رانيا الكردي: «نغم من حياتي».. الفرصة التي انتظرتها طوال حياتي

قالت لـ «الشرق الأوسط»: تعرفت على الموسيقى الشرقية وتعلقت بها من خلال أغنية «كيفك انت»

مقدمة برنامج «سوبر ستار»
TT

اعتبرت المذيعة التلفزيونية الأردنية رانيا الكردي أن إطلالتها الجديدة اليوم في برنامج «نغم من حياتي» هي الفرصة التي طالما انتظرتها، لا سيما أنها جاءت عبر «إل بي سي» المحطة الرائدة في هذا المجال. وأضافت أنها عندما تلقت عرض المشاركة في البرنامج لم تتردد، خصوصا أن فكرته جديدة وغير مكررة، كما يسمح لها بالتواصل مع عائلتها في الأردن، كونها تمضي في بيروت فقط الأيام اللازمة لتصوير الحلقة المقرر عرضها مباشرة على الشاشة. ورأت أن مجرد عودتها إلى العمل في لبنان جعل فرحتها تكتمل لأنها تعشق هذا البلد وأهله. وقالت: «أنا اليوم في مكان المناسب وأشكر اللبنانيين لأنهم تقبلوني كمذيعة على إحدى أهم شاشاتهم الفضية».

وعن سبب دموعها التي ظهرت مؤخرا خلال محاورتها ضيفها الموسيقي روميو لحود في «نغم من حياتي» أوضحت أنها طيلة وقت الحلقة كانت متأثرة بحضوره وبذكرياته التي ترافقت مع أغان تحمل له الكثير من المعاني وأنها عندما أطلت الفنانة آلين لحود، ابنة كل من أخيه ناهي والراحلة سلوى القطريب لتؤدي إحدى أغنياته المفضلة «أعطني الحياة» لم تستطع السيطرة على مشاعرها فانهمرت دموعها دون استئذان. ورأت أن رد فعلها تلك تحمل الإيجابية، رغم خوفها من أن يعتبرها البعض انتقاصا لحضورها أو لنعتها مثلا بالمذيعة صاحبة الدمعة السخية، إلا أن الأمر كان أقوى منها، لا سيما أن لروميو لحود فلسفته الخاصة حول الموت هو الذي فقد مؤخرا زوجته ألكسندرا وقبلها شقيقتها المطربة سلوى القطريب العزيزتين كثيرا على قلبه.

وعما إذا كانت تتدخل في إعداد البرنامج أو تقوم ببعض التعديلات على النص المعد لها، أكدت رانيا أن الأمر غير وارد بتاتا عندما تتعاون مع فريق عمل محترف لا يمكنك إلا الوثوق بقدراته وبأشخاصه بدءا من معدته إلى سعد وصولا إلى مخرجه طوني قهوجي، مشيرة إلى أن كل ما تستطيع التصرف به هو أسلوبها في محاورة الضيف بطريقة مهذبة دون التطرق بأي شكل إلى موضوع يحرجه، فهي لا تحب أسلوب التجريح بالضيف أو إيذاءه كما يفعل بعض المذيعين في هذا المجال.

وعن النغمات التي قد تذكرها لو فرضنا أن دعيت كضيفة على البرنامج نفسه ردت بأن الظروف الحياتية التي مرت بها لا تجيز لها التشبه بضيوفها فهي لم تتعرف إلى الألم أو المعاناة عن كثب، كضيفيها السابقين كارول سماحة أو روميو لحود مثلا، إلا أنها قد تختار أغنية «up where we belong» لـ«joe coker» كونها نغما رافقها منذ صغرها، فغنته أمام المرآة ولدى حضورها لمسابقة دخول معهد الدراما في بريطانيا وكذلك الأمر بالنسبة لأغاني فيلم Grease لجون ترافولتا وأوليفيا نيوتن جون التي تذكرها بشبابها.

أما الأغنية التي تشكل لها مفصلا لا تنساه في ثقافتها الموسيقية فهي أغنية «كيفك انت» لفيروز، إذ من خلالها تعرفت على الموسيقى الشرقية وتعلقت بها بعدما كانت ملمة فقط بالموسيقى الغربية، كونها عاشت ودرست في لندن وهي اليوم تستمتع في الاستماع إلى أغاني أم كلثوم ووديع الصافي ووردة الجزائرية وغيرهم، كما أنها صارت تطلع على أغاني فنانين أمثال فارس كرم وتحب الاستماع لأغنية «عندك بحرية يا ريس» التي تذكرها بحقبة تقديمها برنامج «سوبر ستار» على محطة «المستقبل». والمعروف أن رانيا الكردي شاركت في هذا البرنامج إلى جانب المذيع المصري أيمن قيسوني وكانت تلك التجربة بمثابة بوابة عبورها إلى عالم الإعلام المرئي.

وتصف تجربتها الثانية مع المحطة نفسها في برنامج «كاريوكا» عام 2008 بأنها لم تأخذ حقها فكانت الحاضرة الغائبة عن الشاشة الصغيرة بسبب تأثر قناة «المستقبل» في تلك الحقبة بوفاة الرئيس الراحل رفيق الحريري فاتخذت منحى جديا في برامجها أثر على نسبة مشاهدي هذا النوع من البرامج لديها.

