ميلا جوفوفيتش لـ«الشرق الأوسط»: لا أمثل ما يكفي من أفلام درامية لكن هذا لا يهم كثيرا

قالت إن كل دور يحمل قدرا من الجهد البدني أو النفسي

ميلا جوفوفيتش كما بدت في «المسكن الشرير: بعد الحياة» أحد أفلام الأكشن
TT

إذا كان مهرجان «سندانس» بعيدا عليك، لأنه يقع في بعض جبال ولاية يوتا، وقاسيا، لأنه يقع في عز الشتاء، فإن الوصول إليه سيكون سهلا من العام المقبل وصاعدا.

رئيسه الممثل والمخرج الأميركي روبرت ردفورد قرر أن يفتح له فرعا في لندن، وتم تعيين التاريخ من الآن: من السادس والعشرين إلى التاسع والعشرين في دورته الأولى، على أن يمتد بعد ذلك لأسبوع كامل خلال السنوات القليلة اللاحقة.

سندانس لندن، يقول ردفورد: «لن يكون نسخة من سندانس الحالي» ويضيف: «هناك سينما مستقلة أوروبية تكفي لملء شاشات المهرجان طوال أيامه».

هذا صحيح. في كل مكان في العالم هناك سينمات مستقلة، بل في بعض الدول، مثل لبنان، كل السينما مستقلة، لأنه لا توجد إنتاجات غير مستقلة أو منتمية إلى شركات كبيرة. لكن هل نحن واثقون من أن المنتج والمخرج المستقل سيفضل عرض فيلمه في النسخة الأوروبية من المهرجان؟ أعتقد أن معظمهم سيرغب في شد رحاله إلى تلك المنطقة الثلجية، لأنه يتطلع إلى أن تلتقط شركات التوزيع في هوليوود فيلمه، ولأن النجاح بات يقاس في أميركا، وليس في خارجها. وهذا مثير للطرافة، لأن الكثير من الأفلام المنتجة في هوليوود (أي غير المستقلة) باتت ترى أن التوزيع العالمي هو مقياس النجاح بالنسبة إليها.

كان يمكن لميلا جوفوفيتش المولودة قبل 35 سنة في أوكرانيا من أب طبيب صربي وأم ممثلة روسية، أن تصبح عارضة أزياء، أو ممثلة، أو راقصة باليه أو مغنية ولاعبة أورغ ومؤلفة موسيقية. وهي مرت على «الكارات» كلها فأصبحت عارضة أزياء في سن مبكرة، ثم تعلمت رقص الباليه لبضع سنوات، ومثلت في الوقت ذاته ولعبت الموسيقى. من بين كل تلك الميادين وجدت نفسها في العمل السينمائي أكثر من أي شيء آخر.

على الشاشة من عام 1988، وعلى قمة نجاحاتها من عام 1997 عندما مثلت «العنصر الخامس» أمام بروس ويليس. لكن حياتها، بصرف النظر عن الاختيارات، لم تكن سهلة. لقد هربت العائلة من الشرق الأوروبي وهي لا تزال صغيرة. حطت العائلة في لندن، حيث دخلت ميلا المدرسة. ثم انتقل الجميع إلى لوس أنجليس. لا الأب اشتغل طبيبا ولا الأم مثلت، بل كلاهما عمل في منزل المخرج المعروف برايان دي بالما كخادمين في الوقت الذي كانت فيه ميلا تواصل دراساتها وتبحث عن مستقبلها الفني.

حاليا هي متزوجة من المخرج بول و. أندرسن ولديهما طفلة وفيلم مشترك، فهو مخرج الفيلم الذي يتم تصويره من بطولتها بعنوان «الفرسان الثلاثة» لجانب أورلاندو بلوم وكريستوف وولتز.

