إيمان البحر درويش: اعتقلوا ابني لأني غنيت لروح خالد سعيد

قال لـ «الشرق الأوسط» : إن قرارات خفية كانت وراء عدم إذاعة حفلاته

إيمان البحر درويش («الشرق الأوسط»)
TT

إيمان البحر درويش، مطرب مصري، توارى عن الساحة الغنائية لمدة 10 سنوات ليعتقد البعض أنه غير موجود على الساحة الفنية، لكن هذا البعد لم يكن بيده، حيث يكشف في حواره مع «الشرق الأوسط» أن قرارات خفية كانت وراء عدم إذاعة حفلاته أو الكتابة عن نجاحاتها في ظل النظام السابق، مبينا أن معاناته مع الأجهزة الأمنية امتدت إلى اعتقال ابنه للنيل منه وتشويه سمعته على صفحات الجرائد فقط لقيامه بالغناء في إحدى حفلات تكريم خالد سعيد الذي يعتبر مفجر الثورة المصرية.

عن أسباب ابتعاده واستعداداته لطرح ألبوم بعنوان «ثورة تحدي» الذي يقدم فيه أغنيات عن ثورة 25 يناير (كانون الثاني). تحدث إيمان البحر درويش مع «الشرق الأوسط» من القاهرة فكان هذا الحوار.

* حدثنا عن أسباب ابتعادك عن الساحة الغنائية لمدة 10 سنوات.

- عدم إذاعة أعمالي يجعل الناس تعتقد أنني غير موجود أو أنني اعتزلت الغناء، وأنا طوال حياتي أنتهج مبدأ اطلبوا الأمور بعزة الأنفس فإن الأمور تمشي بمقادير، لكن كانت الأمور في التلفزيون لها أسلوب أعرفه ولا أحب أن أتعامل به سواء من رشوة أو خلافه، عكس ما كان في السابق حيث حب الناس هو الذي يجبر أجهزة الإعلام على إذاعة أعمال من يحبه الناس. فكانت هناك قرارات خفية بعدم إذاعة حفلاتي أو الكتابة عن نجاحاتها لأنها أغنيات يتجاوب معها الجمهور وهو ما كان يرفضه النظام السابق.

* معنى ذلك أنك خضعت للمراقبة من قبل بعض الأجهزة الأمنية! - هذا صحيح، فقد تعرضت للمراقبة من جهاز أمن الدولة أكثر من مرة، أولها في بداية مشواري الفني عندما غنيت للشيخ «إمام عيسى» و«أحمد فؤاد نجم» و«نجيب سرور»، ومرة ثانية عندما غنيت للقدس قبل الانتفاضة، ومنذ ذلك الحين لا تذاع هذه الحفلات أو يكتب عنها شيء رغم نجاحها الساحق، وتأكدت بعد ثورة 25 يناير أنها كانت أوامر غير معلنة خاصة بالتعتيم علي. لكن سأحاول أن أذيع بعضا منها على صفحتي الخاصة في الـ«فيس بوك» قريبا، لكي تظهر الصورة لمن لم يتابع هذه الحفلات واعتقد أني غير متواجد على الساحة الفنية.

* جدك سيد درويش هو مطرب ثورة 1919، فهل ألبومك «ثورة تحدي» الخاص بثورة 25 يناير جاء لتسير على نفس نهج من غنى للثورة؟

- أنا لا أحب ركوب الموجة، وقد غنيت في التحرير قبل تنحي مبارك، وأعتقد من كان له موقف بعد التنحي لا يحسب موقفا، وعندما سيستمع الجمهور إلى ألبوم «ثورة تحدي» سيعلم إن كنت غنيت للثورة أم لا، لأن الفنان يجب أن يختار المعاني التي تعبر عن هذه الثورة العظيمة بما يتناسب مع قيمتها، وهذا الألبوم سوف أطرحه بمجرد أن تستقر الأوضاع وتنزاح غيمة القلق الذي يعم البلاد مع ألبومي «مش ندمان»، الذي قمت بتأجيل طرحه 40 يوما حدادا على ضحايا حادث كنيسة القديسين ثم قامت ثورة 25 يناير فاستمر التأجيل.

