ملحم بركات: مستعد لإعطاء محمد عبده لحنا إذا طلب ذلك

أكد تراجعه عن اللجوء إلى القضاء لمحاكمة طليقته مي حريري

ملحم بركات
TT

انهالت الأحداث الفنية المزعجة بشكل متسارع على الموسيقار ملحم بركات، التي كانت قد بدأت في قطر، عندما حمله البعض تبعات المشاكل المؤسفة التي حصلت في مهرجان الدوحة الغنائي هناك، وانتهت بظهور طليقته الفنانة مي حريري في برنامج «للنشر» والتحدث في بعض المواضيع الخاصة، من بينها استقالته من القيام بدوره كأب وتحملها لوحدها مسؤولية إعالة ابنهما «ملحم بركات جونيور»، بالإضافة إلى اتهامه بالتورط بعلاقة غرامية مع فنانة لبنانية كبيرة. بركات الذي كان قد فكر باللجوء إلى القضاء لمقاضاة طليقته مي، عاد وتراجع عن قراره لاعتبارات عدة، أبرزها ما سمعه من البعض بأن مثل هذه الدعاوى لا توصل إلى نتيجة، لأنه وبمجرد أن يقدم الطرف المدعى عليه اعتذارا إلى الطرف المدعي، ينتهي كل شيء.

بركات أكد أنه تفاجأ بتلميحات مي حريري، لأن ما قالته غير صحيح على الإطلاق وبأنه وللوهلة الأولى اعتقد بأنه مغرم دون علم منه، موضحا بأنه لا يوجد قانون في لبنان يحمي الفنان من إساءات الآخرين، معتبرا أن الفن والسياسة متشابهان، ومكررا عبارة «الله يرحم لبنان» التي كان قد أطلقها قبل عام، رافضا التحدث في السياسة، مكتفيا بالقول «لبنان لم يعرف منذ نشأته سياسيين كالموجودين حاليا».

من ناحية أخرى أوضح بركات أنه لم يسامح فنان العرب محمد عبده، لأن الأخير لم يسئ إليه بالأساس، مبديا استعداده للتعاون معه وإعطائ لحنا إذا طلب منه ذلك، كما أكد أنه كان قد التقاه في الدوحة ودعاه إلى زيارة لبنان بعد أن لمس منه عاطفة كبيرة جدا، ولكنه وفي الوقت نفسه أكد أنه لا يعرف ما إذا كان محمد عبده منافسا له، لأنه لا يسمع أغنياته، بسبب اعتكافه عن مشاهدة الفضائيات.

عن مصير الدعوى التي كان قد قرر رفعها على طليقته الفنانة مي حريري بدأنا مع الموسيقار ملحم بركات الحوار:

* لماذا تراجعت عن قرار مقاضاة زوجتك السابقة مي حريري على خلفية ما صرحت به في برنامج «للنشر»؟

- لأنني أعرف مسبقا بأنني لن أستفيد شيئا. هل سمعت بأن أحدا لجأ إلى القضاء في لبنان ووصل إلى نتيجة.

* بصراحة، هل لوجود ولد مشترك بينكما دور أيضا في هذا القرار؟

- أبدا، ولكني فضلت عدم اللجوء إلى القضاء، لأنه لا يوجد قانون يحمي الفنان في لبنان، بل حتى إن العمال الذين يكنسون الشوارع محميون أكثر منه.

* نفهم أنك فضلت عدم الدخول في قضية تعرف سلفا أنها خاسرة؟

- هي ليست خاسرة، ولكن لا مجال للربح فيها.

* برأيك، ما السبب الذي جعل مي حريري تثير أمورا خاصة على الهواء، دون مراعاة لكل ما كان يجمع بينكما؟

- أنا لم أفهم شيئا منها ولم أهتم لما قالته لأنه مجرد كلام فارغ. لا يوجد قانون في لبنان، يمنع المواطن من أن يطال الآخرين بكلامه، ولو حصل مثل هذا الأمر في أميركا أو في أي بلد آخر في العالم، لكان «اتخرب بيت» مي الحريري، لأن ما قالته غير مبني على حقائق، ولا صحة له على الإطلاق.

