ريز وذرسبون لـ «الشرق الأوسط»: معظم أفلامي الناجحة هي كوميديات عاطفية.. وأنا أحبها

من فيلم كيف تعرفين
TT

مع تسارع الأحداث العاتية من حولنا تأتينا الأنباء بأن عددا من السينمائيين يكتبون الآن سيناريوهات أفلامهم المقبلة مستوحاة مما حدث. بعضهم يريد أن يعبّر فعلا عن اللحظة الواقعة، وقد هبط إلى الشارع بكاميرته الدجيتال لتسجيلها، والبعض يريد أن يكون الأول في صياغة أعمال درامية عنها من باب التسابق لوضع كلمة «أول فيلم عن ثورة ميدان التحرير» مثلا.

لكن إذا ما كان هناك خطأ في مثل هذا المنوال من التفكير فهو اعتبار أن شأن السينما اللهاث وراء الأحداث وتحويلها إلى ما يشبه التقرير الصحافي مشغولا بالمشاهد التمثيلية لتفريقه عن الفيلم الوثائقي حين تدعو الحاجة. حين غزت القوّات الأميركية العراق خلال حرب الخليج الأولى، ثم حين غزته مرّة ثانية في الحرب الأخيرة، شهدت هوليوود أفلاما قليلة جدّا عن الحربين المتواليتين. لم تصبها إثارة طاغية ولم تصرف دولارا واحدا على خطّة عمل يتنافس فيها السينمائيون إلى استحواذ الصور والمشاهد وتطعيمها ببعض الحكايات لتحويلها إلى أفلام روائية. جل الأفلام التي تناولت الوضع العراقي فعليا سواء كان على الجبهة (مثل «خزانة الألم» الفائز بالأوسكار في العام الماضي) أو تلك التي تتحدّث عن تبعات تلك الحرب في حياة الأميركيين أنفسهم («المرسال» من بين أخرى كثيرة) تم إنتاجها بعد سنوات عديدة من الغزو، و - كما نعلم - فشل معظمها لسبب وجيه: لقد سبقها التلفزيون بنشراته ووثائقياته. صحيح أن على السينما رسالة، لكن رسالتها الأولى أن تضيف وليس أن تستنسخ.

* ريز وَذرسبون واحدة من أنجح الممثلات الأميركيات. وهذا ليس من السهل قوله لأن عدد الممثلات اللواتي يستطعن الادعاء بأنهن ناجحات أو ما زلن ناجحات بعد سنوات طويلة مرّت عليهن في المهنة لا يزيد عدد أصابع اليد الواحدة. لعل السبب الرئيسي في نجاح وذرسبون هو التأقلم سريعا مع جمهور يحبّها في صورة الفتاة الجميلة التي لا تستطيع أن تؤذي أحدا حتى ولو أرادت. إنها صورة مثالية، لكن ريز تؤديها بقدر كبير من التواضع بحيث تتسلل شخصياتها إلى معظم فئات المشاهدين، فهي ذات قبول لدى قطاع مشترك من الأجيال الكبيرة والمتوسّطة والصغيرة سنّا. وفي خلال عشرين سنة من التمثيل (أول فيلم لها كان «الرجل على القمر» سنة 1991) لعبت 28 بطولة أو دورا رئيسيا، وصولا إلى دورها الحالي في «كيف تعرفين» الذي يشاركها بطولته كل من جاك نيكولسون وبول رَد: حكاية امرأة تقف حائرة بين رجلين كل منهما لديه خصال مختلفة عن الآخر ولا تدري كيف ستتصرّف أو من ستختار.

هذا أمر غير مطروح في حياتها الخاصّة فهي متزوّجة وسعيدة ومنظّمة بحيث تقسم أوقاتها بين عائلتها وبين مهنتها من دون معاناة تذكر. وحين التقيت بها كانت تصوّر «ماء للفيلة» الذي سيعرض في مطلع الصيف المقبل والذي دخل الآن مرحلة ما بعد التصوير.

