ديمة بياعة: المشاركة في الدراما المصرية ليست فرصة

الفنانة السورية لـ «الشرق الأوسط» : «صبايا» قدم نموذجا للفتاة الناضجة

TT

يتابعها المشاهد حاليا في المسلسل الكوميدي الاجتماعي «صبايا» من خلال شخصية الصبية الهادئة الحالمة والعاشقة «نور» وكذلك يتابعها في مسلسل «أسعد الوراق» مع المخرجة رشا شربتجي بشخصية «معزز» ابنة عدنان بك الحارة، كما سيشاهدها الجمهور في المسلسل البدوي أبواب الغيم مع المخرج حاتم علي وذلك بدءا من الحلقة السادسة عشرة من المسلسل وحتى الحلقة الأخيرة منه، وخلال مسيرتها الفنية قدمت الكثير من الأدوار والشخصيات في مسلسلات غلب عليها النمط الاجتماعي المعاصر، حيث تألقت من خلال هذه الأعمال، وهي الفتاة الناعمة ذات الحضور المميز والتألق الدائم، إنها الفنانة السورية الشابة، ديمة بياعة، التي التقتها «الشرق الأوسط» في دمشق، وكان الحوار التالي:

* كيف تنظرين إلى مسلسلكم «صبايا» وإنجاز الجزء الثاني منه رغم ما وجه إلى الجزء الأول من انتقادات؟

- من المعروف أن الجزء الأول من «صبايا» تقبله الجمهور وأحبه الناس، بينما رفضه النقاد من خلال كتاباتهم في وقتها ولكن استطاع «صبايا» أن يخلق حالة فريدة نوعا ما في الدراما السورية من خلال هذا التباين والتناقض ما بين آراء الجمهور وآراء النقاد، والسبب - في رأيي - أن «صبايا» أول عمل تلفزيوني من بطولة 5 ممثلات، والعنصر النسائي هو الأساس في العمل، وهن يسكن في منزل واحد، وهذا الأمر قد لا يتقبله البعض وقد ينظر إليه على أنه عمل مائع، ولكن عندما عرض العمل وقدم حكاية بنات يسكن في شقة واحدة مستأجرة ومحترمة حيث جئن من مناطق سورية مختلفة، وقد لا يسكن في مدينة جامعية، وهذا أمر طبيعي ويحصل باستمرار، فتقبله الجمهور، وفي رأيي إن هذا العمل يقدم نموذج الفتاة التي يمكن الاعتماد عليها في هذا المجتمع، والتي تعتمد على نفسها وتعمل عملا شريفا دون اللجوء إلى أساليب مرفوضة من قبل المجتمع، كما أن الجميل في مسلسل «صبايا» أنه لخص الصداقة بمعناها الحقيقي التي نفتقر إليها في العصر الحالي، كما أن البعض من النقاد انتقد أننا في «صبايا» سنقدم عملا كوميديا قائما على شخصيات معينة، كما هو الحال في «بقعة ضوء» مثلا، ففوجئ هؤلاء عند عرض الجزء الأول أن «صبايا» ليس كوميديا كما اعتقدوا ولا يمكن أن نطلق عليه الأسماء التي درج البعض على إطلاقها عليه قبل عرضه، ومنها أنه كوميدي خفيف، واجتماعي بسيط، وفي رأيي أنه عمل درامي أخذ من كل المصطلحات، وليس معنى ذلك أنه عمل من دون هوية، بل هو عمل فيه الكوميديا والاجتماعي المعاصر وحتى فيه الدراما من خلال بعض حلقاته التي تخصني عندما يتركني خطيبي ويخونني وأبكي في العمل، في الجزء الأول، وكذلك في كثير من حلقات الجزء الثاني أيضا.

* البعض انتقد «صبايا» من منطلق خصوصيته الأنثوية فقط وقال إن معنى ذلك قد نشاهد أعمالا مثل «شباب» مثلا بطولته من الشباب الذكور فقط؟

- نحن لدينا شباب ذكور في العمل، وفي رأيي لا يوجد مانع أن نشاهد عملا تلفزيونيا من بطولة الشباب فقط، ويقدم حكاياهم، وهذا حصل سابقا، ولكن ليس مثل عملنا من النمط المتصل المنفصل، وكان من كتابة ريم حنا وأخذ اسم «أحلام كبيرة» وتحدث عن ثلاثة شباب أشقاء، ويبقى عملنا مميزا من ناحية بطولته الأنثوية المطلقة ووجود ضيوف من الشباب.

