«وداعا» مسلسل تلفزيوني يحكي قصة ضحايا الطائرة الإثيوبية في لبنان

عمار شلق وبيتر سمعان ورلى حمادة يشاركون فيه

صورة مخرجة مسلسل «وداعا» كارولين ميلان مع الممثل بيتر سمعان
TT

«وداعا» هو عنوان المسلسل اللبناني الجديد الذي تنوي محطة الـ«إل بي سي» عرضه فور الانتهاء من تصويره ويحكي قصة مأساة سقوط الطائرة الإثيوبية في بحر لبنان في 25 يناير (كانون الثاني) من عام 2010.

ويعتبر المسلسل الذي يتألف من 6 حلقات كتبها المؤلف اللبناني طوني بيضون من نوع الدراما الموثقة (docu drama) خصوصا أنه يتناول في مجرياته قصصا عدة ركاب كانوا على متن الطائرة وحيثيات وظروف سفرهم التي تطلبت من كاتب المسلسل ومخرجته كارولين ميلان التوغل في حقائق مدعمة بوثائق وبشهادات حية من أفراد عائلات الضحايا الذين كانوا على متن الطائرة.

واختار الكاتب نحو 10 قصص لركاب كانت ظروف سفرهم أصعب من غيرهم وفي نفس الوقت ألقى الضوء أيضا على قصص صغيرة أخرى لأشخاص كانوا من عداد الركاب الـ91 وبينهم 54 لبنانيا.

ويروي المسلسل هذه القصص دون الدخول في أسباب سقوط الطائرة بل فقط منذ اتخاذ قرار السفر إلى حين وقوع المأساة.

ومن الشخصيات التي يتناولها المسلسل هيفاء الفران التي قررت التوجه إلى كونغو إثر تلقيها خبر تعرض شقيقها إلى حادث سيارة فقررت السفر للاطمئنان عليه هناك. وكذلك قصة مصطفى أرناؤوط الذي أجل سفره إلى الكونغو مرتين فكانت الثالثة ثابتة. وخليل الخازن أحد المسؤولين في قناة «إم تي في» اللبنانية والذي أصر على أن يسافر في ذلك اليوم للوقوف إلى جانب ابن خالته زياد المصاب بأزمة قلبية في إثيوبيا وقصة الخادمة الإثيوبية التي انتهى عقد عملها لدى سيدة عجوز مريضة وكانت مسرورة كونها عائدة إلى بلدها لتتزوج فودعتها وهي تبكي معتقدة أنها أي السيدة المريضة لن تكون على قيد الحياة عند عودتها إلا أن الموت كان لها بالمرصاد فشاء القدر أن ترحل قبلها.

أما ألبير عسال الذي كان على متن الطائرة أيضا فلم يفقد أهله الأمل بالعثور عليه حيا فور تلقيهم خبر وقوع الطائرة كونه ملما بأصول السباحة فهو خبير في فن الغطس إلا أن جثته كانت أول من انتشلها عناصر الدفاع المدني فعرفوا منها موقع حطام الطائرة إذ لم يستطيعوا تحديده قبيل ذلك وكان عسال متوجها إلى أنغولا حيث يعمل غطاسا في شركة فرنسية لصناعة أرصفة البواخر.

وتقول مخرجة المسلسل كارولين ميلان في حديث «للوتر السادس» إن جميع الحالات التي التقتها والكاتب مع أفراد عائلات الضحايا كانت صعبة لأن حزنا عميقا يسكنهم فيخيل لناظرهم بأنهم مهيئون للانفجار بين لحظة وأخرى. وأكدت أن هدف اختيار مأساة الطائرة الإثيوبية كموضوع للمسلسل هو بمثابة رسالة إنسانية يتخللها تكريم وتحية إكبار لضحايا الطائرة وذكرى ومواساة لأهلهم من ناحية أخرى. وتحدثت ميلان عن الصعوبات التي واجهتها والكاتب في تجميع القصص والوثائق وكذلك الحصول على الموافقات الخطية من أهل الضحايا خصوصا أن غالبيتهم يعيشون في الخارج ومن ناحية أخرى أبدى الجميع التعاون معهما حتى أن عددا لا يستهان منهم قدموا منازلهم ليتم فيها تصوير المسلسل وكذلك السيارات والأغراض الخاصة التي كان يستعملها ركاب الطائرة قبيل ملاقاة حتفهم على متنها.

ويعتبر هذا المسلسل الأول من نوعه في لبنان لأن جميع أحداثه حقيقية وموثقة. ويشير الكاتب طوني بيضون إلى أن الفكرة راودته بعد فقدانه أبناء أحد أصدقائه الذي كان على متن الطائرة وهو مصطفى أرناؤوط وأن متابعته لعمليات نقل الجثث ومرافقته لوالد مصطفى (هيثم أرناؤوط) دفعته لكتابة هذا المسلسل. ومن بين الركاب الذين يتناولهم المسلسل أيضا العروس روان وزنة ووالدتها وزوجها بسام خزعل الذين توجهوا إلى أنغولا بنية توضيب منزلهم الزوجي الجديد هناك وكان لم يمض بعد على زواجهم 40 يوما. وكذلك فؤاد اللقيس الذي شاء القدر أن يلغي سفره إلى دولة الإمارات العربية فور تلقيه اتصالا هاتفيا للتوجه إلى الكونغو بسبب انعقاد مؤتمر تجاري فيها إضافة لقصة أسعد الفغالي الذي أجل سفره 5 مرات متتالية إلى أن قرر السفر في اليوم المشؤوم.

ومن الممثلين المشاركين في المسلسل عمار شلق وبيتر سمعان فيجسد الأول شخصية ألبير عسال فيما يمثل الثاني دور مصطفى أرناؤوط ابن صديق الكاتب أما روبير فرنيجة فيؤدي دور خليل الخازن. وتشارك في العمل الممثلة رلى حمادة التي ستؤدي دور والدة مصطفى إضافة إلى مجموعة كبيرة من الممثلين الذين يفوق عددهم الـ50 ويتولى الإنتاج شركة «فينيكس بيكتشر إنترناشيونال» لصاحبها إيلي معلوف. ويستغرق تصوير المسلسل نحو الشهر وقد اختيرت مواقع التصوير في بلدات ومناطق سكن ضحايا الطائرة وبينها البترون ووادي شحرور وصور والقليعات وغيرها.

وما زالت شركة الإنتاج تنتظر أخذ موافقة عدد من الممثلين الذين سيشاركون في المسلسل ومن بينهم من سيجسد أدوار كل من زوجة السفير الفرنسي في لبنان مارلا سانشيز بييتون وياسر المهدي وزياد القصيفي الذين كانوا من عداد ضحايا الطائرة.