* دورك في فيلم «كيف تعرفين» جاء بعد سنوات طويلة مرت على تسلمك عرض بطولته. هل هذا صحيح؟

- نعم. قبل خمس سنوات حين ربحث الأوسكار عن I Walk the Line تلقيت اتصالا من المخرج جيمس بروكس أخبرني فيه أنه يريد مقابلتي بشأن فيلم. تقابلنا بالفعل وأخبرني أنه كتب سيناريو فيلم وأن إحدى الشخصيات مرسومة تحديدا لي. شعرت بالتقدير الشديد لذلك ورحّبت بالفكرة على أي حال، لكني كنت قلقة حين عرفت أن الدور ينص على شخصية فتاة رياضية. أنا أهتم بالرشاقة لكني لا أستطيع أن أدّعي أنني رياضية، وبناء على ذلك كنت أخشى أن يكون العمل غير مناسب لي لأني في النهاية لست طويلة القامة ولا أبدو رياضية على الإطلاق. بعد ذلك لم أسمع منه مطلقا واعتبرت أن الموضوع انتهى. وبالفعل مرّ عامان ونصف قبل أن يتصل بي مجددا ويبعث بالسيناريو.

* خلال تلك الفترة ظهرت في خمسة أفلام مختلفة، دراما وكوميديا. أي هذه الأفلام تحبذينه اليوم أكثر من سواه؟

- أحيانا تقبل تمثيل فيلم لموضوعه المهم، ثم تجد أنه لم يحقق النجاح المطلوب منه، لكن الشعور بأهميّته يستمر، كذلك الإيمان بأن اختياره كان فعلا صحيحا. من بين الأفلام التي مثّلتها في تلك الفترة والتي اندفعت إليها بإحساس المرحلة التي كنا نمر بها هو «حكم».

* الفيلم الذي دار عنك كزوجة تفاجئين بأن زوجك الشاب متهم..

- نعم. الرسالة كانت مهمّة لي على صعيد ما تبحث فيه من حالة ربما تكون واقعية. نحن لا نعرف إلا ما يعرضه الفيلم لنا، لكننا نعتقد أنه حاصل. أيضا أحببت دوري في «كما الجنة» الذي صوّرته مباشرة بعد «أمشي الخط». كان فانتازيا بأسلوب كوميدي منعش.

* لنعد إلى فيلمك الحالي «كيف تعرفين». ما هي نقاط اللقاء ونقاط الاختلاف بينك وبين الشخصية التي تؤدينها؟

- إنها مختلفة جدا عن شخصيتي. الدور هو انطلاق في الاتجاه الآخر البعيد عن شخصيّتي بداية من حقيقة أن ليزا (اسم شخصيتها) أحبت الرياضة ومارستها منذ أن كانت في الكليّة، وهذا مختلف تماما عن حياتي واهتماماتي. ولم يكن سهلا علي أن أصبح هي. لقد خضعت لنظام رياضي لخمسة أيام كل أسبوع وثلاث ساعات في اليوم استمر على مدى خمسة أشهر حتى أستطيع أن ألبي شروط الدور. هي أيضا فتاة تضع الرياضة في مقدّمة اهتماماتها في الحياة، وأنا أضع العائلة والمهنة في مقدّمة اهتماماتي. هناك اختلافات بالفعل.

* هل تعلّمت شيئا منها؟

- هذا سؤال جيّد والجواب لا (تضحك). ما تمر به ليزا ليس ما مررت به. هي امرأة قررت أنها تعرف ما تريد، وأنا امرأة اعتقدت يوما أنني أعرف كل شيء لكني اليوم أعتقد أنني ما زلت أتعلّم. لدي صديقة قالت لي يوما: هناك حين نتوقّف فيه نحن النساء عن التفكير بمن نريد ونبدأ التفكير بمن يريدنا (تضحك). أعتقد أنه الوضع ذاته الذي تمر به ليزا وهو يعكس أيضا المرحلة من العمر التي تعيشها كامرأة شابّة. هناك رجلان يريدانها وهي لا تريد أن تقرر، لكن لو كانت أكبر سنّا لما تأخرت في القرار.

أبناء مهنتها

* نحن في الفترة التي يسمّونها «سباق الأوسكار»، على غرار سباق السيارات مثلا، ما رأيك بالممثلات المرشّحات؟ هل شاهدت أفلامهن؟

- شاهدت أفلام بعضهن لانشغالي بتصوير فيلمي الجديد. شاهدت «البجعة السوداء» وهو دور قوي لا أعتقد أنني أستطيع القيام به لأنه يتطلّب شخصية بعيدة عني وتشترط بالممثلة أن تكون جريئة على مستويات كثيرة ولهذا أعتبر ناتالي بورتمن شجاعة وموهوبة كونها ملكت تلك الجرأة والاستعداد. معجبة جدّا بآنيت بانينغ وهي أيضا جريئة كونها لعبت شخصية امرأة مثلية وهي ليست كذلك في «الفتيان بخير» طبعا.