* برأيك.. ما هي أفضل الأغاني الوطنية التي ظهرت بعد الثورة؟

- أغنية «بحبك يا بلادي» لعزيز الشافعي ورامي جمال، تعتبر بالنسبة لي أجمل الأغاني الوطنية التي سمعتها، وأغنية «إزاي» لمنير رغم أنها ليست للثورة إلا أنها ارتبطت بالثورة وأحبها الناس، ولكنني لم أسمع عن موقف محمد منير طوال الثورة في الإعلام المقروء أو المسموع.

* ما رؤيتك لمصر بعد الثورة؟

- ما حدث معجزة وشيء عظيم يفتخر به كل مصري، ولن يستطيع أحد أن يقف أمام الشعب مرة أخرى، وكل المحاولات التي تدور الآن محاولة لتفتيت قوى الشعب ما بين استفتاء «نعم ولا» والأحزاب وانتخابات الرئاسة والتفرقة بين المسلمين والمسيحيين كلها ستبوء بالفشل بإذن الله، ومن وجهة نظري يجب القضاء على جميع رؤوس الأنظمة الفاسدة وباقي الخلايا السرطانية المنتشرة في كثير من المحليات لنبني مصر على نظام حر وديمقراطي بحق وليس مجرد شعارات كما كان في السابق.

* في رأيك من الأقرب الآن لمنصب رئيس الجمهورية؟

- أنا مقتنع بأن الرئيس يجب أن يكون رئيسا لكل المصريين، بمعنى أن يكون منصبا شرفيا والبرلمان الذي يمثل الشعب بجميع طوائفه هو الذي يقرر وليس الرئيس حتى لا نخلق ديكتاتورا آخر.

* غنيت في إحدى حفلات تكريم خالد سعيد الذي يعتبره البعض مفجر الثورة المصرية فتم اعتقال ابنك.. من كان وراء هذا؟

- وزير الداخلية الأسبق «حبيب العادلي» حاول أن يرسل لي رسالة أنه إذا لم أتراجع عن هذا الأسلوب في الغناء «فسوف نربيك» ولم يقدروا على ذلك فقاموا بالقبض على ابني لمدة 15 دقيقة عن طريق مباحث تنفيذ الأحكام لتنفيذ حكم غير موجود أصلا، لينشر في الصحافة في الصفحات الأولى لتشويه سمعتي وشرفي وليس المستهدف ابني طبعا، وهي ليست المرة الأولى للصحافة التي استطاعت الثورة أن تكشفها على حقيقتها وأطاحت بكل الفاسدين فيها.

* قدمت الكثير من الأعمال التمثيلية الناجحة للسينما والتلفزيون والمسرح، ومع هذا قلت إنك لم تجد نفسك في التمثيل، لماذا؟

- أنا لم أجد نفسي في التمثيل إلا عندما قمت ببطولة مسلسل «الإمام الشافعي» وأنا أفخر بأن قمت بتجسيد هذه الشخصية العظيمة والعمل يشهد على ذلك، وقد ترك الدور أثر عظيم في نفسي فأنا أحب الإمام الشافعي كعقلية وذي منطق وسطي في التفكير واستنباط الأحكام، فهو مؤثر في نفسي من قبل أن أؤدي هذا الدور.

* صرحت من قبل أن من أمنياتك تجسيد حياة جدك «سيد درويش» حتى تكشف أسباب وفاته، فهل الفكرة ما زالت قائمة؟

- طبعا هي من أجمل أمنياتي والحمد لله أن تم اختياري من المؤلف الكبير محفوظ عبد الرحمن والمخرج الرائع إسماعيل عبد الحافظ في مسلسل «أهل الهوى» الذي يروي قصة حياة عظماء مصر في فترة ثورة 19 ومنهم «بيرم التونسي» الذي يجسده الفنان القدير «توفيق عبد الحميد» وأنا أقوم بدور جدي سيد درويش.

* قمت بتسجيل بعض الآيات القرآنية بصوتك بالإضافة إلى حرصك على الأذان من وقت لآخر في بعض المساجد الشهيرة.. هل ستستمر رغم اعتراض بعض الفقهاء على تلاوة الفنانين للقرآن؟

- قمت بتسجيل بعض الآيات القرآنية في مسلسل الإمام الشافعي، وعن الأذان فهو ثواب عظيم ولعل الله يتقبله ولا أعتقد أن هناك من يستطيع منعي من ذلك فثوابه عظيم فكل من يسمع صوت المؤذن في الكون يستغفر له ولم يوجه لي فقيه اعتراضه لليوم.