* ثمة من يرى أن زوجتك السابقة تسعى إلى ربما استغلال اسمك وشهرتك، فهل توافقهم الرأي؟

- لا أعرف، لقد سمعت كلامها تماما كما سمعها سائر الناس.

* هي لمحت إلى وجود علاقة تربطك بإحدى الفنانات اللبنانيات؟

- أنا لم أعرف من كانت تقصد بكلامها، لأن علاقتي طيبة بالجميع والكل أصدقائي. هل رآني أحد أزور بيت فنانة معينة أو أسافر معها على متن طائرة واحدة. لقد تفاجأت كثيرا بتلميحات مي حريري حول هذا الموضوع، ويبدو أنني مغرم بفنانة كبيرة دون أن أعلم بذلك.

* ثمة من اعتبر أنها كانت تقصد بكلامها ماجدة الرومي أو نجوى كرم؟

- أنا لا أفهم كيف يمكن لأي كان أن يظهر على الشاشة وأن يدلو بدلوه في بعض المواضيع دون محاسبة... لبنان انتهى! لو أنني تقدمت بدعوى ضدها، لكنت تكبدت مبالغ مالية طائلة، دون أن أصل إلى أي نتيجة، لأنني عرفت أنه وبمجرد أن يقدم المدعى عليه اعتذارا للمدعي، ينتهي كل شيء. هل يعقل ذلك؟!

* يقال إنك أرسلت لها «إنذارا معنويا» على هامش مهرجان الدوحة الغنائي، ولذلك هي أصرت على أن تطل في برنامج «للنشر» لتتحدث عنك وضدك؟

- كل ما قلته في المؤتمر الصحافي الذي عقدته على هامش مهرجان الدوحة الغنائي، أن هناك فنانين مثل «ميكي ماوس»، «يضربون» قليلا ثم يختفون، فهل في هذا الكلام إساءة للآخرين، ولكن يبدو أنهم فسروا كلامي على طريقتهم. هل يوجد طفل في العالم لا يشاهد ميكي ماوس!

* بعيدا عن خلافاتك مع مي حريري، هل صحيح أنك بصدد إصدار أغنيات جديدة؟

- نعم، هناك ثلاث أغنيات جديدة وهي أصبحت شبه جاهزة.

* وهل تفكر بتصويرها؟

- أنا لا أصور أغنياتي، لأنني إذا فعلت ذلك «يقرف» الناس مني وينسونني بسرعة. حضور الفنان في الفيديو كليب يساهم إما في نجاحه أو في فشله، وهناك أغنيات كثيرة أحببتها عندما سمعتها على الراديو ولكن عندما شاهدتها مصورة على التلفزيون، لم تعجبني أبدا. حضور الفنان يجب أن يكون محببا كي يدخل قلوب الناس. ومن يعتقد أن الفيديو كليب يوصله إلى السماء فهو مخطئ جدا في تفكيره.

* لكنك سبق أن صورت بعض أغنياتك بطريقة الفيديو كليب، حتى إنك تجاهر بأنك كنت أول من خاض هذه التجربة من خلال المسرحيات المصورة التي قدمت فيها عددا من الأغنيات؟

- هذا صحيح، ولكن العرض المستمر للأغنية المصورة يجعل الناس يملون من الفنان بسرعة، خصوصا إذا لم ينجح الفنان من خلالها. نجوى كرم مثلا ناجحة في الفيديو كليب، لأنها تنفذه بدقة وعلى الأصول. شخصيا أنا لا أشاهد سوى أعمال عدد قليل من الفنانين، أما بالنسبة للفنانين الباقين فإنني أسارع إلى إقفال التلفزيون عندما تعرض أعمالهم.

* أعمال أي الفنانين تشاهد؟

- أعمال أربعة أو خمسة فنانين لا أكثر...