* هناك آراء مختلفة حيال الفوز بالأوسكار. أسأل البعض فيقول لي إن الأوسكار كانت انطلاقة جديدة لي وأسأل البعض فيقول إنه شرف لكنه لم يؤثر على حياتي المهنية على الإطلاق. إلى أي نوع تنتمين؟

- هو بالفعل شرف كبير وأمنية لمعظم أبناء مهنتي، لكني أعتقد أن تأثيره على مستقبل الممثل يختلف من حالة إلى حالة بالفعل. بعض الممثلين ناجحون في أعمالهم بحيث فوزهم بالأوسكار لن يزيد من عدد المشاريع التي تعرض عليهم. من الصعب أن ينتظر الممثل الفوز لكي يعمل أكثر أو كفرصة لكي يتسلم المزيد من المشاريع لأن المشاريع تختلف ولا يمكن بناء مستقبل على احتمال كهذا. ماذا يحدث إذا فزت بالأوسكار ولم يطلبني أحد للتمثيل؟

* تخصصت في أدوار معيّنة أكثر من سواها: «الفتاة الشقراء قانونيا» كما عنوان أحد أنجح أفلامك، هل من الصعب كسر التقليد؟

- إذا ما نجحت في نمط معيّن أكثر من سواه نعم.. يصبح العودة عنه أصعب. ومعك حق معظم أفلامي الناجحة هي كوميديات عاطفية وأنا أحب هذا النوع فهو ليس سهلا وليس سهلا النجاح فيه.

* يتطلّب قدرا من البراءة على ما أعتقد..

- إلى حد بعيد، لكنه يتطلب أيضا قدرا كبيرا من حب تمثيل هذا النوع. بعض الممثلين أكثر ملاءمة من بعضهم الآخر حين يأتي الأمر إلى النجاح في تمثيل شخصيات كوميدية أو في أفلام كوميدية. يرتاحون أكثر لما هو جدّي وهذا طبيعي جدّا.

* العالم يشاهد

* مجهول إخراج: خوام كولي - سيرا ليام نيسون، دايان كروجر، جانيواري جونز.

تشويق - الولايات المتحدة - 2011

* واحد من الأفلام التي تبدو أنها تقع في منطقة فاصلة بين الواقع والخيال. بطل الفيلم طبيب كان يستقل سيارة حين وقعت حادثة أدت به لدخول حالة كوما قصيرة. حين يخرج بعد بضعة أيام ويحاول التقاط حياته من جديد يُفاجأ بأنه بات شخصية بلا هوية أو دلالات. حتى زوجته تدّعي أنها لم تلتق به من قبل. هناك مؤامرة، لكن المخرج الإسباني الأصل ينجح في إحاطتها بالكتمان حتى مرحلة لاحقة.

لكن حال نعرف السر وراء ما يحدث مع بطل الفيلم ندرك أن المفاجأة تمخّضت عن تفعيلة درامية سبق للسينما أن تناولتها أكثر من مرّة. على ذلك، جهد واضح في مجال التنفيذ كما أن أي دور يقوم به ليام نيسون لا بد أن يترك أثرا طيّبا بين الناس.

عروض: عالمية

* طائرة ورق إخراج: براشانت بارغافا تمثيل: سيما بسواز، نوازودين صدّيقي، حامد شيخ دراما - الهند - 2011

* رغم أن المخرج بارغافا مواليد شيكاغو قبل نحو ثلاثين سنة، وسبق له أن حقق العديد من الأشرطة الدعائية الأميركية، فإنه اختار العودة إلى الهند لأجل فيلمه الروائي الأول هذا، حول أحلام طفل لديه طائرة ورقية يريد الاشتراك بها في مهرجان خاص بهذه الرياضة. المعالجة ميلودرامية والمستوى التنفيذي معتدل والتمثيل غير متساو بين المشتركين وكل ذلك يضر بالفيلم، لكن موضوعه يحمل الرغبة التلقائية والمبررة في التعامل مع أحلام الأطفال على نحو إنساني شغوف

* عروض: مهرجان برلين المرأة في الطابق السادس إخراج: جان فيليب لوغواي تمثيل: فابريس لوشيني، نتاليا فربيكي، كارمن مورا كوميديا - فرنسا - 2011