* البعض قال إن جمال بطلات العمل هو الذي جعله قريبا من الجمهور لا حكايته الدرامية..

- أنا أشكر من قال ذلك وجاملنا في ذلك، وفي رأيي أن كل ممثلة في العمل تمتلك شكلا خاصا وكاريزما معينة، وأنا مثلا لا أرى نفسي بنتا جميلة وإنما شكلي موجود في المجتمع وليس باهرا، ولذلك لست مع من قال ذلك وهذا ظلم في حق مسلسل «صبايا»، لأنه عند اختيار الممثلات اعتمد القائمون على العمل اختيار ما يناسب الشخصية الموضوعة في النص، ولكن في كل عمل يعتمد على الصبايا مباشرة نقول إنه سيعتمد على جمالهن لإيصال العمل إلى الجمهور. وأذكر هنا أنه عندما عرضت علي شخصية نور في الجزء الأول اعتذرت من منطلق أنني لا أشارك سوى بعمل واحد في الموسم الدرامي، ولكن قالوا اقرئي النص وبعد ذلك قرري الاعتذار أو المشاركة، خصوصا أن الكاتبة والمخرج يرغبان في مشاركتي، وإنني مناسبة لشخصية نور، وبالفعل قرأت النص ورأيت أن نور فيها شيء من شخصيتي الحقيقية فقررت المشاركة فيه.

* هناك من الممثلات من رغبت في المشاركة في الجزء الثاني من العمل لنجاح الجزء الأول.. هل هذا صحيح؟

- لا أدري، ولكن أتمنى لو يتسع العمل لمشارك الكثير من الممثلات وأن يكون هناك 12 صبية لا خمس صبايا فقط، ومن الممكن أن يحصل ذلك مثلا في الأجزاء المقبلة، فكما سمعت، إن قناة فضائية مشهورة طلبت تصوير جزء ثالث وحتى رابع من مسلسل «صبايا»، وهذا يدل على نجاح العمل وأنه عمل لذيذ ومشاهد بشكل واسع من الناس.

* كيف استطعت التوفيق بين ثلاثة أعمال بلهجات مختلفة في موسم درامي واحد؟

- بالنسبة لمسلسل «صبايا» كانت اللهجة عادية، ولكن أحببت المشاركة في «أسعد الوراق» كونه يضيف لتجربتي الفنية، وهو باللهجة الشامية وأول عمل من البيئة الشامية أشارك فيه، أما بالنسبة لمسلسل «أبواب الغيم» وهو باللهجة البدوية ولم أكن أنوي المشاركة فيه، ولكن وجود مخرج مثل حاتم علي في عمل تلفزيوني لا يمكن لأي ممثل إلا أن يوافق على المشاركة فيه، ودون أي شروط، كذلك كونه أول عمل لي باللهجة البدوية.. ولذلك كان دائما الهاجس عندي أن أشارك في كل أطياف وألوان الدراما حتى لا أقول بيني وبين نفسي: لماذا لم أشارك في هذا العمل البيئي أو ذلك العمل البدوي؟ وقد عرض علي في السابق المشاركة في أعمال شامية ولكن اعتذرت، لأنني لم أكن أجد نفسي في هذه الأعمال، حتى عرض علي نص «أسعد الوراق»، وهو نص جميل جدا ووجود كادر مريح وممتاز في العمل جعلني أوافق على المشاركة فيه. واعتذاري أيضا جاء من أنني ومنذ بداية عملي الفني قررت ألا أشارك إلا في عمل واحد أو عملين على الأكثر في العام. وهذا العام اعتذرت عن المشاركة في أعمال كثيرة بسبب ضيق الوقت والجهد الذي أبذله في الشخصيات التي أؤديها، ولذلك أرى أنه من الأفضل التركيز على عمل واحد أو عملين فقط.

* هل تنوين المشاركة في أعمال خارج سورية؟

- لا، فأنا دعيت للمشاركة في أعمال مصرية، ومنها مسلسل «ابن الأرندلي»، ولكن اعتذرت لعدة أسباب، ومنها أن هناك أولويات لدي تضغط على كل شيء ومنها أعمال المنزل ورعاية ولدي الصغيرين وهما بعمر 4 سنوات وسنتين (ورد وفهد) ويجب أن أكون بجانبهما وأشعر بمسؤولية كبيرة تجاههما.