* ولدت في أوكرانيا. ماذا يعني ذلك بالنسبة إليك اليوم؟

- يعني تماما البديهي: ولدت في أوكرانيا وبقيت فيها حتى سنوات مبكرة في نشأتي، ثم انتقلت وأمي للعيش في الغرب. عندي ثقافتان، واحدة روسية والأخرى أوروبية وأميركية مثل الكثير من المهاجرين (تشير بأصبعها إلى الكاتب)، وفي اعتقادي أن ذلك من حسن الحظ، لأن المهاجر الذي يمتلك ثقافتين كبيرتين يستطيع الاستناد إليهما من دون أن يضحي بواحدة.

* والدتك كانت ممثلة. هل وجهتك صوب التمثيل؟ وما الدور الذي لعبته في حياتك؟

- نعم كانت ممثلة، لكنها لم تختر طريقي في التمثيل. ما حدث هو أنني كنت أعلم ما هو التمثيل منذ أن كنت صغيرة. أعرف ما يعنيه وكيف أنه فن يقوم به الممثل أو الممثلة، ثم بعد ذلك يعود لعالمه وشخصيته الحقيقية. كنت أعرف ذلك، لكني لم أكن أعرف إذا ما كنت أود أن أصبح ممثلة، ووالدتي لم تحاول التأثير علي سلبا أو إيجابا في هذا الشأن، إلى درجة أنني حين أصبحت عارضة أزياء صغيرة، وبدأت بعض العروض السينمائية تصلني، لم أكن أعرف إذا ما كنت أريد أن أختار التمثيل أو أبقى في عرض الأزياء، ولا أعتقد أن والدتي كانت تعلم أيضا.

* في أي مرحلة كونت اهتمامك بالموسيقى إذن؟

- كل شيء بدأ باكرا عندي. العمل تحت الأضواء حين كنت في الثانية عشرة. التمثيل في الثالثة عشرة. الموسيقى في الخامسة عشرة. الموسيقى مهمة جدا عندي وقد بلورتها منذ سنوات شبابي. الغناء أكثر صدقا بالنسبة لي لأن التمثيل هو السطو على شخصية أخرى ليست لي، لكن العزف والغناء هو أنا. لا داعي لترك شخصيتي وتقمص أخرى. كوني ذكرت ذلك لا يعني أنني لا أقدر التمثيل. كل ما في الأمر أنه يتطلب جهدا كبيرا لإتقان أداء شخصية قد تكون على بعد كبير مني.

* هل الشخصيات التي تمثلينها متساوية بشكل ما؟ ومن أي ناحية متساوية؟ طريقتك لتأديتها. التحضير لها. الجهد الذي تبذلينه فيها.

- أنا لست ممثلة ذات منهج كبعض كبار الممثلين الأميركيين. لقد شاهدت أفلام مارلون براندو وأفلاما لآل باتشينو وسواهما وأعرف ما هو الأسلوب المنهجي النيويوركي في العمل. أنا من الممثلين الذين يؤدون ما يوافقون على أدائه باندفاع تلقائي. لكن السؤال الذي تطرحه أكبر من أن أجيب عنه بكلمة واحدة، هل الشخصيات التي أمثلها هي متساوية أم لا؟ كل دور يحمل قدره من الجهد. بعضه جهد بدني، كما في أفلام الأكشن وبعضها جهد عاطفي.

* ما الفيلم الذي وجدت فيه نفسك تبذلين فيه جهدا عاطفيا لدرجة أنه أثر عليك إلى حد كبير؟

- أعتقد آخر الأفلام التي تركت فيّ مثل هذا التأثير كان «جوان دارك» (1999).

* شاهدت ذلك الفيلم. هل كانت دموعك فيه حقيقية؟

- نعم. كانت حقيقية. كما شرحت قبل قليل، لست من أتباع مدرسة «المنهج» (The Method) وإلا لمثلت البكاء (تضحك).

* هذا الفيلم أخرجه الفرنسي لوك بيسون الذي أخرج «العنصر الخامس» أيضا من بطولتك. كيف تنظرين إلى إسهامه في تقدمك الفني؟

- بيسون مخرج رائع وأحترمه كثيرا. إنه يريد تحقيق الفيلم الكامل في كل مرة، وهو لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا بعد أن يقتنع بأن الممثل متجاوب معه في هذه الرغبة. كنت ذكرت قبل قليل أن الجهد الذي نتحدث عنه ربما كان بدنيا وربما كان عاطفيا، وحين قلت بدنيا كان «العنصر الخامس» في البال، وكما لاحظت هما بالفعل لمخرج واحد. وما تعلمته منه يصعب شرحه. لقد ازدادت ثقتي بقدراتي نتيجة العمل معه.

