لطيفة: ألبومي القادم مفاجأة.. وأتمنى مشاركة عمر الشريف في أول أعمالي الدرامية

قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الفن لم يسرقها من حياتها الخاصة.. وسعيدة بلقب «تريزة الفن»

الفنانة لطيفة («الشرق الأوسط»)
TT

هي المطربة والممثلة أحيانا، بل والمنتجة أيضا، التي لا تنسى تميمة حظها عندما كانت طالبة في أكاديمية الفنون والتقت بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي قال لها بالحرف «بخّري صوتك». وانطلاقا من هذا استطاعت التونسية لطيفة أن تحافظ على نجاحها على مدار 28 عاما.

وخلال الفترة المقبلة تعيش لطيفة حالة من النشاط الفني الشامل لا الغنائي فقط، حيث تستعد لتقديم أولى تجاربها الدرامية مع الفنان الأردني إياد نصار، كما يشهد العام المقبل عودتها إلى السينما بعد تجربتها الوحيدة «سكوت هنصور»، إلى جانب تجهيزها للألبوم الجديد الذي تقول عنه لـ«الشرق الأوسط» إنه سوف يقدمها مرة أخرى وسيكون مفاجأة للجمهور. كما تكشف في حوارها عن نيتها السفر إلى فلسطين وبناء مدرسة بها. المزيد من التفاصيل في نص الحوار..

* ماذا عن آخر تجهيزات ألبومك المصري الجديد؟

- سجلت 10 أغنيات من الألبوم، بالإضافة إلى مجموعة أغنيات سجلتها منذ فترة، وأنا متفائلة جدا بهذا الألبوم، فسوف يقدمني مرة أخرى وسوف يفاجأ الجمهور به، فيوجد فيه الكثير من الألوان والأفكار الجديدة من حيث الكلمات والألحان، وأنا أعمل به تحت شعار «العولمة» لأني سجلت أغنياته في الكثير من البلاد منها فرنسا وتونس ومصر، وأتعاون فيه مع مجموعة من الشعراء والملحنين الجدد، ويناقش الألبوم مواضيع جيدة لم يتطرق لها أي مطرب من قبل، وهو ألبوم عاطفي.

* ولماذا التفاؤل بهذا الألبوم؟

- كل ألبوم أقوم بطرحه يكون عندي نفس الطاقة الحماسية، فالفن ليس مجرد عملي ولكنه عشقي وحياتي، ودائما أسعى إلى التجديد والتطوير، وعموما أنا أقدم للفن القليل، ولكن الفن يقدم لي الكثير، ولا بد أن أحافظ عليه وأحافظ على جمهوري الذي ينتظر مني الجديد دائما، كما أحاول أن أحافظ على العادات والتقاليد، ولا أجرح أحدا بتقديم أغان خارج الإطار المسموح به، وأنا أتعامل مع الفن من منطلق الاستمتاع ولا أشعر بأي تعب.

* ألم يؤثر الفن على حياتك الشخصية؟

- الحياة الأسرية ليست من اختصاصي، فهذه الحياة من اختصاص آخرين غيري وهم ماهرون فيها أكثر مني، ولم يسرقني الفن من هذه الحياة، بل أنا سعيدة بحياتي، فالفن هو حياتي، وأنا أتذكر في إحدى المرات قالت لي الكاتبة أحلام مستغانمي «أنت تريزة الفن»، ولم يزعجني أنها قالت ذلك، بل سعدت بهذا اللقب، فأنا وهبت حياتي للفن، فأنا لا أفهم إلا في الفن ولا أحب أي شيء يؤثر عليه.

* وماذا عن اتجاهك إلى الدراما التلفزيونية خلال شهر رمضان المقبل؟

- كنت مشتاقة لمشاركتي في عمل درامي، وعلى الرغم من عرض الكثير من السيناريوهات من قبل، فإنني كنت أرفضها لأنها أفكار مستهلكة ولا تناسبني، وعندما عرضت علي فكرة عمل من صديقتي المخرجة غادة سليم، أعجبت جدا بها، وقررت المشاركة فيها على الفور، ولكنني اشترطت أن يشاركني الكثير من الأبطال ولا يتم التركيز على دوري فقط.

* ما هو الإطار الذي يدور فيه العمل؟

- يتطرق المسلسل إلى الكثير من المواضيع السياسية والاجتماعية، والشخصية التي أجسدها مليئة بالحالات الرومانسية والواقعية، وهي تعبر عن المرأة بضعفها وقوتها، ونحن الآن بصدد اختيار باقي فريق العمل مع المخرجة غادة سليم، وتم الاستقرار على البطل الذي سيشاركني العمل، وهو الأردني إياد نصار، والعمل من تأليف ورشة تحت إشراف عزة شلبي، والتصوير سيكون في أول فبراير (شباط) بين مصر وتركيا والإمارات وفرنسا وسويسرا.