* ولكن اعتذارك عن المشاركة في الدراما المصرية ضيع عليك فرصة.. أليس كذلك؟

- لا أنا لا أعتبرها فرصة، وإنما تبادل ثقافات، فالفنان السوري يغني العمل المصري وكذلك الحال عندما يأتي ممثل مصري كضيف في عمل سوري فهو يغني هذا العمل، ولذلك هناك تنوع جميل، والجميل أيضا أن يكون هناك ممثل مغربي أو جزائري في عمل سوري.

* هل لديك مشاركات في الدراما المدبلجة؟ وما رأيك فيها؟

- نعم شاركت في أعمال مدبلجة، وهي فرصة لتعميق تجربة الفنان العملية والتقنية من خلال سماع صوته ومشكلاته وكيف يمكن أن ويحلها وأن ينوع، وسابقا كنا ندبلج الأفلام الكرتون ومن المعروف أن السوريين والعراقيين أفضل من دبلجوا، ولذلك لا أرفضها وأعتبرها نمطا فنيا أكاديميا وتجربة جديدة جميل أن يخوضها الفنان، وموجة قد تستمر لسنوات وعلى الجميع احترامها وليس خطأ أن يدبلج مسلسل أو فيلم والأتراك قريبين منا كعرب، بينما الأعمال الأخرى لا تنجح دبلجتها بسبب وجود تقطيعات كثيرة فيها، وأنا لست مع من يقول إن الدراما المدبلجة التركية أثرت على الدراما السورية أو على الممثل السوري، وأتساءل هنا كيف أثرت فنحن كممثلين ما زلنا نعمل، وإذا كان هناك تقصير في الأعمال السورية فيعود إلى الجهات الإنتاجية لا للدراما المدبلجة، ولا يجوز أن نرمي أعباءنا على غيرنا، والعمل التركي المدبلج أوجد فرص عمل لفنانين لم يكونوا يعملون في الدراما ولم يطلبوا للعمل فيها أو لا يرغبون هم في العمل فيها، حيث استفادوا ماديا كما استفادت الجهات الإنتاجية من أصواتهم، وفي رأيي أن من حق المحطات الفضائية أن تعرض ما تراه مناسبا لها ويدر عليها ربحا جيدا، وهناك من فكر في الدراما السورية أن ينفذ أعمالا تلفزيونية درامية طويلة على مدى 200 حلقة تلفزيونية مثل «رجال مطلوبون»، وهذا تلبية لرغبات الجمهور الذي يبدو أنه يحب الأعمال الطويلة، والبعض ينزعج عندما ينتهي العمل في الحلقة الثلاثين، ولذلك ليس خطأ أن نتجه لإنتاج الأعمال الطويلة.

* هل لديك خطوط حمراء في قبول أو رفض الدور؟

- طبعا.. هناك خطوط حمراء، وبشكل عام لا يوجد لدينا في الدراما السورية أدوار إثارة وتعرٍّ، وأنا أحترم هذه الخطوط، وأشعر هنا أننا نستطيع التعبير عن أي شيء نريده بعيدا عن الإثارة، خصوصا أن التلفزيون يدخل كل البيوت وأنزعج عندما أسمع مثلا أبا يجلس مع أبنائه يطفئ جهاز التلفزيون لوجود مشاهد مثيرة في عمل يعرض في وقتها.

* وما رأيك في مقولة عودة «الشللية» إلى الدراما السورية؟

- لا أرى أن هناك شللية، ولكن البعض ممن لا يعمل بشكل كبير في الدراما يقول إن هناك شللية، وإذا شارك أحدهم في أكثر من عمل وأحبه المخرج فيقول نعم للشللية، ولكن ليس خطأ أن تكون هناك مجموعة مع المخرج يفهم عليها وتتفاهم معه وهذا لمصلحة العمل، حيث يكون هناك انسجام بين أسرة العمل ولا يوجد توتر مطلقا بينهم.

* كيف هي علاقتك مع زوجك الفنان تيم حسن؟ وهل هناك أعمال مشتركة؟

- العلاقة ممتازة والحمد لله، وفي الموسم الحالي هناك عمل مشترك بيننا وهو مسلسل «أسعد الوراق»، وجميل أن نوجد معا في عمل واحد.

* هل لديك هوايات فنية أخرى؟

- نعم.. فأنا أعشق التصميم، من تصميم الملابس وحتى المجوهرات، وأفكر أن أقدم عرضا خاصا بي، ولكن بعد أن يكبر ولداي قليلا، وعادة أنا أصمم كل ملابسي والإكسسوارات في الأعمال التلفزيونية التي أشارك فيها. كما أحب حضور الأفلام السينمائية والسباحة.