يبدو أن محاولات حمد ناصر، مذيع «إم بي سي إف إم»، لم تفلح في إخفاء عبرته التي كانت تظهر أمام الجمهور والمستمعين بين الحين والآخر. رحلة ناصر عبر الأثير مع بداية إطلالة شهر رمضان كانت شاقة، لم يكن يتوقعها - على حد قوله - فعلا لأنه ليس برنامجا فنيا أو رياضيا أو برنامجا يقدم إهداءات الأغاني للعشاق البائسين من هجر عشيقهم، وربما أقصى طموحهم أن يعود ذلك العشيق الهارب إليهم.
لكن برنامج حمد ناصر «الناس للناس» غير في القائمين على إدارة القنوات والإذاعات معادلات عدة، وغير مفاهيمهم، وأثبت أن الجوانب الإنسانية لها نجاحات مختلفة وطعما آخر. آلاف الاتصالات والحالات الحزينة يستقبلها هذا البرنامج يوميا على الهواء مباشرة. مشكلات عدة ظهرت في الأفق وحكايات مأساوية، ما إن تظهر مشكلة إلا ويأتي فاعل خير ليحلها. ربما المستمعون لم ينسوا تلك المرأة التي كانت تقول لا أريد شيئا سوى خروج زوجي من السجن وسأعيش معه وأبنائي حتى ولو في غرفة واحدة، وكانت تجهش بالبكاء. حمد بصوته الدافئ الشجي الحزين اكتفى بالقول «إن شاء الله يكون زوجك معكم في العيد».. وربما مقولة «الدنيا لسه بخير» ثبتت صحتها، حيث لم تنه تلك المرأة يومها إلا وتدخل «فاعل خير» وسدد دين الزوج وتم إطلاق سراحه، فيما ظهرت الزوجة وزوجها أول من أمس في برنامج «الناس للناس» ليقدما شكرهما ومحبتهما للبرنامج والقائمين عليه وشبكة «إم بي سي». وتم معالجة حالات عدة في البرنامج، ومنهم من يشكون من مشكلات صحية، ويتم علاجهم الآن في المستشفيات السعودية بعد ظهورهم عبر أثير الإذاعة.
قال حمد ناصر لـ«الشرق الأوسط»: «إن البرنامج يستقبل أكثر من 200 حالة يوميا، وأسسنا موقعا خاصا للبرنامج عبر الإنترنت، لاستقبال الحالات عبر الموقع الإلكتروني، حيث يتسنى لأصحاب الخير المساعدة أيضا بشكل مستمر». وعن النجاح والحضور المميز لبرنامج «الناس للناس» وأنه أخذ صيتا في المجالس السعودية ومساحات واسعة في الصحافة السعودية المحلية وغيرها، كما أنه نافس بعض البرامج الفضائية، أضاف ناصر قائلا: «الحمد لله، نحن قدمنا برنامجا إنسانيا قبل كل شيء نساعد به الناس في هذا الشهر الكريم، لم نفكر في المنافسة، وإنما كان تفكيرنا الأهم هو تقديم برنامج اجتماعي نخفف من خلاله عن هموم الناس ومشاركتهم مشكلاتهم، وهناك رجال وسيدات كثر من أصحاب الخير يتصلون يوميا على المحطة للمساعدة دون الإعلان عن أسمائهم».
وحمد ناصر من المذيعين المميزين في الإذاعة، وأصبح مسؤولا للمحطة بعد انتقالها من لندن إلى دبي. ويعتبر واحدا من رواد الإذاعة حين انطلقت في منتصف التسعينات الميلادية. وستكون آخر حلقات برنامج «الناس للناس» في السابع والعشرين من شهر رمضان الحالي.