* ألم ينتابك القلق من تقديم أول عمل درامي لك تحت إشراف ورشة عمل؟

- بالعكس.. فورشة العمل تتميز بمجموعة من الأفكار، وهناك الكثير من الأعمال التي لاقت نجاحا قدمت عن طريق فكرة الورشة، أبرزهم مسلسل «كلام نسوان»، وكان تحت قيادة عزة شلبي مؤلفة هذا العمل.

* وهل صحيح أن شقيقتك هي منتجة العمل؟

- هي مشاركة في الإنتاج كأي شركة أخرى، فالمسلسل ميزانيته كبيرة وهناك الكثير من الشركات التي تشارك في إنتاجه مع التلفزيون المصري، وهي لم تشارك من أجلي ولكنها أنتجت الكثير من الأعمال من قبل.

* تردد أن هناك تفاوضا مع النجم العالمي عمر الشريف لمشاركتك العمل؟

- أتمنى مشاركته، فهو إضافة قوية للعمل، وأنا لا أريد التصريح بهذا إلا في إطار رسمي، ولكن موافقته ستجعلني في غاية الاطمئنان.

* وكيف تقومين بالاستعداد لهذا الدور؟

- في انتظار مدرب عالمي في التمثيل، ولن أصرح باسمه إلا في الوقت المناسب، وسيقوم بتدريبي على التمثيل، فأنا أحب دائما الاستعداد لأعمالي بشكل احترافي، والتجربة الدرامية أصعب بكثير من السينما ومخاطرها أكبر.

* لك تجربة سينمائية سابقة هي «سكوت هنصور»، فلماذا لم تنتج الفكرة كعمل سينمائي بدلا من عمل درامي لتفادي هذه المخاطرة؟

- الفكرة تتحمل عملا دراميا وبداخلها الكثير من القضايا التي تحتاج إلى ثلاثين حلقة بدلا من ساعتين، وبالنسبة للسينما؛ فبعد فيلمي «سكوت هنصور» مع المخرج العالمي يوسف شاهين عام 2001، توقفت لفترة طويلة، ولكني سأعود إلى السينما قريبا وهناك فكرة عمل سينمائي وسأبدأ في تصويره بعد الانتهاء من المسلسل، فأنا أعترف أن الفترة الماضية ابتعدت عن السينما، وابتعادي كان بسبب انشغالي بمسرحية «حكم الرعيان» مع منصور الرحباني، وهذه التجربة أفادتني كثيرا وزادت عشقي للمسرح.

* هل فكرت في شكل المنافسة في الماراثون الرمضاني، خصوصا في ظل وجود الكثير من نجوم الدراما؟

- أتمنى أن يوجد كل النجوم في أعمال درامية في رمضان فوجودهم مهم جدا ولا يمكن أن تكون هناك منافسة من دون هؤلاء النجوم، وأتمنى أن يكون هناك مسلسل للفنان عادل إمام، فأنا من عشاقه وأتسابق للتصوير معه عندما أراه، وأتذكر مسلسل «أحلام الفتى الطائر» الذي تعلمت منه الكثير، كما أتمنى عودة النجم محمود عبد العزيز إلى الدراما مرة أخرى، ونور الشريف الذي تغيب العام الماضي وغيابه أثر على قوة الدراما في رمضان، وشائعة عمل عمرو دياب لمسلسل أتمنى أن تكون حقيقة، فهو أيضا من النجوم الذين أحب مشاهدة أعمالهم.

* لماذا الحرص على إنتاج أول عمل درامي لك في مصر؟

- مصر هي بلدي، وكلنا تعلمنا منها الفن، فهي هوليوود الشرق وصاحبة الريادة، وهذا ليس مجرد كلام وأغلب الفنانين من الدول العربية تعلموا الكثير على أيدي الفنانين المصريين، والأتراك أيضا قلدوا الفن المصري، فهذا الفن علم أجيالا، وإثباتا لكلامي كيف تعلم الممثل السوري اللهجة المصرية بطلاقة؟.. أليس من خلال الأعمال السينمائية والدرامية المصرية؟

* ولماذا لم تفكري في تقديم عمل تونسي؟

- هناك الكثير من الأفكار التي تناسب المجتمع التونسي، وبالفعل أعجبت بفكرة، ولكن هناك بعض التعديلات فيها، وسأعلن عنها بعد الانتهاء منها.

