الفنانون يسعون وراء الألقاب الدبلوماسية والثقافية

بعضهم أصبح يعرف بسعادة السفير والبعض الآخر بالدكتور

TT

انحسرت بشكل لافت ظاهرة الألقاب الفنية التي كانت تطلق على نجوم الغناء من هنا وهناك بحيث احتفظ بها من حصل عليها في الماضي وتناساها أو أهملها من لم تطله بعد. ولعل ازدحام الساحة الفنية بأسماء فنانين جدد جعل من الصعب العثور على ألقاب تليق بهم أو تكفي لتغطي أعدادهم.

إلا أن هذه الألقاب لم تعد بحد ذاتها تلاقي الاهتمام الكافي لدى أصحابها بعدما تحولت أنظارهم إلى ألقاب من نوع آخر تصب في خانة الدبلوماسية أو المرتبات الثقافية. فراحوا يسعون إلى ما يرضي طموحهم وأهدافهم الاجتماعية وما يلون مسيرتهم الفنية. وبدل أن تأتي هذه الألقاب نتيجة إعجاب أحد الإعلاميين بموهبتهم كما درجت العادة في الماضي إذ أعطى بعض المخضرمين منهم ألقابا لفنانين عرفوا بها ورافقتهم طيلة مسيرتهم وشهرتهم، صارت اليوم تصدر عن مؤسسات أو منظمات عالمية لتأخذ حيزا رسميا أكبر ودلالة اجتماعية أرقى تساهم في رفع شأن الفنان وتقديره لأنها تنطلق من قاعدة شعبية أكبر تأخذ طابعا عالميا في مجمل الحالات وتزوده بمهمات تحمل رسالة إنسانية أو غيرها وتختلف عن اللقب الفني العادي. وتعتبر المطربة ماجدة الرومي من الفنانات الأوائل اللاتي حصلن على تسمية دبلوماسية على الساحة الفنية بعد أن اختارتها منظمة «الفاو» العالمية سفيرة النوايا الحسنة لها، فشاركت بشكل مباشر في برامجها السنوية التي تقام حسب جدول زمني محدد من خلال حضورها الشخصي أو حفلاتها الغنائية.

كذلك الأمر بالنسبة للمطربة نانسي عجرم التي اعترفت فور تسميتها سفيرة النوايا الحسنة للأطفال من قبل منظمة «اليونيسيف» العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أنها حققت أحد أهم أحلامها في حياتها المهنية والشخصية.

أما مارسال خليفة الذي يعتبر أحد المغنين اللبنانيين القلائل الذين يتقنون غناء الكلمة الوطنية في نص عربي مباشر وصريح فقد حاز لقب سفير السلام، وذلك من قبل الأمم المتحدة، بعدما عرف في أداء الأغاني الداعية إلى احترام الإنسانية والسلام، وذلك من قبل منظمة الأونيسكو.

أما السوبر ستار راغب علامة كانت فرحته أكبر من أن توصف عندما عين سفيرا للبيئة من قبل الأمم المتحدة أيضا بعدما شارك في عدة برامج تدعو إلى التوعية البيئية، الأمر الذي دفعه للانخراط جديا في هذا العمل وليطل في مقابلات تلفزيونية ومشاركته في حوارات مع سياسيين متخصصين في مجالات البيئة.

من جهته المطرب عاصي الحلاني سمي سفيرا للنوايا الحسنة من قبل منظمة الأمم المتحدة لمساهمته الفعالة في الأعمال والحفلات الخيرية. وكان سبق أن نال هذا اللقب كل من الفنانين عادل إمام وحسين فهمي وصفية العمري ودريد لحام. ولم تغب الفنانة كارول سماحة عن هذه الألقاب، إذ نالت تسمية مختلفة عن غيرها من الفنانين، وهي سفيرة الغناء اللبناني، وذلك خلال مهرجان الموسيقى العربية السادس عشر الذي أقيم في القاهرة. وشاركها في نفس التسمية كل من زميليها ملحم زين ومروان خوري.

يذكر أن فيروز كانت قد لقبت بـ«سفيرتنا إلى النجوم» بسبب صوتها الملائكي الذي يرتقي بسامعه إلى السماء، كما ذكر مرة الكاتب الراحل جورج إبراهيم الخوري.

فنانون آخرون ساهم جهدهم الفني في نيلهم ألقابا من نوع آخر تصب في خانة الثقافة الفنية كالموسيقي إلياس الرحباني الذي قدمت له جامعة الروح القدس الكسليك شهادة فخرية في الدكتوراه نظرا لتميزه في تقديم الموسيقى اللبنانية المتطورة والمطعمة بآلات عزف غربية.

أما وديع الصافي، فقد نال بدوره الشهادة نفسها عربونا للفن الأصيل الذي نشره وجعله صاحب مدرسة فنية خاصة فيه فصار يعرف بالدكتور وديع الصافي.

ويعتبر المايسترو وليد غلمية أحد الفنانين اللبنانيين القلائل الذين حصلوا على شهادة دكتوراه جامعية حصدها بعد سنوات طويلة من الدراسة فعرف منذ إطلالاته الأولى على الساحة الفنية بـ«الدكتور وليد غلمية».