الفنان السوري فراس إبراهيم لـ «الشرق الأوسط»: لم نتأثر بالاحتجاجات السورية

قال إنه تحدى نفسه بـ«محمود درويش».. وإن حياة درويش تستحق أن تدرس

TT

بمجرد ترشيح الفنان السوري فراس إبراهيم لتجسيد شخصية الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في عمل تلفزيوني، ثارت حالة من الجدل الشديد. وكاد الأمر يصل إلى مستوى الأزمة حين رفض البعض قيامه بتجسيد الشخصية، رغم أن أسرة الشاعر نفسها ساندته.. ولكنه لم يلتفت إلى ذلك الجدل وبدأ في تصوير مشاهده، وأوشك بالفعل على الانتهاء من المسلسل خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

ويشير فراس إبراهيم إلى أن المسلسل كان من المقرر أن يبدأ تصويره قبل شهور طويلة، إلا أن إصابته في حادث سير وخضوعه للعلاج أجلا البدء فيه إلى خمسة شهور مضت. وقال فراس لـ«الشرق الأوسط»: «إن المخرج نجدت أنزور بدأ التصوير من دون وجودي، واستغل تلك الشهور في الانتهاء من مرحلة الطفولة للشاعر الفلسطيني محمود درويش، ثم تصوير مرحلة الحراك الثقافي والفني والاجتماعي والسياسي. وهي المرحلة التي شهدت الحرب الأهلية، التي تمكن من خلالها من التحول من شاعر إلى مفكر ففيلسوف».

وأضاف فراس: «انتهينا تقريبا من تصوير معظم العمل، وتبقى تصوير بعض المشاهد في فرنسا والقاهرة التي ستكون نقطة نهاية التصوير. والعمل يشاركني في بطولته نجوم كبار في العالم العربي مثل سلاف فواخرجي، وميرنا المهندس، وأحمد زاهر، وأسعد فضة، وباسم مغنية، وشفيقة الطل، ولينا حوارنة، وعبد الرحيم آل رشي، ومجدي بدر، وعبد الحكيم قطيفان».

وأشار فراس إلى أن عنوان المسلسل مستوحى من أحد الكتب التي سبق وسرد فيها الشاعر محمود درويش بعضا من سيرته الذاتية، وكانت مرجعا كبيرا ومهما لأسرة المسلسل الذي قام بتأليفه حسن ميم يوسف.

أما عن قلقه حيال المشكلات التي واجهت المسلسل، وبخاصة الاعتراضات التي وجهت إليه، قال فراس: «أنا بطبعي شخص قلق جدا في عملي، والقلق ظاهرة صحية في كل الأحوال.. وأسرة الشاعر الفلسطيني محمود درويش ساندتني لإخراج هذا العمل للنور وأمدتني بما أريد من مادة. أما عن المشكلات فأنا أرفض الحكم على المسلسل وهو لا يزال في طور التصوير، ودائما ما أترك الحكم للجمهور حينما يعرض العمل. وبصفة عامة فأنا متفائل جدا بأن العمل سينجح، وكل شيء يعود إلى إرادة الله ومشيئته». وعن إعداده واستعداده لأداء الشخصية، قال فراس: «ظللت طيلة 3 سنوات أعد وأدرس هذه الشخصية، فتجسيد حياة الشاعر محمود درويش كانت حلم حياتي.. لأنه شخصية تستحق ليس فقط أن تجسد في عمل تلفزيوني، بل أن تدرس في المدارس والجامعات أيضا». وأكد فراس أن المسلسل سوف يتطرق إلى جوانب متعددة في حياة درويش، قائلا إن العاطفة كانت تستحوذ على جزء كبير جدا من حياة درويش، وإن هذا سيتضح في أحداث المسلسل، حيث سيكون أبرز جوانبه العاطفية من خلال شخصية (ريتا)، وهي ملهمه محمود درويش، التي تقوم بتجسيد شخصيتها الفنانة سلاف فواخرجي.

وأشاد فراس بسلاف فواخرجي قائلا إنها «موهبة فنية كبيرة ولا يزال لديها الكثير من الطاقات الإبداعية. ورومانسيتها كانت مسيطرة بشكل كبير في تصويرها لشخصيتها في المسلسل، حيث إنها لم تعتمد على الأداء الصوتي فقط بل أيضا الأداء بملامحها».

وعن ظروف إنتاجه للمسلسل وتحمله للتكلفة المادية كاملة، قال فراس إن «تكلفة الإنتاج كانت مرتفعة للغاية، وكل شيء أنفقت عليه بما يستحق حتى يظهر العمل إلى النور بالشكل الجيد اللائق بشخصية ثرية عظيمة مثل الشاعر المخضرم محمود درويش. وكان هناك في البداية شركاء في إنتاج المسلسل، لكن هناك بعض الظروف التي حدثت وانتهت إلى أن أقوم بإنتاج العمل كله بنفسي.. فلم أستطع التضحية بحلمي وإجهاضه من أجل المادة».

وأكد فراس أن الاحتجاجات والمظاهرات الدائرة في سورية لم تؤثر على سير العمل، لافتا إلى أن رأيه الخاص نحو تلك الاحتجاجات يماثل رأي أي مواطن سوري يعشق بلاده، وختم قائلا «أتطلع إلى أن تعود البلاد العربية التي تعاني حالة من عدم الاستقرار إلى حالتها الطبيعية».