في خطوة أعادت نوعا ما قيمة الأغنية الحجازية خاصة، والأغنية الأصيلة في السعودية، سجلت إذاعة «صوت الخليج» القطرية 45 أغنية للفنان السعودي، علي عبد الكريم. في حين طرحت «روتانا» قبل أسابيع في السوق الخليجية أغاني «جلسات» من «صوت الخليج»، بالاتفاق معها، وتضمنت أغنيتين لعلي عبد الكريم، أحداهما باللون «المجرور»، وهو اللون الذي اشتهر به عبد الكريم منذ دخوله عالم الغناء في الثمانينات الميلادية.
ويرى عشاق الطرب الأصيل في المنطقة، وخاصة محبي «المجرور»، أن عودة صوت علي عبد الكريم أخيرا يحسب لإذاعة «صوت الخليج»، وأن هناك متذوقين يعشقون الألوان السعودية المختلفة التي كان يقدمها علي عبد الكريم، وحقق بها جماهيرية كبيرة خليجيا وعربيا، وأسهم في نقل «المجرور» و«الخبيثي» إلى خارج حدود المنطقة.
وذلك الغياب، الذي أصاب علي عبد الكريم في السنوات الماضية، يبرره الفنان نفسه بسبب غياب الداعم والشركة المنتجة التي من المفترض أن تسعى للحفاظ على الأغنية الأصيلة، بدلا من العبث بها.
وقد اعتبر الملحن القطري محمد المرزوقي، مدير إذاعة «صوت الخليج»، أن علي عبد الكريم من أفضل الخامات الصوتية في المنطقة، وهو فنان يقدم الطرب الأصيل: «يحافظ عليه، واختيارنا له لتسجيل جلسات في قطر جاء على هذا الأساس»، وأضاف المرزوقي: «علي عبد الكريم هو صاحب النقلة للأغنية الجديدة في الخليج في عهد الثمانينات، حيث استطاع توظيف الإيقاعات، من بينها الروما والطيران في الأغنية الحديثة بأسلوب جميل، ولديه حس راق في تقديم جميع أشكال الأغنية؛ سواء الكلاسيك أو الخبيثي أو السامري ويقدم الأغنية الشبابية، وفعلا بلا شك هو صاحب نقلة وأفضل من يقدم الأغنية الحجازية».
وسجل علي عبد الكريم في إذاعة «صوت الخليج» 45 أغنية جديدة، بينها 18 أغنية جديدة، وتعاون في الدوحة مع كتاب وملحنين قطريين يعشقون ما يقدمه علي عبد الكريم من ألوان أصيلة، بينما تبقى أعمال شهيرة ستقدمها «صوت الخليج» تباعا في الأسابيع المقبلة، ومع بداية السنة الميلادية الجديدة.
وعن سبب غياب علي عبد الكريم عن طرح ألبومات فنية والتواجد في المناسبات الفنية، على الرغم من أنه يعتبر من أجمل الأصوات السعودية، لم يبرر المرزوقي أسباب الغياب، واكتفى بالقول: «لا تعليق»، ولكن المرزوقي عاد وأكد أن علي عبد الكريم «حين دعيناه لتسجيل الجلسات في الدوحة لم يمانع أبدا، وكان سلسا في التعامل للغاية». وأكد الملحن القطري أن هدف الإذاعة تسجيل أعمال ذات الإيقاع البسيط، التي يفضلها المستمع الخليجي، وهي ما تسمى بالجلسات. وقال: «لدينا الآن مكتبة أرشيفية ضخمة تضم أعمالا لكبار الفنانين في الخليج، منهم عبد الكريم عبد القادر وأبو بكر سالم، والفنان اليمني فيصل علوي، وكلهم يفوق تسجيلهم الستين أغنية، وغيرهم من النجوم الخليجيين والعرب».
وفي جانب آخر، قال محمد المرزوقي إن هناك ترتيبات حالية لإقامة سهرات عيد الأضحى، ومنها الفنان خالد عبد الرحمن، والفنان عبادي الجوهر، والفنان إبراهيم الحكمي، وسنقدم لهم برامج مطولة على الهواء مباشرة، وسيتم تسجيل مجموعة من الأغاني معهم.
وأكد محمد المرزوقي أن الترتيبات قائمة لإقامة مهرجان الدوحة للأغنية، وهناك مفاجآت جديدة سنعلنها لاحقا، بينما فضلت اللجنة المنظمة إقامة المهرجان تزامنا مع السنة الميلادية الجديدة، وهناك فنانون كبار سيشاركون، لأول مرة في المهرجان. وأيضا بجانب مشاركة الفنانين الموجودين دوما في فعاليات المهرجان، التي انطلقت منذ عشرة أعوام.