* هل يمكن أن تذكرهم؟

- نجوى كرم، عاصي الحلاني، ملحم زين، ومعين شريف، لأنهم يقدمون فيديو كليبات جيدة، ولكن المشكلة أن الناس يملون بسرعة ويطالبون دائما بالجديد. في الفترة السابقة اتصلوا بي من أجل منحي جائزة، وعندما سألتهم عن طبيعة هذه الجائزة قالوا لي «أنت الفنان الوحيد الناجح بدون فيديو كليب»، فاستغربت هذا الأمر وأجبتهم «حسنا يمكن أن أتسلمها في مرة لاحقة».

* لا شك أنك فنان ناجح مع فيديو كليب أو بدونه؟

- «مش فارقة معي».

* في الفترة السابقة أعلنت عن استعدادك للتعامل مع هيفاء ونانسي عجرم وإليسا، وقلت إنك يمكن أن تعطي كل فنان اللحن الذي يتناسب مع حجم صوته، فهل ما زالت مستعدا لخطوة مماثلة؟

- كنت أتمنى ذلك، ولكني أشعر بكسل في هذه الأيام، لذلك سأكتفي بتلحين أغنية أو أغنيتين لي سنويا. المشكلة أنه لم تعد هناك مواضيع جديدة، لأن الفنانين تطرقوا إليها جميعا في أغنياتهم.

* ولكن لا شيء يمنع من معالجة بعض المواضيع المكررة ولكن بطريقة جديدة؟

- لم يعد بإمكاني أن أعالج شيئا، لأنني بحاجة إلى من يعالجني.

* يبدو أنك تشعر بـ «القرف» من الفن، كما تردد دائما؟

- الأمر ليس كذلك. هناك فنانون يقدمون أغنيات جميلة وجيدة، ولكنهم لا يحمسونني على الإطلاق ولا يدفعونني إلى منافستهم.

* ألا تعترف حتى بالمنافسة مع الفنانين العرب؟

- كنت أتمنى ذلك، ولكن كل الأغنيات العربية تنفذ بطريقة تجارية، وأنا لم أعد أسمع أغنيات «ضخمة» ومهمة.

* ولا حتى أغنيات محمد عبده؟

- لا أعرف، فأنا لا أسمعه، لأنني لا أشاهد الفضائيات. لقد التقيت الفنان محمد عبده في قطر على هامش «مهرجان الدوحة الغنائي»، ولقد غمرني بعاطفة كبيرة جدا.

* يبدو أنك سامحته؟

- أنا لم أسامحه لأنه في الأساس لم يرتكب غلطة كبيرة في حقي. أنا لم ألمس من محمد عبده سوى المحبة الكبيرة، حتى إنني أعطيته رقم هاتفي وطلبت منه أن يتصل بي عندما يزور لبنان، لكي أقوم بواجبي معه.

* وهل يمكن أن تعطيه لحنا؟

- إذا رغب هو بذلك، فلا مانع عندي أبدا. من يلحن للفنان محمد عبده «بيكبر وما بيصغر».

* بما أنا تتكلم عن الكبار، هل حضرت حفل فيروز في «البيال»؟

- كلا، لأنهم لم يوجهوا إلى دعوة.

* كان بإمكانك أن تشتري بطاقة، ألا ترى أن فيروز تستحق ذلك؟

- طبعا، وبصراحة لقد أرسلت شخصا ليشتري لي بطاقة ولكن بطاقات المقاعد الأمامية كانت كلها مباعة، ولم أجد أنه من المناسب أن أجلس في الصفوف الخلفية، فهذا «عيب» من أجل قيمتي وقيمة فيروز أيضا.

* وهل أعجبك ألبومها الأخير «إيه في أمل» الذي يحمل توقيع ابنها زياد كلاما وتلحينا، خصوصا أنه حصل انقسام في الرأي حوله، فالبعض أبدى إعجابه به والبعض الآخر انتقده بشده، ومن بينهم الملحن سمير صفير؟

- بما أن سمير صفير انتقده، ماذا يمكنني أن أضيف، فهو ملحن عبقري، يفهم في الألحان وفي كل شيء.

* وأنا أريد أن أسمع رأيك في الألبوم؟

- أنا لم أسمعه بالكامل، لأنه طرح في فترة الأعياد وأنا كنت خارج لبنان.

