مجهول ينتحل شخصية مدير «روتانا» ويعلن حاجة الشركة لمذيعين ومذيعات

سالم الهندي ينفي.. والمنتحل: الصورة الشخصية من شروطي

صورة سالم الهندي الأصلية على «الفيس بوك»
TT

يبدو أن مسلسل انتحال الشخصية لن ينتهي. فبعد انتحال شخصيات نجوم الفن عبر صفحات «الفيس بوك» وإحراجهم أمام محبيهم، ابتدع مجهول أسلوبا جديدا في الانتحال وأعلن حاجة شبكة «روتانا» لمذيعين ومذيعات، مشترطا إرسال السيرة الذاتية والصورة الشخصية للمتقدمين والمتقدمات، وهو الأمر الذي راح ضحيته عدد من الفتيات اللاتي قدمن سيرتهن الذاتية وصورهن الشخصية. رغبة في الالتحاق بوظائف في شركة «روتانا» وأيضا «إذاعة روتانا إف إم» التي ستنطلق قريبا. والمضحك في الأمر، أن هناك من يعمل في المجال الإعلامي قدموا سيرتهم الذاتية وصورهم على إيميل ذلك المنتحل لربما يحظون في العمل في شبكة «روتانا» التلفزيونية والإذاعية.

سالم الهندي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، حذر من التعاطي مع منتحل شخصيته على الموقع التفاعلي على شبكة الإنترنت ونفى وجود أي إعلان لشبكة قنوات «روتانا» والحاجة لمذيعين. والمتتبع لقائمة أصدقاء «مدير روتانا (المزيف)»، يشاهد الكم من الإعلاميين والفنانين المعروفين الذين أوهمهم منتحل شخصية الهندي بعدد من الصور وبعض المقاطع التلفزيونية له وتجاوز ذلك بدعوة الجميع، للمشاركة في وضع الآراء والاقتراحات لتطوير القناة، فيما تسابق الكثير من الفتيان والشباب الموهوبين والباحثين عن الشهرة في إرسال المقاطع الصوتية والمصورة للفت انتباه المدير الوهمي إليهم.

ولم يكن سالم الهندي المتضرر الوحيد عبر صفحات «الفيس بوك» من قبل المجهولين المزورين الذين يستغلون الشعبية الكبيرة التي يحظى بها المشاهير للوصول إلى مبتغاهم، فقد كشفت «الشرق الأوسط» في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي عددا من الصفحات المنسوبة إلى عدد من الفنانين، منهم ناصر القصبي، وراشد الماجد وأصيل أبو بكر.

وتفنن المنتحلون في وضع الصور والمقاطع للفنانين والتواصل مع المعجبين وإرسال الصور الشخصية لهم، والرد على الأسئلة والاستفسارات، إلا أن الفارق الكبير الذي أحدثه منتحل شخصية الهندي هذه المرة، أنه قدم فرصا وظيفية واستطاع بحيلته الحصول على معلومات وصور شخصية لعدد من الفتيان والشباب المتحمسين، وهو ما وصفه المحامي ماجد قاروب رئيس اللجنة الوطنية للمحامين في مجلس الغرف السعودية، بالجريمة المعلوماتية التي عرفها بالاعتداء على خصوصية أي شخص في المعلومات والبيانات الشخصية الخاصة من قبل شخص آخر. وبين قاروب تفاوت العقوبات لهذه الجرائم وقد تصل إلى السجن من 5 إلى 10 سنوات والغرامة قد تصل إلى مليون ريال وفقا لنظام الجرائم المعلوماتية. وأضاف «فيما يخص القضية المذكورة يحق للأطراف المتضررة سواء من انتحلت شخصيته أو من قام بإرسال بياناته الشخصية بمقاضاة الشخص المدعي والمطالبة بالتعويض وتطبيق الإحكام على المتهم وفق النظام».

وهنا علق الملازم أول نواف البوق مساعد الناطق الإعلامي بشرطة جدة، أن «ما قام به الشخص المنتحل يصنف ضمن الجرائم الإلكترونية ولكن على شريطة أن يتقدم المتضرر ببلاغ رسمي لأي مركز شرطة».

وأشار إلى أن شرطة جدة نظرت خلال الفترة الماضية في عدد من الجرائم المعلوماتية وتم القبض على عدد من الجناة بواسطة فريق بحث إلكتروني متخصص وقال: «99 في المائة من عمليات البحث الجنائي بشرطة جدة تتم إلكترونيا» وكان مسؤول رفيع المستوى في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، أكد أن «الهيئة نظرت نحو 7 آلاف قضية جرائم معلوماتية في السعودية على مدار 6 سنوات مضت».

واعتبر الدكتور ضيف الله الزهراني نائب المحافظ للشؤون القانونية في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «انتحال الشخصية في الـ(فيس بوك) أو غيره من المواقع الاجتماعية على الإنترنت، يعد جريمة معلوماتية تعرض مرتكبها إلى مساءلة قانونية في البلاد، إذا تم إثباتها». وكشف عن أكبر غرامة مالية معلوماتية شهدتها البلاد، بلغت نحو 6 ملايين ريال، لأحد مقدمي الخدمة، من دون أن يفصح عن تفاصيل أخرى.

وفي جانب ذي صلة، استغنت «روتانا» عن خدمات أكثر من أربعين موظفا خلال الأشهر القليلة الماضية ما بين مكاتب بيروت والقاهرة والسعودية وأغلبهم من هم في الملاحق الإعلامية والإنتاج، وهي خطوة عملت بها دراسة مسبقة لإعادة هيكلة الشركة من جديد. وتلك الخطوات تسببت في مخاوف مجموعة من كبيرة من نجوم العالم العربي، بعد تغيير «روتانا» في سياستها المستقبلية وعدم تفريطها في الأموال مثلما كانت تفعل سابقا والاستغناء عن الفنانين غير المجدين وغير المربحين ماديا وجماهيريا.