مريم علي: أحداث القاهرة أخرت مشاركتي في أول عمل تلفزيوني مصري

قالت لـ «الشرق الأوسط» : الشللية موجودة في الوسط الفني.. والتكرار والاستنساخ سبب تراجع الدراما السورية

الفنانة السورية مريم علي («الشرق الأوسط»)
TT

على مدى تجربتها الفنية المتواصلة منذ 15 عاما وبعد تخرجها في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، الذي تعمل به حاليا كمدرسة لطلبته، تمكنت الفنانة السورية مريم علي من ترسيخ حضورها على الساحة الفنية من خلال تجسيدها لشخصيات درامية في أعمال تلفزيونية تاريخية ومعاصرة وأعمال الفانتازيا ومنها: «الجمل ورمح النار والخريف واللوحة السوداء والخيزران» وغيرها، وكذلك بطولتها للعديد من الأعمال المسرحية داخل وخارج سورية ومشاركتها في أفلام سينمائية عديدة، منها «صعود المطر» مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، ولكن كان الأبرز في رحلتها الفنية حصولها مؤخرا على جائزة أفضل ممثلة دور ثان في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون بدورته الأخيرة عن دورها في المسلسل التاريخي «سقوط الخلافة» الذي جسدت فيه شخصية الأميرة شويكار التي تعيش في قصر السلطان عبد الحميد، كما كان من المحطات الأخيرة المهمة في رحلتها بطولتها لفيلم روسي صور مؤخرا وعرض قبل نحو الشهر في صالات السينما بروسيا وتحدثت فيه باللغتين الإنجليزية والعربية وتم دبلجة الصوت للغة الروسية. «الشرق الأوسط» التقت الفنانة السورية مريم علي في دمشق وكان الحوار التالي:

* لنتحدث بداية عن الأعمال الجديدة التي تشاركين فيها؟

- أصور حاليا دوري في المسلسل السوري الاجتماعي المعاصر «المنعطف» للمخرج عبد الغني بلاط وهو يتناول قضايا الفساد والرشاوى في البلديات وبين تجار البناء والمهندسين وكبار الموظفين في هذه البلديات، وأجسد فيه شخصية سكرتيرة في أهم مكتب عقاري بمدينة حلب وهي من تدير الصفقات في المكتب ولديها حضور قوي وشخصية طاغية تحقق من خلالها مصالحها الشخصية في الثراء عبر هذه الصفقات، ولكن تتعرض ومن خلال أحد الأشخاص المتعاملين مع المكتب إلى تغيير لنمط حياتها المادية نحو العواطف. وفي جديدي أيضا نحضّر لعمل مسرحي لصالح المسرح القومي مع الفنان غسان مسعود بعنوان «عش الدم» وهو من إعداد الدكتور رياض عصمت مقتبس عن مجموعة أعمال لشكسبير، أما جديدي في مجال السينما فقد شاركت في بطولة فيلم روسي بعنوان «اختبار الموت»، وكان من المقرر أيضا أن أشارك في عمل تلفزيوني مصري ولكن بسبب الأحداث الأخيرة تأجل تصويره، وقد كنت قبل بدء الأحداث بثلاثة أيام في مصر للاتفاق على العمل مع الجهة المنتجة ونزلت في فندق قريب جدا من ميدان التحرير ولو بقيت أياما أخرى في مصر كنت علقت هناك!..

* لقد حققت مؤخرا إنجازا مهما بفوزك بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة، لنتحدث عن هذا الإنجاز وماذا يعني لك هذا الفوز؟

- أقول لك بصدق أنني فرحت ومن كل قلبي بهذه الجائزة وهي حققت لي دعما معنويا كبيرا لي وسلطت الضوء على فترة من حياتي كممثلة وأعطتني حافزا كبيرا ووجهت الأنظار نحوي خاصة أنني لست محسوبة على مخرج أو على جهة إنتاجية، والطريف هنا أنني حصلت على الجائزة دون أن أكون حاضرة في المهرجان حيث أخبرت عبر الهاتف أنني ترشحت لجائزة أفضل ممثلة دور ثان وفوجئت بذلك خاصة أنني لم أدع للمهرجان ولذلك قلت لن أحصل على الجائزة ونسيت الموضوع 24 ساعة ليأتيني هاتف من مدير إنتاج العمل في يوم تسليم الجوائز يخبرني أنني حصلت على الجائزة فقلت له: هذه إشاعة فأنا في منزلي كيف سأحصل على الجائزة؟. وعندما ذهبت مساء لمنزلي شغلت جهاز التلفاز على القنوات المصرية التي كانت تبث حفل تسليم الجوائز مباشرة ولم أصدق حتى سمعت اسمي فائزة بالجائزة.