* وما رأيك فيما سمعته منه؟

- سمعت أغنية واحدة فبل ثلاثة أيام تقول فيها «حبك حلو»، ولكني لم أفهم كلامها.

* إنه أسلوب زياد؟

- لا يمكننا أن ننتقد زياد، لأنه عظيم وعبقري، ونحن لا شيء بالمقارنة معه. هكذا قالت عنه نضال الأحمدية.. هي قالت بأن ملحم بركات لا شيء أمام زياد الرحباني.

* يبدو أن المشاكل انهالت عليك دفعة واحدة في الفترة الأخيرة؟

- لا أعرف ما هو السبب الذي جعل الجميع متحمسون علي.

* هل تعتقد أنه لم يعد هناك احترام للمقامات الفنية الكبيرة؟

- عندما يكون الفنان موهوبا، فإنه يحترم موهبته وموهبة الآخرين. في الماضي، كان هناك فن حقيقي ولم نكن نسمع بمثل هذه السخافات، أما اليوم فإن المواهب باتت معدومة. الفن والسياسة متشابهان جدا في لبنان في هذه المرحلة.

* وكيف ترى الوضع السياسي في لبنان؟

- أنا مشغول جدا في المرحلة الحالية، ولست بمزاج يسمح لي بمتابعة ما يجري في لبنان.

* سياسيا، ماذا تتوقع بالنسبة للمستقبل؟

- لا أريد أن أتحدث في السياسة، لأنني مهما قلت لن يتغير شيء. عندما أعطي رأيي في السياسة ينزعجون مني ويخاصمونني. ما أعرفه أن لبنان لم يعرف منذ نشأته سياسيين كالموجودين حاليا. كل شيء «خربان»؛ السياسة، الفن، الثقافة، الطب، والتعليم، وقبل عام قلت «الله يرحم لبنان»، فهزأوا مني و«طنشت».. ومجددا أقول «الله يرحم لبنان».

* لنعد إلى الفن.. كنت قد ذكرت سابقا بأنك تفضل الموت على الانضمام إلى شركة «روتانا»، فهل ما زلت عند موقفك، بعد التغيير الجذري الذي حصل فيها؟

- أنا قلت منذ فترة طويلة أن الوضع في «روتانا» لن يبقى كما هو عليه، لأنها شركة تجارية وليست بحاجة إلى الفنان الذي لا يعود عليها بالفائدة المادية. أنا أعتقد أنها سوف تركض وراء الفنان المنتج والذي يمكن أن تستفيد منه ماديا، أما الفنان غير المنتج، فهي ليست بحاجة إليه بل هي ستدفعه لأن يركض هو وراءها، وهذا أمر طبيعي.

* وهل يمكن أن تتعاقد معها في ظروفها الحالية؟

- كلا.

* لماذا؟

- «خلاص راحت أيامي».

* ولكنك فنان منتج ويمكن أن تعود عليها بالفائدة المادية؟

- أنا لا أفكر حاليا في هذا الموضوع، ولكنني لا أنكر أنني فكرت فيه سابقا. في الماضي «كانت بتليق لي» ولكن اليوم «ما عادت تليق لي»، لأن «روتانا» بحاجة إلى فنانين شباب و«أنا راحت علي».

* ولكن الفنان محمد عبده متعاقد معها؟

- هو معها منذ فترة ليست بقريبة. هناك أشخاص من خارج «روتانا»، قالوا لي إنهم سيتكلمون مع إدارة الشركة من أجل توقيع عقد فني معها ولكني رفضت ذلك.

* ألا ترى أنه من الأفضل لأي فنان أن يكون تحت رعاية شركة إنتاج؟

- لست بحاجة إلى ذلك، لأنني أستطيع أن أنتج أغنية أو أغنيتين سنويا على حسابي الخاص وهذا يكفيني.

* تفضل أن تظل طليقا؟

- «شو بدي بالهشغلة.. حدن بيتزوج». الدخول إلى شركة «روتانا» يشبه الزواج، وأنا أفضل أن أظل حرا وطليقا، بدل أن أسأل «وين رايح ووين جاي».