العالم يشاهد

دايان لاين في «سكرتيريَت»
TT

إخراج: راندال والاس.

أدوار أولى: دايان لاين، وجون مالكوفيتش، وجيمس كرومول.

دراما اجتماعية - الولايات المتحدة - 2010.

* في عام 1973 خاض حصان اسمه «سكرتاريت» سباقا كبيرا للجياد أقيم في ميدان تريبل هورن وفاز على منافسيه على نحو أسطوري، كما تناقلت الصحف - آنذاك - وكتب بعض المؤرخين، وكما صور هذا الفيلم مشاهده الأخيرة على نحو مفعم بجمال الفروسية وبالعلاقة الخاصة التي تربط الجياد بأصحابها ومدربيها وممتطيها أيضا. إنه فيلم درامي عن امرأة أسمها باني (دايان لاين) تترك المدينة وتلجأ إلى مزرعة جياد يملكها والدها (سكوت غلين) حين يصلها نبأ أنه يفكر في بيع مزرعته، وأن هناك من يحوم حولها ليشتريها. باني تنقذ المزرعة وجيادها من الانتقال إلى عهدة جديدة وتشمر عن ساعديها لإدارة شؤونها، وما تلبث أن تنتبه إلى ذلك الحصان الذي يبدي نباهة مثالية فتستعين بمدرب جياد من أصل فرنسي (مالكوفيتش) الذي يؤكد لها أن هذا الحصان ولد ليركض. باقي الفيلم محاولة صانعيه تأكيد ذلك. النتيجة مرور على كل المحطات المتوقعة وصولا إلى محطة الفيلم الأخيرة. لكن هناك قلب في هذا الفيلم، ولو أن الناحية العاطفية لا تصنع فيلما جيدا. إنه فيلم مفعم بالجماليات وله قلب رقيق ورغبة في أن يمنح المشاهد فهما جديدا للحصان. ومشاهده شغوفة وحسنة التوضيب، لكن منوال المخرج والاس منوال ترميمي في الغالب. يعرف المطلوب ويحققه تقليديا ومن دون إبداع.

عروض: فيلم افتتاح مهرجان أبوظبي ويعرض في الأسواق الدولية حاليا Haru’s Journey

* الفيلم: رحلة هارو.

إخراج: ماساهيرو كوباياشي.

أدوار أولى: تاتسويا ناكاداي، وإري توكوناغا.

دراما اجتماعية - اليابان – 2010.

* لا شيء يوازي فيلم رحلة على صعيد ملاحظة ما يحدث للناس وللحياة، وكيف يمكن أن يؤثر البعض في البعض الآخر. ولا يوجد بين أفلام الرحلات على الطرق (أو ما يسمى بـ«رود موفيز») ما يتجاوز الأفلام اليابانية كثيرا في بلاغتها الشعرية. «رحلة هارو» هو واحد من هذه الأفلام التي تريد أن تلحظ الحياة بالسير فيها: سيارة تقل فتاة في التاسعة عشرة من عمرها (توكوناغا) وجدها (ناكاداي) تترك القرية الصغيرة التي يعيشان فيها (منذ وفاة أم الفتاة منتحرة) لكي تحاول الوصول إلى قرية أخرى، لعل أحد أقاربه يستطيع أن يرعاه في شيخوخته وضعفه عوضا عن الفتاة. الجد، الذي يتحلى بقدر واضح من العناد والأنانية، يعلم أن حفيدته خدمته طويلا وبعناية، ويريد أن يطلق سراحها لتعيش حياتها، وهي تعلم أن هذا ما تريده بالفعل، لكن أمر حصوله هو مسألة أخرى، لأن الرحلة ستوطد العلاقة بينهما، بغض النظر عما سيحدث في نهايته. كأفلام يابانية كثيرة، يتناول «رحلة هارو» المسألة جديا. يتحول من مجرد قصة تبدو عابرة إلى بحث في عمق العلاقات كما في المبادئ الاجتماعية والتراثية التي تحدد هوية الياباني لنفسه وللعالم.

عروض: مهرجان بوسان وترشيحات الـ«غولدن غلوبس» The Dead

* الفيلم: الموتى.

إخراج: هوارد فورد وجون فورد.

أدوار أولى: روب فريمان، وبرينس ديفيد أوسي، وديفيد دونتو.

رعب - بريطانيا - 2010.

* كم طريقة يمكن بها تصوير فيلم «فامبايرز»؟ مهما اختلف سيكون هناك 3 فرقاء: مصاصو الدماء، والضحايا، والمقاومون. وستكون هناك المشاهد المخيفة ذاتها من حركات انقضاض مفاجئة ومشاهد ليلية ومؤثرات تصويرية وصوتية وضحايا تصرخ وتحاول الهرب ولا تستطيع. على ذلك كله استطاع الأخوان فورد استخلاص جديد ومفاجئ وبميزانية محدودة لهذا الفيلم الذي ينقل الأحداث من المدينة الغربية المعتادة، إلى بعض المجاهل الأفريقية. من المتغيرات الأخرى الحكاية ذاتها: أميركي هو الناجي الوحيد من تحطم طائرة عسكرية. ينطلق في البرية الأفريقية يصاحبه بعد قليل أفريقي مسلح وكلاهما سيجد نفسه يرد هجمات موتى - أحياء قبل أن ينضم إليهما أفريقي ثالث جاء يبحث عن ابنه. الفكرة هي أغلب ما يشد المشاهد المتخصص والمعجب بسينما هذا النوع كونها تقع في بيئة جديدة تماما. لكن الفيلم ينقصه تأكيد على المفاجأة، والوقع الذي يمكن أن تحدثه، يبقى مثيرا للمتابعة لكنه يخفق في أن يتميز كليا عما سبقه. إلى ذلك هناك البعد السياسي الذي يتبلور في الخلفية: هل مصاصو الدماء هم نتيجة عن سياسة الغرب في أفريقيا؟ هل هو إدانة لتلك السياسة؟ وإذا لم يكن، هل يعني ذلك أن للفيلم منحى عنصريا ضد الأفارقة؟

عروض: محدودة