المرأة القوية المتسلطة، لماذا؟

- لا. ليس في كل المسلسلات التي شاركت فيها وحتى في الأعمال التي جسدت فيها امرأة قوية يكون الهدف منها هو الدفاع عن أسرتها وعن حقوقها أو عن الناس المظلومين كحالة إنسانية وليس فقط أنها قوية كطبيعة خاصة بها، ولعلمك فأنا في البيت والحياة العامة امرأة هادئة جدا وطيبة ولكن في حال تعرضي إلى موقف معاد لي فبالتأكيد سأدافع عن نفسي، وهذا أمر طبيعي.

* أتيت من عالم الرقص الشرقي، لماذا اخترت التمثيل؟

- كنت في بداية حياتي الفنية عضوة في «فرقة أمية للرقص الشعبي» التابعة لوزارة الثقافة وكنت راقصة فنون شعبية وفي أحد عروضها كان علي أن أرقص وحدي ففعلت ولاقى ذلك استحسان الجمهور في أثنائه وبعدها تحولت للرقص الشرقي في الحفلات والأعراس وفي المحلات العائلية الراقية وكنت الراقصة الوحيدة والأولى في سورية وأعتز بتلك المرحلة ولم أترك الرقص إلا بعد أن لاحظت أن العمر لم يعد يساعدني في الاستمرارية على الرغم من أنني كنت في مرحلة الأوج في مجال الرقص الشرقي، فالرقص الشرقي يتوقف عند سن معينة ولذلك اتجهت إلى التمثيل، وهو يدخل أيضا ضمن اهتماماتي في بداياتي الفنية، وحتى الآن إذا طلب مني أن أرقص في مسلسل تلفزيوني فأقوم بذلك لكونه يخدم الدور وهذا ما فعلته في مسلسل «أيامنا الحلوة» مثلا، وكان المسرح الجاذب لي أيضا فقدمت عشرات العروض المسرحية ومع معظم الفرق السورية الخاصة التي تقدم المسرح الشعبي، وليس التجاري كما يطلق عليه البعض.

* هل شاركت في الأعمال المدبلجة؟

- لا. لم أشارك على الرغم من أنه وجهت إلي دعوات للمشاركة فيها واعتذرت لأنني لا أجد نفسي في مثل هذه الأعمال ولا يوجد لدي وقت للمشاركة فيها، وفي رأيي، الأعمال المدبلجة ظاهرة جميلة ولست ضدها، ومن يقول إنها أثرت على الدراما السورية فأنا لست معه، فلا يوجد شيء يؤثر على شيء.

* ما رأيك في واقع أجور الفنانين السوريين وأجرك أنت؟

- الحمد لله، فأنا أقول عن أجري دائما إنني راضية وغير راضية في الوقت نفسه، لأنه يمكن أن تكون أجوري أفضل مما يقدم لي حاليا، والمهم هنا هو العمل الدائم وتكريم الناس لي، فكلمة إعجاب من الناس في الشارع هي أكبر أجر لي، وكذلك فإن تكريم بعض الجهات المعنية لي أمر جميل يعوض قليلا عن موضوع الأجور.