* بعد دوره الناجح في «بوتيش» يواصل الممثل لوشيني منهجه في البحث عن مشاريع يمكن أن تجد صدى وقبولا بين الناس كشأن هذه الكوميديا التي تقع أحداثها في الستينات. إنها حول رجل ميسور يعيش في عمارة آلت إليه بالوراثة يعيش مع زوجته التي لا تجيد غسل الصحون عندما تترك الخادمة العمل فجأة فيتحوّل المطبخ إلى منطقة كارثية. الخادمات اللواتي يتم جلبهن للعمل يختلفن كل بمعطيات خاصّة كافية لأن تثير الضحك مرارا وتكرارا على الرغم من القصّة الخفيفة التي لا تترك انطباعا أبعد من لحظاتها.

* عروض: فرنسية عامّة

* شباك التذاكر

* خطر محتمل

* اتجه الجمهور هذا الأسبوع للكوميديا بإقباله على «أمضي معها» من بطولة المتكررين جنيفر أنيستون وأدام ساندلر (المركز الأول). في الجوار فيلم رسوم متحركة بعنوان «جستين بيبر» (المركز الثاني) وبعض الأكشن في إطار من المعارك التاريخية في فيلم جديد ثالث هو «الصقر» (المركز الثالث). فيلم الأوسكار المحتمل «خطاب الملك» يتراجع قليلا (من المرتبة الرابعة إلى السادسة) لكنه يرفض مغادرة القائمة على عكس «الدبور الأخضر» الذي يودّعنا بعد ثلاثة أسابيع عرض فقط (المركز العاشر). 1 (-) Just Go With it: $30,885,025 2 (-) Justin Bieber: Never Say Never: $30,240,366 3 (-) Gnomeo & Juliet: $25,994,350 4 (-) The Eagle: $8,589,219 5 (1) The Roommate: $7,412,262 6 (4) The King›s Speech: $7,412,657 7(3) No Strings Attached: $5,645,048 8 (2) Sanctum: $5,131,760 9 (8) True Grit: $4,311,004 10 (5) The Green Hornet: $3,605,202

* مهرجانات وجوائز

* سكورسيزي وديكابريو يغزوان وول ستريت

* الشراكة القائمة بين المخرج مارتن سكورسيزي والممثل ليوناردو ديكابريو مرشحة للاستمرار بعدما قرر المخرج المشروع المقبل الذي يود الانصراف إليه. إنه فيلم بعنوان «ذئب وول ستريت» المأخوذ عن سيرة وضعها حول نفسه مضارب في السوق جنى أموالا طائلة ثم جلس يعترف كيف غرفها بطرق غير مشروعة. آخر مرّة التقى فيها المخرج وممثله المفضّل كانت قبل عام واحد من خلال فيلم «جزيرة مغلقة» الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي مطلع السنة الماضية.

* مشكلات في السيناريو

* تتوارد الأنباء عن تأجيل محتمل لمشروع «رجال في الأسود - الجزء الثالث» وذلك بسبب تضارب آراء بين عدد من الكتّاب الذين تناوبوا على وضع سيناريو الفيلم. وكان المخرج باري صوننفيلد استعان بالكاتب لووَل كانينغهام لوضع سيناريو هذه الكوميديا الفانتازية لكنه أسند المهمّة لاحقا إلى إيتان كووَن الذي يبدو أنه أنجز نسخة مختلفة لم تلق قبول ول سميث وتومي لي جونز الممثلين الرئيسيين للفيلم ولا الشركة المنتجة. الآن هو يبحث عن كاتب ثالث.

* بعيدا عن هاري بوتر

* حينما ينجز الممثل البريطاني دانيال ردكليف دوره المقبل في «هاري بوتر» يكون هذا آخر مرّة سيضطر إلى الإيحاء بأنه ساحر بريء لا يُقهر وأن العصا الصغيرة التي بيده تستطيع أن تصنع المعجزات باستثناء أن تخلق منه ممثلا جيّدا. والحال الآن أن الممثل يريد دورا مختلفا تماما لكي يبرهن على أنه جدير بالقبول خارج تلك الأدوار. والمحتمل أنه وجد ما يبحث عنه ولو خارج السينما إذ تتوارد الأخبار عن أنه سيشترك في بطولة مسرحية «كيف تنجح في البزنس من دون أن تحاول».. وهو عنوان يبدو كما لو كان من اختيار أعداء الممثلين غير المعجبين به.