* يبدو لي أن الأفلام التي تمارسين فيها الجهد البدني هي الأكثر تعددا في السنوات الأخيرة. هل يعود ذلك إلى قوامك ورشاقتك؟

- لا بد أن ذلك حقيقي. لو كنت أقصر قامة أو بدينة بعض الشيء أو ربما ذات شخصية تبدو وديعة للمشاهدين لفزت بأفلام درامية وكوميدية.

* هل تفتقدين مثل هذه الأدوار؟

- سأقول لك كيف أنظر إلى ما أقوم به: أرحب بما يصل إليّ من مشاريع بصرف النظر عن نوعياتها. نعم أعتقد أنني لا أمثل ما يكفي من أفلام درامية، لكن هذا لا يهم كثيرا. المهم أنني أنجح في ما أقوم به ولو كانت كل أدوار الأكشن التي تعرض علي.

* البعض يعتبر ذلك تقييدا ويبحث عن الأفلام الدرامية، لأنه يراها أجدى.

- بالنسبة لي، كله مجد. المسألة هي الكيف. هناك ممثلات كثيرات لا يصلحن للأدوار التي أقوم بتمثيلها، وربما كن يرغبن لو أنهن يستطعن تمثيل أفلام أكشن ومغامرات.

* ما رأيك إذن في أنجلينا جولي؟ هل تلعب الكثير من هذه الشخصيات؟

- أحب شخصية أنجلينا على الشاشة، وأعرف أنها تجيد الدراما وتجيد الأكشن معا. هذا ما أعتقد أنني أجيده أيضا، لكن الفارق هو أنها منحت فرصا أكثر مني لتأدية الدراما. لقد شاهدت لها مؤخرا «سولت» و«السائح» وشهقت إعجابا بها. ومن قبل شاهدتها في «تبديل»، وشهقت إعجابا بها أيضا. إنها ساحرة.

* قمت بالجمع بين النوعين في فيلم «مليون دولار هوتيل» مباشرة بعد «جان دارك».

- لم يكن «مليون دولار هوتيل» فيلم أكشن.

* لا لم يكن، لكنه حمل عنصر التشويق والغموض، وعلى نحو منفصل كان لديك شخصية تألفت عناصرها من مواقف درامية صعبة.

- يعود كل ذلك إلى المخرج (الألماني) فم فندرز. تعرف أنه من الأفلام الصغيرة التي بالكاد تعرض في أي مكان، وأنا سعيدة بأنك شاهدته. هو أحد أفضل الأفلام التي مثلتها فعلا. وأنا أحببت شخصيتي في هذا الفيلم. دور امرأة ذكية وواثقة من نفسها.

* أعتقد أنك مشغولة بتصوير «الفرسان الثلاثة» حاليا وإذا ما كانت معلوماتي صحيحة، فإن لديك فيلما تاريخيا آخر عنوانه «ملكة الشتاء». هل تعتبرين الفيلمين بداية توجه صوب أفلام مقتبسة من أعمال أدبية كلاسيكية؟

- آمل ذلك. لكن تعبير عمل أدبي كلاسيكي ربما من حق «الفرسان الثلاثة» أكثر، لأنه من تلك الأعمال الفرنسية التي لا يؤثر فيها الزمن. ما يثير شهيتي لتمثيل هذا النوع من الأفلام هو الملابس التاريخية. أحبها جدا. فضفاضة ومختلفة، ولو كان هناك معرض أزياء لها لعدت إلى تلك المهنة من أجلها.

* الأفلام الأكثر نجاحا من تمثيلها:

1. The Fifth Element (1997) 2. Resident Evil: After life (2010) 3. Resident Evil: Apocalypse (2004) 4. Resident Evil: Extinction (2007) 5. Zoolander (2001)