* ولماذا لم تحضري المهرجان؟

- دعيت لحضور المهرجان ولكن كان التقصير من الجهة المنتجة للعمل والتي كانت غير متجاوبة تجاه هذا الموضوع ولا أعرف السبب وهذا لا يعنيني لأنني حصلت على الجائزة وأنا في دمشق وليس في القاهرة، فقد حصلت على العنب ولا يهمني الناطور هنا كما يقول المثل الشعبي!..

* فوزك بجائزة مهرجان القاهرة وأنت في دمشق ألا يعني أنه مهرجان حقيقي وليس حالة إعلامية كما انتقده الكثيرون منذ انطلاقته؟

- في الدورة الأخيرة كان مهرجانا حقيقيا حيث وضعت العلامات بشكل مختلف فأعطي نصف العلامة للجمهور ليصوت عبر الإنترنت والنصف الآخر للجنة التحكيم المؤلفة من 12 شخصا.

* وألا يدل فوزك هنا أن هناك من لم يعطك حقك في الدراما السورية بسبب الشللية الموجودة في الوسط الفني السوري؟

- الشللية موجودة في الوسط الفني السوري، حتى الإنسان العادي في الشارع صار يتحدث عن هذه الشللية رغم أنه لا أعرف ما يجري في الكواليس حيث لا أنتمي لأي شلة فنية ولست ضد الشللية في حال كان المخرج يرتاح مع كادر فني يعمل معه باستمرار كما هو الحال في المسرح ولكنني ضد الشللية من مفهوم طلب المخرج ممثلا وحيدا من منطلق أنه تعود على وجود هذا الممثل معه وفي كل الأعمال التي يخرجها، ومن منطلق وجود المصالح الشخصية المتبادلة بين المخرج والممثل غير القائمة على أسس فنية.

* كيف تنظرين لتجربة الممثلين السوريين مع الدراما المصرية؟

- أستغرب مثل هذه المقولات فأنا أؤمن بالإنسان دون أي جنسية وأن الفنان يثبت وجوده في أي مكان، ويسعدني وجود الممثل السوري في الدراما المصرية، وأنا أعتبر أن حظي جميل حيث عملت في المسرح مع الإنجليز والكويتيين والعراقيين والألمان ولم أكن أشعر مطلقا أن هناك أي فرق بيني وبينهم، حتى في الفيلم الروسي لم أشعر للحظة أنني غير منسجمة مع هذا الوسط الروسي، وشعرت أنني وأنا أجسد شخصية امرأة أميركية بعيدة تماما عن الجنسية، ولذلك أرى هنا أن الأمر عادي جدا مشاركة الممثلين السوريين مع الدراما المصرية والبعض جعلها ظاهرة وكبرها وهي ليست كذلك.

* هل شاركت في الدراما المدبلجة؟

- شاركت في عمل واحد وهو «الأوراق المتساقطة» وقبله كنت رافضة أعمال الدوبلاج وبدون أسباب ولكن بعد تجربتي هذه شعرت أن حظي جيد من خلال هذا العمل المدبلج الاجتماعي المهم، وهناك ممثلون ساحرون بأدائهم أحببتهم وأحببت الممثلة التي دبلجت صوتها وهناك مخرج مهم خلف العمل وهناك قصص اجتماعية مهمة وحتى لها علاقة بمجتمعنا وبشوارعنا وعواطفنا. وبصراحة هذا العمل غير موقفي من الدوبلاج رغم أنني لن أشارك في عمل آخر ولكنني لست ضد الدوبلاج، وذلك لسبب بسيط هو أن الممثل الذي يعمل في الدوبلاج يعمل بإحدى أدوات الممثل المهمة وهي صوته فأين المشكلة في ذلك؟ إضافة إلى أن الدوبلاج يحقق دخلا ماديا للممثل يريحه معيشيا. ولدي سؤال هنا أنه لو كان ممثلي الصف الأول هم أبطال الأعمال المدبلجة هل سيثار كل هذا اللغط حول الدراما المدبلجة أم سيعطون شرعية للدوبلاج. وأنا لست مع القائلين أن الدراما المدبلجة أثرت على مساحة بث الدراما السورية وخاصة أولئك الذين يعتبرونها مؤامرة، وأتساءل هنا لماذا لا نقول إن هناك مسلسلات سورية جميلة تفرض وجودها في كل القنوات، ولماذا لا نقول ونعترف أن الدراما السورية تراجعت قليلا.