* هل بالفعل يوجد مشروع «دويتو» مع المطرب محمد منير؟

- هناك مشروع قائم على عمل «دويتو» مع منير منذ فترة زمنية، ولكن تم التأجيل نظرا لوفاة أخيه، وأنا أنتظره بفارغ الصبر، ومن المؤكد أنه سيكون عملا مميزا وسيتضمن رسالة، ويكفي لضمان نجاحه أن يكون مع نجم بحجم محمد منير.

* ماذا عن ردود فعل ألبومك الخليجي «أتحدى»؟

- كانت ردودا فاقت توقعاتي، لأن الجمهور الخليجي جمهور ذواق للكلمة ويتميز بحس عال، وتقديمي لألبوم خليجي كان ضمن خطة فنية، وأنا عاشقة للكلمة الراقية والعميقة، والشعر الخليجي يتميز بذلك، وتحديت نفسي في هذا الألبوم في تقديمي لأفكار جديدة وسهلة مع توزيعات مختلفة.

* لماذا لم تقدميه بشكل «ميني ألبوم»؟

- أنا ضد تقديم «الميني ألبوم»، فكلمة «ميني» تعني «الصغير»، وأنا لا بد أن أتعب في عمل لأقدم ألبوما كاملا، وإصراري على تقديم عمل كامل للخليج لأني لم أغنِ بتلك اللهجة كثيرا، وأكد نجاح ألبومي تحقيقه مبيعات عالية، فالمجتمع الخليجي يتميز بطاقة شرائية كبيرة ولا يشتري إلا ما يعجبه، وأنا أحب دائما التجديد بتغيير طريقتي في الغناء والأفكار، ولا أحب أن أجدد بالعري، فأنا أحب أن أعطي المستمع فكرة أني أجلس معه ولست بعيدة عن تفكيره.

* لماذا تقومين بتصوير أكثر من أغنية في ألبوماتك؟

- أعتبر هذا أرشيفا لعملي أو «كتالوغا» لي، وأنا من أوائل الفنانات اللاتي قمن بتصوير الكليبات، وأكون دائما حريصة على تصوير أكثر من أغنية، وعلى الرغم من أنه أمر مكلف جدا، خصوصا أنني أنتجها بنفسي، فإن لها رصيدا كبيرا لدى جمهوري أيضا.

* لماذا لم يحقق ألبومك «الكام يوم اللي فاتوا» النجاح المتوقع؟

- على الرغم من أنني قمت بتصوير 5 أغنيات دفعة واحدة، وهذا أكبر نوع من الدعاية للألبوم، فإنه بسبب سرقة الألبومات وطرحها على الإنترنت يسحب منا النجاح ولا نشعر به، ولكن أعتقد أن الألبوم نال قدرا مناسبا من النجاح.

* قمت بالغناء والإنتاج والتمثيل، فلماذا لم تتجهي إلى الإخراج؟

- أنا فكرت أن أقوم بالإخراج، ولكن كل شيء يحتاج إلى دراسة، وأنا أفكر دائما بشكل عملي، وحتى الآن ما زلت أدرس الموسيقى، وفي الفترة المقبلة يمكن أن أقوم بدراسة فن الإخراج.

* هل عرض عليك من قبل شراء جائزة «الميوزيك أورد»؟

- أنا فزت بـ«الميوزيك أورد» سنة 2004، ولم أكن أعرف عن كواليسها أي شيء إلا من خلال مكالمة المنتج محسن جابر الذي أخبرني بها.

* في رأيك.. هل من الممكن أن يصنف الفنان نفسه؟

- يجوز للفنان أن ينتقد نفسه ولكن لا يجوز له تصنيف نفسه، وإن حدث ذلك من أي فنان فسيكون «فاضي وغلبان»، لأن التقييم يرجع إلى النقاد والجمهور فهم من يستطيعون إعطاء الفنان رقما، كونه الأول أو الثاني أو حتى الأخير.

* ماذا عن أغنيتك الأخيرة التي قمت بغنائها لمصر؟

- بالفعل قمت بتسجيل أغنية بعنوان «فيها كل الخير»، من كلمات محمد عبد الحي وألحان أشرف السرخوجلي والتوزيع الموسيقى لعلي أباظة، وهي من إنتاج التلفزيون المصري. وأهديها للشعب المصري، وجاري الآن الاستقرار على المخرج الذي سيقوم بتصويرها.

* وهل بالفعل تقومين بالتجهيز للسفر إلى فلسطين؟

- يوجد مشروع من ضمن مشاريع جمعيتي الخيرية لبناء مدرسة في فلسطين، حيث أعتبر هذا العمل من أهم مشاريع الجمعية، فأنا على المستوى الشخصي همي الأول هو التعليم والثقافة، وكما لا يوجد في تونس أمية، أتمنى أن يكون العالم العربي من دون أمية. وأنا لم أقلق من الذهاب إلى فلسطين وأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.