الحرب الأفغانية حاضرة فيه.. و«البجعة السوداء» يفتتح المسابقة

«الشرق الأوسط» تشارك في افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

TT

هناك عدد كبير من النقاد السينمائيين العرب وحول العالم الذين يودن لو كانوا هنا في فينيسيا، وذلك بصرف النظر عما سيكون رأي الواحد منهم مع نهاية المهرجان.

بالنسبة إلى الكُتّاب بالعربية من المشتغلين في الهم النقدي وتحليل الصورة والمضمون، فإن الموانع في الغالب مادية.

المهرجانات اليوم أعلى كلفة مما كانت عليه لخمس عشرة سنة سابقة. حتى حينها كان المرء بحاجة إلى «جيوب عميقة» كما يقولون لكي يؤم المهرجانات، لكن كان هناك عدد أكبر من الصحف العربية التي كانت، حتى ذلك الحين، ترغب في الوجود بدورها لأسباب أهمها تأمين تلك الفئة من القراء التي تحب الاطلاع على المهرجانات الكبيرة وما يدور فيها وما يعرض على شاشاتها، واعتزازا بأن ناقدها المبعث من قبلها إلى المهرجان سينطق باسمها وسيخصصها بما يميزها عن تلك المقالات والأخبار التي توزعها وسائل الإعلام للمشتركين في خدماتها. عاما بعد عام يقل عدد النقاد الموجودين في مهرجان فينيسيا.

كانت هناك سنوات تجد في محيطه كتابا من المغرب وتونس والجزائر ومصر ولبنان وسورية والكويت والأردن، هذا بالإضافة إلى رهط من النقاد العرب الذين يعيشون في أوروبا. لكن ذلك تغير وتغير بصمت وحزن ينسل تحت سطح الماء كما لو كان تيارا مائيا أخف وزنا.. طبعا، مع ارتفاع سعر كل شيء بما في ذلك الطعام والفنادق والطيران وكل أداة أو ضرورة يستخدمها المرء في حياته اليوم، ليس كل ذلك غريبا، كما أنه ليس كل ذلك عيبا. المرء يحمد الله على أن هناك صحافة على قدر من الاحتراف والجدية المهنية بحيث تعمد إلى فعل الشيء الصحيح في كل مجال، وهذا المجال من بينها.

ما هو مثير للدهشة موقف بعض النقاد من المهرجانات التي لا يحضرونها. ليسوا كثرا، لكنهم موجودون، وحين لا يؤمون مهرجانا ما فإنهم يرسلون الحجارة كمندوبين. لكن كما قال الناقد البريطاني ديريك ألي حين كان لا يزال يكتب لمجلة «فاراياتي» ذات مرة «إذا كنت تحب السينما تحضر على الأقل واحدا من مهرجاناتها الكبيرة».