ورأت أن الحنين الأكبر الذي تشعر به عند ابتعادها عن التلفزيون هو أجواء التعامل مع فريق كامل، مشيرة إلى أنها في المقابل لا تفتقد إلى الماكياج والأزياء التي ترافق إطلالاتها، موضحة أن كل عناصر الإبهار لا تهمها.

وفي مقارنة بين الشاشة العربية واللبنانية وبالتحديد «إل بي سي» الفضائية. تقول رانيا إن المزيج ما بين الغربي والعربي الذي تملكه الشاشة اللبنانية عامة، و«إل بي سي» خاصة، لا نصادفه في المحطات العربية الأخرى، وإن مساحة الحرية الموجودة لدى المحطات اللبنانية تجعلها تتميز عن زميلاتها بشكل واسع. وذكرت أنها لا تتابع الأعمال التلفزيونية بشكل عام، وأن انشغالاتها العائلية والمهنية تحول دون ذلك وأنها في الفترة الأخيرة تابعت بعض حلقات برنامج (Arab’s got talent) على شاشة «إل بي سي».

وعن رأيها في تنقل المذيعين حاليا بين محطة تلفزيونية وأخرى رأت رانيا الكردي أن ذلك دليل عافية يسهم في تقديم الأفضل للمشاهد تماما، كما يحصل أيضا في المسلسلات الدرامية التي صارت تتعاون مع ممثلين من مختلف الجنسيات العربية لتلون أعمالها وترضي أكبر عدد ممكن من المشاهدين وذلك نوع من أنواع التطور الإعلامي الذي نشهده في كل العالم. وعلقت على ظاهرة تحول عدد من نجوم الفن إلى مجال التقديم التلفزيوني أمثال مايا دياب التي تقدم «هيك منغني» على «إل إم تي في» وغسان الرحباني صاحب برنامج «غني مع غسان» وأروى في برنامج «لو»، مشيرة إلى أن دراستها الجامعية في لندن خولتها الاطلاع على كل ميادين الميديا، في التمثيل أو التقديم أو المسرح أو الغناء والرقص، الأمر الذي تجده طبيعيا ولا يخرج عن نطاق اختصاصها. وتضيف: «المهم في الموضوع أن يتقبلني المشاهد فالنجمة العالمية مادونا رغم شهرتها الواسعة، لم تستطع أن تقنع جمهورها في موهبتها التمثيلية ففشلت في هذا المجال».

وتحضر رانيا الكردي حاليا لعمل فني جديد من المتوقع أن يعرض في موسم رمضان المقبل وتصفه بالعمل الذي طالما أرادت القيام به وهو الأقرب إلى طموحاتها، إذ يتضمن الغناء والتمثيل معا ويظهرها على طبيعتها لأنها كمذيعة مقيدة بالجدية، أما في العمل المنتظر إنتاجه فستكون على سجيتها في قالب درامي كوميدي يتضمن رسائل غير مباشرة من واقع الحياة، وهو من إنتاج قناة تلفزيونية عربية جديدة. كما تدرس إمكانية المشاركة في فيلم سينمائي يحكي عن شخصية غربية معروفة وهي تحلم بتقديم دور مركب يلزمه التحضير الجيد قلبا وقالبا فيتطلب مثلا زيادة في الوزن والكثير من الموهبة.

أما الغناء فصار من المشاريع البعيدة عن اهتماماتها الأصلية لأنها تركز حاليا على التمثيل ولأن الغناء بحد ذاته يلزمه الكثير من التضحية، كما أنه يجرد صاحبه من حياته الشخصية ودفء الحياة العائلية وأنها شخصيا ليست مستعدة للتنازل عن هذه الأساسيات في حياتها من أجل الشهرة التي لا تعني لها شيئا وأنها عندما يعاملها أحدهم كمشهورة تنزعج وتفضل التوازن في حياتها على أي شيء آخر. أما النقد الذي توجهه لنفسها فهو عصبيتها الزائدة وعفويتها معا وأنها حساسة إلى حد كبير. أما بالنسبة لرانيا المقدمة التلفزيونية فتجدها بسيطة في الأسلوب لا تعرف المجاملة واللغة المنمقة اللذين يتبعانهما بعض المذيعين في برامجهم. وتقول: «لا أحب الفلسفة في التعاطي مع الآخرين وقد يكون ذلك نقصا لدي لا أجيده». وعن استعدادها لخوض تجربة التقديم الثنائي مرة ثانية، كونها سبق وقامت بها إلى جانب أيمن القيسوني في برنامج «سوبر ستار» قالت إن لديها بعض الملاحظات على هذا الموضوع لأنه يشبه موضوع الزواج تماما فعلى المشارك به أن يأخذ بعين الاعتبار إحساس الشريك وشعوره وعواطفه ومزاجيته وكذلك عدم مقاطعته أو التكلم أكثر منه فتكون مقيدا لا تستطيع أن تمسك بزمام الأمور كما تريد لكن ذلك لا يمنعها من إعادة الكرة فيما لو اقتنعت بفكرة العمل المعروض علي ككل.