* وما هي أسباب تراجعها برأيك؟

- الأسباب هي الاستسهال والتكرار واستنساخ الأعمال الناجحة ومن يستنسخ قد يقدم أعمالا رديئة ودون مستوى العمل الأساسي، كما أن الممثل الذي قد ينجح في دور معين فنقوم بتكراره بعشر نسخ تكون سيئة مما يجعل الجمهور يبتعد عنه، فالمعروف أن الجديد هو من يبهر الناس والشارع ولذلك عليك أن تفاجأ الجمهور بالجديد دائما، كذلك من الأسباب دخول أناس العملية الإنتاجية ليست لهم علاقة بالفن وهؤلاء لديهم المال ويرغبون بالجلوس مع فنانين فيؤسسون شركة إنتاج ويطلب أسماء محددة من الوسط الفني يحبونهم لأنهم شاهدوهم في مسلسلات سابقة فيصورون هؤلاء الأعمال الجديدة لهؤلاء المنتجين الدخلاء وتكون هذه الأعمال مستنسخة بشكل سيئ، وهذا كله يؤثر على الدراما السورية.

* هل توافقين على تقديم أدوار إثارة وجريئة؟

- إذا كان الدور يتطلب الجرأة مع مخرج يفهم تماما كيف سيكون هذا الدور ويعرف كل لقطة وكل لحظة بحيث يجب أن يكون هذا الدور موجودا وإذا غاب اللباس والموقف الجريء هنا لن يسير المشهد بشكله الصحيح وكيف لن يستغل جسدي وعواطفي فقط للإثارة ولأشياء استهلاكية، فأنا لست ضد هذه الأدوار لأنها موجودة في الحياة. افرض أنني سأجسد شخصية بطلة سباحة فماذا سترتدي الممثلة هنا؟!..

* ألا تنتقدين نفسك بعد مشاركاتك الدرامية؟

ـ طبعا رغم أنني لا أشاهد أعمالي أثناء عرضها حيث لا أجلس لمشاهدة ثلاثين حلقة تلفزيونية والسبب لأنني «جبانة» حيث لا أجرؤ على مشاهدة أعمالي بوجود أحد من الأشخاص معي وأفضل أن أكون لوحدي في المنزل وأنا أشاهد أعمالي، حيث أتحدث مع نفسي ناقدة الصوت أو الأداء، حيث أقول إنه مثلا يجب عليّ أن أقدم الصوت بشكل مختلف ولذلك أستفيد من هذا النقد الذاتي لأعمال قادمة وأستفيد من الأخطاء في ذلك.

* هل لديك طموح لتجسيد شخصية ما؟

- بالمناسبة أنا جسدت مرة شخصية مونيكا لوينسكي عشيقة بيل كلينتون في عمل تلفزيوني وهو «المقهى العربي» وحاليا إذا طرح عليّ تجسيد شخصية ما سيرة ذاتية وأحب هذه الشخصية فلا مانع لدي لتجسيدها ودخول هذا البحر لأنه يتطلب من الممثل جهدا أكبر ودراسة مستفيضة عنها كونها شخصية معروفة.

* ما هي هواياتك الأخرى؟

- الفروسية ولو أنني لم أحترفها ولكنها رياضتي المفضلة وكنت أنوي احترافها ولكن دراستي للتمثيل أبعدتني عن فكرة الاحتراف لها وقد استفدت من الفروسية في الأعمال التلفزيونية ففي مسلسل «الموءودة» قدمت دور الفارسة وقدت الخيل بشكل متقن ألم أقل لكن إنها هوايتي المفضلة؟!..

* هل صوتك جميل؟

- ياريت ولكن يمكنني أن أتدرب في حال كان يتطلب الدور أن أغني وفي هذه الحالة سأجهد المخرج معي!.. وأتحسر هنا على هواية لم أمارسها وأحبها كثيرا وهي تعلم العزف على آلة موسيقية.

* أنت غير متزوجة؟

- صحيح وأتمنى أن أدخل القفص الذهبي قريبا حيث تعنيني جدا حياتي الخاصة وهناك بعض الشروط لزوج المستقبل أن يكون رجلا بكل معنى الكلمة أستطيع أن أعتمد عليه وأشعر بالأمان معه وأن يكون كريما وشهما.